«الاستثمار».. تفعيل «المجلس الأعلى» واعتماد التحول الرقمي وإنشاء مناطق تكنولوجية
تاريخ النشر: 4th, March 2024 GMT
طالبت تنسيقية شباب الأحزاب والسياسيين بتفعيل المجلس الأعلى للاستثمار وإنفاذ قراراته التى صدرت فى انعقاده الأخير برئاسة الرئيس السيسى، ومنها إطلاق الرخص الذهبية، على أن تكون الأمر السائد وليس الاستثناء، وتبذل الحكومة والدولة جهداً كبيراً فى تخفيف البيروقراطية بين الهيئات فيما يخص التراخيص وإنهاء الإجراءات.
وقال عماد رؤوف، عضو تنسيقية شباب الأحزاب والسياسيين، إن رؤية «التنسيقية» فى الحوار حول ملف الاستثمار تتمثل فى أن المؤشرات الاقتصادية العالمية تعبر عن النظرة الخارجية للاقتصاد المصرى وكيف يراها العالم، وهى بالطبع أول ما يجذب اهتمام المستثمر الأجنبى، حيث توفر للمستثمرين معلومات قيمة عن نقاط القوة والضعف فى الاقتصادات المختلفة، ما يساعدهم على اتخاذ قرارات مستنيرة حول مكان استثمار رؤوس أموالهم.
وأشار «رؤوف» إلى أن مصر كانت اقتصاداً مفتوحاً نسبياً للاستثمار الأجنبى فى السنوات الأخيرة، وفى عام 2022 تلقت البلاد نحو 8.9 مليار دولار من الاستثمار الأجنبى المباشر، ما وضعها فى المركز الثانى كأكبر متلقٍ للاستثمار الأجنبى المباشر فى أفريقيا بعد جنوب أفريقيا، ولكنها لم تصل لمستويات عام 2007 التى بلغت 11.58 مليار دولار، لافتاً إلى أن الأرقام والإحصائيات ستتغير للأفضل بعد وصول تمويل مشروع رأس الحكمة المعلن عنه مؤخراً.
وأوضح، لـ«الوطن»، أن «مؤشرات البيئة التشريعية والتنظيمية تحمل أثراً مباشراً على مخاطر السمعة ودرجة اليقين والثقة لدى المستثمر سواء المحلى أو الأجنبى، وبمعنى آخر إلى أى مدى يؤدى عدم اليقين إلى خسائر المستثمرين والموردين، والتى تشمل فى مضمونها مجموعة مؤشرات فرعية، من أهمها مؤشر الحوكمة العالمى (فاعلية الحكومة - المشاركة والمساءلة - الاستقرار السياسى - الجودة التنظيمية وسيادة القانون - مكافحة الفساد)، وقد ارتفع مؤشر مصر ٥ مؤشرات فرعية منها».
وأضاف أن مصر جاءت فى المركز الـ١٢ عربياً فى مؤشر بيئة أداء الأعمال، وتحسن قيمة متوسط المؤشر من ١١٤ إلى ٩٩ عام ٢٠٢٢، ومن ضمن مؤشراتها الفرعية التى تقع فى المنطقة الحمراء (التجارة عبر الحدود - تسجيل الملكية الفكرية - حماية مستثمرى الأقلية - دفع الضرائب - تنفيذ العقود)، منوهاً بأن مصر حلت بالمركز الثانى عربياً فى مؤشر اتفاقيات الاستثمار الثنائية (وفقاً لقاعدة بيانات اتفاقيات الاستثمار الصادرة عن الأونكتاد) بعدد ١٠٠ اتفاقية ثنائية وتسبقها الإمارات.
وأشار عضو «التنسيقية» إلى أن مصر تصدرت المركز الأول عربياً و٥٩ عالمياً فى مؤشر الاتفاقيات ذات الصلة بالاستثمار، تليها البحرين والسعودية والإمارات، موضحاً أن هناك عدداً من العوامل التى أسهمت فى زيادة جاذبية مصر للمستثمرين الأجانب، منها حجم السوق، وعدد سكان الذى يزيد على 100 مليون شخص، والقوى العاملة الشابة والمتعلمة، حيث تصل نسبة الشباب إلى نحو ٦٠٪ من السكان، فضلاً عن الموقع الاستراتيجى فى منطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا، والبيئة السياسية المستقرة، وتوقيع اتفاقيات التجارة الحرة مع الدول الأخرى.
وأضاف أنه على الرغم من هذه العوامل الإيجابية، فإن هناك أيضاً عدداً من التحديات التى يواجهها المستثمر المحلى والأجنبى فى مصر، منها وجود درجة من البيروقراطية، وضعف النظام القانونى، وضعف البنية التحتية فى بعض المناطق، وعدم استقرار سعر الصرف، وارتفاع سعر الفائدة، على حد قوله، وقال: «لهذا تحتاج الحكومة إلى معالجة التحديات التى يواجهها المستثمرون الأجانب من أجل جذب المزيد من الاستثمار المباشر، وتعزيز النمو الاقتصادى، وتحسين ترتيب مصر فى المؤشرات المختلفة».
وأوصى عضو «التنسيقية» بضرورة الإسراع فى تنفيذ خطط التحول الرقمى للحد من البيروقراطية، وتبسيط إجراءات الموافقة على الاستثمار، إلى جانب الإسراع فى إصدار قانون تداول المعلومات؛ لزيادة الشفافية وتسهيل حصول المستثمرين على المعلومات حول الاقتصاد المصرى، فضلاً عن محاربة الفساد وضمان تكافؤ الفرص لجميع المستثمرين، والإسراع فى تنفيذ وثيقة ملكية الدولة، وإصدار خطة تنفيذية مصحوبة بمؤشرات أداء رئيسية لتخارج الدولة من القطاعات المنصوص عليها فى وثيقة سياسات ملكية الدولة، وجدول واضح لبرنامج سواء طرح مباشر، مستثمر استراتيجى، أو أنظمة الشراكة المتنوعة بين القطاع العام والخاص، وتعزيز الشراكات بين القطاع الحكومى والقطاع الخاص PPP، وإنشاء مناطق حرة تكنولوجية تجذب المستثمر الأجنبى والمحلى.
وأضاف أنه يجب العمل على تعزيز النظام القانونى وضمان حماية حقوق المستثمرين وتقصير مدة التقاضى، وتوسيع اختصاصات المحاكم الاقتصادية بما يعزز آليات تسويات النزاعات التجارية وتسريع إنفاذ العقود، وكذلك زيادة الاستثمارات فى البنية التحتية الرقمية، ومد الكابلات الضوئية داخل البلاد، وتنفيذ تكنولوجيا الجيل الخامس 5G للاتصالات، وتعزيز الحوافز للمستثمرين فى هذا القطاع، وتفعيل آليات التوقيع الإلكترونى بشكل أكثر فاعلية.
وأشار إلى ضرورة إعادة النظر فى السياسات المالية؛ للحصول على سعر صرف مرن، والسيطرة على التضخم، وخفض نسب الفائدة لتشجيع الاستثمار وتسهيل إجراءات الحصول على التمويل، وإزالة معوقات التسجيل فى البورصة، وإعادة النظر فى هيكل الضرائب، وخلق بيئة تشريعية ضريبية مستقرة للقضاء على عدم استقرار التشريعات الضريبية، وتعدد الجهات المنوطة بها، وفرض رسوم إضافية من الجهات المختلفة.
وطالب «رؤوف» بضرورة الترويج لمصر كوجهة استثمارية عبر القنوات المختلفة، بخاصة فى المؤتمرات والمعارض الاستثمارية الدولية، والشركات متعددة الجنسيات، وتعزيز التكامل الإقليمى، وهو ما يتطلب تحرير التجارة، ورفع عوائق التجارة الجمركية وغير الجمركية.
المصدر: الوطن
كلمات دلالية: التنسيقية ندوات وورش عمل الأمن الغذائى أن مصر
إقرأ أيضاً:
خطة النواب: التحول الرقمي يعزز الشفافية ويجذب الاستثمارات
أشادت النائبة مرفت الكسان، عضو لجنة الخطة والموازنة بمجلس النواب، بالخطوات التي تتخذها الدولة لدمج التكنولوجيا الرقمية في مختلف القطاعات، مؤكدة أن هذه الجهود سيكون لها تأثير إيجابي مباشر على بيئة الاستثمار من خلال تعزيز الشفافية وتحسين مناخ الأعمال.
وأوضحت الكسان في تصريح خاص لـ"صدى البلد"، أن الاعتماد على التحول الرقمي يساهم في تقليل البيروقراطية، وتسهيل الإجراءات الإدارية، وتحسين كفاءة المؤسسات الحكومية والخاصة، وهو ما يعزز مناخ الاستثمار ويشجع الشركات الأجنبية على ضخ أموالها في السوق المصرية.
استراتيجيات واضحة لدعم قطاع الاتصالاتوأشارت النائبة إلى أن الحكومة تضع استراتيجيات واضحة لدعم قطاع الاتصالات وتكنولوجيا المعلومات، ومنها إطلاق مبادرة "الرواد الرقميون"، التي تهدف إلى تأهيل الشباب وتمكينهم من دخول سوق العمل التكنولوجي، وهو ما سيعزز قدرة مصر على تصدير الخدمات الرقمية وجذب استثمارات كبرى الشركات العالمية العاملة في هذا المجال.
وأكدت الكسان أن التحول إلى الاقتصاد الرقمي سيؤدي إلى زيادة معدلات النمو الاقتصادي، حيث ستتمكن الدولة من زيادة مواردها المالية عبر التوسع في تصدير البرمجيات والخدمات الرقمية، وهو ما سيؤدي إلى تحسين مستويات الدخل وزيادة فرص العمل.
وأضافت أن الدولة تدرك أهمية تطوير البنية التحتية التكنولوجية، وهو ما يعزز من مكانة مصر كوجهة جذابة للاستثمارات في مجالات الأمن السيبراني، والذكاء الاصطناعي، وعلوم البيانات، مشيرة إلى أن التوجه نحو الرقمنة سيعزز ثقة المستثمرين الدوليين في الاقتصاد المصري.
واختتمت النائبة تصريحها بالتأكيد على أن مصر تمتلك كل المقومات اللازمة لكي تصبح مركزًا إقليميًا في مجال التكنولوجيا، سواء من حيث رأس المال البشري المؤهل، أو التشريعات الداعمة، أو بيئة الاستثمار المحفزة، مما يجعلها وجهة واعدة للشركات العالمية التي تبحث عن أسواق قوية في قطاع التكنولوجيا والاتصالات.
اجتمع الرئيس عبد الفتاح السيسي، اليوم، مع الدكتور مصطفي مدبولي رئيس مجلس الوزراء، والدكتور عمرو طلعت وزير الاتصالات وتكنولوجيا المعلومات والفريق أشرف زاهر مدير الأكاديمية العسكرية المصرية.
وصرح المتحدث الرسمي باسم رئاسة الجمهورية بأن الاجتماع شهد استعراضًا لجهود الدولة في تأهيل وتدريب الكوادر في مجال الاتصالات وتكنولوجيا المعلومات والبرمجيات، لتصبح ركنًا أساسيًا في عملية التحول إلى الرقمنة، وبالتالي تعزيز الصادرات الرقمية كأحد محاور تنمية الاقتصاد الوطني.
كما تطرق الاجتماع إلى الجهود المبذولة لتعزيز القدرات التنافسية لمصر في هذا المجال، وجعلها واحدة من أبرز المقاصد العالمية لاستثمارات الشركات العاملة في مجال تصدير الخدمات الرقمية، ومن بينها البرمجيات، في ظل المزايا التنافسية التي تمتلكها مصر في هذا الخصوص، التي تشمل الموقع الجغرافي وتوافر الكوادر البشرية المؤهلة.
وأشار السفير محمد الشناوي، المتحدث الرسمي، إلى أن الاجتماع تناول تفصيلاً التطورات ذات الصلة بمبادرة "الرواد الرقميون"، التي تهدف إلى تأهيل مجموعة ضخمة من الشباب مجاناً عن طريق منح دراسية في مختلف مجالات الاتصالات وتكنولوجيا المعلومات، وذلك لمساعدتهم في دخول سوق العمل في هذا القطاع الواعد من خلال تقديم التدريب الفني والتدريب العملي في كبرى الشركات.
بالإضافة إلى بناء المهارات الشخصية، بما في ذلك اللغات. وقد تناول الاجتماع التخصصات التي سوف تشملها المبادرة، والتي تتضمن الذكاء الاصطناعي، علوم البيانات، الأمن السيبراني، تطوير البرمجيات، الشبكات والبنية التحتية الرقمية، الفنون الرقمية، تصميم الدوائر الإلكترونية وبناء النظم المدمجة.
وأوضح المتحدث الرسمي أنه قد تم التأكيد خلال الاجتماع على توسيع قاعدة المستفيدين من مبادرة "الرواد الرقميون"، بحيث تكون مفتوحة للتسجيل فيها لأي من المواطنين، من كافة محافظات مصر، ممن تكون لديهم القدرة على تحصيل العلم والرغبة في اتخاذ الاتصالات وتكنولوجيا المعلومات كمسار مهني بغض النظر عن الخلفية العملية والمؤهل العلمي، وأن الهدف من المبادرة هو إحداث نقلة نوعية في الكوادر المدربة في مجال الاتصالات وتكنولوجيا المعلومات كمّا وكيفا.
وأضاف المتحدث الرسمي أن الرئيس قد أكد في هذا السياق على أهمية السعي نحو التحول إلى مجتمع رقمي متكامل، ودعم المهنيين المستقلين وزيادة عددهم، والتوسع في التدريب وبناء القدرات الرقمية من خلال مدارس التكنولوجيا التطبيقية ومراكز إبداع مصر الرقمية، والاستثمار في الكوادر البشرية، خاصة من الشباب، وتوفير المنح وبرامج التدريب والتأهيل وبناء القدرات، بما يتناسب مع المتطلبات الحديثة لسوق العمل والاقتصاد القائم على المعرفة.