طالبت تنسيقية شباب الأحزاب والسياسيين بتفعيل المجلس الأعلى للاستثمار وإنفاذ قراراته التى صدرت فى انعقاده الأخير برئاسة الرئيس السيسى، ومنها إطلاق الرخص الذهبية، على أن تكون الأمر السائد وليس الاستثناء، وتبذل الحكومة والدولة جهداً كبيراً فى تخفيف البيروقراطية بين الهيئات فيما يخص التراخيص وإنهاء الإجراءات.

«رؤوف»: تنفيذ وثيقة ملكية الدولة وتسريع إصدار قانون تداول المعلومات لزيادة الشفافية وتسهيل الحصول على المعلومات الاقتصادية

وقال عماد رؤوف، عضو تنسيقية شباب الأحزاب والسياسيين، إن رؤية «التنسيقية» فى الحوار حول ملف الاستثمار تتمثل فى أن المؤشرات الاقتصادية العالمية تعبر عن النظرة الخارجية للاقتصاد المصرى وكيف يراها العالم، وهى بالطبع أول ما يجذب اهتمام المستثمر الأجنبى، حيث توفر للمستثمرين معلومات قيمة عن نقاط القوة والضعف فى الاقتصادات المختلفة، ما يساعدهم على اتخاذ قرارات مستنيرة حول مكان استثمار رؤوس أموالهم.

وأشار «رؤوف» إلى أن مصر كانت اقتصاداً مفتوحاً نسبياً للاستثمار الأجنبى فى السنوات الأخيرة، وفى عام 2022 تلقت البلاد نحو 8.9 مليار دولار من الاستثمار الأجنبى المباشر، ما وضعها فى المركز الثانى كأكبر متلقٍ للاستثمار الأجنبى المباشر فى أفريقيا بعد جنوب أفريقيا، ولكنها لم تصل لمستويات عام 2007 التى بلغت 11.58 مليار دولار، لافتاً إلى أن الأرقام والإحصائيات ستتغير للأفضل بعد وصول تمويل مشروع رأس الحكمة المعلن عنه مؤخراً.

وأوضح، لـ«الوطن»، أن «مؤشرات البيئة التشريعية والتنظيمية تحمل أثراً مباشراً على مخاطر السمعة ودرجة اليقين والثقة لدى المستثمر سواء المحلى أو الأجنبى، وبمعنى آخر إلى أى مدى يؤدى عدم اليقين إلى خسائر المستثمرين والموردين، والتى تشمل فى مضمونها مجموعة مؤشرات فرعية، من أهمها مؤشر الحوكمة العالمى (فاعلية الحكومة - المشاركة والمساءلة - الاستقرار السياسى - الجودة التنظيمية وسيادة القانون - مكافحة الفساد)، وقد ارتفع مؤشر مصر ٥ مؤشرات فرعية منها».

وأضاف أن مصر جاءت فى المركز الـ١٢ عربياً فى مؤشر بيئة أداء الأعمال، وتحسن قيمة متوسط المؤشر من ١١٤ إلى ٩٩ عام ٢٠٢٢، ومن ضمن مؤشراتها الفرعية التى تقع فى المنطقة الحمراء (التجارة عبر الحدود - تسجيل الملكية الفكرية - حماية مستثمرى الأقلية - دفع الضرائب - تنفيذ العقود)، منوهاً بأن مصر حلت بالمركز الثانى عربياً فى مؤشر اتفاقيات الاستثمار الثنائية (وفقاً لقاعدة بيانات اتفاقيات الاستثمار الصادرة عن الأونكتاد) بعدد ١٠٠ اتفاقية ثنائية وتسبقها الإمارات.

وأشار عضو «التنسيقية» إلى أن مصر تصدرت المركز الأول عربياً و٥٩ عالمياً فى مؤشر الاتفاقيات ذات الصلة بالاستثمار، تليها البحرين والسعودية والإمارات، موضحاً أن هناك عدداً من العوامل التى أسهمت فى زيادة جاذبية مصر للمستثمرين الأجانب، منها حجم السوق، وعدد سكان الذى يزيد على 100 مليون شخص، والقوى العاملة الشابة والمتعلمة، حيث تصل نسبة الشباب إلى نحو ٦٠٪ من السكان، فضلاً عن الموقع الاستراتيجى فى منطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا، والبيئة السياسية المستقرة، وتوقيع اتفاقيات التجارة الحرة مع الدول الأخرى.

وأضاف أنه على الرغم من هذه العوامل الإيجابية، فإن هناك أيضاً عدداً من التحديات التى يواجهها المستثمر المحلى والأجنبى فى مصر، منها وجود درجة من البيروقراطية، وضعف النظام القانونى، وضعف البنية التحتية فى بعض المناطق، وعدم استقرار سعر الصرف، وارتفاع سعر الفائدة، على حد قوله، وقال: «لهذا تحتاج الحكومة إلى معالجة التحديات التى يواجهها المستثمرون الأجانب من أجل جذب المزيد من الاستثمار المباشر، وتعزيز النمو الاقتصادى، وتحسين ترتيب مصر فى المؤشرات المختلفة».

وأوصى عضو «التنسيقية» بضرورة الإسراع فى تنفيذ خطط التحول الرقمى للحد من البيروقراطية، وتبسيط إجراءات الموافقة على الاستثمار، إلى جانب الإسراع فى إصدار قانون تداول المعلومات؛ لزيادة الشفافية وتسهيل حصول المستثمرين على المعلومات حول الاقتصاد المصرى، فضلاً عن محاربة الفساد وضمان تكافؤ الفرص لجميع المستثمرين، والإسراع فى تنفيذ وثيقة ملكية الدولة، وإصدار خطة تنفيذية مصحوبة بمؤشرات أداء رئيسية لتخارج الدولة من القطاعات المنصوص عليها فى وثيقة سياسات ملكية الدولة، وجدول واضح لبرنامج سواء طرح مباشر، مستثمر استراتيجى، أو أنظمة الشراكة المتنوعة بين القطاع العام والخاص، وتعزيز الشراكات بين القطاع الحكومى والقطاع الخاص PPP، وإنشاء مناطق حرة تكنولوجية تجذب المستثمر الأجنبى والمحلى.

وأضاف أنه يجب العمل على تعزيز النظام القانونى وضمان حماية حقوق المستثمرين وتقصير مدة التقاضى، وتوسيع اختصاصات المحاكم الاقتصادية بما يعزز آليات تسويات النزاعات التجارية وتسريع إنفاذ العقود، وكذلك زيادة الاستثمارات فى البنية التحتية الرقمية، ومد الكابلات الضوئية داخل البلاد، وتنفيذ تكنولوجيا الجيل الخامس 5G للاتصالات، وتعزيز الحوافز للمستثمرين فى هذا القطاع، وتفعيل آليات التوقيع الإلكترونى بشكل أكثر فاعلية.

وأشار إلى ضرورة إعادة النظر فى السياسات المالية؛ للحصول على سعر صرف مرن، والسيطرة على التضخم، وخفض نسب الفائدة لتشجيع الاستثمار وتسهيل إجراءات الحصول على التمويل، وإزالة معوقات التسجيل فى البورصة، وإعادة النظر فى هيكل الضرائب، وخلق بيئة تشريعية ضريبية مستقرة للقضاء على عدم استقرار التشريعات الضريبية، وتعدد الجهات المنوطة بها، وفرض رسوم إضافية من الجهات المختلفة.

وطالب «رؤوف» بضرورة الترويج لمصر كوجهة استثمارية عبر القنوات المختلفة، بخاصة فى المؤتمرات والمعارض الاستثمارية الدولية، والشركات متعددة الجنسيات، وتعزيز التكامل الإقليمى، وهو ما يتطلب تحرير التجارة، ورفع عوائق التجارة الجمركية وغير الجمركية.

المصدر: الوطن

كلمات دلالية: التنسيقية ندوات وورش عمل الأمن الغذائى أن مصر

إقرأ أيضاً:

تكريم أربعة مبدعين مصريين بملتقى الشارقة بالأعلى للثقافة.. صور

تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق

تحت رعاية  الشيخ الدكتور سلطان بن محمد القاسمي، وبرعاية الدكتور أحمد فؤاد هنو، وزير الثقافة؛ استضاف المجلس الأعلى للثقافة بإشراف الدكتور أشرف العزازي، الأمين العام للمجلس الأعلى للثقافة حفل التكريم الذي أقامه ملتقى الشارقة للتكريم الثقافي؛ لكل من: الكاتبة والناقدة اعتدال عثمان، والأديب والناقد شوقي بدر يوسف، والناقد الدكتور صلاح السروي، والأديب والكاتب الصحفي عزت القمحاوي. 
أشار الدكتور أشرف العزازي إلى أهمية الاحتفاء بالكتاب والأدباء الذين أثروا الحياة الثقافية، ممن قدموا صورة ناصعة البياض للمبدع والمثقف المصري الذي يدافع بقلمه عن قيم الحق والخير والجمال، مؤكدًا أن هذا التكريم يأتي اعتزازًا بدور المبدع والمثقف في الارتقاء بالفعل الثقافي والشأن الإبداعي في الوطن العربي.
وأضاف أن هذا التكريم في بلدانهم وبين أهليهم، يحمل لفتةً خاصة وطيّبة، حين تذهب الشارقة إلى المبدع في مكانه وبين محيطه وتشدُّ على يديه، وتعتز بدوره الثقافي والإنساني الوطني الفاعل.
وموضحًا أن هذه المبادرة تحل للمرة السادسة في مصر بعد أن تم تكريم سبعة عشر أديبًا مصريًّا خلال الأعوام الأربعة الماضية، بالتعاون والتنسيق مع المجلس الأعلى للثقافة.
وأثنى العزازي على الجهد المثمر للشارقة قائلًا: "ليس غريبًا على الشارقة هذا الجهد المثمر ولا هذا النشاط الحقيقي الفاعل، والذي تؤكده الأنشطة الثقافية التي أقامتها الشارقة بالتعاون مع المجلس الأعلى للثقافة مثل: ملتقى الشارقة للسرد، وملتقى جائزة الشارقة للإبداع العربي لشباب المبدعين الذي أقيم بالمجلس الأعلى للثقافة أكثر من مرة، متمنيًا دوام التعاون في خدمة الإبداع والمبدعين، ما يثري الحياة، ويزيد رقعة الجمال والمحبة والتلاقي الأخوي بين شعبينا الشقيقين".    
وأوضح السيد عبد الله العويس ممثل سفارة دولة الإمارات العربية المتحدة أن انعقاد الدورة الحادية والعشـرين في ربوع الوطن العربي والسـادسـة هنا في جمهورية مصر العربية من ملتقى الشارقة للتكريم الثقافي؛ يأتي بمبادرة كريمة من صاحب السمو الشيخ الدكتور سلطان القاسمي عضو المجلس الأعلى حاكم الشارقة، وبالتعاون مع المجلس الأعلى للثقافة، مؤكدًا أن تلك الدورة تأتي احتفاءً بعدد من الكتاب والأدبـاء الذين أثروا الحياة الثقافية، مقدّمين صـورة ناصـعة البياض للمبدع والمثقف المصـري الذي يدافع بقلمه عن قيم الحق والخير والجمال، ويأتي هذا التكريم اعتزازًا بدور المبدع والمثقف في الارتقاء بالفعل الثقافي والشـأن الإبداعي في الوطن العربي، إذ يكرم الملتقى هذا العام مجموعة من الرموز الثقافيـة، وهم: الأستاذة اعتدال عثمان والأديب شوقي بدر يوسف والدكتور صلاح السروي والأديب عزت القمحاوي، ويأتي هذا التكريم في بلدانهم وبين أهليهم ليحمل لفتة خاصـة وطيبة، حين تذهب الشـارقة إلى المبدع في مكانه وبين محيطه وتشد على يـديـه، وتعتز بدوره الثقافي والإنساني الوطني الفاعل. وتحل هذه المبادرة للمرة السـادسـة في مصر بعد أن تم تكريم سـبعة عشـر أديبًا مصـريًّا خلال الأعوام الأربعة الماضية، بالتعاون والتنسيق مع المجلس الأعلى للثقافة. 
وتحدثت الناقدة اعتدال عثمان عن تجربتها قائلة: "عندمـا أتأمـل خبرة الكتابـة الإبداعيـة لديَّ أجدهـا تـكاد تلتقـي في بعـض جوانـبهـا مـع التجارب الروحية الصوفيـة المستمدة مـن تراثنا الغنـي، غير أن النشاط الروحـي المفـارق للحـواس ينشـد هنـا غاية الوصـول إلى حضرة الكتابة. وفي حضرة هذه الكتابـة الإبداعية تصاغ التجربة أو الخبرة الحياتية أو المعرفـة المكتسبة بلغة حسية أحيانًا، ويميـل الشكل في هذه الحالة إلى القصة القصيـدة، على نحـو مـا ظهـر في بعـض نصـوص كتابي القصصي الأول "يونـس البحـر". 
وأضافت: "عندمـا أتأمـل تجربتـي النقديـة، أجـد أننـي توصلـت مبـكـرًا إلى قناعـة أن النقـد بالنسبة لي عمليـة إبداعيـة أيضـًا مـع اخـتلاف المنطلقـات، فانـطلاق الكتابـة في الـخبرة الأولى الإبداعية يكـون نتيجـة تفـاعلات تحـدث داخـل الـذات المبدعـة، أمـا في الخبرة الثانية النقديـة فيكـون لتفاعـل خلالهـا مع النـص المنقـود، بيـنما تطمح الكتابة النقدية أيضًـا إلى محاورة المشهد الثقافي العـربي المعـاصر، وذلـك مـن خلال تجسـده أدبيًّا في أعمال روائيـة، وقصصيـة، وشـعرية، صـدرت على امتـداد السـاحة العربيـة، تنتمـي إلى أجيال مختلفـة، ورؤى فكريـة وإبداعيـة متنوعـة". 
وأشاد الدكتور شوقي بدر يوسف بدور صاحـب السمو الشيخ الدكتـور سلطان بـن محمـد القاسمي، عضـو المجلس الأعلى حاكـم الشارقة على رعايته الدائمة لهذا الملتقى في دوراتـه المختلفـة على مسـتوى العالم العـربي وعلى دعـم الثقافـة وكتابها في سبيل النهـوض بالحقـل الثقافي.
وعن تجربته قال: "أمـارس النقـد الأدبي في مجـال السرديـات ولي فيـه عـدد مـن الكتـب النقدية، تناولـت فيهـا القصـة القصيرة في أكثر مـن كتاب، وتناولت العديـد مـن الأعمال الروائيـة لعـدد مـن الروائـيين على مسـتوى مصر والعـالم العـربي والأدب العالمـي والإفريقـي، وأنـا متخصـص في النقـد الأدبي ولا أمـارس أي نـوع آخـر مـن الإبـداع سـوى الكتابـة النقديـة ومتابعـة الأعمال السرديـة ومـا يرتبـط بهـا مـن موضوعـات خاصـة بالسرد في الدوريات والملاحـق الأدبيـة والثقافيـة المنـتشرة في العـالم العـربي".
وقال الدكتور صلاح السروي عن تجربته: "لازمنـي سـؤال الحريـة منذ مراهقتي الباكرة"، وأضاف: "أدين بالفضـل لكل مـا واجهتـه وخبرتـه فـيما سبق، مـن طفولة ويفاعـة ومـا بعـدهما، كما أديـن على نحـو خاص، إلى أساتذتي في كل من الصرحين العلميين العريقين: كلية دار العلـوم وكلية الآداب جامعـة القاهـرة. مـن الطاهـر أحمـد مكي، وعلي عشري زايـد، وسـعد مصلـوح، إلى عبـد المحسـن طـه بـدر، وعبـد المنعـم تلـيمـة، وحسـن حنفـي. كل الأعلام الشوامخ الذيـن شرفـت بمجـرد أننـي عاصرتهـم، وتلقيت العـلـم منهـم، مـا وسـعني". 
وقال الكاتب عزت القمحاوي عن تجربته: "بعد معرفـة الكثير مـن سير الكتاب صرت أعتقـد أن القاسم المشترك بين مـن يدركهـم ولع الكتابة هـو صعوبـة التواصـل مـع العـالم، فالكتابة قـادرة على إنجاز هذ المهمة بنجاح، فهي تمنح فرصـة للمحو والتعديـل، والكتـاب منعزلـون بـالضرورة، تزودهم جـدران عزلاتهـم بالشـجاعة، وتمنحهـم الفرصة لبناء عـالم بديـل على هواهـم. اخترت العزلة قبل أن أختار الكتابة، ربما لأنني لا أصلح لغيرهـا. كنـت الطفـل الـذي يكتشـفون غيابـه عـن الولائـم والاحتفالات العائليـة".

مقالات مشابهة

  • مسؤول أممي: المغرب يجعل من التحول الرقمي رافعة أساسية في استراتيجيته التنموية
  • التخطيط: تفعيل آلية ضمانات الاستثمار مع الاتحاد الأوروبي لإتاحة المزيد من الفرص التوسعية بمصر
  • «من الطاقة إلى التحول الرقمي».. خريطة تعاون واسعة بين مصر والمجر
  • الرافدين يُفعّل النظام المصرفي الشامل في 57 فرعًا ضمن خطة التحول الرقمي
  • شكشك والناجح يناقشان ميزانيات قطاع الاتصالات ومشروعات التحول الرقمي
  • مكة تحقق المركز الـ39 وفق مؤشر IMD للمدن الذكية 2025
  • مكة المكرمة تحقق المركز الـ39 وفق مؤشر IMD للمدن الذكية 2025
  • “مكة” تحقق المركز الـ39 وفق مؤشر IMD للمدن الذكية 2025
  • «الدبيبة» يتابع أداء قطاع الاتصالات وملف التحول الرقمي
  • تكريم أربعة مبدعين مصريين بملتقى الشارقة بالأعلى للثقافة.. صور