«الضرائب والجمارك».. هيئة لإدارة الموارد السيادية وإصدار قانون للمسؤولية المالية
تاريخ النشر: 4th, March 2024 GMT
يحتل ملف الضرائب والجمارك أهمية كبيرة فى جلسات الحوار الوطنى الاقتصادى فى نسخته الثانية، كما جرى البدء بمناقشتها نظراً لأهميتها العائدة على المواطن بشكل مباشر.
«سالم»: نطالب بمشروع قومى لتوحيد الضريبة العقارية وتخفيف العبء عن المستثمر والمواطن.. ونسعى لوضع سقف للاستدانة وخفض الدين العام لـ90%وفى هذا السياق، قال الدكتور محمد سالم، الخبير الاقتصادى، عضو تنسيقية شباب الأحزاب والسياسيين، إن محور الضرائب والجمارك يحظى باهتمام «التنسيقية»، وتركز على إنشاء هيئة لإدارة الموارد السيادية لجمع الضرائب والجمارك.
وأكد «سالم» أنه لا بد من وضع إطار تنظيمى قانونى للدين العام يسمى قانون المسئولية المالية، ويتضمن مسئولية هيكل إدارى عن إدارة الدين العام من خلال استراتيجية تتبنى مفاهيم إدارة المخاطر للدين، والاضطلاع بعملية تسوية ومبادلات للديون الحكومية من خلال الأصول وتطبيق مبدأ إدارة الأصول فى محفظة الدين العام، كما ستتولى وضع مجموعة من الضوابط والمعايير للاستدانة سواء الدين الداخلى أو الخارجى، منها وجود نسبة الدين العام للناتج المحلى الإجمالى والدين الخارجى للمؤشرات، لافتاً إلى أن اللجنة تشمل رئيس الوزراء ووزارات التخطيط والمالية والتعاون الدولى ومجموعة من الخبراء فى مجالات الاقتصاد والمحاسبة والائتمان المصرفى.
وأضاف «سالم»، لـ«الوطن»، أنه لا بد من وضع سقف للاستدانة على غرار العديد من الدول، ولكن دون وضع رقم محدد، ويكون من خلال نسبة محددة بعد إصدار القانون، وتستهدف خفض نسبة الدين العام فى الناتج المحلى لـ90%، وفى خلال 5 سنوات تنخفض النسبة إلى 70% لنكون فى النسبة النموذجية الآمنة للدين العام من الناتج المحلى الإجمالى، مشيراً إلى أن مناقشة ملف الدين العام كان بحضور ممثلين عن وزارة المالية ووزيرة التعاون الدولى، وهو ما يؤكد أهمية استمرار الجلسات النقاشية بين الحكومة والخبراء.
وأشار إلى أن السياسة الضريبية من أهم الملفات التى تتم مناقشتها فى الحوار الوطنى، وتهدف لإرساء مبدأ عدالة الضرائب والكفاءة فى التحصيل الضريبى، مطالباً بإنشاء هيئة للموارد السيادية تجمع الجمارك والضرائب وكبار الممولين، تنتج عنها قاعدة بيانات موحدة لمنع تكرار الضرائب وإرهاق الممولين، بما يضمن حسم النزاعات والخلافات بين الممولين والضرائب، وحوكمة لقاعدة البيانات، وتسهيل العمل فى جمع الضرائب، لافتاً إلى أنه اقترح مشروعاً قومياً للتسجيل العقارى، لترفع الدولة عن كاهل المواطنين الأعباء المالية والإدارية الخاصة بالتسجيل العقارى والتى تعطل تسجيل الثروة العقارية.
وتابع: «أصبح لدينا 90% من الثروة العقارية غير مسجلة ويصعب الاستثمار وتداول العقارات بشكل كبير بسببها، وينتج عن ذلك غياب العدالة فى توزيع العبء الضريبى على أصحاب السكن الفاخر وباقى المواطنين الذين يملكون مسكناً واحداً، وبالتالى التسجيل الإلكترونى يساعد فى حصر العقارات وتوحيد الضريبة التى تدفع لمرة واحدة فقط، وتساعد الدولة فى جمع إيراد كبير من العقارات، وعدم وجود أعباء إضافية على المستثمرين».
ولفت إلى أن التوسع فى البنية التحتية يسهم فى الدفع بعجلة الاقتصاد وتوفير فرص عمل للشباب، منوهاً بأن مشروعات البنية التحتية تستوعب أعداداً كبيرة من العمالة ولكنها ليست نمطاً يُحدث تنمية مثل إنشاء المصانع، وأوضح: «تخارج الدولة من الاقتصاد هو تحول مطلوب لإحداث تأثير دون ضغط عليها، ومن هنا لا تتحول الدولة لمنافسة القطاع الخاص، وهناك أنماط تحول دون ذلك لكى تحدث تنمية فى الاقتصاد»، وطالب بوضع استراتيجية معلنة للمالية العامة يتم إقرارها من البرلمان مع برنامج الحكومة، تشمل مؤشرات ومستهدفات كمية لكل من حجم وسقف الدين العام الداخلى والخارجى، والحصيلة الضريبية، وتوسعة القاعدة الضريبية، والناتج المحلى الإجمالى، مع كيفية تحقيق تلك المستهدفات، وضمان استيعابها للصدمات العالمية.
المصدر: الوطن
كلمات دلالية: التنسيقية ندوات وورش عمل الأمن الغذائى الضرائب والجمارک الدین العام إلى أن
إقرأ أيضاً:
رئيس هيئة الرقابة المالية يلتقي المطورين العقاريين ويستعرض حلول التمويل غير المصرفية لدعم التنمية العمرانية
التقى الدكتور محمد فريد، رئيس الهيئة العامة للرقابة المالية، اليوم الاثنين بعدد كبير من المطورين العقاريين، في مؤتمر حمل اسم "القطاع المالي غير المصرفي آفاق تمويل التنمية العقارية، سلط فيها الضوء على أهمية مساعدة القطاع العقاري في الوصول إلى مُستهدفاته باستكشاف فرص للتمويل من القطاع المالي غير المصرفي، وشارك في الجلسة الافتتاحية خالد شتا، مدير عام المؤتمر، والمهندس أحمد صبور، رئيس مجلس إدارة شركة الأهلي صبور، والمهندس خالد عباس، رئيس مجلس إدارة شركة العاصمة الإدارية للتنمية.
حيث استثمر الدكتور فريد اللقاء باستعراض كافة الحلول والخدمات التمويلية التي يتيحها القطاع المالي غير المصرفي الخاضع لإشراف ورقابة الهيئة العامة للرقابة المالية، متطرقا إلى القيد والطرح بالبورصة وما يوفره من حلول وفرص متنوعة تساعد الشركات على تحقيق مستهدفاتها، مشيرا في هذا الصدد إلى سندات التوريق والصكوك كذلك كآليات تمويل تتيحها سوق الأوراق المالية تستطيع الشركات غير المقيدة الاستفادة منها، فضلا عن معايير المحاسبة التي تم تطويرها مؤخرا وتساعد الشركات على إعادة تقييم أصولها بالقيمة السوقية، فضلا عن الإشارة إلى الصناديق العقارية وكيفية الاستفادة منها، فضلا عن معايير الاستدامة التي تمكن الشركات من تطوير وبناء تجمعات سكنية بشكل مستدام.
أشار رئيس الهيئة إلى أن الهيئة ستواصل حوارها مع كافة أطراف السوق؛ سعيًا إلى مزيد من التطوير وإتاحة المجال للشركات، وإيضاح الإصلاحات والفرص المُتاحة التي تأتت عن هذه الإصلاحات، ومحاولة إيجاد لغة حوار مُشتركة بين القطاع الحكومي من جهة، والقطاع الخاص من الناحية الأخرى. ولفت إلى أهمية الحوارات التي اضطلعت بها الهيئة العامة للرقابة المالية، لأنه لم يكن من الممكن الإجابة عن الاستفسارات التفصيلية للجهات الحاضرة لولا المناقشات التي خاضتها الهيئة معهم، كما أن انعقاد هذا المؤتمر إنما هو نتيجة لهذه الحوارات.
وقال الدكتور فريد إن عدد الشركات العقارية المُدرجة أسهمها في البورصة المصرية يبلغ 36 شركة، برأس مال سوقي قيمته 263 مليار جنيه مصري، ولديها عائد على حقوق الملكية يبلغ 19.7% بصافي هامش ربح قدره 39.2%، لافتًا إلى أن القيد في البورصة يمكّن الشركات من تحقيق نمو كبير بحجم أعمالها ويزيد من حقوق الملكية.
وأوضح رئيس هيئة الرقابة المالية، أن حقوق ملكية خمس شركات يتخطى رأسمالها السوقي 500 مليون جنيه مصري بلغ 19.1 مليار جنيه قبل طرح الأسهم في البورصة، وشهد معدل نمو قدره 10.3 مرة إلى 193.3 مليار جنيه. وعلى صعيد الشركات المتوسطة، فقد بلغ رأسمال السوقي لأربع شركات منها 140.5 مليون جنيه، لكنه قفز إلى 14.5 مليار جنيه بمعدل نمو 103 مرة، مما يسلّط الضوء على أهمية القيد في البورصات، منوّهًا أيضًا بأهمية إصدار سندات توريق باعتبارها إحدى أدوات التمويل الرئيسة التي تتيح للشركات العقارية وغيرها تحقيق أهدافها.
وأكد رئيس هيئة الرقابة المالية على أهمية الابتكار التكنولوجي للاستفادة من القطاع المالي غير المصرفي وتمكين الجماهير من الوصول إلى كافة الأدوات المالية التي يتيحها القطاع، بما يضمن الشمول المالي والاستثماري والتأميني، وهو ما سيفيد الصناديق العقارية. وقال إن قطاع التأمين يساعد على بيع المنتجات العقارية للمستثمرين في الداخل والخارج، وذلك عن طريق تأمين سند الملكية الذي يحمي حقوق المُشترين، منوّهًا بوجود شركات لديها القدرة والرغبة على تحمل هذه المخاطرة وتقوم بإعادة التأمين على الوثائق، وبما يمكّنها من إصدار الوثائق النمطية إلكترونيًا.