أقذر حرب في تاريخ البشرية ، ثم ماذا بعد!!
تاريخ النشر: 4th, March 2024 GMT
د. مرتضى الغالي
هذه أقذر حرب عرفها التاريخ وعاشتها البشرية منذ أن خلق الله الوجود الإنساني على ظهر هذه البسيطة..!
ولا نقول فقط إنها من بين أقذر الحروب..! لا والله (المعبود بالحق)..إنها الأقذر من بين جميع حروب الدنيا على إطلاقها..!
وما يدور عن هذه الحرب من أخبار ومشاهد حول العالم لا يكشف حقيقة ما جرى ويجري منذ اندلاعها وحتى هذه اللحظة.
الآن وبين كل (دقيقة وثانية) تتوالى فظائع هذه الحرب وليس بين يوم وأخر..! كل دقيقة تمر ونسمع ونرى من مات بالدانات..ومن مات بالصاروخ..ومن مات بالنبوت والساطور..ومن مات بالمسيّرات..ومن مات بالطعنات..ومن مات بسبب الملاريا..ومن مات وهو في الطريق..ومن مات في انتظار جواز السفر وتأشيرة الدخول أو المغادرة..ومن مات على النقالات..ومن مات بالحسرة..ومن تعفّن بسبب الجروح الملتهبة..ومن مات وهو يحمل بيده (الدربات) وانبوبة الدواء الفارغة..ومن مات في المعسكرات والصحراء..ومن مات تحت الأنقاض..ومن مات بالقهر والغبن..ومن مات من الاكتئاب..ومَنْ مات مِن (قلة الحيلة)..ومن مات بالفجيعة..ومن مات من أجل حفظ كرامته وآدميته..ومن مات بفقدان العائل..ومن مات جوعاً..ومن مات بالحمى والصداع..ومن مات بسبب سوء التغذية..ومن مات بالبرد..ومن لم يجد من يدفنه..ومن مات من النزيف..ومن مات بالحصبة الألمانية وحمى الضنك والايبولا والكوليرا..دعك من موت الأطفال والحوامل والعجزة ومرضى الكلي والسكري والضغط والأزمة والسعال الديكي..!
الواقع والتاريخ يقول إن هذه الحرب تتفوق في (قذارتها ووحشيتها) غزوات الحيثيين والهكسوس والمغول والتتار وحرب الفجّار والحروب الصليبية والحرب العالمية الأولى والثانية وحروب البلقان وأوكرانيا..وحروب سوريا والعراق وليبيا..!
في أي هذه الحروب الطاحنة تم ما جرى وما يجري في السودان الآن من موت يأتي بغير استئذان.. من الأرض والفضاء والسماء..ومن النوافذ والأبواب والطرقات والأزقة….؟!
في أي حرب يحدث (موت السمبلة) هكذا..ويتم الهدم والرجم والقصف والطرد والإجلاء والنهب الفاجر واللعب بكرامة الآباء والأمهات ووأد الأطفال والتلاعب بالجثث المنتفخة وبقر البطون والقتل لمجرد اللهو و(استعدال المزاج)…أو للتفاخر بنجاح غارات التدمير وإشعال الحرائق من أجل التشفّي واسترضاء بعض (المهابيل) وما ينشروه من قاذورات على مواقع الإعلام الفاسق..!!
هذه حرب قذرة تُدار بنوايا (أقذر منها) وبتجرّد كامل من كل رقابة ومن كل خلق ودين ..حرب يتم فيها اقتحام البيوت على أهلها وقتل أهلها وحرق أسباب المعيشة..ويتم فيها الاغتصاب الوحشي وقتل الأب أمام الأبناء والأم أمام البنات..والشاب أمام الشيخ والشيخ أمام الحفيد..ولا شافع ولا معين..!
أنها (حرب الحثالات) التي لا تأبه بما تفعل؟ وفي التاريخ جرى ارتكاب بعض النكرات الذين لا يعرفهم أحد جرائم فردية أو جماعية ولكنها أقل فظاعة مما يُرتكب الآن ضد الشعب السوداني بأسره..! من الذي قتل ابن الخطاب؟ ومن الحثالة الذي قتل الإمام علي..؟! وأي الحثالات الذي قتل أبراهام لينكولن وشي غيفارا وأنديرا غاندي..؟
طرفا الحرب على مسافة واحدة من هذه الفظائع..والجيش هو الأولى بالمساءلة باعتباره جيش الوطن…والحقيقة الأكبر أن الكيزان هم من يشعلون هذه الحرب على قاعدة اللامبالاة بما يجري من قتل وموت ونهب وتدمير واستخدام (أرذل ما يمكن) من أساليب لاستمرارها من اجل نواياهم في السلطة بلا مواربة ولا التفاف..وليكن ما يكون..ولتتهدم كل الجدران الواقفة وليموت ثلثا الشعب أو جميعه..!
ما أسفه مَن يقول إنها حرب كرامة..!
مَن هم هؤلاء النكرات (أصحاب السعادة والسيادة) الذين جيّروا جيش الوطن لحساب الكيزان:
يقول الشاعر عبد الله جعفر:
كان أجدى أن نعلم جيشنا
أن السلاح..وهذه النجمات فوق الكتف
تأتي من نشيج الأرض والزرّاع
كي تنمو على الوطن الحدائق والسلام..!
مَنْ نخاطب غير هذه الأحجار الصماء والوحوش الجائعة والقلوب الخاوية والضمائر العاطلة من كل محبة للحياة والخير والقيم العليا…؟!
كم كان محمود درويش رومانسياً وهو يتساءل مثل الطيب صالح ويجمع بين (المتكوزنين) وبين جنود الإبادة والصهاينة:
ألا تحفظون قليلاً من الشعر كي توقفوا المذبحة..؟!
ألم تولدوا من نساء..؟ ألم ترضعوا مثلنا
حليب الحنين إلى أمهات..؟ ألم ترتدوا مثلنا أجنحة..
لتلتحقوا بالسنونو ..
وكنا نبشركم بالربيع.. فلا تشهروا الأسلحة..!
هؤلاء الحالمين بالسلطة والثراء..ما الذي زرع فيهم هذا الأحلام والكوابيس..؟! ومن الذي وضع على أيدهم (أحد عشر كوكباً) وأباح لهم الاستحمام بدماء السودانيين..؟!
كل هذا انتقاماً من ثورة ديسمبر العظمى..؟!
الجيش للثكنات وكل المليشيات تنحل..
إنه وعد القدال:
شابف شروقك يا بلد..
والله..شوف عينيا
شارف تاني قدّام البلود التانية..كارِب عِمّتك
عارف شبابك..ديل بناتك والولَد
يا ارض أحفظي ما عليك..
يا نيل تعال بي غنوتك..
الله لا كسّبكم بحق جاه النبي..!
المصدر: صحيفة التغيير السودانية
كلمات دلالية: د مرتضى الغالي هذه الحرب ومن مات من مات
إقرأ أيضاً:
بعد إعلان إقالة جالانت وتعيين كاتس.. ماذا طلب أهالي المحتجزين؟
أقال رئيس حكومة الاحتلال بنيامين نتنياهو، وزير جيش الاحتلال يوآف جالانت اليوم الثلاثاء، مضيفًا أنه سيتم تعيين إسرائيل كاتس بديلا لجالانت، بينما سيتم تعيين جدعون ساعر وزير الخارجية، فيما كانت مطالب أهالي المحتجزين هو إصدار تعهد بإعادة المحتجزين وإنهاء الحرب على غزة.
إقالة بالفيديووقال نتنياهو في بيان مصور «إن واجبي الأسمى كرئيس الحكومة الحفاظ على أمن إسرائيل وتحقيق النصر الكامل. وفي خضم الحرب، أكثر من أي وقت مضى، هناك حاجة إلى الثقة الكاملة بين رئيس الوزراء وحكومة إسرائيل، وفي الأشهر الأولى من الحرب على غزة كانت هناك ثقة وكان عملاً مثمراً للغاية، خلال الأشهر الأخيرة تصدعت هذه الثقة بيني وبين جالانت»، وفق ما نشر موقع يسرئيل هيوم.
وأضاف أن خلال الفترة الماضية تم الكشف عن الفجوة بين بيني وبين جالانت في إدارة الحرب على غزة، وكانت هذه الفجوات مصحوبة بتصريحات وأفعال تتناقض مع قرارات الحكومة ومجلس الوزراء. لقد قمت بمحاولات عديدة لسد هذه الفجوات، لكنها ظلت تتسع أكثر، ولقد انتيه الشعب الإسرائيلي أيضًا بطريقة غير مقبولة، والأسوأ من ذلك، أنهم لفتوا انتباه العدو - وقد استمتع أعداؤنا بذلك واستفادوا منه كثيرًا.
اختلاف الآراء بين نتنياهو وجالانتوتابع بأنّ اختلاف الآراء في المناقشات المفتوحة، الجميع يعرف، أولئك الذين يعرفونني - هذه هي طريقتي في إدارة المناقشات والقرارات. الجميع يعرف ذلك. لكن أزمة الثقة التي انفتحت تدريجياً بيني وبين جالانت قد تفاقمت والتي جعلت من الصعب إدارة الحرب.
وأضاف نتنياهو أنني لست الوحيد الذي يقول ذلك، معظم أعضاء حكومة الاحتلال ومعظم أعضاء مجلس الوزراء، كلهم تقريبا يشتركون في هذا الشعور بأن هذا لا يمكن أن يستمر.
وعلى ضوء ذلك، قررت اليوم إنهاء الولاية وبدلاً منه، قررت تعيين الوزير يسرائيل كاتس، الذي اثبت قدراته ومساهمته في الأمن القومي أيضًا كوزير للخارجية، وكوزير للمالية، ووزير للمخابرات لمدة خمس سنوات، الأهم من ذلك، كعضو في مجلس الوزراء السياسي الأمني لسنوات عديدة.
أهالي المحتجزين غاضبون من نتنياهووهاجم أهالي المحتجزين في قطاع غزة، قرار نتنياهو بإقالة جالانت مؤكدين أن هذا استمرار مباشرلإحباط جهود اتمام صفقة إعادة المحتجزين، مطالبين وزير جيش الاحتلال الجديد بالتعبير عن التزام صريح بإنهاء الحرب وتنفيذها صفقة شاملة من أجل العودة الفورية لجميع المحتجزين.
كما طالب أهالي المحتجزين وزير جيش الاحتلال: «بالتعبير علانية وواضحة وحاسمة عن التزامه بالإفراج الفوري عن جميع المحتجزين وإعادتهم حتى جثث القتلي لدفنهم». وأضافوا أن النصر الحقيقي هو الذي يحقق أهداف الحرب، ولن يكون هناك نصر ولن تكون هناك قيامة لدولة إسرائيل دون عودة جميع المحتجزين وإنهاء الحرب.