جريدة الوطن:
2025-10-15@06:07:10 GMT

القراءة والمعرفة

تاريخ النشر: 4th, March 2024 GMT

القراءة والمعرفة

اتجاهات مستقبلية

القراءة والمعرفة

مواجهة أزمة القراءة على مستوى الوطن العربي تتطلب ضرورة التوسع في البرامج الثقافية والمعرفية، التي تشجع الناشئة على القراءة

 

تحتفي دولة الإمارات العربية المتحدة في شهر مارس من كل عام بفَعَالية “شهر القراءة”، الذي شكّل منذ إطلاقه خطوةً فارقة على صعيد إثراء البناء المعرفي للمجتمع، وتعزيز مكانة الدولة كوجهة ثقافية وفكرية على المستويين الإقليمي والعالمي.


ومما لا شك فيه أن القراءة تُعدُّ بمثابة درع وسيف يحمي عقول الشباب، ويحرر الإنسان من قيود الجهل وانقياده للأفكار المغلوطة، فنور المعرفة يزداد كلما زادت حصيلة القراءة وتطور مستواها. وبالقراءة والمعرفة أيضًا تُعرَف منزلة الأمم والشعوب، حيث باتت تحتل الدول مكانها بين الأمم بحجم ما تمتلكه من معرفة واختراعات جديدة.
إن العلم هو أُولى خطوات تقدُّم البشرية والعالَم بأكمله، وقد حث اللهورسولهﷺ عليه؛وذلك في قوله تعالى: ﴿قُلْ هَلْ يَسْتَوِي الَّذِينَ يَعْلَمُونَ وَالَّذِينَ لَا يَعْلَمُونَ إِنَّمَا يَتَذَكَّرُ أُولُو الْأَلْبَابِ﴾، الزُّمر: 9. ومن أفضل ما قيل من حِكَم رائعة عن العلم ما جاء على لسان الإمام علي بن أبي طالب، كرّم الله وجهه، حين قال شعرًا: ليس اليتيمُ الذي قَدْ ماتَ والدُه # إن اليتيمَ يتيمُ العلمِ والأدبِ
ورُوي عن عمر بن الخطاب رضي الله عنه قال: “تعلَّمُوا العلمَ وعلِّمُوه الناس”.
وعلى الرغم من أن أّول أمر إلهي إلى رسولنا الكريم في بداية نزول الوحي عليه هو (اقْرَأْ)، فإننا أصبحنا أمة لا تقرأ؛ فإحصاءات القراءة في الوطن العربي تعطي إنذارًا خطيرًا عن حالة التدهور الثقافي الذي يعيشه المواطن العربي. ووفقًا لتقرير منظمة الأمم المتحدة للعلوم والثقافة “اليونسكو”، فإن أعلى نسبة أمية في العالم تُوجد في الوطن العربي، والقراءة هي آخر اهتمامات المواطن العربي، فهناك 60 مليون أُمّيٍّ عربيٍّ و9 ملايين طفل خارج المدرسة، ويشير التقرير ذاته إلى أن الطفل العربي يقرأ 7 دقائق في العام، بينما الطفل الأمريكي يقرأ 6 دقائق يوميًّا، وأن معدل نشر الكتاب في العالم العربي لا يتجاوز 7%، وأن نصيب كل مليون عربي من الكتب المنشورة في العالم لا يتجاوز 30 كتابًا، مقابل 584 كتابًا لكل مليون أوروبي. كما أن إصدارات الكتب في الدول الأوروبية هي الأخرى أكثر بكثير من العالم العربي، إذ يُصدِر هذا الأخير كتابين مقابل كل 100 كتاب في أوروبا، وينشر العالم العربي 1650 كتابًا سنويًّا، في وقت تنشر فيه الولايات المتحدة 85 ألف كتاب سنويًا، وذلك في وقت يُعدُّ فيه إنفاق الوطن العربي على البحث العلمي هو الأدنى.
إن مواجهة أزمة القراءة على مستوى الوطن العربي تتطلب ضرورة التوسع في البرامج الثقافية والمعرفية، التي تشجع الناشئة على القراءة مثل تلك البرامج التي تقوم بها دولة الإمارات، وخاصة برنامج “تحدِّي القراءة العربي”، ومسابقة “شاعر المليون”، وتهتم الدولة بإعادة النظر في نظام التعليم، بحيث لا يعتمد على التلقين، وإنما يشجع على البحث والقراءة الحرة، وينمّي مهارات البحث وطرق الحصول على المعلومة، فضلًا عن تطوير محتوى الكتاب وشكله، بحيث يواكب التطور التكنولوجي الحالي، ويكون في متناول مختلف الفئات الاجتماعية.
وفي النهاية، يمكننا القول إنه لابد من تلاحم جهود المؤسسات المختلفة، مثل المدرسة والجامعة والمراكز البحثية، لحث الأجيال الجديدة على القراءة والاطلاع. ويجب أن تنهض المؤسسات الثقافية أيضًا بأدوارها المطلوبة في إنتاج المعرفة وضمان وصولها إلى القارئ بسهولة ويسر.


المصدر: جريدة الوطن

كلمات دلالية: الوطن العربی

إقرأ أيضاً:

«صندوق القراءة».. منصة حيوية تعزز شغف المجتمع بالمعرفة

دبي (الاتحاد)
أعلنت هيئة الثقافة والفنون في دبي «دبي للثقافة» انتهاء تحضيراتها لإطلاق موسم جديد من مبادرة «صندوق القراءة»، التي يستضيفها مردف سيتي سنتر، خلال الفترة من 28 أكتوبر الجاري وحتى 6 نوفمبر المقبل، بهدف فتح آفاق الصغار والكبار، وتحفيزهم على ممارسة القراءة واستكشاف عوالم الكتب.
تعد المبادرة، التي تندرج تحت مظلة «مدارس الحياة»، جزءاً من التزامات «دبي للثقافة» الرامية إلى المساهمة في نشر الوعي بأهمية القراءة ودورها في الارتقاء بالمجتمعات، ودعم الاستراتيجية الوطنية للقراءة 2016 - 2026، الهادفة إلى ترسيخ القيم الثقافية لدى أفراد المجتمع.
خلال هذا الموسم، تحتفي «دبي للثقافة» بمرور 10 سنوات على انطلاق المبادرة، التي جاءت تماشياً مع صدور «قانون القراءة» الهادف إلى ترسيخ القراءة لدى جميع فئات المجتمع، ودعم تنمية رأس المال البشري، والمساهمة في بناء القدرات الذهنية والمعرفية، وتعزيز الإنتاج الفكري الوطني، وبناء مجتمعات المعرفة في الدولة.
سيتضمن الموسم الجديد من «صندوق القراءة»، التي تندرج تحت مظلة استراتيجية جودة الحياة في دبي، عدداً من الجلسات النقاشية والحوارية الملهمة، إضافة إلى الأمسيات الشعرية وورش العمل الإبداعية التي تتيح للزوار فرصة إثراء معارفهم وتطوير مهاراتهم في مختلف المجالات الثقافية، إلى جانب تبادل الآراء والأفكار مع نخبة من الكتّاب والمثقفين والشعراء والمفكرين الإماراتيين والمقيمين في الدولة.
منذ انطلاقها في 2016، تحولت مبادرة «صندوق القراءة» إلى منصة حيوية تسهم في جعل الثقافة في متناول الجميع، حيث تمكنت خلال مواسمها الماضية من تحقيق نجاحات لافتة. ووفقاً لتقارير «الهيئة»، فقد استقطبت أكثر من 33 ألف زائر ومشارك، من بينهم نحو 2000 طالب يمثلون 70 مدرسة.
كما شهدت تنظيم نحو 380 فعالية، شملت مجموعة واسعة من الجلسات الحوارية والنقاشية وورش العمل التفاعلية، وساهمت المبادرة في توزيع 3000 كتاب، وتمكنت من تحقيق معدل 96% على مؤشر السعادة.

أخبار ذات صلة «دبي للثقافة» تطلق الدعوة المفتوحة للمشاركة في المؤتمر الدولي للفنون الرقمية والواعدة «دبي للفنون الأدائية الشبابية».. منصة إبداعية مبتكرة

مقالات مشابهة

  • كيف ينظر العماني للقراءة؟
  • إبراهيم رضا: من لم يشكر القيادة التي حفظت الوطن لم يشكر الله
  • محافظ شبوة: ثورة الـ14 من أكتوبر قضت على آمال المحتل البريطاني في إيجاد موطئ قدم له في البحر العربي
  • صدور كتاب "العرب في دائرة الخطر" للمفكر محمد الرميحي
  • وزير البيئة: العالم العربي يواجه أزمات بيئية تعرقل خطط التنمية المستدامة
  • «صندوق القراءة».. منصة حيوية تعزز شغف المجتمع بالمعرفة
  • محافظ شبوة: ثورة 14 أكتوبر قضت على آمال المحتل البريطاني في إيجاد موطئ قدم له في البحر العربي
  • في وداع صالح الجعفراوي.. العالم العربي يبكي رحيل جندي الإعلام برصاصات فلسطينية
  • قطر تطلق النسخة الدولية الأولى لـموسم الندوات في باريس بالشراكة مع معهد العالم العربي
  • لماذا يرفع جيل “زد” علم القرصان في احتجاجاته حول العالم؟