صحيفة روسية: الهند قد تقطع إمدادات النفط العربي عن الصين
تاريخ النشر: 4th, March 2024 GMT
نشرت صحيفة "نيزافيسيمايا" الروسية تقريرًا تحدثت فيه عن اعتزام البحرية الهندية بناء قاعدة ثانية في أرخبيل لاكشوديب، الواقع على طريق الناقلات من خليج عدن ومضيق هرمز إلى مضيق ملقا.
وقالت الصحيفة، في تقريرها الذي ترجمته "عربي21"، إن نيودلهي زعمت أن هذا سيعزز الأمن في المنطقة ويساعد السفن الهندية على القيام بعمليات ضد القراصنة وتهريب المخدرات.
وتضيف الصحيفة أن الهند، التي تخوض نزاعًا حدوديًّا مع الصين في جبال الهيمالايا، سوف تستطيع عن طريق هذه الخطوة التأثير على نقل النفط عبر المحيط الهندي. من جانبها، اعتبرت هونغ كونغ، الخطوة المتعلقة بالقاعدة ردًا على حقيقة طرد رئيس جزر المالديف الموالي للصين الجيش الهندي.
وتنقل الصحيفة عن جريدة جنوب الصين الصباحية أن الأمر يتعلق بوجود 89 خبيرًا عسكريًا هنديًا في جزر المالديف، يعملون على صيانة الزوارق والطائرة والمروحيتين اللتين نقلتهما الهند سابقًا إلى الدولة الجزيرة. وقد عمل العديد من الأطباء العسكريين الهنود في جزر المالديف. ومع ذلك توعد محمد مويزو، رئيس جزر المالديف الموالي للصين والذي فاز في الانتخابات العام الماضي، بطرد العسكريين الهنود.
في الحقيقة، لا تعني التطورات قطع كامل العلاقات بين الهند والمالديف وقد يقتصر الأمر على استبدال المتخصصين العسكريين الهنود بالمدنيين. ومع ذلك، لم تتجاهل دلهي محاولة مويزو لإعادة توجيه السياسة تجاه بكين.
وبات واضحًا أن المالديف قد تتحول إلى قمر صناعي للصين، الاحتمال الذي استجابت له دلهي على أعلى مستوى. لم يقم أحد سوى رئيس الوزراء ناريندرا مودي في كانون الثاني/يناير بزيارة أرخبيل لاكشواديب، الذي يتمتع بوضع إقليم اتحادي تابع للهند. ويمكن اعتبار هذه البادرة إشارة واضحة إلى جزر المالديف بعدم المبالغة في التقارب مع الصين.
علاوة على ذلك، فإن الجزيرة التي ستقام عليها القاعدة تقع على بعد حوالي 258 كيلومترا فقط جنوب جزر المالديف.
ومن السهل رؤية الانعكاسات الاقتصادية هناك، بحيث كان الهنود إلى جانب الروس يشكلون في السابق الجزء الأكبر من السياح في جزر المالديف. في الوقت الراهن، يبعث رئيس الوزراء الهندي رسالة واضحة إلى سياحه مفادها أن الشواطئ والمناظر الطبيعية الرائعة تنتظركم على الأرض التابعة للهند.
وتنسب الصحيفة أيضًا إلى الخبير الهندي فيناي شوكلا قوله: "يحتل أرخبيل لاكشواديب موقعًا إستراتيجيًا مهمًا على الطريق المؤدي إلى مضيق ملقا. إن رغبة الهند في الحصول على بعض السيطرة على هذه المياه أمر مفهوم. لكن بالطبع لن تصل الأمور إلى صراع مع الصين بدعم من الولايات المتحدة لأن الانجرار إلى الحرب لا يخدم مصلحة الطرفين.
وبالإضافة إلى ذلك، تستطيع الصين الحصول على النفط من إيران عبر خطوط الأنابيب البرية عبر آسيا الوسطى وباكستان".
ويتابع شوكلا قائلًا: "تدرك الهند أنها في موقف ضعف في حالة الصراع مع الصين. ذلك أن الصواريخ الصينية بعيدة المدى الموجهة نحو الهند تقع في أعالي جبال التبت. بالإضافة إلى ذلك، تهتم الهند بتوريد بضائعها إلى أوروبا عبر طريق بحر الشمال".
وأضاف شوكلا: "وعدت موسكو بتسهيل ذلك بكل الطرق الممكنة. سيمتد جزء من القسم الأول من الطريق من تشيناي إلى فلاديفوستوك وإلى الشمال. لكن الطريق سيمر أيضًا عبر بحر الصين الجنوبي، الذي تسيطر عليه الصين إلى حد كبير. إن تصعيد نزاع الهند مع الصين من شأنه أن يجعل خيار استخدام طريق بحر الشمال مستحيلًا".
ويمكن القول بأن الطريق الوحيد المتبقي للهند هو عبر قناة السويس. وخلص شوكلا إلى أن الهجمات التي تشنها اليمن على السفن في البحر الأحمر تجبر الحكومة مرة أخرى على التفكير في فوائد طريق بحر الشمال.
وفي ختام التقرير نقلت الصحيفة عن صحيفة "إيكونوميك تايمز" الهندية أن الحرب في غزة وهجمات الحوثيين في البحر الأحمر تمنع النقل الطبيعي للنفط من الشرق الأوسط، الذي يضمن أكثر من 30 بالمئة من إنتاج العالم من هذه المادة الخام. ومع ذلك، تتوقع وكالة الطاقة الدولية أن تظل الصين والهند والبرازيل أكبر مستوردي النفط في سنة 2024.
المصدر: عربي21
كلمات دلالية: سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي صحافة صحافة إسرائيلية الهندية الصين النفط الاقتصادية اقتصاد تجارة الصين نفط الهند صحافة صحافة صحافة سياسة سياسة صحافة صحافة صحافة صحافة صحافة صحافة صحافة صحافة صحافة صحافة سياسة اقتصاد رياضة صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة جزر المالدیف مع الصین
إقرأ أيضاً:
صحيفة إلباييس: دبلوماسية ترامب بين البلطجة والصفقات الاستبدادية
نشرت جريدة "إلباييس" الإسبانية مقالا للكاتب لويس باستاس تناول فيه انطلاقة الرئيس الأميركي دونالد ترامب في ولايته الثانية، حيث بدأها كالصاروخ، أكثر تركيزا واستعدادا من أي وقت مضى، ومسلحا بأجندة واضحة: إحداث صدمة ورعب عبر قرارات صارمة وتهديدات قصوى، على غرار ما يحدث في مستهل الحروب بالقصف الجوي المكثف.
وقال باستاس إنه ورغم إعلانه عن "دكتاتورية الـ24 ساعة"، فإنها امتدت لأسبوعين حتى الآن، في اختبار مباشر لقدرة المؤسسات، لا سيما القضائية، على الصمود أمام تعطشه اللامحدود للسلطة.
اقرأ أيضا list of 2 itemslist 1 of 2تايمز: فيديو الجندي الأوكراني الذي شاهده الملايين وهو يلفظ أنفاسهlist 2 of 2العالم في حالة حرب.. هذه بؤر التوتر التي يتجاهلها الغربend of list عثرات لم تتأخروقال الكاتب إن أولى العثرات التي واجهها ترامب لم تتأخر كثيرا، إذ اضطر، بعد أيام فقط، إلى التراجع عن قراره القاسي بتجميد مليارات الدولارات من المساعدات الاجتماعية، والذي كان ضمن أوامره التنفيذية الأولى.
وهذا التراجع لن يكون الأخير، فالمزيد من العثرات والتعديلات قادمة بلا شك. ويبقى السؤال: إلى أي مدى ستصل حملات "التطهير" السياسي والانتقام؟ وكيف سيمضي في هجومه على مؤسسات الدولة الإدارية؟
وما مصير الطرد الجماعي للمهاجرين غير النظاميين، الذين جرى تجريمهم بقرارات حكومية دون المرور عبر المحاكم؟ وهذا بخلاف الحروب التجارية التي أطلقها ضد المكسيك وكندا والصين، والتداعيات المحتملة لهذه السياسات على الداخل والخارج.
إعلانوأفاد الكاتب بأنه على غرار فرانكلين روزفلت وبرنامجه الإصلاحي "نيو ديل" عام 1933؛ يسعى ترامب لتحقيق إنجازات خلال أول 100 يوم. لكن الهدف ليس إعادة بناء الدولة، يريد ترامب كل شيء دفعة واحدة، لكن بمنطق مختلف: تفكيك الدولة الفدرالية من الداخل، وإنهاء الحروب والتدخلات العسكرية في الخارج.
فقد وعد بأن يصل يوم تنصيبه، وقد نجح، لفرض وقف إطلاق النار في غزة وأوكرانيا، لكنه حتى الآن لم يحقق سوى هدنة هشة في الأولى، بينما لا تزال ملامح التفاوض بشأن الثانية غامضة، قبل أن تنقضي فترة السماح الأولى.
دبلوماسية القوة والابتزازولفت الكاتب إلى أن نهج ترامب معروف، فهو يعكس فلسفته التي تجسدها فكرة "فن الصفقة" التي عنون بها كتابه، والتي تقوم على فرض الشروط بدلا من التفاوض عليها.
واليوم، يطبق هذه العقيدة مبعوثه الخاص إلى الشرق الأوسط، ستيف ويتكوف، الملياردير العقاري الذي يفتقر إلى أي خبرة دبلوماسية، لكنه شريك ترامب في لعبة الغولف، مما يجعله مطلعا عن كثب على أسلوبه القائم على الصفقات والابتزاز، وكذلك ميله للكذب، حتى أثناء ضرب الكرة.
في الليلة المهيبة لحفل التنصيب، خاطب ويتكوف آلاف المناصرين لترامب، متحدثا عن أسلوبه في تحقيق السلام عبر "عروض لا يمكن رفضها". وهذا ما حدث بالفعل مع رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، الذي انصاع تماما لأوامر ترامب، بعد أن تجاهل على مدار 15 شهرا ضغوط إدارة جو بايدن.
اعتبر الكاتب هذه الدبلوماسية، دبلوماسية "المعاملة بالمثل"، لكن وفق تعريف خاص: القوة مقابل الاستسلام، والصفقات الآنية بدلا من القواعد المستقرة، فهو عالم بلا مبادئ، تديره المصالح المطلقة، ويخضع فيه الضعفاء لإرادة الأقوياء. هذه الدبلوماسية تقوم على 4 ركائز، أو هكذا يُروج لها، وهي:
الركيزة الأولىوذكر الكاتب أن ترامب يرفع شعار "احترام سيادة الدول"، لكنه يفهمها على طريقته الخاصة، حيث لا وجود للقانون الدولي إلا حين يخدم المصالح الأميركية، كما حدث عندما اعترف بضم إسرائيل للجولان المحتل في ولايته الأولى.
إعلانوكذلك حين يخطط الآن للاعتراف بضم الضفة الغربية. والأمر ذاته ينطبق على القرم ودونباس، حيث أبدى تفهمه المبكر لمطالب موسكو، وهو الآن مستعد لجعلها جزءا من أي "صفقة سلام" مقبلة.
هذا النهج يتجاهل تماما قضايا الديمقراطية وحقوق الإنسان، إلا إذا كانت تتعارض مع المصالح الأميركية. إيران، وكوبا، وفنزويلا أمثلة على أنظمة يُفترض معاقبتها.
بينما يتم التغاضي عن ممارسات إسرائيل ودول أخرى في المنطقة، بل وحتى روسيا والصين، لأن واشنطن قررت إغلاق ملف "الرقابة الأخلاقية" على الدول التي تعقد معها صفقات!
الركيزة الثانيةوبيّن الكاتب أنه بينما يشاهد العالم صور الدمار في غزة، يرى ترامب فرصة استثمارية: أرضا خالية يمكن تحويلها إلى مجمعات سكنية وكازينوهات. ومن هنا جاءت فكرته، التي لا تصدر إلا عن كبار مجرمي الحرب: "دعوة كريمة" لـ1.5 مليون فلسطيني، تعرضوا للقصف والتشريد، للانتقال إلى مصر أو الأردن، وربما حتى إلى إندونيسيا أو ألبانيا.
الركيزة الثالثةوذكر الكاتب أن ترامب يصف سياسته الخارجية بأنها "جريئة"، تتطلب محادثات صعبة وقرارات محفوفة بالمخاطر. ولكن بلغة الواقع، تعني هذه السياسة فرض العقوبات، والحصار، والتعريفات الجمركية.
وكذلك التهديد باستخدام القوة العسكرية، أو على العكس، تقديم المكافآت مثل الاستثمارات، والحماية، والرشاوى، أو رفع العقوبات، وذلك وفقا لاستجابة الأطراف لمطالبه أو مقاومتها.
الركيزة الرابعةوبحسب الكاتب؛ يختتم ويتكوف نظريته بالقول: "هكذا تُبنى الثقة ويُحافظ عليها"، عبر مبدأ المساءلة وتقاسم الأعباء المالية التي يطالب بها ترامب من حلفائه. لكن في الواقع، هذا مجرد تبرير آخر لسياسة الابتزاز.
فالأعداء الذين يستطيعون التعامل معه ندّا لند ستكون فرصهم أفضل من الحلفاء الذين يرضخون، والذين سيتم استبعادهم من المفاوضات ليجدوا لاحقا أن عليهم دفع الفواتير وتحمل أعباء التخريب.
إعلانويختم الكاتب مقاله بأن هذه هي الدبلوماسية التي يحاول ترامب فرضها على العالم، حيث لا مكان للعدالة أو القانون، بل فقط القوة والصفقات العابرة، وحيث لا صوت يعلو فوق منطق "العرض الذي لا يمكن رفضه".