دعاء حلمي تكتب: الإسماعيلية.. بوابة مصر.. المدينة التي تجمع قارتين
تاريخ النشر: 4th, March 2024 GMT
الإسماعيلية كما لم أعرفها من قبل.. فقد عهدتها تلك المدينة الزاهية بحدائقها الممتدة وزراعاتها الغنية وهدوئها الجاذب للنفوس، وتاريخها النضالى فى واقعة 25 يناير، اليوم الذى تحول إلى عيد للشرطة المصرية الباسلة فى مقاومتها للاحتلال الإنجليزى عام 1952 قبل ثورة يوليو بـ6 أشهر فقط، لتكون شرارة التحرير.. وتحركت عجلة التاريخ لتكون حداً فاصلاً بين عهد الملكية وما بعده وحتى الآن.
لم أقف طويلاً أمام تاريخها أو وقيمتها الضاربة فى عمق التاريخ المصرى منذ آلاف السنين، ولكننى فعلتها اليوم عندما ذهبت فى رحلة بحرية على عبارة عسكرية تصطحب المواطنين فى رحلة بحرية ساحرة فى قناة السويس القديمة والجديدة مروراً بخط بارليف وتحديداً قطاع 6، وهو ما دفعنى للبحث حول تلك المحافظة البهية الآمنة.
فهى مدينة التمساح كما سمّاها المصرى القديم، حيث تعود نشأة المدينة إلى عصر ما قبل الأسرات، التى كانت المقاطعة الثامنة فى إقليم مصر الدنيا، وعاصمتها (بيتوم)، أى بيت الإله بالهيروغليفى.
كما سمّوها «هيربوليس» فى العصر البطلمى أى مدينة المخازن لأنها مركز التبادل التجارى بين الهند وأوروبا، فهى البوابة الشرقية لمصر.. غربها يقع فى قارة أفريقيا، أما شرقها فيدخل فى نطاق قارة آسيا.. أى أنها المدينة التى جمعت بين أقدم القارات أفريقيا وآسيا.
رغم أن مساحتها الكلية الآن لا تزيد على 5066 كيلومتراً مربعاً فقط، فهى على شكل مربع «أشبه بالشكل الهندسى للبيت»، وتقع فى القلب بين سيناء شرقاً ومحافظة الشرقية غرباً والسويس جنوباً وبورسعيد شمالاً.
أما قيمتها الروحية فقد سار على أرضها أنبياء الله إبراهيم ويوسف ويعقوب وموسى، ومرّت على أرضها العائلة المقدسة، وكانت بوابة الفتح الإسلامى على يد عمرو بن العاص.
ظل اسمها مدينة التمساح حتى أطلق اسم الإسماعيلية على المدينة نسبة إلى الخديو إسماعيل 1863.
أما ترعة الإسماعيلية التى تبدأ من النيل بشبرا، فكانت تسمى ترعة السويس الحلوة وتتفرّع إلى فرعين أحدهما إلى السويس، والآخر إلى بورسعيد، والتى أكمل الخديو إسماعيل حفرها تحت رعاية شركة قناة السويس، لتروى محافظتى الشرقية والقليوبية، وما إن وصلت مياه النيل العذبة إلى منطقة برزخ السويس «وهى منطقة الترابية التى تفصل بين البحر الأبيض والبحر الأحمر»، فكلمة البرزخ فى الجغرافيا تعنى الحاجز الأرضى بين بحرين، بعكس المضيق، الذى هو ممر مائى بين أرضين.
أما لغوياً فكلمة البرزخ هو الحد الفاصل بين عالمين، ولذلك يُطلق على المرحلة الفاصلة بين الموت والبعث «عالم البرزخ».
وهناك فى برزخ السويس الفاصل بين البحرين، تم أيضاً شق قناة السويس بعد أن قام الخديو إسماعيل باستكمال شق ترعة الإسماعيلية لتروى محافظتى القليوبية والشرقية وتصل مياه النيل إلى السويس، ومنها إلى سيناء.
ومنذ ذلك اليوم بعد أن وصلت مياه النيل العذبة إلى منطقة برزخ السويس حتى انقلبت حياة البشرية جمعاء، رأساً على عقب حتى يومنا هذا بوجود قناة السويس ذات المكانة التاريخية والحضارية العالمية، والتى استغرق حفرها 10 سنوات، وتم الانتهاء من حفرها عام 1859، وطولها 193 كيلومتراً، لتشهد بعدها تلك المنطقة المفصلية أحداثاً جساماً نعرفها جميعاً، منذ اتفاقية سايكس بيكو عام 1916.
لتدخل المنطقة العربية بأسرها تحت الاحتلال، سواء الاحتلال الإنجليزى أو الفرنسى أو الصهيونى، ويدفع فيها أرواح شهدائنا الأبرار على مر الحروب، انتهاءً بحرب 6 أكتوبر الباسلة لتُنهى ظاهرياً الصراع الدائر بين مصر وإسرائيل.
وفى يوم 6 أغسطس 2015 تم افتتاح قناة السويس الجديدة بطول 35 كيلومتراً، والتى استغرقت 11 شهراً فقط للانتهاء من حفرها، وهو الحدث الذى لا يمكن فصله عما يجرى الآن، فكما كانت قناة السويس القديمة حداً فاصلاً بين زمنين كانت أيضاً قناة السويس الجديدة.
ليأتى اليوم وتشهد أيضاً تلك المنطقة تأثراً بالغاً بعد أحداث السابع من أكتوبر كما تأثر بها الجميع من مشارق الأرض إلى مغاربها بمشاهد الحرب غير العادلة بعد حدث لا يقل قوة وأثراً عن سابقيه، ونعيش أجواء حرب عالمية ثالثة مصغرة بين أقطاب العالم.
وكما كان الانتصار هو وعد الله الحق وعودة الأرض لنا سيكون الانتصار، ففى التاريخ دائماً الحكمة والعبرة.
فلم تكن هذه الحياة من صنع قناة السويس بقدر ما هى من صنع مياه النيل التى وصلت إلى البرزخ، لتصبح دائما فاصلاً بين عالمين أحدهما نحياه اليوم.. والآخر نحياه غدا فى الأرض الجديدة.
المصدر: الوطن
كلمات دلالية: الإسماعيلية قناة السويس الجديدة مدينة التمساح قناة السویس میاه النیل
إقرأ أيضاً:
جامعة قناة السويس تعزز دورها المجتمعي بندوات تثقيفية حول محو الأمية
تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق
نظمت جامعة قناة السويس سلسلة من الندوات التوعوية والتثقيفية بكلية العلوم، في إطار جهودها لدعم قضايا المجتمع وتعزيز دورها في خدمة البيئة المحيطة، وذلك تحت عنوان "محو الأمية.. مسئولية مجتمعية وواجب وطني".
أكد الدكتور ناصر مندور، رئيس جامعة قناة السويس، أن الجامعة تضع قضايا التعليم ومحو الأمية في مقدمة أولوياتها، باعتبارها قضية أمن قومي تتطلب تكاتف جميع المؤسسات، مشددًا على أهمية التعاون بين الجامعات والهيئة العامة لتعليم الكبار لتحقيق التنمية المستدامة والارتقاء بالمجتمع.
كما أوضحت الدكتورة دينا أبو المعاطي، نائب رئيس الجامعة لشئون خدمة المجتمع وتنمية البيئة، أن الجامعة تضطلع بدور محوري في مواجهة مشكلة الأمية من خلال مراكز تعليم الكبار، التي تعمل على تقديم برامج نوعية تستهدف غير القادرين على الالتحاق بالتعليم النظامي، مشيرةً إلى أهمية إشراك الطلاب في هذه الجهود لتعزيز روح المسؤولية لديهم.
أقيمت الندوات تحت إشراف الدكتورة مها فريد سليمان عميد كلية العلوم والدكتور مدحت صالح عميد كلية التربية، وبإشراف تنفيذي من الدكتور رأفت عفيفي، وكيل كلية العلوم لشئون خدمة المجتمع وتنمية البيئة.
شهدت الفعاليات تقديم الدكتورة أميرة خيري، مدير مركز تعليم الكبار بالجامعة والأستاذ المساعد بكلية التربية قسم أصول التربية، ندوة تناولت فيها قضية الأمية باعتبارها تحديًا وطنيًا، مؤكدةً أن التعليم يمثل حجر الأساس في تحقيق الأمن القومي والتنمية.
كما سلطت الضوء على دور الجامعة في التصدي لمشكلة الأمية، وآليات تفعيل الشراكة بين الجامعات والهيئة العامة لتعليم الكبار لتحقيق نتائج ملموسة في هذا المجال.
وفي ندوة أخرى، تناولت الدكتورة نشوه سعد بسطوسي، الأستاذ بكلية التربية، مفهوم المسؤولية المجتمعية لدى الطلاب، موضحةً أبعادها، وأنواعها، وأهميتها، وكيفية تنميتها لدى الأجيال القادمة، مشددةً على أن تعزيز الشعور بالمسؤولية الاجتماعية لدى الشباب يسهم في بناء مجتمع أكثر وعيًا وقدرة على مواجهة التحديات.
كما قدمت نورهان سيد محمد، مدير عام فرع تعليم الكبار بالهيئة العامة لتعليم الكبار، ندوة تعريفية حول المشروع القومي للجامعات المصرية، حيث استعرضت أهداف المشروع ودور الجامعات في المساهمة الفعالة في محو الأمية وتعليم الكبار، من خلال بروتوكولات التعاون المبرمة بين الهيئة والجامعات، مشيدةً بجهود جامعة قناة السويس في هذا الإطار.
تولت إيفون حبيب، مدير إدارة الاتصالات والمؤتمرات بالجامعة، تنظيم الفعاليات والإشراف على تنسيقها، لضمان تحقيق أقصى استفادة للمشاركين.