لجريدة عمان:
2024-09-18@23:44:00 GMT

انقسامات حادة في بيت الاحتلال

تاريخ النشر: 4th, March 2024 GMT

انقسامات حادة في بيت الاحتلال

القاهرة «د.ب.أ»: في مؤشر جديد على تصاعد حدة الخلافات داخل ائتلاف رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتانياهو بشأن حرب غزة، تأتي زيارة الوزير بيني جانتس، عضو مجلس الحرب الإسرائيلي، إلى واشنطن دون تنسيق مسبق أو الحصول على تصريح من نتانياهو نفسه، وذلك للقاء عدد من كبار المسؤولين في الإدارة الأمريكية، ومن بينهم نائبة الرئيس الأمريكي كامالا هاريس ووزير الخارجية أنتوني بلينكن.

وذكرت صحيفة وول ستريت جورنال، نقلًا عن مصدر وصفته بالمطّلع، أن جانتس أبلغ نتانياهو بزيارته لواشنطن بعد تحديد جدول أعمالها، مضيفًا: إن الأخير «يتملكه الغضب الشديد».

ورأى المصدر أن زيارة جانتس «تعكس انقسامًا حادًا في القيادة السياسية الإسرائيلية»، بحسب الصحيفة الأمريكية.

يأتي هذا بينما ذكرت وسائل إعلام عِبرية أن الخلاف وصل لدرجة أن حكومة نتانياهو أمرت السفارة الإسرائيلية في واشنطن بمقاطعة اجتماعات جانتس مع مسؤولي إدارة الرئيس الأمريكي جو بايدن، وقال مسؤولون إسرائيليون: إن «الولايات المتحدة محبطة من حكومة نتانياهو».

وأوضحت القناة 12 الإسرائيلية أن محور زيارة جانتس ومناقشاته مع كبار المسؤولين في واشنطن تنصبّ على خطط اليوم التالي لقطاع غزة بعد نهاية الحرب، بما في ذلك إعادة تأهيل القطاع والسيطرة عليه من قبل السلطة الفلسطينية، وهو ما أكدته قناة (إيه بي سي) الأمريكية أيضا نقلًا عن مسؤول في البيت الأبيض.

ومن جانبها، دللت صحيفة هآرتس الإسرائيلية على غضب إدارة بايدن من سياسات نتانياهو بالقول: إن المساعدات الأمريكية التي تم إسقاطها جوا على قطاع غزة مؤخرا «تعكس إحباط واشنطن من سياسات إسرائيل». وذهبت الصحيفة إلى ما هو أبعد من ذلك بالقول: إنه «قد تتصاعد المواجهة بين واشنطن وتل أبيب إذا لم يتم التوصل إلى صفقة» بشأن الأسرى الذين تحتجزهم حركة حماس وإدخال المساعدات إلى غزة، معتبرة أن «قرار بايدن دعوة جانتس للولايات المتحدة يعكس التقليل من أهمية نتانياهو».

واستبقت نائبة الرئيس الأمريكي اجتماعها مع جانتس بالدعوة أمام جمع في ولاية ألاباما إلى «وقف فوري لإطلاق النار» في غزة، في إشارة إلى هدنة الأسابيع الستة التي تحاول إدارة بايدن التفاوض بشأنها، ما يضمن إطلاق سراح عشرات الرهائن وزيادة المساعدات الإنسانية إلى القطاع غزة، وركزت صحيفة تايمز أوف إسرائيل على تفاعل الحضور بشكل إيجابي وترحيبهم بدعوة هاريس التي تشكل مطلبًا طالما دعا إليه الكثيرون ممن يريدون وقفًا للقتل والدمار.

وتزامن ذلك مع ما أعلنته هيئة البث الإسرائيلية عن أن الشرط الذي وضعه رئيس الوزراء للتقدم في المفاوضات، وهو الحصول على قائمة بأسماء المحتجزين الذين ما زالوا على قيد الحياة، لم يحظ بموافقة مجلس الحرب، ما يشي بحجم الخلافات حتى داخل هذا المجلس.

وقالت الهيئة: إن مصادر في مجلس الوزراء انتقدت نتانياهو، ورأت أنه يضع العراقيل أمام إحراز تقدم في المفاوضات بهدف إبقاء الوضع على ما هو عليه وكسب المزيد من الوقت هربا من المساءلة، واعتبرت أن مطلب الحصول على تلك القائمة «لم يكن ينبغي طرحه في بداية المحادثات إذ يمكن مناقشة هذا الموضوع قبيل نهاية المفاوضات، كما حدث في الصفقة السابقة».

ووسط استطلاعات حديثة للرأي تشير جميعها إلى تراجع كبير في نسبة تأييد نتانياهو بين الإسرائيليين، يخشى حلفاء رئيس الوزراء الإسرائيلي من أن تؤدي زيارة جانتس للولايات المتحدة إلى تقويض مواقفه بشأن الحرب. ووفقًا لصحيفة فايننشيال تايمز البريطانية «تعتقد الولايات المتحدة أن جانتس يمثل مقياسًا أفضل لموقف مواطني إسرائيل من المجهود الحربي وحل الدولتين المحتمل».وتعيد هذه المخاوف إلى الواجهة الخلاف الأمريكي - الإسرائيلي بشأن حل الدولتين، والذي اعتبرت العديد من دول العالم مؤخرا، لا سيما الأوروبية منها، أنه يجب تطبيقه باعتباره السبيل الوحيد لإرساء الاستقرار في الشرق الأوسط والخروج من دوامة العنف التي لا تنتهي، ودائما ما يصطدم هذا الطرح بالرفض الإسرائيلي.

وفي السياق ذاته، حذر روفين حزان، أستاذ العلوم السياسية في الجامعة العِبرية بالقدس، من أنه «إذا نمت الخلافات السياسية وانسحب جانتس من الحكومة، فسوف تفتح الأبواب على مصراعيها أمام احتجاجات أوسع» من قبل المواطنين غير الراضين بالفعل عن أداء الحكومة، والذين يحمّلون نتانياهو نفسه مسؤولية هجوم 7 أكتوبر الذي شنته حماس ضد إسرائيل.

ونقلت قناة يورو نيوز الإخبارية الأوروبية عن حزان قوله: «هناك الكثير من الغضب... في اللحظة التي يكون لديك فيها هذا الغضب ويكون هناك ائتلاف منفصل عن الشعب، سيتفجر الوضع».

وعلى وقع تنامي المظاهرات المنددة باستمرار الحرب الإسرائيلية في غزة للشهر الخامس، سواء داخل إسرائيل نفسها أو في العديد من المدن الأوروبية والأمريكية، يرى مراقبون أن الضغوط التي تحاصر إدارة بايدن ستتزايد خلال الفترة المقبلة، لا سيما بعد دور واشنطن المساند والداعم بشدة لتل أبيب منذ اليوم الأول للحرب التي تخطى عدد ضحاياها حتى الآن المائة ألف بين قتيل وجريح غالبيتهم من النساء والأطفال، وكذلك مع اقتراب موعد الانتخابات الرئاسية الأمريكية المقررة في نوفمبر المقبل.

المصدر: لجريدة عمان

إقرأ أيضاً:

أين وصل مقترح واشنطن الجديد لوقف الحرب بغزة؟.. الخارجية الأمريكية تجيب

قالت وزارة الخارجية الأمريكية الاثنين إن واشنطن تواصل الحوار مع الشركاء في المنطقة خاصة مصر وقطر لتقديم مقترح معدل بشان وقف إطلاق النار في غزة.

وأضاف المتحدث باسم الوزارة، ماثيو ميلر، للصحفيين أنه ليس لديه جدول زمني لطرح هذا المقترح المتوقع منذ عدة أسابيع.



وأردف أن واشنطن تحاول التأكد من أن المقترح يمكن أن يدفع إسرائيل وحركة المقاومة الإسلامية الفلسطينية "حماس" للوصول إلى اتفاق نهائي.

 وفي وقت سابق من الشهر الجاري، قال مدير وكالة المخابرات المركزية الأمريكية (سي.آي.إيه)، وليام بيرنز، إن مقترحا أكثر تفصيلا لوقف إطلاق النار في قطاع غزة سيقدم خلال أيام.

وجاء تصريح بيرنز خلال فعالية لصحيفة فاينانشال تايمز في لندن بمشاركة ريتشارد مور رئيس جهاز المخابرات الخارجية البريطاني، وهي المرة الأولى التي يظهران فيها معا بشكل علني.

وبعد مرور قرابة 11 شهرا منذ اندلاع الحرب في غزة، يعمل بيرنز ممثلا عن الولايات المتحدة مع قطر ومصر على التوصل إلى اتفاق لوقف إطلاق النار.



وذكر بيرنز أن العمل جار على "نصوص وصياغات مبتكرة" للتوصل إلى مقترح يرضي الطرفين.

وأضاف: "سنجعل هذا مقترحا أكثر تفصيلا، وآمل أن يكون ذلك في الأيام القليلة المقبلة، ثم سنرى".

وتابع أن المسألة تتعلق بالإرادة السياسية وأنه يأمل أن يدرك زعماء كلا الطرفين أن "الوقت حان أخيرا لاتخاذ بعض الخيارات الصعبة وتقديم بعض التنازلات العسيرة".

في وقت سابق، قال وزير الخارجية الأمريكي أنتوني بلينكن، إنه تم التوافق على 90 بالمئة من اتفاق وقف إطلاق النار في غزة، لكن لا تزال هناك قضايا حرجة.

وأضاف أن هناك أمورا لا تزال عالقة في مفاوضات وقف إطلاق النار وإطلاق الأسرى.

مقالات مشابهة

  • استهدفها حزب الله سابقًا.. ما هي الوحدة الإسرائيلية التي أعدّت عملية البيجرز؟
  • اللواء نصر سالم يكشف لـ «الأسبوع» كيف فجرت إسرائيل أجهزة البيجر التي يستخدمها حزب الله؟
  • واشنطن بوست عن عناصر بحزب الله: تم طلب التخلص من كل أجهزة الاتصال الجديدة التي تم تسلمها
  • قادة أعمال في إسرائيل يناشدون نتانياهو عدم إقالة وزير الدفاع
  • واشنطن تحذر نتانياهو: الحرب في لبنان تهدد بصراع إقليمي
  • مصادر: "الخطوات المتهورة" التي تخطط لها حكومة نتنياهو في الشمال قد تورِّط إسرائيل في مشكلة أكثر صعوبة
  • انتقادات حادة لحكومة نتنياهو بعد فشل اعتراض الصاروخ اليمني فوق “تل أبيب”
  • العرب في مصيدة الانتخابات الأمريكية
  • أين وصل مقترح واشنطن الجديد لوقف الحرب بغزة؟.. الخارجية الأمريكية تجيب
  • الخارجية الأمريكية: واشنطن تواصل الحوار مع الشركاء لوقف إطلاق النار في غزة