بوابة الوفد:
2025-05-01@05:16:26 GMT

الدراما والوطن

تاريخ النشر: 4th, March 2024 GMT

الفن بكل صوره وأنواعه يظل معبرًا عن تغيرات المجتمع وفى ذات الوقت مؤثرًا فى السلوك ومشكلًا للرأى ومحفزًا للوجدان وكأنه مرآة عاكسة نرى فيها ذواتنا وجوها وأداء ومن ثم نستطيع أن نهذب ونطور ونجمل من صورتنا الخارجية والداخلية...
لكن مع انحسار أدوار عديدة لفنون الإبداع والآداب مثل المسرح والسينما والرواية والأغنية والشعر نجد الدراما التلفزيونية هى السائدة والمتصدرة للمشهد الإبداعى والفنى والإعلامى لأسباب متعددة منها الثورة الإلكترونية والفضائية، وكذلك دخول الإعلان مجال الإعلام بل وطغيانه على الدراما وتحويل العديد من المنصات إلى شركات إعلانية تحدد ماذا يعرض وكيف يعرض، ومن هم نجوم الدراما ومن يكتب ومن يخرج وكأنها تجارة مختلفة عن فن صناعة السينما والتوزيع ونجوم الشباك الذين صاروا الآن نجوم الإعلانات ثم نجوم الدراما.

. أضف إلى هذا غياب الكتاب الكبار سواء بالرحيل أو الصمت وتحويل كل من يكتب دراما إلى نظام الورش والتى ماهى إلا تمصير وتعريب واقتباس وتوليفة هندية تعجب الجمهور وتلعب على المشاعر وتركز على الغموض والإثارة والتشويق.. لهذا فإن معظم ما يقدم على الشاشة ما هو إلا روايات الحبيب والمغامرون الخمسة أجاثا كرستى فلا يخلو مسلسل من جريمة قتل وسرقة وخيانة وتستمر الحلقات فى تتابع لمعرفة النهاية، ومن يخرج على المألوف ويهرب من هذا الإطار التشويقى البوليسى يقع فى فخ الأعمال الناصعة البياض التى تقدم دراما الأسرة والعائلة بصورة مباشرة تفتقر إلى العمق والتعدد فى القصص والحبكات الرئيسية والفرعية وأيضاً التطرق إلى قضايا المجتمع والخلفية السياسية والأحداث الجارية فلا نستطيع الربط بين مجريات الأحداث وسلوك الشخصيات داخل الإطار التاريخى والمكانى والزمانى للشخصيات والصراع وهو ما يسلب الدراما أهم أبعادها وعناصرها حتى تصبح دراما حية فنية تنتهى بإنتهاء الإعلان وظهور كلمة النهاية...
فيما مضى كان عدد كبير من الأعمال الدرامية عاكسًا وكاشفًا مستشرفًا للمجتمع ومعبرًا عن هوية الوطن مثل مسلسل «ذات» لصنع الله إبراهيم وكاملة أبو ذكرى والذى حكى تاريخ وطن منذ يوليو ٥٢ حتى يناير ٢٠١١؛ ولا ننسى مسلسلات وحيد حامد ومحمد جلال عبدالقوى ويسرى الجندى ومحفوظ عبدالرحمن ومجدى صابر وصفاء عامر والعظيم أسامة أنور عكاشة والذى شغلته قضايا الوطن وصورة الحاكم متمثلة فى أعمال مثل «عصفور النار» لمحمود مرسى والتى هى محاكة لرائعة ثروت أباظة «شىء من الخوف» مع تعديلات تناسب طبيعة الدراما التليفزيونية.. على عكس ما قدمه عبدالمنعم الصاوى فى ثلاثية «الضحية والساقية والرحيل»... أما فى أعمال صفاء عامر فقد لعبت القرية وصعيد مصر دورًا رئيسيًا فى تحريك الأحداث ورسم الشخصيات التى تلتزم بالعادات والتقاليد وتتمسك بالقوة والسلطة وقواعد اللعبة السياسية كما مسلسل «مسألة مبدأ» وسطوة رجال المال وزواج السلطة مع المال وتجارة السلاح والفساد والسياسى، وكذلك مسلسل «حدائق الشيطان»، حيث الخوف من المجهول وتحكم العمدة فى المصائر والشخصيات والأحداث والقلوب... وأبدع عكاشة فى «المصراوية»، حيث نجد فى الخلفية ثورة 1919 وصراعات الملك مع الباب العالى فى أسطنبول وكيف استطاع العمدة فتح الله الحسينى تثبيت أوتاد حكمة عموديته عبر العلاقات والزواج من نسل الأتراك أو الطبقة الحاكمة ومن ابنة رجل التجارة والمال عزام بك وأيضاً الوصول للحكم بترشيح أخيه للمجالس النيابية، وهو ما يرسم  صورة الحاكم العادل الذى قد يقسو لمصلحة أهله وأسرته ورعياه!... هكذا كانت الدراما عاكسة للوطن ليس فقط حياة الحارة والعشوائيات ولا حياة الكومبوند والقصور وإنما دنيا صعيد مصر والقرية الأصلية من أجل طرح مناخ اجتماعى للعادات والتقاليد وانتقاء ما يصلح وما يجب أن يلفظه المجتمع.. ليست الدراما مجرد قضية بوليسية أمينة تستوجب نمط مكرر لقسم شرطة والظابط والمحامى والقاتل والضحية والمشتبه بهم وفى الوسط بعض المشاعر والصراعات والحكايات المكررة.
الدراما هوية وطن ومجتمع وحياة نعيشها مكبلين بالأساور متزينين بالأطواق آملين فى فجر جديد.

 

المصدر: بوابة الوفد

كلمات دلالية: نجوم الدراما ثورة 1919

إقرأ أيضاً:

وزير الثقافة: الدراما المصرية قادرة على تقديم محتوى درامي يجمع بين الأصالة والحداثة يعبر عن هوية متجذرة لبلد عريق

تفعيلًا لرؤية الرئيس عبد الفتاح السيسي، رئيس الجمهورية، لأهمية تطوير الدراما لخدمة متطلباتنا التنموية وترسيخ هويتنا الوطنية، وتفعيل دور الدراما كأداة محورية في تشكيل وجدان المواطن وتعزيز الانتماء الوطني في ظل التحديات الفكرية والاجتماعية الراهنة، ترأس الدكتور أحمد فؤاد هَنو، وزير الثقافة، الاجتماع الأول للجنة دراسة التأثيرات الاجتماعية للدراما المصرية والإعلام المشكلة بقرار الدكتور مصطفى مدبولي، رئيس مجلس الوزراء، وذلك لمناقشة التأثيرات الاجتماعية للدراما والإعلام على المجتمع المصري، ووضع آليات لتطوير المحتوى الدرامي المصري.

وأكد وزير الثقافة، في كلمته خلال الاجتماع، أن غاية كل فن، في جوهره، هي أن يترك أثرًا من الجمال في النفس، وأن يسمو بالوجدان والعقل نحو إدراك أعمق لمعنى الإنسان والحياة، مشيرًا إلى أن الدراما تبقى هي الفن الجامع، الذي تتجلى فيه جماليات التشكيل، والموسيقى، والمعمار، واللغة، والشعر، وسحر الحوار، في بناء سردي يعكس المجتمع ويعيد تشكيله.

وأوضح أن كل دراما حقيقية ومؤثرة تحمل في عمقها تأثيرات من الفنون المصرية الخالدة، من لوحات محمود سعيد وسيف وانلي، إلى موسيقى بليغ حمدي وسيد درويش، وشاعرية صلاح عبد الصبور وأمل دنقل، وصوت أم كلثوم، وطابع المعمار المصري الفريد، مضيفًا أن الدراما المصرية خرجت من قلب “الحارة” التي كتب عنها نجيب محفوظ، وتجسدت في أعمال صنع الله إبراهيم، وفتحية العسال وبهاء طاهر، وجمال الغيطاني، ووحيد حامد، وأسامة أنور عكاشة، وغيرهم من الكُتاب الكبار الذين شكّلوا وجدان هذا الشعب وسريانه

وأضاف أن الدراما المصرية تسير بخطى واثقة منذ ما يقرب من 110 أعوام من السينما، وأكثر من 65 عامًا من الدراما التليفزيونية، تطورت فيها الرؤية الجمالية، وصقلت الأدوات، وتنوعت التجارب، لتخلق حكايات ملهمة تعبر عن هوية مصر العميقة، وتصبح مرآة حقيقية لملامح الشخصية المصرية.

تصريحات وزير الثقافة 

 

وأكد وزير الثقافة أن الدراما المصرية قادرة على تقديم محتوى درامي يجمع بين الأصالة والحداثة، يعبر عن هوية متجذرة لبلد عريق، مشيرًا إلى أن صناعة الدراما تستلهم الجمال وفق قواعده المعرفية، وتُنسج بمواهب صناعها في الكتابة، والإخراج، والتصوير، والمونتاج، والديكور، وهندسة الصوت، والإنتاج، لتقدم شكلًا جماليًا يرتقي بذوق المشاهد ويصونه

 

وشدد الوزير على أن اجتماع اللجنة ليس لوصاية على الفن، بل لاستعادة بريقه وبهائه، مؤكدًا أن قرار رئيس مجلس الوزراء بتشكيل اللجنة العليا للدراما خطوة ضرورية ومدروسة، تهدف إلى دراسة التأثيرات الاجتماعية والنفسية للدراما والإعلام المصري، واقتراح سبل معالجتها وتفادي سلبياتها، ووضع مسار متكامل لإصلاح المزاج العام، وبناء الشخصية المصرية في ضوء وعي ثقافي وفني وإنساني.

 

وأشار إلى التزام الدولة بحرية الفكر والتعبير، كركيزة لأي نهضة فنية حقيقية، تضع على عاتق الفنان والمثقف واجبًا تجاه مجتمعه، وتحفزه لصون الهوية ومواكبة الواقع وتقديم فن يعزز القيم الجمالية.

 

واختتم الوزير كلمته بالتأكيد على أن صناع الجمال من رواد الدراما المصرية قدموا أعمالًا شكلت ذاكرة الأجيال، ولا تزال عليهم مسؤولية تقديم المزيد من الأعمال الملهمة لأجيال قادمة،وقال "نحن لا نعيد إحياء الدراما، بل نقدم الدعم والرؤية، لتظل سفير  مصر الثقافي، وعينًا صادقة ترى الواقع وتكتبه بالفن والجمال ".


وشهد الاجتماع مناقشة عدد من المحاور الرئيسية المتعلقة بتطوير المحتوى الدرامي، ودراسة مدى تأثيره على المجتمع، واقتراح آليات التعاون بين الجهات المختصة، كما شارك فيه عدد من الشخصيات العامة وممثلي المؤسسات الإعلامية والثقافية، وهم: المهندس خالد عبدالعزيز، رئيس المجلس الأعلى لتنظيم الإعلام، الكاتب والإعلامي أحمد المسلماني، رئيس الهيئة الوطنية للإعلام، عماد ربيع، رئيس قطاع الإنتاج الدرامي بالشركة المتحدة، علا الشافعي، رئيس لجنة المحتوى الدرامي بالشركة المتحدة للخدمات الإعلامية، الدكتورة هالة رمضان، مدير المركز القومي للبحوث الاجتماعية والجنائية، سارة عزيز حكيم، خبيرة اجتماعية ونفسية ومدير مؤسسة Safe، الدكتور حسن عماد مكاوي، رئيس لجنة الدراسات الإعلامية بالمجلس الأعلى للجامعات وعميد كلية الإعلام جامعة القاهرة الأسبق، والدكتورة جيهان يسري أبو العلا، عضو اللجنة التخطيطية للجنة قطاع الدراسات الإعلامية وعميدة كلية الإعلام السابقة، المخرج خالد جلال، رئيس قطاع الإنتاج الثقافي، المخرج عمر عبدالعزيز، رئيس اتحاد النقابات الفنية، الكاتب والسيناريست عبدالرحيم كمال، الكاتبة مريم نعوم، المنتج جمال العدل، والمخرج شريف عرفة.

مقالات مشابهة

  • دراما على ملعب مونتجويك.. تعادل مثير بين برشلونة وإنتر ميلان في دوري الأبطال
  • بعد انتهاء التصوير.. كل ما تريد معرفته عن فيلم «اتجاه واحد»
  • بعد انتهاء التصوير.. تعرف على قصة وأبطال فيلم «اتجاه واحد»
  • تفاصيل الاجتماع الأول للجنة الدراما والإعلام.. ماذا ناقش ومَن حضر؟
  • وزير الثقافة يترأس الاجتماع الأول للجنة دراسة تأثيرات الدراما والإعلام على المجتمع
  • وزير الثقافة: الدراما المصرية قادرة على تقديم محتوى يجمع بين الأصالة والحداثة
  • وزير الثقافة: الدراما المصرية قادرة على تقديم محتوى درامي يجمع بين الأصالة والحداثة يعبر عن هوية متجذرة لبلد عريق
  • لميس الحديدي: مسلسل ظلم المصطبة يعيد تأكيد مفهوم علاقة الدراما بالمجتمع
  • مسلسل "لام شمسية" يحلق عالميًا: عرض خاص في مهرجان SeriesFest واحتفاء جماهيري بنجاحه الاجتماعي
  • عادل إمام وحسين فهمي.. نجوم قناة "MBC مصر دراما" خلال شهر مايو