الفن بكل صوره وأنواعه يظل معبرًا عن تغيرات المجتمع وفى ذات الوقت مؤثرًا فى السلوك ومشكلًا للرأى ومحفزًا للوجدان وكأنه مرآة عاكسة نرى فيها ذواتنا وجوها وأداء ومن ثم نستطيع أن نهذب ونطور ونجمل من صورتنا الخارجية والداخلية...
لكن مع انحسار أدوار عديدة لفنون الإبداع والآداب مثل المسرح والسينما والرواية والأغنية والشعر نجد الدراما التلفزيونية هى السائدة والمتصدرة للمشهد الإبداعى والفنى والإعلامى لأسباب متعددة منها الثورة الإلكترونية والفضائية، وكذلك دخول الإعلان مجال الإعلام بل وطغيانه على الدراما وتحويل العديد من المنصات إلى شركات إعلانية تحدد ماذا يعرض وكيف يعرض، ومن هم نجوم الدراما ومن يكتب ومن يخرج وكأنها تجارة مختلفة عن فن صناعة السينما والتوزيع ونجوم الشباك الذين صاروا الآن نجوم الإعلانات ثم نجوم الدراما.
فيما مضى كان عدد كبير من الأعمال الدرامية عاكسًا وكاشفًا مستشرفًا للمجتمع ومعبرًا عن هوية الوطن مثل مسلسل «ذات» لصنع الله إبراهيم وكاملة أبو ذكرى والذى حكى تاريخ وطن منذ يوليو ٥٢ حتى يناير ٢٠١١؛ ولا ننسى مسلسلات وحيد حامد ومحمد جلال عبدالقوى ويسرى الجندى ومحفوظ عبدالرحمن ومجدى صابر وصفاء عامر والعظيم أسامة أنور عكاشة والذى شغلته قضايا الوطن وصورة الحاكم متمثلة فى أعمال مثل «عصفور النار» لمحمود مرسى والتى هى محاكة لرائعة ثروت أباظة «شىء من الخوف» مع تعديلات تناسب طبيعة الدراما التليفزيونية.. على عكس ما قدمه عبدالمنعم الصاوى فى ثلاثية «الضحية والساقية والرحيل»... أما فى أعمال صفاء عامر فقد لعبت القرية وصعيد مصر دورًا رئيسيًا فى تحريك الأحداث ورسم الشخصيات التى تلتزم بالعادات والتقاليد وتتمسك بالقوة والسلطة وقواعد اللعبة السياسية كما مسلسل «مسألة مبدأ» وسطوة رجال المال وزواج السلطة مع المال وتجارة السلاح والفساد والسياسى، وكذلك مسلسل «حدائق الشيطان»، حيث الخوف من المجهول وتحكم العمدة فى المصائر والشخصيات والأحداث والقلوب... وأبدع عكاشة فى «المصراوية»، حيث نجد فى الخلفية ثورة 1919 وصراعات الملك مع الباب العالى فى أسطنبول وكيف استطاع العمدة فتح الله الحسينى تثبيت أوتاد حكمة عموديته عبر العلاقات والزواج من نسل الأتراك أو الطبقة الحاكمة ومن ابنة رجل التجارة والمال عزام بك وأيضاً الوصول للحكم بترشيح أخيه للمجالس النيابية، وهو ما يرسم صورة الحاكم العادل الذى قد يقسو لمصلحة أهله وأسرته ورعياه!... هكذا كانت الدراما عاكسة للوطن ليس فقط حياة الحارة والعشوائيات ولا حياة الكومبوند والقصور وإنما دنيا صعيد مصر والقرية الأصلية من أجل طرح مناخ اجتماعى للعادات والتقاليد وانتقاء ما يصلح وما يجب أن يلفظه المجتمع.. ليست الدراما مجرد قضية بوليسية أمينة تستوجب نمط مكرر لقسم شرطة والظابط والمحامى والقاتل والضحية والمشتبه بهم وفى الوسط بعض المشاعر والصراعات والحكايات المكررة.
الدراما هوية وطن ومجتمع وحياة نعيشها مكبلين بالأساور متزينين بالأطواق آملين فى فجر جديد.
المصدر: بوابة الوفد
كلمات دلالية: نجوم الدراما ثورة 1919
إقرأ أيضاً:
رمضان 2025.. سمية الخشاب تشارك بمسلسل سعودي وتغيب عن الدراما المصرية
تغيب الفنانة سمية الخشاب هذا العام عن الدراما الرمضانية المصرية هذا العام ، ولكنها ستشارك في مسلسل سعودي .
وستشارك سمية الخشاب في مسلسل يحمل اسم أربعة واربعين ويضم عددا من النجوم العرب .
مسلسل أربعة وأربعين” هو عمل درامي اجتماعي يُخرجه السعودي المثنى صبح، بمشاركة فريق تقني وفني تركي، في تعاون يجمع بين الدراما العربية والتركية. المسلسل من تأليف هبة مشاري:
مسلسل أم أربعة وأربعين، وهو مسلسل سيكون من بطولة الفنانة سمية الخشاب، جومانا مراد، حمد أشكناني، ميس قمر، وهدى الخطيب.
نشرت الفنانة سمية الخشاب تعليقا عبر حسابها على موقع التواصل الاجتماعى إكس وذلك بعد فترة من الغياب حيث تحدثت عن الزواج والارتباط.
وقالت سمية الخشاب : "التيب بتاعي الراجل اللي واثق في نفسه ومبيسمعش للنسوان وبيحط بيرفيوم عدل ومثقف وأكيد طبعا في نفس مستوايا المادي أو أكتر".
وأضافت سمية الخشاب :"الجواز معدش بالشهادة يا جماعة، محدش بقي بيسأل العريس معاه شهادة إيه بقى الحساب البنكي هو الأساس، افهموا بقي واعرفوا ازاي تجيبوا القرش".
أجر سمية الخشاب فى “عائلة الحاج متولى”
كشفت الفنانة سمية الخشاب أجرها في مسلسل عائلة الحاج متولي، الذي شاركت فيه في بدايات مشوارها الفني، وحقق نجاحا كبيرا مع الفنان نور الشريف.
وقالت سمية الخشاب في تصريحات لبرنامج أسرار النجوم،:«في أحد الأيام قرأت خبر عن بدء تصوير الحاج متولي، وقبلها كنت قابلت الأستاذ نور الشريف ووعدني أني هشتغل معه، وبالفعل كلمني منتج المسلسل في نفس اليوم وقال لي إن فيه نجمة أخرى كانت مرشحة لدور (مديحة) ولكنها اعتذرت، وأنا كنت في بدايتي وقالوا لي لو موافقة لازم تيجي تمضي العقد حالا، وطبعا ذهبت في وقتها ووقعت العقد بـ10 آلاف جنيه، وكل حاجة سارت بعد ذلك بشكل جيد جدا، وسبحان الله المسلسل كسر الدنيا، كنا عايشين حالة من خفة الدم والمرح ولذلك المسلسل حقق نجاح كبير والكل كان مذهولا».
وعن الأمر الذي يميز نور الشريف من وجهة نظرها، قالت: «كان يميزه تواضع النجم الكبير، ودائما يوجه الفنان في اللوكيشن للظهور بشكل أفضل فهو يريد كل شخص أن يظهر بشكل جيد ولا يوجد لديه نقطة النجم الكبير المغرور على الإطلاق».