كشفت منظمة الصحة العالمية فى أحدث بيان لها عن انخفاض معدلات تعاطى التبغ عالميًا بشكل يدعو إلى التفاؤل والأمل فى مستقبل أفضل بلا تدخين.
هذا البيان اعتبره كثير من المهتمين بهذا الملف خطوة مهمة جدًا على طريق مكافحة التدخين بأنواعه والتى تقودها المنظمة مدعومة بجهود حكومات ومنظمات المجتمع المدنى فى أغلب دول العالم، رغم محاولات مافيا صناع التبغ لعرقلة ووقف هذه الجهود عبر تقديم كثير من الاغراءات للإيقاع بمزيد من المدخنين وخاصة من فئة الشباب، سواء ما يسمى بالتبغ المسخن أو السجائر الإلكترونية بنكهات مختلفة وأشكال مبتكرة وعروض خاصة مغرية.
تقرير منظمة الصحة العالمية احتوى على نتائج مبشرة عالميًا وأظهر تقدمًا كبيرًا فى الإقلاع عن التدخين بعد أن أصبحت النسبة واحدًا من بين كل خمسة أشخاص بالغين فى جميع أنحاء العالم يتعاطى التبغ-عام 2022 مقارنة بواحد من كل ثلاثة عام 2000.
إلا أن نفس التقرير حمل اإلينا كمصريين نتائج صادمة، فقد تم تصنيف مصر ضمن أكثر ٦ دول استهلاكًا للتبغ مع الأردن، وعمان، والكونغو، وإندونيسيا،، ومولدوفا.
ويأتى هذا الارتفاع فى استهلاك التبغ رغم الغلاء الفاحش الذى تشهده الأسواق المصرية مؤخرًا فى جميع أنواع السلع والتضخم الذى ابتلع كل شيء، ورغم اختفاء السجائر من الأسواق فترات طويلة وقلة المعروض منها، وزيادة أسعارها إلى أكثر من ١٠٠%.
وأعتقد أن أحد أسباب ارتفاع استهلاك التبغ هو تراجع دور منظمات المجتمع المدنى المهتمة بمكافحة التدخين فى التوعية بأضرار التدخين خلال العامين الماضيين عقب وفاة الدكتور عصام المغازى، رئيس جمعية مكافحة التدخين الذى كان المدافع الأول عن مكافحة التدخين فى مصر.
وأعتقد أيضاً أن التقرير الصادم لمنظمة الصحة العالمية كان دافعًا قويًا لجمعيات المجتمع المدنى لاستعادة دورها التوعوى فى مكافحة التدخين.
فقد عقدت مؤسسة مصر برئاسة الدكتور وائل صفوت، رئيس للاتحاد العربى لمكافحة التبغ، بالتعاون مع برنامج صحة الشباب ومؤسسة بلان الدولية، والجمعية المصرية لمكافحة الأمراض غير المعدية، منذ أيام مؤتمرًا تحت عنوان «معًا لتهيئة بيئة صحية صديقة للصحة للشباب والفتيات» بحضور عدد من خبراء الصحة من الأطباء والصيادلة والباحثين وممثلى المعامل المركزية والناشطين فى مجال مكافحة التبغ، «لعرض نتائج فحص عينات من سوائل السجائر الإلكترونية» لمعرفة المحتويات والنكهات التى تحتويها هذه المنتجات لتوضيح مدى خطورتها على صحة شبابنا وصحة المجتمع.
وجاءت النتائج التى عرضت فى المؤتمر لتدحض أكاذيب شركات التبغ التى كانت تروج للسجائر الإلكترونية باعتبارها «أقل ضررًا»
لتؤكد أن كل سوائل السجائر الإلكترونية، سامة وأنها تحتوى على النيكوتين بأضراره الخطيرة على الجهاز العصبى والدورة الدموية والقلب، وإنها تحتوى أيضاً على الجلسرين والجليكول، وهما مادتان سامتان عند تسخينهما أو احتراقهما من خلال أجهزة التسخين فى السجائر الإلكترونية، بالإضافة إلى وجود زيوت ومنكهات تسبب دخول عديد من المواد السامة والمميتة فى جسم الإنسان حسب نوعها ودرجة نقاوتها.
كما أثبتت النتائج التى عرضت فى المؤتمر وجود مخاطر صحية على مستخدمى السجائر الإلكترونية بأنواعها.
واختتم المؤتمر بعدد من التوصيات من أهمها ضرورة توعية المجتمع، وخاصة الشباب بمخاطر التدخين بصفة عامة والسجائر الإلكترونية، بصفة خاصة ومطالبة الدولة بتطبيق كل القوانين الخاصة بمكافحة التدخين ومنع الإعلانات والترويج للتبغ، وحظر نشر المعلومات المضللة التى تشجع على استخدام هذه المنتجات، وإلغاء التغليفات الجاذبة للعبوات والأسماء المضللة، والحد من إضافة المنكهات التى تسبب ادمان على النكهات، بالإضافة لإدمان النيكوتين.
المصدر: بوابة الوفد
كلمات دلالية: مكافحة التدخين منظمات المجتمع المدني السجائر الإلکترونیة مکافحة التدخین
إقرأ أيضاً:
قوتنا فى شبابنا
مكافحة الإدمان إحدى أهم الإيجابيات التى تقوم بها الدولة فى إطار اهتمامها بالشباب الذى يعتبر عماد المستقبل.. ومن أهم الفعاليات التى تم تنظيمها مؤخراً معسكر «قوتنا فى شبابنا» لبناء قدرات الشباب والفتيات من طلاب الجامعات والخريجين كمتطوعين لصندوق مكافحة الإدمان، والذى حضرت ختامه وزيرة التضامن الاجتماعى ورئيس مجلس إدارة صندوق مكافحة الإدمان والتعاطى الدكتورة مايا مرسى التى أعلنت انضمام 1000 متطوع جديد لرابطة المتطوعين لصندوق مكافحة الإدمان ليصل إجمالى عدد المتطوعين إلى 34 ألف متطوع.. وأكدت على تنفيذ برامج الوقاية من المخدرات فى أكثر من 1000 مركز شباب ونادٍ رياضى.. وكذلك د. أشرف صبحى، وزير الشباب والرياضة، الذى أعلن إطلاق أندية «وقاية» بمراكز الشباب للتوعية والوقاية من الإدمان والتعاطى والتعاون مع الصندوق فى تنفيذ العرض المسرحى «سيل» بمراكز الشباب والمنشآت الشبابية التابعة للوزارة للتوعية بمخاطر الإدمان والتأكيد على أهمية دور الشباب فى بناء مجتمع صحى.. وقد أشادت الأمم المتحدة بتجربة صندوق مكافحة الإدمان فى تطوع الشباب والفتيات ومشاركتهم فى إعداد البرامج الوقائية.. ومعسكر قوتنا فى شبابنا «اهتم ببناء قدرات 1000 متطوع جديد على مستوى محافظات الجمهورية من إجمالى عدد 4000 شاب وفتاة تقدموا للانضمام لرابطة متطوعى الصندوق وتم إجراء مقابلات لهم واختيار من اجتاز اختبارات التطوع ممن لديهم القدرة على التواصل والعمل الجماعى والميدانى وممن لديهم المواهب المختلفة لاستثمارها فى تنفيذ برامج التوعية حيث تم تدريبهم من خلال المعسكر الذى استمر على مدار أسبوع بالمدينة الشبابية التابعة لوزارة الشباب والرياضة بمحافظة الإسكندرية على تنفيذ برامج الوقاية من المخدرات فى إطار الحرص على استثمار طاقات الشباب الإيجابية وإعداد برامج تدريبية تؤهلهم كقيادات للعمل التطوعى للمشاركة فى تنفيذ المبادرات التوعوية لحماية الشباب من الوقوع فى براثن الإدمان.. وتهدف الدولة إلى زيادة قدرات الشباب المعرفية والمهارية فى مجال خفض الطلب على المخدرات، بالإضافة إلى المعلومات المعرفية عن أضرار تعاطى المواد المخدرة بأنواعها وتأثير تعاطى المخدرات الاصطناعية وارتباطها بالعنف وارتكاب الجرائم وأيضاً آليات الاكتشاف المبكر للتعاطى والاهتمام بالمشورة والدعم النفسى والعلاج والتأهيل وحث مرضى الإدمان على التقدم للعلاج مجاناً وفى سرية تامة.
Hananghanem [email protected]