كنائس القدس تدين الهجوم الإسرائيلي على الأبرياء بغزة
تاريخ النشر: 4th, March 2024 GMT
القدس المحتلة- أدان بطاركة ورؤساء الكنائس في مدينة القدس المحتلة إطلاق جيش الاحتلال الإسرائيلي النار على حشود من المدنيين الفلسطينيين كانوا يحاولون الحصول على مساعدات غذائية، جنوبي غرب مدينة غزة، الخميس الماضي.
وقالوا في بيان مشترك "رغم أن المتحدثين باسم الحكومة (الإسرائيلية) حاولوا في البداية إنكار تورط الجنود في هذا الحادث، إلا أن وزير الأمن (إيتمار بن غفير) في وقت لاحق ذلك اليوم لم يمتدح فحسب جنود الجيش لتصرفهم الذي وصفه بالممتاز، بل حاول أيضًا إلقاء اللوم على الضحايا في مقتلهم، واتهمهم بالسعي إلى إيذاء الجنود المدججين بالسلاح، ومضى في مهاجمة توصيل المساعدات الإنسانية إلى غزة بحجة أنها يجب أن تتوقف".
وأضاف البيان "لقد أصبحت هذه الرغبة المعلنة بالفعل حقيقة قاسية بالنسبة للنصف مليون المتبقين في مدينة غزة، حيث توقفت عمليات تسليم المساعدات تقريبًا بسبب القيود المشددة على الدخول والافتقار إلى الحراسة الأمنية لقوافل التسليم".
وذكر رؤساء الكنائس أن المسؤولين الإنسانيين "حذروا في كثير من الأحيان من المجاعة الناجمة عن الحصار في شمال غزة، مما اضطر الحكومات الأجنبية ذات النوايا الحسنة، كملاذ أخير، إلى إجراء عمليات إسقاط المساعدات الإنسانية جواً".
وقالوا في بيانهم "مع ذلك فإن هذه المساعدات لا تقدم سوى جزء ضئيل من الإغاثة المطلوبة لبقية السكان المدنيين الذين يفوق عددهم تلك الموجودة في تل أبيب، ثاني أكبر مدينة في إسرائيل".
وأضاف البيان "في أعقاب الأحداث المروعة التي وقعت يوم الخميس وسياقها القاسي، نحن البطاركة ورؤساء الكنائس في القدس ندين هذا الهجوم الوحشي ضد المدنيين الأبرياء".
وتابعوا "بينما نعرب عن هذه التوسلات نيابة عن جميع الأبرياء الذين يعانون من الحرب، فإننا ننقل صلواتنا الخاصة لدعم المجتمعات المسيحية في غزة تحت رعايتنا الرعوية".
وقالوا أيضا "من بين هؤلاء أكثر من 800 مسيحي لجؤوا الآن إلى كنيسة القديس بورفيريوس وكنائس العائلة المقدسة بمدينة غزة منذ ما يقرب من 5 أشهر".
وأضاف بطاركة ورؤساء الكنائس "أملنا النهائي أن يؤدي إنهاء الأعمال العدائية، وإطلاق سراح الأسرى، ورعاية المضطهدين إلى فتح أفق لإجراء مناقشات دبلوماسية جادة تؤدي في النهاية إلى سلام عادل ودائم".
وصباح الخميس الماضي، أطلقت قوات الاحتلال النار تجاه تجمع للفلسطينيين كانوا ينتظرون وصول شاحنات مساعدات غذائية في منطقة "دوار النابلسي" جنوبي مدينة غزة، وفق المكتب الإعلامي الحكومي بغزة، مما أدى إلى استشهاد 118 فلسطينيا وإصابة 760 آخرين. وأثارت هذه المجزرة ردود فعل غاضبة ومنددة عربيا وإقليميا ودوليا.
وجراء الحرب وقيود إسرائيلية، بات سكان غزة لا سيما في محافظتي غزة والشمال على شفا مجاعة، في ظل شح شديد في إمدادات الغذاء والماء والدواء والوقود، مع نزوح نحو مليوني فلسطيني من سكان القطاع الذي تحاصره إسرائيل منذ 17 عاما.
ومنذ 7 أكتوبر/تشرين الأول 2023، تشن إسرائيل حربا مدمرة على القطاع خلفت عشرات الآلاف من الضحايا المدنيين معظمهم أطفال ونساء، فضلا عن كارثة إنسانية غير مسبوقة ودمار هائل بالبنية التحتية، الأمر الذي أدى إلى مثول إسرائيل أمام محكمة العدل الدولية بتهمة "الإبادة الجماعية".
المصدر: الجزيرة
إقرأ أيضاً:
هآرتس: الأونروا لا زالت تعمل في القدس رغم بدء الحظر الإسرائيلي
كشفت صحيفة "هآرتس" الإسرائيلية أن وكالة غوث وتشغل اللاجئين الفلسطينيين، الأونروا لا تزال تعمل في شرق القدس والضفة الغربية وغزة رغم قانون إسرائيلي جديد يحظر عمل الوكالة.
ودخل قانونان أقرهما الكنيست الإسرائيلي حيز التنفيذ في نهاية شهر كانون الثاني/ يناير الماضي، يحظران عمليات الأونروا، ومع ذلك، لم تتخذ "إسرائيل" حتى الآن أي إجراء مباشر يهدف إلى منعها الأنروا من تشغيل المدارس والخدمات، لكن مخاوف متزايدة من انهيار الخدمات التي تقدمها.
والأسبوع الماضي، عملت المدارس في مخيم شعفاط للاجئين في القدس وفي أماكن أخرى من المدينة، وكذلك العيادات التي تديرها الأونروا، كالمعتاد، كما فعلت خدمات التنظيف التي تقدمها الوكالة في المخيم المذكور.
ويقول مسؤولون في "الأونروا" إنهم لم يتلقوا أي تعليمات من "إسرائيل" بوقف العمل في شرق القدس.
وفي أعقاب هذه القوانين، تم إلغاء تأشيرات 25 موظفا دوليا أداروا عمليات الأونروا في القدس والضفة الغربية، وغادر هؤلاء الموظفون ويواصلون العمل من الأردن، بينما يواصل الموظفون المحليون، الذين يشكلون الغالبية العظمى من الأشخاص الذين يعملون لدى الأونروا، العمل كالمعتاد.
وقالت "هآرتس"، إن القانون غير واضح فيما يتعلق بما إذا كانت البنوك الإسرائيلية والمنظمات الأخرى يمكنها الاستمرار في الحفاظ على علاقاتها مع "الأونروا"، ولكن معظم الموظفين يتقاضون رواتبهم من خلال البنوك الفلسطينية.
مشاكل التمويل
وفي ظل هذه الظروف سيكون من الصعب جدًا استئناف الدراسة، وترى الصحيفة أن لهذا الأمر تأثير هائل على أطفال غزة، "إنهم جيل ضائع وسيكونون أكثر عرضة للتجنيد من قبل الجماعات المسلحة".
وردت أنباء هذا الأسبوع عن أن الرئيس الأمريكي دونالد ترامب ينوي التوقيع على أمر تنفيذي يحظر تحويل الأموال الأمريكية إلى "الأونروا"، لكن من غير المتوقع أن يؤثر هذا القرار على المنظمة، حيث أوقفت الولايات المتحدة بالفعل تمويلها في بداية الحرب.
وقطعت عدد من الدول المانحة، بما في ذلك الولايات المتحدة، تمويلها للمنظمة بعد أن ادعت "إسرائيل" أن موظفي الأونروا كانوا متورطين في هجوم7 أكتوبر. وبعد أن خلص تحقيق للأمم المتحدة إلى عدم وجود أدلة كافية على ماقالته "إسرائيل"، أعادت جميع الدول المانحة، باستثناء الولايات المتحدة، تمويلها للأونروا.
وأكدت الوكالة أنها لا تمتلك أي ضمان مالي، وتعمل من شهر لآخر، وأن استمرار عملها يعتمد على حسن نية الدول المانحة.