بوابة الوفد:
2025-01-03@21:23:14 GMT

جاهلية الألفية

تاريخ النشر: 4th, March 2024 GMT

«جذب انتباه العالم».. كان الهدف الأسمى، لمنظمة الأمم المتحدة، عندما حدَّدت أيامًا وأسابيع وسنوات بعينها، لتكون مناسبات للاحتفال، وتسليط الضوء على مواضيع تهم البشرية، من دون تفرقة أو تمييز.
وبما أن لكل يومٍ من تلك الأيام، حكاية تُروى.. فإن بعضها يكون مثيرًا للاهتمام، وكثيرًا منها يمر مرور الكرام، سواء أكان لغرابته، أو أنه مثير للشفقة.

. أو حتى السخرية!
وبعيدًا عن الأيام العالمية «المهمة» التي تُذَكِّر العالم البائس بيوم «الأراضي الرطبة» و«سمك التونة» و«فن الطبخ المستدام» و«المرحاض».. وغيرها، لكن الأكثر غرابة أن الـ20 من مارس الجاري، يصادف «اليوم الدولي للسعادة»!
بكل أسف، لا نعرف كيف يحتفي العالم بهذا «اليوم الأغبر»، على وَقْع مشاهد «الخذلان»، والاكتفاء بـ«الفُرجة» على شعبٍ يُباد، حتى أن كلمة «الجوع» باتت اختصارًا مُخِلًا لمشاهد مرعبة وقاسية ومؤلمة، قادمة من قطاع غزة، حيث أصوات الجياع المستغيثين تصرخ في كل مكان؟!
كيف سيحتفي العالم بهذا «اليوم التعيس»، الذي يعقب 150 يومًا من أبشع جريمة إبادة جماعية في التاريخ المعاصر، أسفرت عن استشهاد حوالي 31 ألف إنسان، وجرحى تتجاوز أعدادهم الحصر؟!
ثم كيف يحتفل العالم، بـ«يوم السعادة»، والمجازر مستمرة، والقصف الوحشي لم يستثنِ شيخًا أو امرأة أو طفلًا، في ظل صمت عالمي مريب، خصوصًا ما يواجهه الفلسطينيون العُزَّل من «مجهول مرعب» مخضَّب بالدماء؟!
لذلك، يظل اليوم العالمي لـ«السعادة»، مجرد احتفال شكلي، وشعار برَّاق «مستفز»، ليس له وجود على أرض الواقع، حيث تشير عقارب «ساعة التعاسة العالمية» إلى وجود مليوني فلسطيني لا عاصم لهم من آلة البطش والدمار «الإسرائيلية»!
الآن، وبعد مرور 12 عامًا على نشر أول تقرير للأمم المتحدة، لقياس مستوى السعادة والرفاهية لدى الشعوب، نلاحظ أن المقاييس والنظريات اختلفت، باختلاف الانتماء الديني والعِرقي والجغرافي، خصوصًا إن كنت عربيًّا أو مسلمًا!
ويبقى سؤال مهم: ما مدى مصداقية «اليوم العالمي للسعادة»، في ظل اعتماد تلك التقارير على معايير انتقائية ومادية بحتة، تُطبق على دول العالم بأسره، دون النظر إلى اعتبارات «الهمجية الغربية المتحضرة»؟!
أخيرًا.. نعتقد أن التساؤل هنا يبدو مشروعًا ومنطقيًا، وهو: كيف تأتي السعادة للمقهورين، بعد أن تم إفراغ التاريخ والحاضر من أي محتوى إنساني، في ظل «جاهلية العصر الحديث»، وواقع أليم، يستحضر حتمًا التعاسة وخيبات الأمل؟! 
فصل الخطاب: 
يحكى أن مجموعة من «البشر» قامت بتعذيب «حيوان» حتى الموت، مما أثار حفيظة الناس، لهذه الطريقة البشعة والهمجية، التي تعرض لها «كلب»، ويلتفَّ الجميع على قلب رجل واحد، رافضين بشاعة المشهد الذي أدمى القلوب!!
وفي نفس «الدولة»، قامت مجموعة من «المرتزقة» بقتل آلاف «البشر»، بطريقة بشعة وهمجية، في مشهد يندى له جبين «الإنسانية»، ولم يكن التأثر باديًا على أحد، لأن «المغدورين» لم يكونوا من فصيلة «الحيوانات»!!

[email protected] 

المصدر: بوابة الوفد

كلمات دلالية: الأمم المتحدة معبر رفح سيناء غزة تستغيث محمود زاهر فلسطين القصف الاسرائيلي الوحشي الجوع يجتاح غزة نقص الغذاء والدواء

إقرأ أيضاً:

الكلية بـ15 ألف جنيه.. نص حيثيات المحكمة باتهام شخص بالاتجار في البشر

اصدرت محكمة جنايات القاهرة المنعقدة بالتجمع الخامس، برئاسة المستشار سيد عبد العزيز توني، حكمها على متهم  بالسجن 3 سنوات بالإتجار في البشر في منطقة دار السلام.

وقالت حيثيات المحكمة، إن الواقعة حسبما استقرت في يقين المحكمة وفي أوراق الدعوى وما تم فيها من تحقيقات وما دار بشأنها بجلسة المحاكمة تتحصل في تأسيس المتهم تامر .س. وباقي المتهمين السابق الحكم عليهم جماعة إجرامية منظمة لتجميع الأشخاص دون رضاء منهم بالتحايل استغلال لفقر وعوز ضحاياهم بهدف استقطاب المجنى عليهم لنزع اعضائهم البشرية وبيعها كبضاعة من اجل الحصول على أرباح مالية دون وازع من ضمير أو إنسانية لتحقيق مكاسب مالية أثمة.

وكشفت الحيثيات، أنه من ضمن المجني عليهم كل من محمد م ومصطفى. ز، وثم يقوموا بإجراء تحاليل طبية لازمة لهم قبل اجراء العمليات الجراحية لهم مستغلين في ذلك حالة ضعفهم وعوزهم وحاجتهم للمال بعد تقديم الوعود لهم بإعطائهم مبالغ مالية نظير موافقتهم على استئصال اعضائهم البشرية بالإضافة لـ50 جنيه يوميا تعطى لهم بمعرفة المتهم الماثل عقب استقطابه واخرون سبق الحكم عليهم لضحاياهم حتى تمام عملية استئصال العضو البشرى المطلوب من كل منهم.

أوضحت الحيثيات، أن المجني عليه.م.ع. باع كليته مقابل مبلغ مالي وقدره 15ألف جنيه بتحريض من متهم سابق الحكم عليه، فأبلغ الشرطة .

مقالات مشابهة

  • أستاذ علوم سياسية: العالم العربي لم يتعلم من دروس التاريخ
  • هل طوفان نوح أغرق كل البشر أم قومه فقط؟.. الهدهد يجيب (فيديو)
  • في زمن تعدد الأقطاب .. تسقط المقولات!
  • خبير: القرصنة تؤرق البشر حول العالم.. ويجب زيادة الوعي بكيفية الحماية
  • خبير: القرصنة تؤرق البشر حول العالم.. ويجب زيادة الوعي بكيفية حمايتنا
  • خبير: القرصنة تؤرق البشر حول العالم.. ويجب زيادة الوعي بكيفية حمايتها
  • بريطانيا تعلن إجراءات جديدة ضد المشتبه بتهريبهم مهاجرين
  • الكلية بـ15 ألف جنيه.. نص حيثيات المحكمة باتهام شخص بالاتجار في البشر
  • فاروق حسنى.. موعد مع التاريخ
  • أهداف السنة الجديدة.. إلى متى تعود جذورها وكيف تغيّر هذا التقليد عبر التاريخ؟