بوابة الوفد:
2024-11-14@03:59:30 GMT

جاهلية الألفية

تاريخ النشر: 4th, March 2024 GMT

«جذب انتباه العالم».. كان الهدف الأسمى، لمنظمة الأمم المتحدة، عندما حدَّدت أيامًا وأسابيع وسنوات بعينها، لتكون مناسبات للاحتفال، وتسليط الضوء على مواضيع تهم البشرية، من دون تفرقة أو تمييز.
وبما أن لكل يومٍ من تلك الأيام، حكاية تُروى.. فإن بعضها يكون مثيرًا للاهتمام، وكثيرًا منها يمر مرور الكرام، سواء أكان لغرابته، أو أنه مثير للشفقة.

. أو حتى السخرية!
وبعيدًا عن الأيام العالمية «المهمة» التي تُذَكِّر العالم البائس بيوم «الأراضي الرطبة» و«سمك التونة» و«فن الطبخ المستدام» و«المرحاض».. وغيرها، لكن الأكثر غرابة أن الـ20 من مارس الجاري، يصادف «اليوم الدولي للسعادة»!
بكل أسف، لا نعرف كيف يحتفي العالم بهذا «اليوم الأغبر»، على وَقْع مشاهد «الخذلان»، والاكتفاء بـ«الفُرجة» على شعبٍ يُباد، حتى أن كلمة «الجوع» باتت اختصارًا مُخِلًا لمشاهد مرعبة وقاسية ومؤلمة، قادمة من قطاع غزة، حيث أصوات الجياع المستغيثين تصرخ في كل مكان؟!
كيف سيحتفي العالم بهذا «اليوم التعيس»، الذي يعقب 150 يومًا من أبشع جريمة إبادة جماعية في التاريخ المعاصر، أسفرت عن استشهاد حوالي 31 ألف إنسان، وجرحى تتجاوز أعدادهم الحصر؟!
ثم كيف يحتفل العالم، بـ«يوم السعادة»، والمجازر مستمرة، والقصف الوحشي لم يستثنِ شيخًا أو امرأة أو طفلًا، في ظل صمت عالمي مريب، خصوصًا ما يواجهه الفلسطينيون العُزَّل من «مجهول مرعب» مخضَّب بالدماء؟!
لذلك، يظل اليوم العالمي لـ«السعادة»، مجرد احتفال شكلي، وشعار برَّاق «مستفز»، ليس له وجود على أرض الواقع، حيث تشير عقارب «ساعة التعاسة العالمية» إلى وجود مليوني فلسطيني لا عاصم لهم من آلة البطش والدمار «الإسرائيلية»!
الآن، وبعد مرور 12 عامًا على نشر أول تقرير للأمم المتحدة، لقياس مستوى السعادة والرفاهية لدى الشعوب، نلاحظ أن المقاييس والنظريات اختلفت، باختلاف الانتماء الديني والعِرقي والجغرافي، خصوصًا إن كنت عربيًّا أو مسلمًا!
ويبقى سؤال مهم: ما مدى مصداقية «اليوم العالمي للسعادة»، في ظل اعتماد تلك التقارير على معايير انتقائية ومادية بحتة، تُطبق على دول العالم بأسره، دون النظر إلى اعتبارات «الهمجية الغربية المتحضرة»؟!
أخيرًا.. نعتقد أن التساؤل هنا يبدو مشروعًا ومنطقيًا، وهو: كيف تأتي السعادة للمقهورين، بعد أن تم إفراغ التاريخ والحاضر من أي محتوى إنساني، في ظل «جاهلية العصر الحديث»، وواقع أليم، يستحضر حتمًا التعاسة وخيبات الأمل؟! 
فصل الخطاب: 
يحكى أن مجموعة من «البشر» قامت بتعذيب «حيوان» حتى الموت، مما أثار حفيظة الناس، لهذه الطريقة البشعة والهمجية، التي تعرض لها «كلب»، ويلتفَّ الجميع على قلب رجل واحد، رافضين بشاعة المشهد الذي أدمى القلوب!!
وفي نفس «الدولة»، قامت مجموعة من «المرتزقة» بقتل آلاف «البشر»، بطريقة بشعة وهمجية، في مشهد يندى له جبين «الإنسانية»، ولم يكن التأثر باديًا على أحد، لأن «المغدورين» لم يكونوا من فصيلة «الحيوانات»!!

[email protected] 

المصدر: بوابة الوفد

كلمات دلالية: الأمم المتحدة معبر رفح سيناء غزة تستغيث محمود زاهر فلسطين القصف الاسرائيلي الوحشي الجوع يجتاح غزة نقص الغذاء والدواء

إقرأ أيضاً:

أنواع الثبات.. في عظة الأربعاء للبابا تواضروس من كنيسة العذراء بعزبة النخل|صور

ألقى قداسة البابا تواضروس الثاني عظته الأسبوعية في اجتماع الأربعاء مساء اليوم، من كنيسة السيدة العذراء والشهيد أبي سيفين بعزبة النخل. 

اجتماع الأربعاء 

وصلى قداسته رفع بخور عشية وشاركه عدد من الآباء الأساقفة وكهنة الكنيسة، وعدد كبير من كهنة قطاع كنائس عزبة النخل والمرج.  

ألقى نيافة الأنبا سيداروس الأسقف العام لكنائس قطاع عزبة النخل والمرج كلمة ترحيب بقداسة البابا هنأ فيها قداسته بمناسبة العيد الثاني عشر لجلوسه على الكرسي المرقسي. 

كما ألقيت عدة كلمات من آباء كهنة إلى جانب مجموعات من الترانيم والألحان الكنيسة رتلها كورال الشباب بالكنيسة والكورال التابع لخدمة السودانيين وكورال الأطفال، وشجعهم مثنيٌا على أدائهم وكرم قداسة البابا المتميزين والمتفوقين من أبناء القطاع في المجالات العلمية والرياضية.

واستكمل قداسته سلسلة "طِلبات من القداس الغريغوري"، وتناول الآية: "إِذًا يَا إِخْوَتِي الأَحِبَّاءَ، كُونُوا رَاسِخِينَ، غَيْرَ مُتَزَعْزِعِينَ، مُكْثِرِينَ فِي عَمَلِ الرَّبِّ كُلَّ حِينٍ، عَالِمِينَ أَنَّ تَعَبَكُمْ لَيْسَ بَاطِلًا فِي الرَّبِّ" (١كو ١٥: ٥٨)، وتأمل في طِلبة "القيام ثبتهم"، مشيرًا إلى أن كلمة "رَاسِخِينَ" تعني الثبات، ويجب أن يكون الإنسان "كَشَجَرَةٍ مَغْرُوسَةٍ عِنْدَ مَجَارِي الْمِيَاهِ، الَّتِي تُعْطِي ثَمَرَهَا فِي أَوَانِهِ، وَوَرَقُهَا لاَ يَذْبُلُ. وَكُلُّ مَا يَصْنَعُهُ يَنْجَحُ" (مز ١: ٣).

أنواع الثبات 

وأوضح قداسة البابا أن الإنسان يحب أن يكون ثابتًا، للأسباب التالية:
١- الله لا يتغير، "يَسُوعُ الْمَسِيحُ هُوَ هُوَ أَمْسًا وَالْيَوْمَ وَإِلَى الأَبَدِ" (عب ١٣: ٨).

٢- معاملات الله ثابتة مع البشر.

٣- الله صانع الخيرات.

كما أشار قداسته إلى أن الكنيسة وضعت في سر المعمودية الرشم بزيت الميرون، وسر الميرون هو سر التثبيت، "مَنْ يَأْكُلْ جَسَدِي وَيَشْرَبْ دَمِي يَثْبُتْ فِيَّ وَأَنَا فِيهِ" (يو ٦: ٥٦).

وشرح قداسة البابا أنواع الثبات، كالتالي: 
١- في المحبة: تقديم المحبة للآخرين دائمًا دون النظر إلى معاملتهم معنا، "اَللهُ مَحَبَّةٌ، وَمَنْ يَثْبُتْ فِي الْمَحَبَّةِ، يَثْبُتْ فِي اللهِ وَاللهُ فِيهِ" (١يو ٤: ١٦).

٢- في الإيمان: إيماننا مُروى بالدماء الثمينة، ويجب أن نُسلمه للأجيال القادمة، "إِنْ ثَبَتُّمْ عَلَى الإِيمَانِ، مُتَأَسِّسِينَ وَرَاسِخِينَ وَغَيْرَ مُنْتَقِلِينَ عَنْ رَجَاءِ الإِنْجِيلِ، الَّذِي سَمِعْتُمُوهُ، الْمَكْرُوزِ بِهِ فِي كُلِّ الْخَلِيقَةِ الَّتِي تَحْتَ السَّمَاءِ" (كو ١: ٢٣).

٣- في التجارب: يجب أن يثبت الإنسان في التجارب، "اِحْسِبُوهُ كُلَّ فَرَحٍ يَا إِخْوَتِي حِينَمَا تَقَعُونَ فِي تَجَارِبَ مُتَنَوِّعَةٍ" (يع ١: ٢).

٤- في الرجاء والأمل: قوة الرجاء والأمل يمنحها الله للإنسان، "فَرَجَاؤُنَا مِنْ أَجْلِكُمْ ثَابِتٌ. عَالِمِينَ أَنَّكُمْ كَمَا أَنْتُمْ شُرَكَاءُ فِي الآلاَمِ، كَذلِكَ فِي التَّعْزِيَةِ أَيْضًا" (٢ كو ١: ٧).

أنواع البشر 

وأشار قداسته إلى الأسباب التي تؤدي إلى عدم ثبات الإنسان من خلال أنواع البشر، كالتالي:
١- دائم الذبذبة، شخصيته تتغيّر من مرحلة إلى مرحلة، مثال يهوذا الخائن.

٢- الشخصية المزاجية، الذي له مزاج متقلب، ومرتبط بعادات سيئة.

٣- المتذبذب بسبب البيئة المحيطة به، "لاَ تَضِلُّوا: «فَإِنَّ الْمُعَاشَرَاتِ الرَّدِيَّةَ تُفْسِدُ الأَخْلاَقَ الْجَيِّدَةَ»" (١ كو ١٥: ٣٣).

وأعطى قداسة البابا أمثلة عن الشخصيات الثابتة، وهي:
١- أيوب الصديق، "بِسَمْعِ الأُذُنِ قَدْ سَمِعْتُ عَنْكَ، وَالآنَ رَأَتْكَ عَيْنِي" (أي ٤٢: ٥).

٢- الشهداء.

٣- بطرس الرسول، "يَا رَبُّ، إِلَى مَنْ نَذْهَبُ؟ كَلاَمُ الْحَيَاةِ الأَبَدِيَّةِ عِنْدَكَ" (يو ٦: ٦٨).

واختتم قداسته بأن التجارب الشديدة هي التي تجعل كلمة الله ثابتة فينا، "كَتَبْتُ إِلَيْكُمْ أَيُّهَا الأَحْدَاثُ، لأَنَّكُمْ أَقْوِيَاءُ، وَكَلِمَةُ اللهِ ثَابِتَةٌ فِيكُمْ، وَقَدْ غَلَبْتُمُ الشِّرِّيرَ" (١ يو ٢: ١٤)، وأن الإنسان الثابت يكون هدفه الله، ويمتد إلى قدام باستمرار، "اثْبُتُوا فِي الإِيمَانِ. كُونُوا رِجَالًا. تَقَوَّوْا. لِتَصِرْ كُلُّ أُمُورِكُمْ فِي مَحَبَّةٍ" (١ كو ١٦: ١٣، ١٤).

مقالات مشابهة

  • 4 أبراج على موعد مع السعادة قبل بداية السنة.. هل أنت من بينهم؟
  • أنواع الثبات.. في عظة الأربعاء للبابا تواضروس من كنيسة العذراء بعزبة النخل|صور
  • خطورة بيل جيتس على البشر.. أفكار غريبة واقتراحات مرعبة
  • ذكري وفاة "صانع السعادة".. محطات من حياة يونس شلبي
  • الأولى من نوعها في العالم.. إنستجرام يعيد إحياء التاريخ المصري
  • بوتنونو: أذكى روبوت في العالم.. يجمع بين الفكاهة والابتكار
  • مارسيل كولر.. 64 عاما من الصرخة الأولى لتاجر السعادة
  • تحذير هام من تناول المضادات عند نزلات البرد.. تقتل الملايين من البشر
  • منتخب الفتيات إلى المنامة لخوض «عربية الشراع»
  • العالمي للفتوى توضح كيف يحقق الإيمان التوفيق في الدنيا والآخرة؟