"أمريكا سوت ألمانيا بالأرض".. بايدن يكشف عن نزاع بينه وبين كابينيت الحربي الإسرائيلي
تاريخ النشر: 4th, March 2024 GMT
كشف الرئيس الأمريكي جو بايدن في مقابلة مع الصحافي إيفان أوسنوس، عن إحباطه من الحكومة الإسرائيلية بعدما أشاروا إلى قصف أمريكا لألمانيا وتسويتها بالأرض في الحرب العالمية الثانية.
وقال مراسل مجلة "نيويوركر": "سألت بايدن عما إذا كان ينوي ممارسة المزيد من الضغوط على قادة إسرائيل، وللمرة الأولى في ذلك اليوم لم يجب على السؤال".
وأوضح الرئيس الأمريكي: "أتفهم الغضب والغيظ الذي أثاره يوم 7 أكتوبر. لكن لا يمكنك أن تدع الغضب يدفعك إلى درجة تفقد فيها المكانة الأخلاقية العالية"، وأشار بايدن أنه "عندما نصحت أعضاء مجلس الوزراء الحربي الإسرائيلي بالتصرف بحذر أكبر في غزة، ردوا بأن أمريكا نفذت قصفا بساطيا على ألمانيا في الحرب العالمية الثانية، فأجبت قائلا: لهذا السبب تم إنشاء الأمم المتحدة وكل القواعد والقوانين لضمان عدم وقوع شيء مماثل مرة أخرى".
وأشار أوسنوس إلى أن بايدن يحدوه الأمل في تحقيق صفقات كبرى أكثر مراوغة من حيث "إقناع الإسرائيليين بقبول إنشاء دولة فلسطينية، مقابل تطبيع العلاقات مع المملكة العربية السعودية - وهو ما يراه العديد من الإسرائيليين كخطوة حيوية نحو الأمن على المدى الطويل".
ووصف بايدن هذه الصفقة بأنها وسيلة بيد إسرائيل لمحاربة مهاجميها دون التسبب في معاناة لا مبرر لها، مضيفا: "يمكننا أن نخلق ظرفا ينتهي بهم إلى حيث يستمرون في التحرك - كما فعلنا مع بن لادن - ضد قادة حماس، فلا يمكن الافتراض أن كل فلسطيني هو من أنصار حماس".
وتابع: "لقد كنت أضغط بشدة على الحكومة الإسرائيلية لكي تتخذ إجراءات صارمة ضد هؤلاء المستوطنين الخارجين عن السيطرة". وفي فبراير الماضي، فرض بايدن عقوبات مالية وحظر تأشيرات على أربعة مستوطنين إسرائيليين في الضفة الغربية اتهموا بمهاجمة فلسطينيين ونشطاء سلام إسرائيليين.
وتطرق الصحافي في مجلة "نيويوركر" إلى الازدراء الذي ولده أسلوب تعامل بايدن مع الحرب على قطاع غزة بين الأمريكيين العرب والديمقراطيين الشباب.
وقال بايدن: "لا أريد أن أرى أي فلسطيني يُقتل – أعتقد أن هذا يتعارض مع ما نؤمن به كأمريكيين"، وحث منتقديه على الصبر والانتظار.
وأضاف: "أعتقد أنه يتعين عليهم منح هذا الأمر القليل من الوقت، لفهم ما سيحدث إذا جاءوا إلى دولتهم أو أحيائهم ورأوا ما حدث مع حماس. الضغط على القيادة للتحرك بكل ذرة من قدراتها ضد حماس أمر حقيقي. ولكن هذا لا يعني أنه ينبغي أن يستمر. هذا لا يعني أنه صحيح. ولذلك، أعتقد أنكم سوف ترون – وأنا أدعو الله أن تروا – تراجعا كبيرا في استخدام القوة".
وقد دخلت الحرب في غزة يومها الـ 150 حيث يتواصل القصف على عدة مناطق في القطاع وسط مجاعة باتت أمرا واقعا، وخلفت العمليات العسكرية الإسرائيلية على القطاع المحاصر، أكثر من 30 ألف قتيل وما يزيد عن 70 ألف جريح معظمهم من النساء والأطفال، فيما يسابق الوسطاء الدوليون الزمن لوقف إطلاق النار قبل حلول شهر رمضان.
المصدر: RT
المصدر: RT Arabic
كلمات دلالية: الجيش الإسرائيلي الحرب العالمية الثانية الحرب على غزة بنيامين نتنياهو تل أبيب جرائم حرب جرائم ضد الانسانية جو بايدن طوفان الأقصى قطاع غزة واشنطن وسائل الاعلام
إقرأ أيضاً:
ردود الفعل الإسرائيلية على الخطة المصرية لإعمار غزة
القدس المحتلة- بدت ردود الفعل الإسرائيلية متناغمة مع موقف الحكومة الإسرائيلية برئاسة بنيامين نتنياهو، برفض مخرجات وقرارات القمة العربية التي تبنت خطة مصر لإعادة إعمار قطاع غزة.
وتعزز هذا التناغم بتل أبيب مع إعلان الرئيس الأميركي دونالد ترامب، رفض الخطة المصرية، وتمسكه بمقترحه الهادف إلى تهجير سكان قطاع غزة.
وحمل الرفض الإسرائيلي لخطة الرئيس عبد الفتاح السيسي في طياته كواليس مخططات حكومة نتنياهو بشأن قطاع غزة سواء استئناف القتال والعودة للحرب، وهواجس تل أبيب من طرح مقترح حل الدولتين الذي تكرسه الخطة المصرية، وكذلك التخوف من الضبابية حيال مكانة حركة حماس في إدارة القطاع مستقبلا.
وحيال ذلك، سارعت وزارة الخارجية الإسرائيلية انتقاد ومهاجمة قرارات ومخرجات القمة العربية واعتبرت أن بيانها الختامي "لا يعكس الواقع بعد 7 أكتوبر 2023، ويستند إلى مفاهيم قديمة".
وترى أن حكم حماس في غزة "يمنع أي فرصة للأمن بالنسبة لإسرائيل وجيرانها. ومن أجل السلام والاستقرار، لا يمكن ترك حماس في السلطة"، على ما جاء في بيان الناطق باسم الوزارة أورن مرمورشتاين.
وحظي موقف الخارجية الإسرائيلية بتفاعل من قِبَل الكُتّاب والمحللين ووسائل الإعلام الإسرائيلية التي تماهت إلى حد كبير مع رفض الخطة المصرية، والترويج لمقترح ترامب من أجل تهجير الغزيين.
إعلانوبررت القراءات والتحليلات الإسرائيلية رفض الخطة المصرية بعدم واقعيتها، وخطورتها على إسرائيل من حيث الإبقاء على الغزيين في القطاع، وكذلك الإبقاء على حركة حماس بالمشهد، كما أن الخطة تضمن الحفاظ على حقوق الشعب الفلسطيني، وتكرس حل الدولتين، وهي بالتالي تتعارض وتتصادم مع مخططات إسرائيل بعد السابع من أكتوبر.
تحريض
هذه المبررات والتوليفات لدوافع رفض إسرائيل للخطة المصرية، استعرضها رئيس قسم الشؤون العربية في القناة الـ14 الإسرائيلية عمري حاييم، من خلال مقال له بعنوان "الخطة المصرية في غزة ولماذا لا أمل لها".
فقد وجّه انتقادات للخطة وعمد إلى التحريض عليها، كونها بالأساس تعارض تهجير الغزيين، وكذلك تبقي على حركة حماس في تصدر المشهد، وتمهد لإعادة السلطة الفلسطينية إلى القطاع.
وأوضح حاييم أن مخرجات القمة العربية وقراراتها تأتي في ظل الأزمة في المحادثات بين إسرائيل وحماس، وهو ما يعني تحصينا لحماس في المفاوضات واتخاذ موقف مناهض لإسرائيل بكل ما يتعلق في اتفاق وقف إطلاق النار والمرحلة الثانية من المفاوضات، كما أن الخطة المصرية بمثابة البديل لمقترح ترامب للتهجير وإعادة الإعمار.
وحيال ما تحمل الخطة من مواقف ومحاور لا تتناغم مع الموقف الإسرائيلي، يعتقد حاييم أن "الخطة المصرية لا تملك فرصة كبيرة للنجاح لأكثر من سبب، كونها تتناقض تماما مع مقترح ترامب بشأن إخراج سكان غزة من القطاع، وفي القمة، أكد القادة العرب مرارا وتكرارا معارضتهم لهذا الأمر".
وفي محاولة منه لدق الأسافين بين العرب والفلسطينيين، واصل الكاتب الإسرائيلي التحريض على الخطة المصرية وزعم أنها لن تحظى بالدعم الشعبي بالعالم العربي ولا حتى بين أبناء الشعب الفلسطيني، وذلك لعدم استعداد الفلسطينيين لتطبيق ما تقترحه الدول العربية بأن تكون السلطة الفلسطينية هي السلطة الحاكمة رسميا في القطاع.
إعلانولفت إلى أن الخطة المصرية تزيح حماس جانبا لكن تبقي عليها بالمشهد السياسي، كما أنها تعزز مكانة السلطة الفلسطينية بإعادتها إلى الحكم في القطاع، كما أن الخطة لا تبدد التهديدات الأمنية من القطاع ولا تضمن الحفاظ على الأمن القومي لإسرائيل.
"كامب ديفيد" على المحكوفي سياق تداعيات الرفض الإسرائيلي للخطة المصرية على العلاقات بين القاهرة وتل أبيب، ترى محللة الشؤون العربية في صحيفة "يديعوت أحرونوت" سمدار بيري، أن ذلك يضع معاهدة السلام "كامب ديفيد" على المحك خصوصا في حال قررت إسرائيل استئناف الحرب على غزة، وكذلك يضع إسرائيل أمام تحديات جديدة بالشرق الأوسط حتى وإن حظيت بدعم ترامب.
وتعتقد بيري أنه حتى لو لم يتم تنفيذ خطة السيسي، فإن الموافقة المبدئية التي حصلت عليها من زعماء الدول العربية لها معنى أوسع، وهو رفض التهجير والترانسفير، وأنهم لن يستوعبوا حشود الفلسطينيين الذين سيتم طردهم من قطاع غزة، وبالتالي فإن مقترح ترامب لتهجير الغزيين، في شكله الحالي، سيصبح غير قابل للتنفيذ.
لكن لا تزال هناك أسئلة كبيرة وساخنة لم تتم الإجابة عنها في الخطة المصرية، تقول بيري "هل توافق حماس والجهاد الإسلامي على نزع سلاحهما وتسليمهما للشرطة الفلسطينية الجديدة؟ من سيدير قطاع غزة: السكان المحليون أم الفلسطينيون من الضفة الغربية، أم قيادة مختلطة تشمل أيضا شخصيات من العالم العربي؟ ومن أين ستأتي الأموال لإعادة الإعمار؟".
رسائل إسرائيلالقراءة ذاتها استعرضها محلل الشؤون السياسية في صحيفة "يسرائيل هيوم" أرييل كهانا، مشيرا إلى أن إسرائيل ترفض خطة الدول العربية لحل أزمة غزة، في إشارة منه إلى أن تل أبيب معنية بالإبقاء على الأزمة وحالة القتال في قطاع غزة، وذلك حتى تحقق أهداف الحرب المعلنة.
ورجح المحلل السياسي أن الرفض الإسرائيلي للخطة المصرية التي يأتي الكشف عنها بالتزامن مع دخول رئيس هيئة الأركان العامة للجيش الإسرائيلي إيال زامير، لمنصبه خلفا للمنتهية ولايته هرتسي هاليفي، مؤشر إلى أن إسرائيل قد تستأنف القتال في القطاع بما يتلاءم وتعليمات واشنطن.
إعلانوأوضح أن الرسالة الرئيسية التي تريد إسرائيل إيصالها من خلال رفض الخطة المصرية هي أن حماس لا يمكن أن تبقى في السلطة، وأن إعادة إعمار قطاع غزة يجب أن تتم "من خلال الهجرة الطوعية للسكان"، وكذلك رفض إعادة السيطرة على قطاع غزة إلى السلطة الفلسطينية، وهي خطوة ترى إسرائيل أنها "غير مرغوب فيها وخطيرة".