لجريدة عمان:
2025-01-13@17:42:37 GMT

الإعلام العماني.. وسياسة التوازنات

تاريخ النشر: 4th, March 2024 GMT

الإعلام العماني.. وسياسة التوازنات

سجلت سلطنة عمان تقدمًا في مؤشر الإعلام ضمن عدة مؤشرات تشكّل مجتمعة مؤشر القوة الناعمة الذي تصدره مؤسسة براند فاينانس البريطانية.. وتقدمت سلطنة عمان في هذا المؤشر من المرتبة 46 إلى المرتبة 40، وهي السنة الثانية التي تتقدم فيها سلطنة عمان في مؤشر الإعلام، حيث كانت قد تقدمت العام الماضي من المرتبة 51 إلى المرتبة 46، ما يعني تقدمها 11 مرتبة خلال عامين فقط.

ورغم أن الطموحات ما زالت كبيرة في أن يخطو الإعلام العماني خطوات أكبر خلال المرحلة القادمة فإن هذا التقدم مستحق للإعلام العماني، وهو تتويج لمسيرة تأسيسية طويلة استطاع فيها الإعلام العماني أن يقوم بدورٍ كبيرٍ في مرحلة البناء النوعي في سلطنة عمان، كما أسهم في بناء الوعي المجتمعي، وبناء الشخصية العمانية المتزنة والمعتزة بتاريخها وقيمها.

وفي الحقيقة لا يمكن فهم الدور الكبير الذي قام به الإعلام العماني خلال العقود الخمسة الماضية في معزل عن فهم السياق التاريخي والمتغيرات التي شهدتها المنطقة التي نعيش فيها بكل تحدياتها السياسية والاقتصادية والأمنية والأيديولوجية والأخلاقية القيمية، وكلها تحديات استطاع الإعلام العماني أن يتجاوزها ويتعامل معها بوعي كبير.

وبهذا المعنى لا يمكن الحديث عن استقرار المجتمع العماني، وتمسّكه بأصالته وبقيمه دون الحديث عن دور الإعلام، كما لا يمكن الحديث عن السلم الاجتماعي والوحدة الوطنية دون الحديث عن دور الإعلام، وهذه الثيمات هي الأكثر دوامًا عندما نتحدث عن رسوخ البناء، أما التحديات الآنية وربما الأخطاء فهي موجودة ولا يخلو منها أي عمل فكيف بالعمل الإعلامي اليومي، بل اللحظي الذي يستمر على مدار الساعة دون انقطاع وكل تفاصيله أمام الجمهور العام الذي له توجهاته ومتطلباته وتفضيلاته وقراءته ومرجعياته لكل كلمة تُكتب أو تُقال فيه.. لكن العبرة في القدرة على تجاوز التحديات وتصويب الأخطاء متى ما وُجِدت والتأسيس لممارسات إعلامية تسعى لبناء الوعي الجمعي في المجتمع.

إن التضحيات الكبيرة التي قدمها الإعلاميون منذ مرحلة التأسيس حتى اليوم كلها أسهمت في هذه اللحظة التي يتقدم فيها الإعلام العماني نحو المراتب العليا، فكل مرحلة أسست للمرحلة التي جاءت بعدها.

وإذا كان المجتمع العماني قد استطاع أن يبقى بعيدًا عن التأثر بالصراعات الأيديولوجية والمذهبية والطائفية وبالتشدد والإرهاب الذي بُليت به المنطقة فإن الفضل في الكثير من ذلك يعود لاتزان الخطاب السياسي والخطاب الديني وكلها خطابات تمثلها وعكسها بوعي تام الخطاب الإعلامي، الذي أسهم في بناء الوعي الداخلي، وبناء الصورة الذهنية عن عمان وعن شعبها في الخارج فصار يُضرب المثل بالسياسة العمانية وبالمجتمع العماني وبالفرد العماني الذي خلقت منه الظروف مجتمعة بما في ذلك الإعلام شخصًا متّزنًا واثقًا من نفسه ومتطلعًا لمستقبله دون تشدد أو شطط أو نظرة عدائية للآخر.

وهذا البناء معقد، وصناعة التوازن فيه خاصة في هذا الإقليم الذي ننتمي له وفي ظل كل هذه الظروف والتحديات أمر صعب جدًا.. ويحتار البعض ممن يفهم لعبة التوازنات السياسية كيف ينجح الإعلام العماني فيه بامتياز وبعلامة كاملة. وفي الحقيقة تستحق الدبلوماسية الإعلامية العمانية أن تُدرس وتُدرّس ففيها من العبقرية العمانية المتراكمة عبر الزمن الشيء الكثير، وفيها من الحنكة السياسية ما يكفي لبقاء السلم الاجتماعي واللحمة الوطنية ثابتة وراسخة عبر الزمن.

المصدر: لجريدة عمان

كلمات دلالية: الإعلام العمانی سلطنة عمان الحدیث عن

إقرأ أيضاً:

وزير التراث العماني: مصر لديها تجربة ملهمة ورائعة في القطاع السياحي

أكد وزير التراث والسياحة العماني سالم بن محمد المحروقي، أن مصر لديها تجربة ملهمة ورائعة في القطاع السياحي، نظرًا لما تمتلكه من مقومات سياحية وطبيعية تساهم في تعزيز التعاون المشترك بين البلدين؛ لتنمية هذا القطاع الحيوي في سلطنة عمان.


وقال المحروقي - في مقابلة مع قناة النيل للأخبار اليوم /السبت/ - "إن مصر تمثل حليفا مهما في تبادل الخبرات والتعاون في مجال السياحة".. معربا عن أمله في أن يقوم وزير السياحة والآثار المصري بزيارة عمان قريبًا.


وأشار إلى أن هناك طموحًا كبيرًا لتطوير قطاع السياحة في عمان كجزء أساسي من استراتيجية التنويع الاقتصادي، بعيدًا عن الاعتماد على النفط الذي لا يزال عنصراً مهيمنًا في الاقتصاد الوطني.. موضحا أن بلاده تمتلك استراتيجية واضحة لقطاع السياحة، تشمل خطة تشغيلية سنوية وخططًا مرحلية ذات مستهدفات محددة.


وأضاف وزير التراث والسياحة العماني قائلا "نهدف إلى تطوير الناتج الوطني ليعتمد على مجموعة متنوعة من المقومات، وتعتبر السياحة من أبرز البرامج في هذا السياق".. مشيرا إلى الجهود المبذولة والسعي لوضع سلطنة عمان على الخريطة الإقليمية والدولية للسياحة.

مقالات مشابهة

  • انطلاق فعاليات المعرض الاستهلاكي العماني الإيراني بالبريمي
  • السياسة الخارجية العمانية.. بين ضرورات الجغرافيا وحقائق التاريخ
  • الثقافة العمانية ... إرث متجدد ومسيرة متواصلة
  • دور الإعلام العماني فـــي تعزيز الهُويــــة الوطنية ودعـــم الرؤية المستقبلية
  • السفير الرحبي: الثقافة العمانية بتاريخها العريق تظل بحاجة لمزيد من الجسور التي تربطها بنظيراتها في العالم
  • السفير العماني: معرض القاهرة الدولي للكتاب «عيد» ينتظره الكاتب والقارئ
  • السفير العماني بالقاهرة: نشارك في «القاهرة للكتاب» بعزم لتعزيز الثروة الثقافية العربية
  • أحمد الشرع يلتقي السفير العماني في دمشق لتعزيز العلاقات الثنائية
  • الشرع يستقبل مبعوثا للخارجية العمانية للتأكيد على موقف مسقط
  • وزير التراث العماني: مصر لديها تجربة ملهمة ورائعة في القطاع السياحي