لجريدة عمان:
2025-01-02@20:48:59 GMT

الحرية الاقتصادية والرفاه الاقتصادي

تاريخ النشر: 4th, March 2024 GMT

مؤشر الحرية الاقتصادية هو أحد أجزاء الاقتصاد المؤسسي الجديد، ويدرس العلاقة بين المؤسسات السياسية والاقتصادية والتنمية الاقتصادية، بمعنى أوضح؛ يقيس حرية القوانين واللوائح والضرائب والسياسات الاقتصادية للبلدان المختلفة من عدمها. ويشير إلى أن البلدان الأكثر حرية اقتصاديًا تميل إلى تحقيق معدلات أعلى من النمو الاقتصادي ودخل الفرد مما يعزز الرفاه الاقتصادي والمجتمعي للأفراد عبر زيادة نصيب الفرد من الناتج المحلي الإجمالي.

ونستطيع القول إن تحسّن المؤشرات الاقتصادية عموما لبلد ما تساعد المستثمرين على اتخاذ القرار المناسب للاستثمار من خلال جمع البيانات المالية التي تتضمن المؤشرات الاقتصادية، مثل مؤشر حرية الاقتصاد، ويمكن الاستفادة من هذه المؤشرات في التنبؤ للتوقعات المستقبلية للاقتصاد كون أن مؤشري الرفاه الاجتماعي وحرية الاقتصاد تظهر نظرة عامة للوضع الاقتصادي وموقع اقتصاد البلدان في الاقتصاد العالمي. ومع تقدّم سلطنة عُمان 39 مركزًا في مؤشر الحرية الاقتصادية أصبح واقع اقتصادنا العُماني أكثر حرية وتقدما لتحقيق الرفاه الاقتصادي والمجتمعي للأفراد، ويعكس انفتاح السوق العُماني على الاستثمارات الأجنبية الذي يتميّز بإدارة تنظيمية كفؤة وشفافية عالية وبيئة ميسّرة لممارسة الأعمال بعيدًا عن البيروقراطية، مما عزّز من تقدّم سلطنة عُمان في مؤشر حرية الاقتصاد عام 2024م مقارنة بالأعوام السابقة، وهي فرصة للاقتصاد العُماني للإسراع في تنفيذ برامج التنويع الاقتصادي وجلب مزيد من الاستثمارات الأجنبية لرفع مساهمة الأنشطة غير النفطية في الناتج المحلي الإجمالي، وترتفع وتيرة اقتصادنا الاستثماري ليواصل مرحلة النمو والازدهار ويضاهي الاقتصادات الكبرى. لقد حقّقت سلطنة عُمان نجاحًا كبيرًا تمثّل في تقدّم سلطنة عُمان بأكثر من 50 مركزًا في مؤشر الحرية الاقتصادية منذ عام 2022م متجاوزة المتوسط الإقليمي والعالمي ومحققة تقدمًا في المؤشرات الفرعية وهي الإنفاق الحكومي، والصحة المالية، وحرية الأعمال، إضافة إلى حرية العمالة، وجميع هذه المؤشرات تتمثل في أربع ركائز أساسية للحرية الاقتصادية (سيادة القانون، والكفاءة التنظيمية، وحجم الحكومة، والأسواق المفتوحة). ما يزيد المرحلة المقبلة تفاؤلًا وارتياحًا أن الحكومة قامت بإقرار عدد من السياسات والإجراءات التي أسهمت في تحسّن مؤشر الحرية الاقتصادية مثل: إطلاق حزم تحفيزية اقتصادية، والإعفاءات الضريبية، والتمويل بفائدة منخفضة، والدعم المالي المباشر لبعض المؤسسات المتأثرة، وتقديم قروض ميسّرة للمشروعات الصغيرة والمتوسطة؛ فتقدّم سلطنة عُمان في مؤشر الحرية الاقتصادية وحصولها على المرتبة الخامسة على منطقة الشرق الأوسط وشمال إفريقيا تحقّق بفضل التحسّن الذي يشهده الاقتصاد العُماني منذ 4 سنوات نتيجة انخفاض الدين العام للدولة واقترابه من المستوى الآمن بعد أن كان يمثّل نحو 70% من الناتج المحلي الإجمالي، والجهود المبذولة لتنويع مصادر الدخل والتقليل من الاعتماد على الإيرادات النفطية الذي كان يمثّل نسبة كبيرة من الإيرادات العامة للدولة، إضافة إلى الصحة المالية التي ارتفعت درجة سلطنة عُمان في هذا المؤشر من 12.1 في عام 2023م إلى 73.8 من 100 في عام 2024م، عبر تجويد الإنفاق الحكومي وتخصيص جزء منه في المشاريع الاستثمارية والتنموية التي تنعكس إيجابًا على الاقتصاد.

ومع استمرار التعديلات والسياسات المالية والاقتصادية التي أقرتها الحكومة منذ سنوات وثبت نجاحها ونالت إشادة المؤسسات الدولية المالية، ستواصل سلطنة عُمان في تحقيق ارتفاعات في الإيرادات المالية لعام 2024م، وسيكون الاقتصاد العُماني ضمن أكبر الاقتصادات العالمية خلال السنوات القادمة.

إن التسهيلات والحوافز التي تحظى بها المؤسسات الصغيرة والمتوسطة في سلطنة عُمان مدعومة بالتشريعات والقوانين الداعمة لبيئة الأعمال ساعدت في الحصول على المرتبة الـ56 عالميًا عبر تحسّن المؤشرات الفرعية أبرزها مؤشر العبء الضريبي الذي يتضمّن المستوى العام للضرائب مثل ضريبة الدخل وضريبة الشركات والضرائب الأخرى ليقترب كثيرا من الدرجة الكاملة؛ إذ حصلت سلطنة عُمان على درجة 97.6 من 100 في مؤشر العبء الضريبي، و80.3 من 100 في مؤشر الحرية النقدية، و76.2 من 100 في مؤشر حرية التجارة، وهناك فرصة كبيرة لوصول سلطنة عُمان للمرتبة الـ40 عالميًا في مؤشر الحرية الاقتصادية ضمن مستهدفات رؤية عُمان 2040، فلم يتبقّ سوى 16 مركزًا للوصول للمركز المستهدف، وفي ظني أن سلطنة عُمان ستتجاوز المرتبة الـ40 عالميًا في المؤشر بفضل فاعلية السياسات الاقتصادية والمالية واستمرار تحسّن مؤشرات الاقتصاد الكلي التي أبرزها مؤشرات التضخم والباحثين عن عمل. حقيقة ننظر بتفاؤل وارتياح للمرحلة القادمة التي تحمّل في طيّاتها العديد من الأخبار الإيجابية للاقتصاد العُماني الذي أصبح نموذجًا للاقتصادات الناجحة التي تجاوزت التحديات الاقتصادية، وفي ظل استمرار تحسّن مؤشرات الاقتصاد العُماني وتحسّن التصنيف الائتماني لسلطنة عُمان؛ فإنه من المتوقّع أن يرتفع التصنيف الائتماني قريبًا، ويصل إلى الجدارة الائتمانية الاستثمارية، وأرى أن تقدّم سلطنة عُمان 39 مركزًا في مؤشر الحرية الاقتصادية هو إحدى ثمار الجهود المبذولة لتنمية الاقتصاد العُماني وتطوّره.

راشد بن عبدالله الشيذاني باحث ومحلل اقتصادي

المصدر: لجريدة عمان

كلمات دلالية: الاقتصاد الع مانی من 100 فی مرکز ا ن مؤشر

إقرأ أيضاً:

إلى الأحمر العُماني "تصدح الحناجر"


 حمد الناصري
 

دخل الأحمر بطولة الخليج بلا أية ترشيحات كالعادة والمُتتبع لسير مُباريات الأحمر العُماني في خليجي 26 يكتشف الكثير من لمسات التحدي للأحمر العُماني رغم بعض كبواته في التصفيات العالمية قبل البطولة، فإذا ما نظرنا إلى مُبارياتنا مع الأزرق الكويتي المُضيف والعِنّابي القطري بطل آسيا والأبيض الإماراتي "الديربي التقليدي" نجد أنّ الأداء كان ينتظم ويتصاعد ولو ببطء  وقد مارس اللاعبون ومُدربهم القدير تجربة التحدّي بفلسفة وطنية طموحة ، فهو المُنتخب الخليجي الوحيد في بطولة خليجي 26 الذي يُشرف على تدريبه مدرب وطني ولم يخسر في الثلاث المُباريات ، من خلال مواجهته المُستضيف "الكويت" وبطل آسيا" قطر"  والديربي" الإماراتي".
وهُنا لا يُمكن أن يُنكر أحد دور  الكابتن رشيد في عودة الروح والأمل للمنتخب، بفلسفة كُن أو لا تكون.!!
ومن مُلاحظاتي في إحدى المُواجهات حاول أحد المُدربين تضيّيق المساحات على لاعبي الأحمر وكان رد فعل رشيد جابر  بذكاء توسيع مساحة المُنتصف وسرعة الأطراف وبنفس الوقت إحكام غلق الدفاعات وتغييرات  مُناسبة في الوقت المُناسب وتأهّل الأحمر وحقق المطلوب لحد الآن وكان لاعبونا عند الموعد وقبلوا التحدي.

ورغم أنّ دورينا ضعيف وحوافز اللاعبين محدودة وغيرها من صُعوبات ضيق الوقت وقلة التحضيرات  ، لكن لاعبينا وكعهدنا بهم دومًا يَمتلكون الإرادة والاندفاع وبهما صَنعوا المُستحيل وقلبوا الموازين ، وأبدلوا الإحباط إلى تفاؤل وقَلّب كل التوقعات لصالحه بقوة في المُستطيل الأخضر  واسعدوا الجماهير الوفية العاشقة لمنتخبها وألوان عَلَمها.. فحولوا برد الكويت إلى لهيب مُحرق واجتازوا أقوى المُنتخبات الخليجية الشقيقة.
إنّ موجنا الأحمر قادم وبقوة وأنه سيهدر اليوم الثلاثاء 31 ديسمبر 2024 مع جماهيره بقوة الحماس والرغبة العُمانية في الفوز والعودة بكأس البُطولة الى مسقط العامرة وأنّ الأحمر قادر على صُنع تاريخ كروي ومَجد جديد بإذن الله.

خُلاصة القول:
نقول للكابتن رشيد وللاعبينا الشُجعان ما قصرتم فقد بذلتُم جُهدًا كبيراً ، وكان سَعيكم مَشكوراً في سبيل رفع اسم الوطن عاليًا فاستحققتم مِنّا ومِن الجمهور العُماني التقدير والاحترام والاشادة، فنحن معكم يا موجنا الأحمر فما قدمتموه ليس قليلًا وقد أعدتم إلى الأذهان امجاد الجيل الذهبي للكرة العُمانية لتكونوا انتم جيلنا الذهبي الحالي ولتبنوا أمجادًا تُضاف إلى أمجاد سلفكم العظيمة وننتظر منكم الأفضل والأروع وأنتم أهل لها ونأمل أنْ تعزفوا  لنا سيمفونية كروية تُفرحون بها كل عُماني  مع الأخضر السُعودي وتذكروا أنّ الأخضر فريق له وزنه الإقليمي والعربي، وعُمان والسعودية جسد واحد وقلب واحد كمصباحين في مشكاة واحدة والرياضة تجمعنا ولا تُفرقنا.. فالأخضر السُعودي كبير في نفوسنا والأحمر العُماني عزيز في قلوبنا.

مقالات مشابهة

  • الأردن.. النمو الاقتصادي يرتفع إلى 2.6% في الربع الثالث
  • حاضنات رواد الأعمال: منصة للابتكار ودافع للتنمية الاقتصادية في سلطنة عُمان
  • الحرية المصري: الحكومة المصرية تتحرك بخطوات جادة لتعزيز دور القطاع الخاص في النمو الاقتصادي
  • الحرية المصري: الحكومة تتحرك بخطوات جادة لتعزيز دور القطاع الخاص في النمو الاقتصادي
  • نائب: توجيهات الرئيس السيسي بدعم القطاع الخاص تسهم في تعزيز ‏مسيرة الإصلاح الاقتصادي
  • نجاح برنامج تواصل مع بيئة لدعم الاقتصاد الوطني
  • توقعات مؤسسات التمويل الدولية للاقتصاد المصري في 2025| وتفاؤل مدعوم بالإصلاحات الاقتصادية
  • مجلس النواب يناقش «دعم السلع التموينية» والمعوقات التي تواجه «وزارة الاقتصاد»
  • إلى الأحمر العُماني "تصدح الحناجر"
  • طالبان: سنغلق جميع المنظمات غير الحكومية التي توظف النساء