لجريدة عمان:
2025-04-17@10:43:08 GMT

ما بعد معرض مسقط للكتاب

تاريخ النشر: 4th, March 2024 GMT

اختتم معرض مسقط للكتاب 2024 بعد أيام جميلة ستترك أثرها في الذاكرة لأمد طويل، خاصة أن مناسبات الكِتاب لا تنتهي بعد انقضاء مدة الحدث، بل تفتح آفاقًا رحبة تحاول الإجابة عن أسئلة الإنسان وحيرته، بمعنى أن الأثر الحقيقي لمعرض الكتاب يبدأ من لحظة ختامه، حين يعيد القارئ النظر في قائمة مشترياته ويتفرغ لفعل القراءة، كما يبقى التواصل مستمرًا بين الكُتاب والناشرين والمؤسسات لتوقيع اتفاقات لإصدارات جديدة، ويبدأ التحضير لمراحل الطبع والنشر في معارض الكتب القادمة.

لقد مضت أيام رائعة في معرض الكتاب كان عنوانها اللقاءات مع الأصدقاء والكتّاب ممن يشاركوننا المهنة وهموم الكتابة، كما شهدنا ولادة إصدارات جديدة لكتّاب من عُمان وإخوتهم العرب، وشاركنا متى تيّسر الوقت في حضور توقيعاتهم عليها.

كما وجبت الإشادة بتخصيص حيز للقضية الفلسطينية والأدب الفلسطيني في برنامج الفعاليات الثقافية، وكذلك فتح النقاش حول الذكاء الاصطناعي والعمليات المرتبطة به، فنجاح أي حدث يعود في المقام الأول إلى العنصر البشري في التخطيط المسبق والتحضير للحدث والتنفيذ أيضا، كاختيار الضيوف والتواصل معهم وتوجيه الدعوات لهم ومتابعة العمليات اللوجستية مع حجز التذاكر والإقامة والتأشيرات، ثم استقبال المشاركين وتهيئة كافة الأجواء لاستمتاعهم بزيارة سلطنة عمان والتعرف على معالمها الثقافية، واللقاء بمثقفيها، أو زيارة مؤسساتها الثقافية، ولا يمكن تحقيق ذلك إلا بتضافر جهود الجميع من المسؤولين وإلى المؤسسات المعنية، وبتفاني أعضاء اللجان لتحقيق الأهداف المرجوة لأهم حدث سنوي ثقافي في عُمان. كما وجبت الإشادة بجهود كافة العاملين في وسائل الإعلام المحلية المرئية والمسموعة والمقروءة، على جهودها في الرصد والمتابعة لكافة الفعاليات والبرامج واستضافة المشاركين الذين ما انفكوا يثنون على الإعلامي العُماني وثقافته العميقة.

ومن باب الحرص على الحفاظ على استمرارية نجاح معرض الكتاب، فإننا نطرح عدة أفكار نأمل رؤيتها مُجسدة على أرض الواقع، خاصة أن المعرض سيقام خلال الفترة من 23 أبريل إلى 2 مايو 2025، وإلى ذلك التوقيت لا بد من وضع برامج مختلفة ونوعية تترك أثرها لدى الزائر بعد انتهاء الحدث، مثل الدورات التدريبية الخاصة بالكتابة الإبداعية: كالكتابة السردية، وكتابة السيناريو، والكتابة المسرحية، وكتابة المقال. ومن متابعتنا لتجارب الورش الأدبية فإننا نعول عليها لرفد الساحة الثقافية بأقلام شابة ووعي تام بفعل الكتابة والتعبير، وقادرة على صناعة محتوى إبداعي مميز.

ونقترح كذلك أن يتم توجيه دعوات للمشاركة في المعرض لأقسام اللغة العربية بالجامعات الأجنبية وخاصة الجامعات الأسيوية كالهند وإيران والصين، للتعرف على الإنتاج الثقافي العُماني وخلق قنوات تواصل ثقافية مع تلك المؤسسات العلمية ومثيلاتها في سلطنة عمان.

إن اللافت للنظر في الفعاليات المصاحبة لمعرض الكتاب هو كثرة الفعاليات التي لا علاقة مباشرة لها بالكتاب ولا بالعمليات المرتبطة به مثل الطباعة والنشر والتوزيع، فضلًا عن أن تزامن الفعاليات الثقافية مع بعضها البعض في التوقيت نفسه شتت الجمهور بين حضور فعالية والغياب عن أخرى.

أما مركز عُمان للمعارض والمؤتمرات -علاوة على إشادة الجميع بالمركز ومرافقه- فإنه بحاجة إلى توفير بعض الخدمات، مثل مركز للاستقبال والمعلومات، وتوفير شاشات إلكترونية للإعلان عن الفعاليات المصاحبة للمعرض، والحرص على سهولة الوصول إلى قاعات المعرض، حيث أثر إغلاق بعض البوابات الخارجية على حركة الزوار ولاقى تذمرًا ملحوظًا.

بقيت كلمة أخيرة لا بد من توجيهها إلى زوار معرض الكتاب من المواطنين والمقيمين، وهي أن حضورهم قد أسهم في إنجاح المعرض، وهذا ما أشاد به الضيوف الذين لفت انتباههم حرص الزوار على الحضور مع عائلاتهم، حتى أصبح معرض مسقط الدولي للكتاب مكانًا تلتقي فيه الأسر العمانية بمختلف فئاتها العمرية، وتجد فيه بغيتها وبهجتها.

محمد الشحري كاتب وروائي عماني

المصدر: لجريدة عمان

كلمات دلالية: معرض الکتاب

إقرأ أيضاً:

حضور مميز للثقافة المصرية في الدورة 34 من معرض أبوظبي الدولي للكتاب

أكد المدير التنفيذي لمركز أبوظبي للغة العربية سعيد حمدان الطنيجي مدير معرض أبوظبي الدولي للكتاب أن المعرض صار حدثاً ثقافياً وفكرياً ومهنياً رائداً، يقود حركة صناعة النشر والصناعات الثقافية والإبداعية في العالم العربي، ويغذي التوجه نحو تطويرها باستخدام أحدث وسائل العصر والتقنيات المبتكرة والذكاء الاصطناعي .


وقال الطنيجي ، في حوار شامل مع "وكالة أنباء الشرق الأوسط" اليوم ، إن هناك حضورا مميزا للثقافة المصرية في الدورة الـ34 من "معرض أبوظبي الدولي للكتاب" التي ستنطلق فعالياتها في السادس والعشرين من أبريل الجاري تحت شعار "مجتمع المعرفة...معرفة المجتمع".


وأضاف: إن الثقافة المصرية التي تتميز بنتاجات فكرية وفنية رفيعة، تشارك في فعاليات وبرامج المعرض عبر دوراته المتعاقبة، ومنها المشاركة المميزة بدورة هذا العام (الدورة الـ 34) والتي تقام في الفترة بين 26 أبريل الجاري إلى 5 مايو المقبل برعاية صاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان، رئيس دولة الإمارات العربية المتحدة.


وأوضح أن معرض"أبوظبي للكتاب" الذي امتد ليصبح عشرة أيام كاملة، يشكل منصة نوعية ملهمة لنشر ثقافة القراءة، وتعزيز دور المعرفة في إثراء حوار الحضارات والتفاهم بين الشعوب، ونشر قيم والمحبة والسلام التي ترعاها دولة الإمارات وعاصمتها أبوظبي.

 
ويشارك في معرض أبوظبي الدولي للكتاب الـ 34، أكثر من 100 ناشر مصري، يعرضون آلاف العناوين التي تتنوع في مضامينها في مختلف حقول الأدب والفكر والعلوم والدراسات والأبحاث ، كما تشارك نخبة من الأدباء والمفكرين والمبدعين المصريين في برامج المعرض المتنوعة الثقافية والمهنية والفنية، منهم الدكتور محمود محي الدين- مبعوث الأمم المتحدة لتمويل أجندة التنمية 2030، والفنان حسين فهمي، ومصممة المجوهرات عزة فهمي. 


كما تتضمن برامج المعرض، احتفالية متميزة بكوكب الشرق، أم كلثوم، بمناسبة مرور 50 عاماً على رحيلها، تحت عنوان " أم كلثوم.. 50 عاماً من الحضور". واحتفالية خاصة بإطلاق كتاب "أم كلثوم ..من الميلاد إلى الأسطورة" بالاشتراك مع دار ديوان للنشر.
وضمن مبادرته لتكريم دور النشر العربية العريقة، يتضمن المعرض جلسة نقاشية بعنوان "دار المعارف .. 135 عاماً من التنوير والمعرفة".


وكانت مصر، قد حلت ضيف شرف على معرض ابوظبي الدولي للكتاب في دورته الـ 33، وكان الأديب نجيب محفوظ، الشخصية المحورية للمعرض.


وفيما يتعلق بالتعاون مع مؤسسات الثقافة المصرية ، أكد المدير التنفيذي لمركز أبوظبي للغة العربية سعيد حمدان الطنيجي حرص المركز على المشاركة سنوياً في معرض القاهرة الدولي للكتاب بجناح كبير يضم أبرز وأحدث إصداراته بالإضافة إلى المشاركة بتنظيم برامج فكرية وفنية تعزز التواصل بين رموز الثقافتين الإمارتية والمصرية على محور الإبداع منها الاحتفال بمئوية الموسيقار الكبير الذي أثرى الفن العربي بإبداعاته سيد درويش التي نظمها المركز في قصر عابدين، ضمن برامج مشاركته في الدورة الـ 55 لمعرض القاهرة الدولي للكتاب 2024.


وأضاف أن مركز أبوظبي للغة العربية يتعاون مع مجموعة كبيرة من المؤسسات والهيئات والجهات الثقافية في مصر، في إطار اتفاقيات تفاهم وشراكة، أحدثها اتفاقية التفاهم المبرمة مع مكتبة الإسكندرية بهدف تعزيز الشراكة في المجالات المعرفية والتعاون المشترك بين الجانبين لتحويل مختارات من إصدارات المركز إلى نظام (برايل ديزي) الخاص بأصحاب الهمم وتوفيرها عبر المصادر الخاصة بالمكتبة ومنصات المركز، إلى جانب تعزيز أطر التعاون في مجالات الترجمة من خلال مشروع "كلمة"، وتأسيس قاعدة بيانات مشتركة للإصدارات المترجمة من المؤسستين لتفادي التكرار، وتبادل اقتراح ترجمة مؤلفات جديدة تثري المكتبة العربية في تخصّصات مختلفة إضافة إلى تعاون مستمر مع صندوق التنمية الثقافية في مصر، وعدد كبير من الهيئات والمؤسسات والجامعات في مصر. 


وحول إطلاق مركز أبوظبي للغة العربية؛ جائزة "كنز الجيل"، التي تدعم الموروث الغني المتعلق بالشعر النبطي ، قال الطنيجي إن الجائزة تسعى إلى تكريم الأعمال الشعرية النبطية، والدراسات والبحوث الفلكلورية، وتمنح للدارسين والمبدعين الذين قدموا أعمالاً تناولت الموروث المتصل بالشعر النبطي وقيمه الأصيلة ، كما تهدف بشكل رئيس إلى ترسيخ شعر المغفور له بإذن الله الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان، "طيّب الله ثراه"، حيث تستلهم الجائزة أهدافها من أشعاره، لما تُجسده من مكانة إبداعية، وثقافية.


وفيما يتعلق بالإنجازات التي قدمها مركز أبوظبي للغة العربية على المستوى المحلي والعربي والعالمي ، قال الطنيجي إن المركز عزز جهوده لإبراز الهوية الثقافية الإماراتية بتكريس حضور اللغة العربية من خلال العديد من المبادرات، حيث قامت "مجلة الدراسات العربية" التي يصدرها بسدّ ثغرة أساسية تعاني منها اللغة العربية في الساحة الأكاديمية التي هيمنت عليها الكتابات الإبداعية، ونجحت في الوصول إلى أعلى نسب المطالعة والتحميل في تاريخ "بريل"، ما يؤكد مكانتها كأول مجلة من نوعها تصدر باللغة العربية عن مؤسسة "بريل".


وأوضح أن المركز نجح في إصدار حصيلة تزيد عن 2700 كتاب في شتى أصناف الأدب والثقافة والمعرفة. كما تميّز في إطلاق باقة من سلاسل الكتب المتميزة، مثل سلسلة "مائة كتاب وكتاب" التي تتناول كتباً وشخصيات أغنت الثقافة العربية والعالمية. وسلسلة "عيون الشعر العربي" التي تُعنى بالتراث العربي عبر العصور وإبراز قيمته الأدبية، إضافة إلى سلسلة "كتب الموسيقى"، التي تتناول الإبداع الموسيقي والغنائي في دولة الإمارات والدول العربية. 


وذكر أن مشروع "كلمة" للترجمة؛ تفوق في العمل على تأسيس نهضة ثقافية تشمل مختلف فروع المعرفة البشرية، وتمدّ الجسور بين الشعوب والحضارات، كما شكّل نجاح معرض أبوظبي الدولي للكتاب ركيزة أساسية لتعزيز الثقافة من خلال مكانته العالمية، واستضافته لنحو 100 دولة عارضة، وتنظيمه لسلسلة برامج ثقافية ومهنية، وإطلاقه العديد من المبادرات النوعية الداعمة.


وقال المدير التنفيذي لمركز أبوظبي للغة العربية سعيد حمدان الطنيجي إنه في الوقت ذاته ترتقي جائزة الشيخ زايد للكتاب إلى صدارة أهم الجوائز الأدبية قدراً ومكانة في العالم. إلى جانب المنح الماديّة بشقيّها للمؤلفين والناشرين، فضلاً عن تفرّد العديد من المشاريع الثقافية والمبادرات النوعية والحملات المجتمعية والإصدارات والفعاليات التي نُفذت، وستنفّذ، فهناك مئات من الفعاليات والأنشطة المنبثقة عن شهر القراءة الوطني، وحملة القراءة المستدامة، تماهياً مع إعلان قيادة الدولة العام 2025 عام المجتمع في دولة الإمارات.


وأضاف أن المركز يعمل على تنويع مشاريعه ومبادراته في خدمة الترجمة وتعزيز دورها كحلقة وصل بين الشعوب، تقرّب المفاهيم وتعزز قيم التسامح والإخاء والانفتاح، وهي القيم التي تضعها قيادة دولة الإمارات الحكيمة موضع الأولوية في كل خططها.

مقالات مشابهة

  • محمد عبد المنعم:معرض الشلاتين للكتاب يعكس اهتمام الدولة بوصول الثقافة للجميع
  • حضور مميز للثقافة المصرية في الدورة 34 من معرض أبوظبي الدولي للكتاب
  • بمشاركة 640 دار نشر من 34 دولة.. الكشف عن تفاصيل الدورة الـ 29 من معرض مسقط الدولي للكتاب
  • غدًا .. مسرح الإعلام يشهد الكشف عن تفاصيل الدورة 29 لمعرض مسقط الدولي للكتاب
  • بنسعيد: سنحتفي هذا العام بمغاربة العالم في معرض الكتاب الدولي بالرباط بمشاركة 51 دولة
  • إصدارات جديدة للنادي الثقافي في معرض مسقط الدولي للكتاب
  • افتتاح معرض الكتاب الدائم بمقر جامعة الأزهر.. صور
  • وزير الثقافة: معرض الشلاتين للكتاب نافذة معرفية مهمة لنشر الوعي
  • انطلاق فعاليات الدورة الثانية من معرض الشلاتين للكتاب
  • وزير الثقافة: معرض شلاتين للكتاب يمثل نافذة معرفية مهمة