مع دخول العدوان على غزة يومه الـ150.. «نهاية إسرائيل».. هل بدأ العد التنازلي لانهيار «الدولة الافتراضية»؟!
تاريخ النشر: 4th, March 2024 GMT
يقترب العدوان العسكري الإسرائيلي على قطاع غزة، من دخول شهره السادس، فيما تواصل قوات الاحتلال ارتكاب المزيد من المجازر، وجرائم حرب وعمليات الإبادة الجماعية في القطاع، فضلاً عن ممارساتها الإجرامية في مناطق الضفة الغربية.
خلال حوالي 150 يومًا من العدوان الإسرائيلي، ارتفعت حصيلة الضحايا من الشعب الفلسطيني، حيث أعلنت جهات الرصد الصحية، وصول عدد الشهداء إلى 30 ألف شخص، وتجاوز عدد المصابين حاجز الـ70 ألفًا.
بالتزامن مع العمليات العسكرية، صعّدت قوات الاحتلال حملات الاعتقال في المناطق الفلسطينية، عبر الاقتحامات والاعتقالات.
وقال نادي الأسير الفلسطيني إن أعداد المعتقلين تجاوزت الـ7270، منذ السابع من أكتوبر الماضي.
لكن رغم المجازر والدمار، وتشريد أكثر من مليون، و400 ألف من أهالي غزة، إلا أن تداعيات العدوان انعكست، سلبًا، على الداخل الإسرائيلي نفسه، وأصبح السؤال المطروح إقليميًّا، ودوليًّا: «هل اقتربت نهاية إسرائيل؟!».
حديث النهاية
إسرائيل كـ«مشروع استيطاني» لم تتخل عن هواجس الخوف، والتآكل والتفكك، وهو أمر لا يقتصر على تيار بعينه، بل يطارد كل التيارات في الداخل، لأبعاد دينية، وتاريخية، وجيوسياسية.
يسيطر هاجس انهيار الكيان الإسرائيلي على مفكرين يهود، خاصة في ظل العدوان الغاشم على قطاع غزة، بما ترتب عليه من خسائر، وانفضاح الإجرام الإسرائيلي عالميًّا، بعد عقود من الخداع، الذي ساهمت فيه الدوائر الصهيونية العالمية.
إلى جانب الصورة الذهنية الإجرامية التي تطارد إسرائيل، حاليًا، فإن تفاقم الخسائر السياسية والاقتصادية والاجتماعية، جدد التذكير بمعطيات قديمة، ترجح أن إسرائيل لن تستمر أكثر من 80 عامًا.
تاريخيًّا، لم يعمر أي كيان سياسي يهودي أكثر من 80 عامًا (لعنة العقد الثامن)، وقد تحقق ذلك مرتين خلال الوجود اليهودي السياسي في فلسطين (مملكة داود، عام 1000 قبل الميلاد.. ومملكة الحشمونائيم، عام 140 قبل الميلاد).
هاجس الصمود
لذا، أصبح هاجس صمود الكيان الصهيوني (الذي تأسس، رسميًا، قبل 76 عامًا)، ومدى قدرته على تخطي العقد الثامن، مستقبلاً، أحد أهم عوامل القلق والجدل في إسرائيل، خاصة مع تزايد الصراعات الداخلية بين التيارات المتطرفة وغيرها.
لا يمكن تناسي ما قاله رئيس الحكومة، بنيامين نتنياهو، في وقت سابق، من أنه «يجب العمل على ضمان استمرارية إسرائيل لمدة 100 عام، وأشار إلى أنه لم يحدث في التاريخ أن استمرت دولة يهودية لأكثر من 80 عامًا».
القلق نفسه عبر عنه رئيس الحكومة الأسبق، إيهود باراك، في صحيفة يديعوت أحرونوت (بمناسبة الذكرى الـ74 لتأسيس إسرائيل): «في تاريخ الشعب اليهودي لم تستمر دولة يهودية لأكثر من 80 عامًا، إلا في فترتين».
لا يخفي العضو الحالي في مجلس الحرب الإسرائيلي، بيني جانتس، وجود «مخاوف من سيطرة الفلسطينيين على إسرائيل في المستقبل، واحتمال تقلصها بين مستوطنتي غديرا والخضيرة» على حد وصفه.
عوامل القلق
مما يدلل على حدة الصراع السياسي في إسرائيل، أنها خلال السنوات الأخيرة الـ3 الماضية، أجرت 5 انتخابات عامة، رغم أن مدتها في الأحوال التقليدية لا تقل عن 20 عامًا، فيما تظهر الأرقام الأوضاع المزرية للاقتصاد الإسرائيلي.
تسببت عملية «طوفان الأقصى» التي نفذتها فصائل المقاومة الفلسطينية في انكشاف إسرائيل، أمنيًّا وعسكريًّا، من واقع احتماء حوالي 8 ملايين مستوطن إسرائيلي في الملاجئ، بشكل متكرر، خاصة فيما يعرف بمنطقة «غلاف غزة» المحاذية للقطاع، وكذلك الحال في الجبهة الشمالية مع لبنان.
أسهمت عملية «طوفان الأقصى» في ارتفاع عدد المهاجرين اليهود بشكل عكسي من إسرائيل، وفقًا للإحصائيات الرسمية، حيث غادر الآلاف، منذ أكتوبر الماضي، بعد إخلاء مستوطنات غلاف غزة.
غادر إسرائيل حوالي 309 آلاف مستوطن، منذ بداية الحرب وحتى نهاية أكتوبر 2023، و139 ألفًا، و839 حتى نهاية نوفمبر 2023، خاصة مع استمرار استهداف تل أبيب، ومختلف مدن الاحتلال بصواريخ المقاومة الفلسطينية.
غضب شعبي
قبل عملية «طوفان الأقصى» تمددت حملة شعبية إسرائيلية تحت شعار «لنغادر البلاد معًا» بعد نجاح اليمين المتطرف في الانتخابات الأخيرة، قبل أن يتزايد نشاط الهجرة العكسية، مؤخرًا، بعد الحرب الإسرائيلية على غزة.
ولم تسهم عملية طوفان الأقصى في توحيد المجتمع الإسرائيلي بقدر ما زادت انقسامه، بدليل المظاهرات والاحتجاجات الغاضبة في شوارع إسرائيل، التي تسببت في تعميق الانقسام الشامل في الكيان الصهيوني.
مع تصاعد التوتر بين المستوطنين في الجبهة الشمالية للكيان، مع لبنان خاصة بعد لجوء القيادة الإسرائيلية إلى تقديم المساعدة لمن يحمل الجنسية الإسرائيلية فقط، وتميزهم في مواجهة مزدوجي الجنسية الذين لم يحصلوا على الدعم.
تأكل الدعم
تواجه إسرائيل أزمة أخرى تتمثل في تراجع الدعم الدولي الغربي (الأمريكي- الأوروبي) على عكس الدعم اللامحدود الذي كانت تحصل عليه خلال الـ7 عقود الماضية، تعددت خلالها مصادر الدعم والتمويل للحكومات الإسرائيلية المتعاقبة.
مما يزيد الأزمة تنكر حكومة إسرائيل لمطالب العديد من الدول الغربية الحليفة، بضرورة وقف العدوان على قطاع غزة، وشهدت مدن وعواصم أوروبا للمرة الأولى في تاريخ إسرائيل مظاهرات عارمة تنادي بوقف الحرب، وتهتف ضد العدوان الإسرائيلي.
يأتي ذلك في ظل إصرار حكومة بنيامين نتنياهو على مواصلة الإبادة الجماعية والعدوان والمجازر ضد الشعب الفلسطيني، وتوثيق الجرائم المختلفة وانتهاك حقوق الإنسان وكافة القوانين الدولية وانتشارها على مرأى جميع دول العالم.
وفقًا لكل العوامل السابقة التي أثارتها الصحافة الإسرائيلية نفسها فإن إسرائيل تواجه للمرة الأولى منذ احتلال فلسطين في 1948 خطر التفكك والانهيار، ما يعني أن استمرار المقاومة والمطالبة بالحقوق يساعد في خلخلة أركان الكيان الصهيوني.
إذن، تتعدد مؤشرات انهيار إسرائيل، عاجلاً أم أجلاً، مع تواصل الدور الذي تقوم به المقاومة الفلسطينية في صد وكبح مطامح العدو الصهيوني، وبالتالي زيادة الضغط على الداخل الإسرائيلي، الذي يعتري الخوف، الذي يصل حد الرعب.
مما يفاقم أزمة إسرائيل أن قادة الأحزاب، والقوى السياسية في الداخل، ليست لديهم القدرة على الصد والرد، على عكس القيادات التاريخية للكيان الصهيوني، كما أن القادة الذين يتصدرون المشهد، تطارد معظمهم اتهامات فساد.
المصدر: الأسبوع
كلمات دلالية: طوفان الأقصى من 80 عام ا
إقرأ أيضاً:
روسيا تدعم إسرائيل في وجه التعديات الإسرائيلية
أبدى سيرجي لافروف، وزير الخارجية الروسي، دعم بلاده لحليفتها سوريا ضد الاعتداءات الإسرائيلية المُتكررة.
وقال لافروف، في تصريحاتٍ صحفية، :"هضبة الجولان ستظل أرضاً سورية".
اقرأ أيضاً.. عدوى النيران تنتقل إلى نيويورك.. إصابة 7 أشخاص في حريق هائل
وكانت صحيفة واشنطن بوست الأمريكية قد كشفت النقاب قبل أيام عن قيام إسرائيل بتشييد منشآت عسكرية ودفاعية في سوريا.
ويفتح ذلك التصرف الباب أمام إمكانية بقاء إسرائيل لفترة طويلة الأمد.
ووثقت الصور التي نشرتها الصحيفة الأمريكية وجود أكثر من 7 منشآت عسكرية داخل قاعدة مُحصنة، وانشاء قاعدة شبيهة على بُعد 8 كيلو إلى الجنوب.
وترتبط هذه القواعد العسكرية بشبكة نقل تتصل بهضبة الجولان المُحتلة.
وكانت منظمة الأمم المُتحدة قد أصدرت بياناً يوم الجمعة الماضي طالبت فيه بخفض التصعيد في المنطقة العازلة بسوريا حتى تستطيع قواتها القيام بدورها.
وذكر البيان الأممي أن إسرائيل أكدت أن انتشار قواتها في المنطقة العازلة بسوريا مؤقت لكن المنظمة ترى أن ذلك يعد انتهاكا للقرارات الأممية.
واستغلت إسرائيل الفراغ الذي أحدثه سقوط نظام الرئيس السوري السابق بشار الأسد، وقامت باختراق نقاط فصل القوات فيما بعد حرب 1973.
واستولت إسرائيل على نقاط في العمق السوري، وهو الأمر الذي أغضب السوريين خاصةً أنه يُعد انتهاكاً صريحاً للقرارات الأممية.
يشهد التوتر بين سوريا وإسرائيل تصعيدًا مستمرًا منذ عقود، حيث تعود جذوره إلى الصراع العربي الإسرائيلي وحرب 1948، ثم احتلال إسرائيل لمرتفعات الجولان عام 1967، والذي لا تزال سوريا تطالب باستعادته. وعلى الرغم من توقيع اتفاق فض الاشتباك عام 1974 برعاية الأمم المتحدة، فإن التوترات لم تهدأ، حيث تكررت المواجهات العسكرية والضربات الجوية الإسرائيلية داخل الأراضي السورية، خاصة منذ اندلاع الأزمة السورية عام 2011. وتبرر إسرائيل هجماتها بأنها تستهدف مواقع إيرانية وقوافل أسلحة لحزب الله، بينما تعتبرها سوريا انتهاكًا لسيادتها ومحاولة لفرض واقع جديد في المنطقة.
في السنوات الأخيرة، تصاعدت الضربات الإسرائيلية على مواقع عسكرية في دمشق ومحيطها، إلى جانب استهداف البنية التحتية الدفاعية السورية. ورغم أن سوريا غالبًا ما ترد بإطلاق صواريخ دفاعية، فإن ميزان القوى يميل لصالح إسرائيل، التي تتمتع بتفوق عسكري واضح ودعم غربي. وعلى المستوى الدبلوماسي، لا تزال العلاقات مقطوعة بين البلدين، وتُعتبر الجبهة السورية-الإسرائيلية ساحة صراع إقليمي تتداخل فيها قوى مثل إيران وروسيا. ورغم تدخلات بعض الأطراف الدولية للتهدئة، فإن استمرار الغارات الإسرائيلية والتواجد الإيراني في سوريا يجعل احتمالات التصعيد قائمة، مما يهدد الاستقرار الإقليمي ويزيد من تعقيد المشهد السياسي والعسكري في المنطقة