وادي السيليكون في الشرق الأوسط !!
تاريخ النشر: 4th, March 2024 GMT
أنشئ وادي السيليكون أو «سيليكون فالي» في كاليفورنيا في الولايات المتحدة في الثلاثينيات من القرن العشرين، واشتهرت المنطقة بصناعة رقائق السيليكون، ثم أصبحت تضم جميع أعمال التقنية العالية من مصانع وشركات التقنية، وأصبح الوادي الأول في مجال التطوير والاختراعات الجديدة في التكنولوجيا المتطورة، وأصبح يسهم في ثلث العائدات الاستثمارية في مجال المشروعات الجديدة.
وعلى النجاح الذي حققته نقلت الولايات المتحدة تجربة وادي السيليكون إلى الدويلة الصهيونية التي بدأته في عام 1961، وفي عام 1964 أنشأت شركة موتورولا الأمريكية وحدة بحث وتطوير فيها، ثم تلتها الشركات الأمريكية الأخرى، وركزت الدويلة الصهيونية على إنتاج البرمجيات وتسويقها بالدرجة الأولى، مع التداخل بالجانب العسكري بما يشبه تعاون البنتاجون مع وادي السيليكون الأمريكي.
لوادي السيليكون الإسرائيلي قصة نجاح اقتصادي فائقة جدا رغم العثرات العديدة؛ ففي عام 2012 صنّفت بلومبيرج نيوز وادي السيليكون الإسرائيلي واحدا من أفضل الأماكن للشركات الناشئة عالية التقنية، واحتل المرتبة الثانية بعد نظيره في الولايات المتحدة، وكان المخطط للوادي أن يكون الأول والأكبر على مستوى الشرق الأوسط؛ فالسوق الداخلي أصغر من أن يحتوي إنتاجه من البرمجيات والخدمات التقنية المختلفة.
تضرر وادي السيليكون الإسرائيلي اقتصاديا مع الحرب على غزة؛ فيمتد هذا الوادي على السهل الساحلي لفلسطين، بين منطقة حيفا وصولًا إلى منطقة غلاف غزة، وبعد أن كانت مساهمة الوادي بـ24% في الناتج المحلي انخفض بشدة، وقد انكمش اقتصاد البلاد بنحو 20%، ولا يزال الانكماش مستمرا باستمرار الحرب وهجرة الشركات وهروبها، وهجرة المستوطنين العكسية وخاصة فئة الشباب، وحسب الاقتصاديين فإن الوادي لن يعود إلى عافيته على الأقل لـ10 سنوات قادمة.
هذا إذا لم تأتِ هذه الحرب بنتائج كارثية أكبر على الكيان الذي أولغ في الإبادة البشرية؛ فالعالم لم يعُد يتقبل هذه الإبادة الجماعية الدموية، والجريمة البشعة التي يقوم بها الكيان الغاصب ليل نهار في غزة.
تُرى أليست الفرصة مواتية أن نقتنصها للدخول في تجربة إنشاء وادٍ للسيليكون على مستوى الشرق الأوسط؛ فالبداية القوية بتحديد منطقة، ودعم وإطلاق آلاف الشركات العمانية والخليجية الفتية والشابة فيها مع توفير جميع عوامل النجاح لهم لا شك سيُحدِث نقلة نوعية أولية مهمة وقوية، وبالتوازي جذب شركات التقنية الكبرى في العالم لفتح فروع لها وتقديم التسهيلات لها.
إن كلمة السر في تجربتَي وادي السيليكون الأمريكي والإسرائيلي ابتكار وإبداع الشركات الصغيرة للشباب المبدع، حيث تأتي الشركات الكبرى للاستحواذ، أو تندمج عدة شركات صغيرة لإنشاء شركة كبيرة قوية لتعمل شركات التقنية الكبرى على شراء أسهم وزانة فيها، لتدور العجلة الاستثمارية الاقتصادية، ولتجذب المزيد من العاملين والإبداع والشركات الكبرى والاستثمارات.
د. طاهرة اللواتية إعلامية وكاتبة
المصدر: لجريدة عمان
كلمات دلالية: وادی السیلیکون
إقرأ أيضاً:
القيادة السورية الجديدة تهنئ ترامب وتقول أنه..سيجلب السلام إلى الشرق الأوسط
هنأت القيادة السورية الجديدة، ممثلة بالقائد العام للإدارة السورية أحمد الشرع، الرئيس الأميركي دونالد ترامب على توليه منصب الرئيس الـ47 للولايات المتحدة، معبرة عن ثقتها في قدرته على تحقيق “السلام والاستقرار” في منطقة الشرق الأوسط.
وجاء في رسالة نشرها المكتب الإعلامي للقيادة السورية مساء أمس، أن “باسم قيادة وشعب الجمهورية العربية السورية، نهنئ السيد دونالد ترامب على تنصيبه رئيساً للولايات المتحدة الأميركية”. وأضافت الرسالة: “نحن على يقين بأن ترامب هو القائد الذي سيعمل على تحقيق السلام وإعادة الاستقرار إلى المنطقة”.
كما أعربت القيادة السورية عن تطلعها إلى تحسين العلاقات بين سوريا والولايات المتحدة، من خلال الحوار والتفاهم المتبادل. وذكرت أن “الإدارة الأميركية الجديدة توفر فرصة لتعزيز التعاون بين البلدين بما يعكس تطلعات الشعبين”.
وفي خطاب تنصيبه، الذي ألقاه يوم الاثنين، قال الرئيس ترامب إن العالم شهد فترة من العنف خلال السنوات الأخيرة، مؤكداً أن إدارته ستضع حداً لجميع الحروب.
وأشار إلى أن العهد الذهبي للولايات المتحدة قد بدأ، مع التأكيد على سياسة “أميركا أولاً”.