لجريدة عمان:
2025-03-16@16:10:03 GMT

وادي السيليكون في الشرق الأوسط !!

تاريخ النشر: 4th, March 2024 GMT

أنشئ وادي السيليكون أو «سيليكون فالي» في كاليفورنيا في الولايات المتحدة في الثلاثينيات من القرن العشرين، واشتهرت المنطقة بصناعة رقائق السيليكون، ثم أصبحت تضم جميع أعمال التقنية العالية من مصانع وشركات التقنية، وأصبح الوادي الأول في مجال التطوير والاختراعات الجديدة في التكنولوجيا المتطورة، وأصبح يسهم في ثلث العائدات الاستثمارية في مجال المشروعات الجديدة.

وعلى النجاح الذي حققته نقلت الولايات المتحدة تجربة وادي السيليكون إلى الدويلة الصهيونية التي بدأته في عام 1961، وفي عام 1964 أنشأت شركة موتورولا الأمريكية وحدة بحث وتطوير فيها، ثم تلتها الشركات الأمريكية الأخرى، وركزت الدويلة الصهيونية على إنتاج البرمجيات وتسويقها بالدرجة الأولى، مع التداخل بالجانب العسكري بما يشبه تعاون البنتاجون مع وادي السيليكون الأمريكي.

لوادي السيليكون الإسرائيلي قصة نجاح اقتصادي فائقة جدا رغم العثرات العديدة؛ ففي عام 2012 صنّفت بلومبيرج نيوز وادي السيليكون الإسرائيلي واحدا من أفضل الأماكن للشركات الناشئة عالية التقنية، واحتل المرتبة الثانية بعد نظيره في الولايات المتحدة، وكان المخطط للوادي أن يكون الأول والأكبر على مستوى الشرق الأوسط؛ فالسوق الداخلي أصغر من أن يحتوي إنتاجه من البرمجيات والخدمات التقنية المختلفة.

تضرر وادي السيليكون الإسرائيلي اقتصاديا مع الحرب على غزة؛ فيمتد هذا الوادي على السهل الساحلي لفلسطين، بين منطقة حيفا وصولًا إلى منطقة غلاف غزة، وبعد أن كانت مساهمة الوادي بـ24% في الناتج المحلي انخفض بشدة، وقد انكمش اقتصاد البلاد بنحو 20%، ولا يزال الانكماش مستمرا باستمرار الحرب وهجرة الشركات وهروبها، وهجرة المستوطنين العكسية وخاصة فئة الشباب، وحسب الاقتصاديين فإن الوادي لن يعود إلى عافيته على الأقل لـ10 سنوات قادمة.

هذا إذا لم تأتِ هذه الحرب بنتائج كارثية أكبر على الكيان الذي أولغ في الإبادة البشرية؛ فالعالم لم يعُد يتقبل هذه الإبادة الجماعية الدموية، والجريمة البشعة التي يقوم بها الكيان الغاصب ليل نهار في غزة.

تُرى أليست الفرصة مواتية أن نقتنصها للدخول في تجربة إنشاء وادٍ للسيليكون على مستوى الشرق الأوسط؛ فالبداية القوية بتحديد منطقة، ودعم وإطلاق آلاف الشركات العمانية والخليجية الفتية والشابة فيها مع توفير جميع عوامل النجاح لهم لا شك سيُحدِث نقلة نوعية أولية مهمة وقوية، وبالتوازي جذب شركات التقنية الكبرى في العالم لفتح فروع لها وتقديم التسهيلات لها.

إن كلمة السر في تجربتَي وادي السيليكون الأمريكي والإسرائيلي ابتكار وإبداع الشركات الصغيرة للشباب المبدع، حيث تأتي الشركات الكبرى للاستحواذ، أو تندمج عدة شركات صغيرة لإنشاء شركة كبيرة قوية لتعمل شركات التقنية الكبرى على شراء أسهم وزانة فيها، لتدور العجلة الاستثمارية الاقتصادية، ولتجذب المزيد من العاملين والإبداع والشركات الكبرى والاستثمارات.

د. طاهرة اللواتية إعلامية وكاتبة

المصدر: لجريدة عمان

كلمات دلالية: وادی السیلیکون

إقرأ أيضاً:

إسرائيل تكشف خططها بـ«الشرق الأوسط».. من أعداءها الجدد؟

قال يائير رافيد رافيتز، القائد السابق للمنطقة الشمالية في “الوحدة 504” ورئيس الفرع العملياتي للموساد الإسرائيلي في بيروت، “إن على إسرائيل الاستعداد لمواجهة الجيش التركي”.

وأكد رافيتز، بمقال نشره في صحيفة “يديعوت أحرنوت”، أن “العدو الثاني “بعد الرئيس السوري أحمد الشرع”، هو تركيا بقيادة رجب طيب أردوغان التي تحاول تثبيت نفسها وأخذ مكانه في سوريا”.

وتابع: “لدى أردوغان أهداف عديدة، وإسرائيل واحدة منها، لكنها ليست على رأس قائمة أولوياته”.

وأوضح أن أردوغان “في المستقبل سيضيف إسرائيل إلى خطط عمله، ومن ثم سيقوم بإعداد قواته في جنوب سوريا بشكل يهدد إسرائيل، في هذه المرحلة يجب أن يكون الاستعداد الإسرائيلي مبنيا على الاستخبارات، ولكن يجب على العناصر المناسبة أن تكون قد بنت القوة بالفعل، وعندما يحين الوقت، يجب أن تستعد أيضا لمواجهة الجيش التركي، الذي يعتبر من أكبر الجيوش في العالم”.

في السياق، ذكرت وكالة أسوشيتد برس، “أن تفاقم العلاقات المتوترة بين تركيا وإسرائيل ومصالحهما المتضاربة في سوريا تدفعهما نحو مسار تصادمي محتمل”.

وأضافت الوكالة أن “إسرائيل حذرة تجاه نفوذ تركيا في سوريا، ويبدو أنها تريد أن ترى سوريا مجزأة”.

وقال أصلي أيدينتاسباس، من معهد بروكينغز بواشنطن: “أصبحت سوريا مسرحًا لحرب بالوكالة بين تركيا وإسرائيل، اللتين تعتبر إحداهما الأخرى بوضوح مثابة منافسين إقليميين، هذه ديناميكية خطيرة للغاية، إذ تشهد جميع جوانب العملية الانتقالية في سوريا تضاربا في المواقف التركية والإسرائيلية”.

وكانت تركيا وإسرائيل حليفتين وثيقتين في السابق، لكن العلاقة اتسمت بتوترات عميقة في ظل حكم الرئيس التركي رجب طيب أردوغان، الذي يعتبر منتقدا صريحا لسياسات إسرائيل تجاه الفلسطينيين”.

مقالات مشابهة

  • إسرائيل تكشف خططها بـ«الشرق الأوسط».. من أعداءها الجدد؟
  • قيادة الشرق الأوسط بعيدًا عن أمريكا
  • لماذا تراهن الشركات التقنية على وكلاء الذكاء الاصطناعي؟
  • الجامعة العربية: روسيا داعمة لحل الأزمة الليبية
  • قائمة حمراء أمريكية تمنع مواطني 11 دولة بما فيها ليبيا من دخول الولايات المتحدة
  • الهادي إدريس لـ«الشرق الأوسط»: حكومتنا لإبعاد «شبح الانقسام» في السودان
  • لغز بلا أدلة.. رصاصة فى الظلام تنهى حياة صحفى بريطانى فى القاهرة 1977
  • «مجموعة السبع» تصدر بياناً بخصوص الأوضاع في الشرق الأوسط
  • الولايات المتحدة تعتزم إلغاء عقودها مع وكالات الأنباء العالمية الكبرى
  • الصراع بين الكنيسة المصرية ومخطط الشرق الأوسط الجديد