جريدة الرؤية العمانية:
2025-03-19@19:22:12 GMT

علم النفس الصهيوني

تاريخ النشر: 4th, March 2024 GMT

علم النفس الصهيوني

 

علي بن مسعود المعشني

ali95312606@gmail.com

عندما قرَّر الغرب مُمثلًا في القوتين الاستعماريتين: فرنسا وبريطانيا، عبر "وعد بلفور" البريطاني واتفاقية "سايكس وبيكو" وزراء خارجية الدولتين، وِرَاثة الدولة العثمانية وتمزيق الأمة العربية إلى أقطار صغيرة واهنة ومشتتة، تمهيدًا لغرس الكيان الصهيوني في قلبها كمُعطِّل حضاري للأمة، لم يكتفوا بإحلال الصهاينة في أرض فلسطين وتوطينهم قسرًا، وتهجير السكان الأصليين خارج فلسطين ونزوح من تبقى إلى مواطن بديلة لمواطنهم ومدنهم وقراهم الأصلية بفلسطين.

لم يكتفِ الغرب بذلك؛ بل حمى الكيان وأحاطه بجملة من الأضاليل والأكاذيب والزيف، لتضليل العالم ومنهم العرب، زاعمًا أحقية هذا الكيان تاريخيًا في أرض فلسطين؛ حيث تدثّر هذا الكيان المسخ بالديانة اليهودية وبتاريخ اليهود في الجزيرة العربية والأقطار العربية؛ ليُضفي المشروعية الزائفة على وجوده بفلسطين واحتلاله لها.

درس الكيان الصهيوني العرب جيدًا، كما درس الدين الإسلامي كذلك، ودرس اللغة العربية والشخصية العربية حتى يتمكن من اختراق الوعي والعقل الجمعي للأمة، ويُسوِّق نفسه كقوة لا تُقهر بعد كل ذلك.

الصهاينة لم يكونوا السباقين من البشر في الاستعانة بعلم النفس في حروبهم؛ بل سبقهم الألمان في العهد النازي حين أقاموا أكبر مركز للبحوث والدراسات النفسية العميقة، وأوكلوا له دراسة نفسيات الشعوب حول العالم حتى يسهل عليهم اختراقها عبر بواطن الضعف فيها، وتجنُّب بواطن القوة فيها. لهذا تميزت المدرسة الألمانية في فنون الحروب النفسية التي أسسها واشتهر بها جوزف جوبلز، تلك المدرسة التي أرعبت العالم في زمنها، وجعلت شعوبًا وجيوشًا تنهار بفعل خطابها قبل زحف الجيوش واشتعال المعارك على الجبهات.

"طوفان الأقصى" اليوم كشف لنا أهمية علم النفس في الحروب، كما كشف لنا هشاشة الشخصية الصهيونية في ميادين المعارك حين تواجهها الشجاعة والقوة الإيمانية. لذلك نحن في أمسِّ الحاجة اليوم إلى العودة إلى علم النفس، وتحديدًا علم النفس الصهيوني، وهو بلا شك فرعٌ جديدٌ من أفرع علم النفس التي أفرزها الطوفان، وبرهن على ضرورة دراسة الشخصية الصهيونية دراسة تفصيلية دقيقة، وضرورة فصلها عن الشخصية اليهودية التي تتستر خلفها لتضليل الرأي العام العالمي والعربي، والتسلُّل من خلالها للتوسع في جغرافية الوطن العربي بزعم الحق التاريخي، وضرورة عدم التصديق بأن الكيان الصهيوني دولة أو كيان سياسي، تسري عليه قوانين دولية أو قواعد العلاقات بين الدول؛ فالكيان الصهيوني مشروع لمحفل غربي كبير للهيمنة على العالم انطلاقًا من تطويع الأمة العربية والهيمنة عليها.

الشخصية الصهيونية شخّصها وحلَّلها الدكتور المُفكر عبدالوهاب المسيري- رحمه الله- وبدلًا من أن يُدرَّس جُهد هذا المُفكِّر الكبير كزادٍ معرفي كبير للأمة وخارطة طريق لها ولأجيالها، اعتَبَرَ الكثير منا "موسوعة اليهود واليهودية والصهيونية"- التي ألّفها المُفكِّر الراحل- مجردَ كتابٍ عابر، وبحثًا كغيره من البحوث.

ما يُقلق الكيان الصهيوني ورعاته اليوم، هي الحرب النفسية العميقة التي تُمارسها ضده فصائل المقاومة في غزة ولبنان، والتي زرعت فيهم الهزيمة والذُل قبل المواجهات العسكرية في الميدان.

قبل اللقاء.. أكثر ما يُؤرِّق الكيان الصهيوني ورُعاته اليوم، هو تناسل فصائل المقاومة في جغرافيات أخرى، وتفشّي ثقافة الجهاد بين أبناء الأمة مُجددًا.

وبالشكر تدوم النعم.

رابط مختصر

المصدر: جريدة الرؤية العمانية

إقرأ أيضاً:

المعارضة في نيوزلندا تقود مشروع قانون لفرض عقوبات على الكيان الصهيوني

يمانيون../
تقود المعارضة السياسية في نيوزلندا مبادرة لإقرار مشروع قانون أمام البرلمان، يهدف إلى فرض عقوبات على الكيان الصهيوني بسبب احتلاله غير القانوني للأراضي الفلسطينية وجرائم الحرب الوحشية التي ترتكبها ضد الشعب الفلسطيني.

وحظي مشروع القانون الجديد الذي قاده حزب الخضر النيوزلندي، بدعم كافة مكونات المعارضة البرلمانية في البلاد والمتمثلة بشكل رئيسي في حزبي “العمل” و”الماوري”.

ويعكس القانون المطروح تطوراً لافتاً في الخطاب السياسي داخل نيوزيلندا بشأن القضية الفلسطينية، إذ تسعى شخصيات من أحزاب معارضة أخرى إلى الدفع باتجاه سياسة خارجية أكثر توازناً، تدعم حقوق الشعب الفلسطيني وتنتقد ازدواجية المعايير في المواقف الدولية تجاه العدو الإسرائيلي.

ويعد حزب الخضر أحد أبرز القوى السياسية التي دفعت باتجاه مواقف أكثر وضوحاً في دعم حقوق الفلسطينيين، حيث ندد الحزب علناً بالعدوان الإسرائيلي، مطالباً بوقف إطلاق النار في غزة.

وشهدت نيوزيلندا في السنوات الأخيرة تنامياً ملحوظاً في مواقف أحزاب المعارضة تجاه القضية الفلسطينية، حيث برزت هذه الأحزاب كأصوات ناقدة لانتهاكات الكيان الصهيوني في الأراضي المحتلة، لا سيما بعد تصاعد العدوان على غزة والضفة الغربية.

وقد ازداد زخم هذه المواقف بشكل خاص منذ السابع من 2023، حيث اتخذت بعض الأحزاب السياسية مواقف أكثر حزماً في إدانة جرائم الحرب التي ترتكبه الكيان الصهيوني، ودعت حكومة نيوزيلندا إلى اتخاذ موقف أكثر صرامة تجاه الكيان الغاصب.

مقالات مشابهة

  • جيش الكيان الصهيوني يبدأ عملية برية في غزة
  • دعاء لأهل غزة بعد خرق الكيان الصهيوني لاتفاق وقف العدوان.. ردده الآن
  • أبرز المباريات العربية والعالمية اليوم الأربعاء
  • الأزهر الشريف يدين العدوان الصهيوني الغادر على غزة ويطالب بمحاسبة الكيان المحتل
  • الكيان الصهيوني وحروب المنطقة
  • تقرير: صمت المجتمع الدولي يمنح الكيان الصهيوني تفويضا مطلقا لتصعيد الإبادة في غزة
  • الخارجية العراقية: وصلتنا رسائل بنية الكيان الصهيوني شن سلسلة ضربات على بلدنا
  • العدوان الأمريكي على اليمن.. حربٌ بالوكالة عن الكيان الصهيوني ودفاع عن جرائم الإبادة
  • وزير الدفاع يحذر كل من يُساند الكيان الصهيوني
  • المعارضة في نيوزلندا تقود مشروع قانون لفرض عقوبات على الكيان الصهيوني