كشفت مراجعة جديدة لأوراق بحثية حول تغير المناخ العالمي، أعدها فريق دولي يضم أكثر من 200 باحث، أن البشرية تتجه نحو كارثة حقيقة ما لم تتخذ الإجراءات اللازمة في الوقت المناسب. وأوضح فريق البحث أن تكلفة الأضرار المرتبطة بالمناخ تقدر بتريليونات الدولارات الأمريكية، وتعرّض مليارات الأشخاص حول العالم للمصاعب، مع احتمال خسارة الملايين من الأرواح نتيجة لارتفاع درجة حرارة الكوكب بسرعة.



ويركز التقرير بشكل خاص على نقاط التحول المفاجئة والواسعة في الظروف البيئية، وتشمل: التدمير الواسع النطاق للشعاب المرجانية وانهيار أكبر الصفائح الجليدية، حيث يؤدي كل منها بدوره إلى اضطراب أوسع وأشمل.

وتقول عالمة الأرض كارولين لير، من جامعة "كارديف" في المملكة المتحدة: "تظهر مراجعتنا أنه في الماضي، حتى التغيرات الطبيعية الصغيرة في تركيزات غازات الدفيئة كان لها تأثير الدومينو (تفاعل تسلسلي) في تغيير أجزاء مختلفة من كوكبنا، من مستوى سطح البحر إلى النظم البيئية بأكملها. وبدون اتخاذ إجراءات مناخية أكثر أهمية، نتوقع أن نشهد تغيرات أسرع في تركيزات غازات الدفيئة الناجمة عن حرق الوقود الأحفوري".

ويحذر الباحثون من خسارة كارثية في القدرة على زراعة المحاصيل، مع احتمال فقدان حوالي نصف المساحة العالمية لزراعة القمح والذرة، ما يعرض "استقرار مجتمعاتنا" للخطر.

وبالفعل، وقع أكثر من 27 مليون طفل في براثن الجوع بسبب الأحوال الجوية القاسية في عام 2022 وحده.

ويدعو الباحثون إلى بذل جهود سياسية عالمية منسقة للحد من نقاط التحول السلبية وتعزيز نهج أكثر استدامة للحياة على الأرض.

وأوضح التقرير أنه ينبغي التخلص التدريجي من الوقود الأحفوري قبل عام 2050، مع وضع حوافز لمواصلة تطوير البنية التحتية لمصادر الطاقة المتجددة.

ويقول عالم الأرض ستيفن باركر، من جامعة "كارديف": "سيشجع وضع استراتيجيات وطنية بشأن توليد الطاقة الشمسية وتخزينها، على الاستثمار لزيادة القدرة وخفض التكاليف في نهاية المطاف، ما يؤدي إلى المزيد من مصادر الطاقة المتجددة".

المصدر: السومرية العراقية

إقرأ أيضاً:

"الحُرات" وباطن الأرض بالمملكة.. مواقع واعدة لتوليد طاقة جوفية نظيفة

من بين أنواع الطاقة النظيفة والمتجددة تبقى الطاقة الحرارية أو الجوفية هي الأقل شهرة وانتشارًا، ورغم ذلك تعد أحد المصادر الواعدة التي يمكن أن تسهم بشكل كبير في تنويع مزيج الطاقة الكهربائية، وتقليل الانبعاثات الكربونية بالمملكة.
وتستهدف المملكة، بحلول عام 2030، التخلص من استخدام الوقود السائل في توليد الكهرباء، والاعتماد بنسبة 50% على الطاقة المتجددة و50% على الغاز الطبيعي.الوضع الحالي للطاقة المتجددة في السعودية
أخبار متعلقة رصد أكثر من 2.7 طن مواد غذائية مخالفة وإغلاق معمل غير مرخص بجدة"سعود الطبية" تُعالج الرجفان الأذيني باستخدام تقنية الحقل النبضيرغم أن الطاقة المتجددة تشكل حاليًا 1% فقط من مزيج الطاقة السعودي، إلا أن القدرة الإنتاجية للكهرباء من هذه المصادر شهدت قفزة كبيرة، حيث ارتفعت من 0.843 غيغاواط في عام 2022 إلى 2.689 غيغاواط بنهاية العام الماضي، وفقًا لتقارير وحدة أبحاث الطاقة.إمكانات الطاقة الحرارية الجوفية
تشير التقديرات إلى أن المملكة يمكنها إضافة 1 غيغاواط من الطاقة الحرارية الجوفية بحلول عام 2035، مما يساعدها على تحقيق هدفها المتمثل في إنتاج 50% من الكهرباء من مصادر متجددة.
وتتمتع المنطقة الغربية من المملكة بخصائص جيولوجية تدل على وجود موارد حرارية جوفية، حيث توجد 11 منطقة بركانية خامدة تعرف باسم "الحُرات"، بالإضافة إلى الينابيع الحارة التي تصل درجة حرارتها إلى 80 درجة مئوية.محاولات استكشاف الطاقة الحرارية الجوفية
يرى تقرير حديث صادر عن مركز الملك عبدالله للدراسات والبحوث البترولية (كابسارك) أن تحقيق أهداف المملكة العربية السعودية، كما هي مدرجة في برنامج الاقتصاد الدائري للكربون، يتطلب إحداث تحول هيكلي في أنظمة الطاقة، خاصة في قطاعي الكهرباء والنقل.
ويتضمن هذا التحول نشر مجموعة واسعة من التقنيات الحديثة التي تسهم في توليد الكهرباء مع تقليل انبعاثات الكربون، بما في ذلك الاعتماد على الطاقة الشمسية، وطاقة الرياح، والطاقة النووية، بالإضافة إلى تقنيات احتجاز الكربون وتخزينه وإعادة استخدامه.
ومع ذلك، وعلى الرغم من الإمكانات الكبيرة التي تتمتع بها الطاقة الحرارية الجوفية، إلا أنها لم تحظَ بنفس مستوى الاهتمام الذي حظيت به تقنيات الطاقة الشمسية وطاقة الرياح والطاقة النووية.
وحتى الآن، لم تشهد المملكة سوى محاولتين فقط لاستكشاف هذا المصدر الواعد للطاقة.المحاولة الأولى لإنتاج طاقة جوفية
تمت بالقرب من حرة رهط، شرق المدينة المنورة، حيث أظهرت الدراسات الأولية وجود منطقة ذات إمكانات واعدة لإنتاج الطاقة الحرارية الجوفية.
.article-img-ratio{ display:block;padding-bottom: 67%;position:relative; overflow: hidden;height:0px; } .article-img-ratio img{ object-fit: contain; object-position: center; position: absolute; height: 100% !important;padding:0px; margin: auto; width: 100%; } حرة رهط تقع بين المدينة المنورة شمالاً ووادي فاطمة جنوباً أظهرت الدراسات الأولية وجود منطقة ذات إمكانات واعدة لإنتاج الطاقة الحرارية الجوفية في حرة رهط var owl = $(".owl-articleMedia"); owl.owlCarousel({ nav: true, dots: false, dotClass: 'owl-page', dotsClass: 'owl-pagination', loop: true, rtl: true, autoplay: false, autoplayHoverPause: true, autoplayTimeout: 5000, navText: ["", ""], thumbs: true, thumbsPrerendered: true, responsive: { 990: { items: 1 }, 768: { items: 1 }, 0: { items: 1 } } });المحاولة الثانية لإنتاج طاقة جوفية
بدأت في فبراير 2024 مع بدء حفر بئر استكشافية جديدة في حرم جامعة الملك عبدالله للعلوم والتقنية، كجزء من مشروع تجريبي يهدف إلى تقييم إمكانات هذا المصدر الطاقة في المملكة.
وبالرغم من هذه المحاولات، لا تزال الطاقة الحرارية الجوفية تحتاج إلى مزيد من الاهتمام والاستثمار لاستغلال إمكاناتها الكاملة، خاصة في ظل الجهود السعودية لتنويع مصادر الطاقة وتقليل الاعتماد على الوقود الأحفوري.قلة العمل على بـ"الطاقة الجوفية"
ومن أبرز العوامل المهمة التي قد تسهم في دعم نشر الطاقة الحرارية الجوفية في السعودية هو أن الأساليب والتقنيات المطلوبة لاستكشافها واستخراجها هي المستعملة نفسها في قطاع النفط والغاز الذي تتميز به المملكة، وتمتلك فيه خبرة تمتد لعقود.
.article-img-ratio{ display:block;padding-bottom: 67%;position:relative; overflow: hidden;height:0px; } .article-img-ratio img{ object-fit: contain; object-position: center; position: absolute; height: 100% !important;padding:0px; margin: auto; width: 100%; } مراسم حفر البئر الاستكشافية في الحرم الجامعي - كاوست
ومنذ عام 2016، كان هناك اهتمام متزايد من قطاع النفط والغاز العالمي بتطوير الطاقة الحرارية الأرضية، بالتزامن مع تنفيذ اتفاقية باريس للمناخ وأهداف التنمية المستدامة للأمم المتحدة، إذ يمكن استعمالها في توليد الكهرباء والتدفئة.
ويؤكد "كابسارك" أن الطاقة الحرارية الأرضية تتنافس مع الطاقة المتجددة الأخرى في توفير مصادر طاقة محلية منخفضة الكربون وفاعلة من حيث التكلفة؛ الأمر الذي يجعلها خيارًا جذابًا لمبادرات إزالة الكربون من قطاع الطاقة.
وتأتي كينيا من أبرز الدول التي عملت على استغلال مواردها من الطاقة الحرارية الجوفية، لترتفع حصتها في القدرة المركبة لتوليد الكهرباء إلى 30% عام 2022، مقابل 6% عام 2000.
"الحُرات".. مواقع لتوليد الطاقة الجوفية
يشير تقرير كابسارك إلى أن المنطقة الغربية في المملكة تتمتع بخصائص جيولوجية تدلّ على وجود موارد للطاقة الحرارية الجوفية، ترتبط بأنشطة زلزالية وبركانية تتكون من 11 منطقة.
وتُعرف تلك المناطق باسم “الحرَّات”، وبها أكثر من 2500 بركان خامد والعديد من الينابيع الحارة، التي سجّل بعضها متوسط درجات حرارة 80 درجة مئوية، كما تتميز المنطقة الممتدة من جازان إلى الجنوب بمعدلات تغيّر أعلى في درجات الحرارة.
.article-img-ratio{ display:block;padding-bottom: 67%;position:relative; overflow: hidden;height:0px; } .article-img-ratio img{ object-fit: contain; object-position: center; position: absolute; height: 100% !important;padding:0px; margin: auto; width: 100%; } الحرات السعودية.. كنوز بركانية تكشف أسرار الأرض وتعزز التنمية المستدامة - واس
وتشير التقديرات الأولية إلى أن المملكة تستطيع إضافة 1 غيغاواط من الطاقة الحرارية الجوفية بحلول عام 2035؛ الأمر الذي يساعدها على الوفاء بالتزامها بإنتاج 50% من الكهرباء عبر المصادر المتجددة.
ورغم تلك التقديرات، لم تصل حملات الاستكشاف والحفر في المملكة، التي اقتصرت حتى الآن على محاولتين، إلى أرقام دقيقة وموثوقة للموارد الحرارية الجوفية والاحتياطيات.
ومن المقرر -بحسب التقرير- في حالة نجاح المشروع الاستكشافي بجامعة الملك عبدالله والتقييمات الأخرى، حفر سلسلة من آبار الإنتاج والحقن للوصول إلى درجات حرارة 150 و175 درجة مئوية، لتقييم أنظمة الطاقة الحرارية الجوفية في السعودية.

مقالات مشابهة

  • لازاريني يحذر من “كارثة” بسبب تشريع إسرائيلي مجحف بحق “الأونروا” ويدعو مجلس الأمن للتدخل
  • الزعاق يوضح سر ارتباط الحياة البشرية بالكائنات الحية والرياح .. فيديو
  • قطعة من القمر تنفصل وتدور حول الأرض.. حقيقة مذهلة يكتشفها علماء الفلك
  • أمين البحوث الإسلامية: وصف ربنا للرسول بالعبودية أخرجه من حيز القدرة البشرية
  • دراسة تحذر من أن تغير المناخ يزيد من خطر الوفيات بسبب الحرارة في المدن الأوروبية
  • الاقتصاد الأخضر حجر الزاوية في العلاقات الدولية
  • ما حقيقة اعتزال محمد عبده؟
  • وزيرة البيئة تفتتح احتفالية المكتب العربى للشباب والبيئة بيوم البيئة الوطني ٢٠٢٥
  • طلب إحاطة يحذر من كارثة.. أكثر من 6 آلاف عقار آيل للسقوط في الإسكندرية
  • "الحُرات" وباطن الأرض بالمملكة.. مواقع واعدة لتوليد طاقة جوفية نظيفة