صحيفة أثير:
2024-11-26@01:05:27 GMT

“عتابُ الماء”.. مجموعة شعرية لجمانة الطراونة

تاريخ النشر: 4th, March 2024 GMT

“عتابُ الماء”.. مجموعة شعرية لجمانة الطراونة

أثير – مكتب أثير في تونس
قراءة: محمد الهادي الجزيري

ككلّ متابع للمشهد الشعري العربي، انتبهت لبروز اسمها وتداوله بين أحباب الشعر وتميّزه على غيره بالسلاسة وكثرة الإنتاج الإبداعي، هذا إضافة لاحتلالها لأهمّ المواقع مثل مشاركتها في معرض الكتاب بمسقط وحلولها ضيفة بالعراق والاحتفاء بها في مهرجان الشعر بالشارقة، كما تحصّلتُ على مجموعتها الصادرة حديثا “عتابُ الماء”، وها إنّي أغوص في لجج الشعر الصافية، وأقتطف لكم ما تيّسر من أبيات للشاعرة جمانة الطراونة المبحرة بسرعة وإتقان وانسيابية نحو لبّ القصيدة العربية الحديثة:

“ما جئتُ شاعرة تدوّر بختها
بتميمة الرّائي ولا بحجابهِ
لكن أتيتُ لكي أعيد إلى الشذى
ما أهرق العطّار من أطيابهِ
وأردّ عنقود المجاز لأصلهِ
حيث الكناية مشتهي أعنابهِ”

بهذه القصيدة المعنونة بـ “عتابُ الماء” التي سحبت كلّ المجموعة تحت هذا العنوان، اخترت هذه الأبيات التي تبيّن للقراء كيف تفهم الشاعرة في سنّ مبكرة دورها في الحياة أوّلا ومهمتها ثانيا في باب الكتابة، إنّ جمانة الطراونة تتخذّ من المتن الشعري وسيلة لخلق عالم جديد لم لا؟ وخاصة أنّها موهوبة بشكل مذهل، أعتقد أنّ الشعر الحديث وفرسانه وفارساته سيوغلون بنا في أدغال المعنى المدهش، وأحدس أنّ مواهب كهذه الفذّة جمانة سيكون لها شأن، خاصة أنّها من حفيدات المتنبي الذي تقول فيه في قصيدة آخر الأفذاذ:

“هو لم يدرْ قدحا وكلّ رفاقه
شربوا وما بلغوا ثمالة كأسِهِ
فجميع من لبسوا المجاز عباءة
قد فصّلوا ما فاض من ملبوسِهِ
هزّوا أباريق البيان جهالة
والمارد العفريت في فانوسِهِ”

ما دمنا في حضرة شاعرة تنتمي في الأصل للمملكة الأردنية الهاشمية وفي ما يريد القلب نجدها في سلطنة عُمان، وفي الشعر نجدها أميل إلى العراق العظيم، سنقتطف لها أبيات من حدائق العراق من قصيدة بعنوان “العراقية الأولى”، تبدع فيها جمانة الطراونة وتغوص في بحر الصافي وإن كانت قصائد أخرى عن العراق أكثر حبكة وأشدّ فتنة في هذه المجموعة القيّمة:

“يفوح بالعطر إن قلتُ (العراق) فَمِي
فهل ألامُ إذا أجريتُ فيه دمي؟
وهل ألامُ وما في الأرض عاشقة
أنّ (العراق) حبيبي، قِبلتي، حرمي؟
بقيتُ من دون حبّ، غير آبهة
حتّى أتاني نداء الحقّ أنْ أقِمِي
صدّقتُ قلبي وقلتُ القرار له
فقال: بالحبّ بعد الله فاعتصمي”

في قصيدة “تفعيلة” على خلاف قصائد المجموعة العمودية كلّها، وهي بعنوان (أبيات ثكلى) ومهداة إلى روح الشاعر عبد العزيز مقالح، تبدو لنا الشاعرة ناضجة تمام النضج فقد تصدّت لموضوع الموت، وليس الغياب الذي يصيب الناس جميعا، بل ذلك المتطاول على شاعر كبير وهرم إبداعي وثقافي اسمه عبد العزيز مقالح، وأوّل جملة في القصيدة (مات المكافح؟) هو سؤال استنكاري يحمل في بقية النصّ جوابه وثمّة سطر آخر شدّني وفيه تقول:
“كلّ شيء ما خلا الشعراء ذاهبْ”، فهي تعكس وعيا حادّا لمفهوم الحياة والخلود لمن يُتاح، فالمستظلون بالكتابة والشعر خاصة هم الباقون، تقول جمانة طراونة:

“مات المكافح؟
من يقول الشعر ماتْ
وعلى جنازته بأيّ قصيدة
يا ربّ نفتتح الصلاةْ
مات المكافح؟
هل يموت الـ
علّم النّاس الحياةْ؟”

في ختام هذه الإطالة الموجزة على مجموعة “عتاب الماء” لجمانة الطروانة، نشدّ على أنّ خصلة الإبداع الصرف، لا ينصرها سوى هذا الوفاء لمن رحلوا قديما ومن غابوا حديثا، فالوفاء أصدق ما يميّز ذاتا عن غيرها.

المصدر: صحيفة أثير

كلمات دلالية: مكتب تونس

إقرأ أيضاً:

طقس العراق.. أمطار ما قبل “الموجة القطبية”

23 نوفمبر، 2024

بغداد/المسلة: تشير خرائط الطقس، الى تأثر العراق بتطورين متوازيين بحالة الطقس، حيث يشهد العراق انخفاضا متوقعا بالحرارة ليودع الدرجات العشرينية ابتداء من الاثنين، فيما تشهد بعض المناطق حالة مطرية تصل الى الغزارة أحيانا ابتداء من يوم غد.

وبحسب بيانات توقعات الطقس، فإن طقس اليوم السبت سيكون صحوا الى غائم جزئي في اغلب محافظات العراق عدا بادية المثنى فأنها تشهد تساقط زخات مطر رعدية .

وابتداء من يوم غد الاحد، من المتوقع ان تشهد اغلب محافظات العراق تقلبات جوية وستكون البداية من مدن الشمال حيث متوقع ان تشهد مدن شمال العراق يوم الاحد والايام التي تليه امطارا رعدية متوسطة الشدة الى غزيرة، مع ضرورة اخذ الاحتياطات اللازمة.

وستوزع امطار يوم الاحد في المناطق الشمالية لتكون متوسطة الشدة الى غزيرة مع عواصف رعدية وتساقط للثلوج على المرتفعات الجبلية، وتشمل الموصل ودهوك واربيل والسليمانية وكركوك.

اما في مناطق وسط وجنوب العراق، فتكون الامطار عشوائية متفرقة بين منطقة واخرى، وابتداء من يوم الاثنين، ستبدأ الموجة القطبية اعمالها في العراق حيث تنخفض الحرارة لدرجات اقل من عشرين مئوية.

المسلة – متابعة – وكالات

النص الذي يتضمن اسم الكاتب او الجهة او الوكالة، لايعبّر بالضرورة عن وجهة نظر المسلة، والمصدر هو المسؤول عن المحتوى. ومسؤولية المسلة هو في نقل الأخبار بحيادية، والدفاع عن حرية الرأي بأعلى مستوياتها.

About Post Author moh moh

See author's posts

مقالات مشابهة

  • العدالة والتنمية يدعو لمقاطعة المجموعة الناشرة لجريدة ’’الأحداث المغربية’’ بسبب “إسرائيل”
  • الرئيس تبون : العصابة وصلت تقول للمسيرالنزيه..”لوكان تمضي أي وثيقة تجد نفسك في الحراش”
  • “انتيريرز الإمارات” تكشف عن تشكيلة Tresor المبهرة من “مجموعة جيورجيو”
  • نهاية الغرب الوشيكة
  • فضيحة «أداني»
  • شاعر الأهازيج الشعبية أحمد حسين هبة لـ ” الثورة “: نعيش في مرحلة ذهبية بالنسبة للشعر والشعراء والسيد القائد منحني هدية بإشارته إلى قصيدة “بورت “
  • “تريندز” شريكاً معرفياً رسمياً للدورة الثالثة من الكونغرس العالمي للإعلام
  • “زين” تطلق مبادرة The Masters لتمكين ذوي الإعاقة في جميع عمليات صنع القرار في بيئات الأعمال
  • “ربع قرن” تختتم موسمها الآداب والفنون بإبداعات منتسبيها في السينما والتصوير
  • طقس العراق.. أمطار ما قبل “الموجة القطبية”