ندوة في غرفة قطر حول العقود الهندسية وفض منازعات التحكيم
تاريخ النشر: 4th, March 2024 GMT
أكد سعادة الدكتور الشيخ ثاني بن علي آل ثاني، عضو مجلس الإدارة للعلاقات الدولية، بمركز قطر الدولي للتوفيق والتحكيم، في غرفة قطر، حرص المركز على نشر ثقافة التحكيم بين أوساط المجتمع والقانونيين، لما للتحكيم من أهمية بالغة في تسوية النزاعات التجارية.
وأشار سعادته خلال افتتاح ندوة "العقود الهندسية، وأنواعها، وأهم السمات المميزة، وسبل فض المنازعات فيها، والاعتبارات الناشئة عن تعدد الأطراف والعقود في منازعات التحكيم"، إلى أهمية هذه الندوات في تسليط الضوء على مختلف أنواع عقود التحكيم.
وحضر الندوة التي عقدت بمقر الغرفة، السيد علي بو شرباك المنصوري، المدير العام المكلف بغرفة قطر، وعدد من القانونيين، والمحكمين، وممثلي شركات ومكاتب المحاماة .
وتحدث خلال الندوة كل من القاضي زلفا الحسن رئيسة المحكمة المدنية الابتدائية ومحكمة الجمارك ومحكمة جرائم القصر في بيروت، والمهندس محمد سعيد فتحة نائب رئيس الهيئة العربية للتحكيم الهندسي سابقا، عضو المعهد الدولي للمحكمين – لندن وأمين عام الشعبة اللبنانية للمهندسين الاستشاريين.
واستعرض المهندس محمد سعيد فتحة في تقديمه تعريف عقد المقاولة أو التشييد، وخصائصه وآثاره القانونية وأنواعه، كما تطرق إلى عقود /البوت/ وأنواعها وسلبياتها. وناقش العقود النموذجية /فيديك/، والأساليب الحديثة في فض منازعات العقود الهندسية.
وأشار إلى أنه كلما كان العقد وشروطه ومواصفاته ورسوماته ووثائقه واضحة ودقيقة في تحديدها لواجبات ومسؤوليات وحقوق الأطراف المتعاقدة كلما قلت احتمالات الاختلاف في وجهات النظر إزاء تفسير تلك الوثائق، وبالتالي ضاق احتمال نشوب خلافات أثناء التنفيذ.
وقال فتحة إنه يمكن تقسيم عقود الإنشاء الهندسية إلى مجموعتين هما: عقود التنافس وعقود التفاوض، مشيرا إلى أن كلا من المجموعتين تتناسب بشكل عام مع سلسلة من الظروف المحيطة بالمشروع.
ونوه بأن نظام عقد الـ B.O.T، يعتبر من الأنظمة الحديثة التي تعتمدها الدول لتنفيذ مشاريع ضخمة في البنية التحتية وغيرها، كالأوتوستراد، والجسور، والمطارات، والاتصالات، والمرافئ، والماء، والكهرباء، مضيفا أن إشراك القطاع الخاص في هذه المشاريع يؤمن نوعية أفضل ويوفر الوقت والكلفة.
من جانبها، تناولت القاضي زلفا الحسن الاعتبارات الاستراتيجية الناتجة عن تعدد الأطراف والعقود في التحكيم.
وقالت الحسن إن التحكيم متعدد الأطراف، يقصد به الذي يضم أكثر من طرفين إلى ثلاثة كحد أدنى، منوهة بأنه كي يرتب شرط التحكيم الوارد في العقد آثاره يجب توافر شرطين الأول يرتبط باتفاق التحكيم متعدد الأطراف، والثاني يتعلق بتنفيذ الاتفاق.
وأشارت إلى أن التحكيم متعدد الأطراف له مزايا وعيوب، ومن مزاياه أنه يمكن حسم النزاع عن طريق محكمة تحكيم واحدة، كما أنه أقل كلفة، وأكثر سرعة في حسم النزاع.
المصدر: العرب القطرية
كلمات دلالية: غرفة قطر
إقرأ أيضاً:
الجيش الإسرائيلي يوظّف مقاولين مدنيين لتعويض النقص في المعدات الهندسية
قالت صحيفة "يديعوت أحرونوت" العبرية، اليوم الأحد 15 ديسمبر 2024، إن الجيش الإسرائيلي بدأ مؤخرًا بتوظيف مقاولين مدنيين لأداء مهام هندسية وعسكرية في مناطق القتال، بما في ذلك قطاع غزة ، والضفة الغربية المحتلة، وجنوب لبنان، وسورية، وذلك نظرًا لنقص الأفراد والمعدات الهندسية في ظل الحرب المتواصلة منذ 436 على قطاع غزة.
وأشار التقرير إلى أن الاستعانة بالمقاولين المدنيين توسعت تدريجيًا منذ بداية العام الجاري. وتتمثل مهامهم في تسوية وتدمير المباني، وحفر الأنفاق، وبناء السواتر الترابية في مناطق تعتبرها إسرائيل "تهديدًا أمنيًا"، منها شمال قطاع غزة بالقرب من محور "نيتساريم"، ومحور "صلاح الدين" (فيلادلفي) الحدودي مع مصر، والذي بات يبلغ عرضه نحو 3-4 كيلومترات.
وذكرت الصحيفة أن المقاولين المدنيين يعملون تحت إشراف ضابط إسرائيلي عادة ما يكون برتبة قائد سرية أو قائد كتيبة؛ وفي الأسابيع الأخيرة، امتدت هذه الظاهرة إلى لبنان، حيث يعمل المقاولون بتدمير الغابات الكثيفة وتسوية المواقع الحرجية في المنطقة الحدودية، واتسع ذلك مع الإعلان عن وقف إطلاق النار بين إسرائيل وحزب الله.
وأفادت الصحيفة بأن مقاولين مدنيين شوهدوا في خمسة مواقع على الحدود بين الجولان المحتل وسورية، ضمن مشروع أطلقه الجيش تحت اسم "شرق جديد"، وقالت إن المشروع يهدف إلى "تعزيز التحصينات" في المنطقة الحدودية على خلفية انهيار نظام بشار الأسد، وانسحاب جيش النظام من مواقعه، تاركًا خلفه معدات وبنية تحتية عسكرية مهجورة.
ووفقًا لمصادر عسكرية، فإن الجيش لجأ إلى هذا الخيار بسبب استهلاك مئات الجرافات والآليات الهندسية العسكرية خلال العمليات في قطاع غزة. وتزامن ذلك مع تأخر وصول 132 جرافة من طراز D9 التي طلبتها إسرائيل من الولايات المتحدة، نتيجة "حظر صامت" على توريد المعدات العسكرية لإسرائيل فرضته وزارة الخارجية الأميركية.
وتتضمن المهام هدم المباني وتدمير البنية التحتية التي تعتبرها إسرائيل "تهديدًا أمنيًا"، كالمصانع وورش تصنيع السلاح. ويعمل المقاولون خلال النهار فقط تحت حماية عسكرية مشددة، ويغادرون مواقعهم مع حلول الليل. ويطلب الجيش من العمال المدنيين التوقيع على عقود تفيد بإدراكهم المخاطر المرتبطة بهذه الأعمال.
ونقل التقرير عن أحد مديري المشاريع قوله: "نحن نوفر مشغلين متخصصين لجرافات وحفارات. العمل يتطلب شهورًا من الالتزام، خمسة أيام أسبوعيًا، من السادسة صباحًا حتى السادسة مساءً. الأجر يختلف: من يملك معداته يحصل على أعلى عائد، بينما من يعمل ضمن شركات مقاولات يتقاضى أجرًا بالساعة، ومع ذلك يظل الأجر مجزيًا".
ويقر الجيش الإسرائيلي بأن هذه المهام تنطوي على مخاطر كبيرة، خاصة عندما يعمل المقاولون بالقرب من خطوط المواجهة. وفي بعض الحالات، يرسل الجيش فرقًا مدنية لتدمير المباني التي يتم إطلاق النار منها. ويشير التقرير إلى أن العمال يعملون غالبًا دون سترات واقية أو خوذ بسبب طبيعة عملهم تحت أشعة الشمس.
وأشارت الصحيفة إلى أنه في أيار/ مايو الماضي، قُتل مقاول بقذيفة هاون أطلقتها فصائل المقاومة الفلسطينية في قطاع غزة على آليات هندسية إسرائيلية، وذكرت الصحية أن عائلة القتيل "لا تزال عائلته تكافح للاعتراف به كقتيل جيش أسوة بعامل مدني آخر قُتل في لبنان خلال مواجهات مع حزب الله".
وصرح الجيش الإسرائيلي بأن المقاولين يوفرون "مرونة تشغيلية"، ويؤدون مهام "غير متاحة للجنود النظاميين"، مشيرًا إلى أنهم "يساهمون في تخفيف الضغوط عن قوات الهندسة القتالية التي تعمل في مهام خطيرة على خطوط المواجهة الأمامية".
ولفت التقرير إلى أن "هذه الاستعانة بالمقاولين المدنيين تُعد سابقة، حيث كان الجيش يوظفهم سابقًا فقط في أوقات السلم، ولأعمال هندسية داخل الأراضي المحتلة" في إشارة إلى الضفة الغربية؛ لكن مع تصاعد العمليات العسكرية، بات الاعتماد عليهم ضرورة حتمية لتعويض النقص المتزايد في الأفراد والمعدات الهندسية.
المصدر : وكالة سوا