فلسطين أيقظت الملايين
تاريخ النشر: 4th, March 2024 GMT
راشد بن حميد الراشدي
بعد محاولات مُستميتة للتغطية على أسوأ احتلال في التاريخ الحديث، وتحوُّل صاحب الأرض إلى إرهابي ومعتدٍ على حقوق الغاصب- لعنه الله وأخزاه- وبعد أن صمت الجميع وبيعت القضية والأرض والمقدسات في أسواق الغدر العالمية، استيقظ العالم أجمع على صوت الحق والجهاد يعلو من جديد ويضرب على يدي الغاشم، استيقظ العالم واستيقظت معه الشعوب الحرة في الأرض مع "طوفان الأقصى" الصامد ومع المذابح التي ارتكبها العدو المُجرم وأعوانه من مجرمي الحرب الذين استباحوا كل شيء: الإنسان والشجر والحجر في غزة الأبية، واستباحوا دماء الشهداء الأبرياء من طفل في مهده وشيخ في كبره ومريض على فراشه، ولم يرقبوا إلًّا ولا ذمّة في أحدٍ، ولم تأخذهم الرحمة والرأفة على أحد، وأمام مرأى ومسمع العالم أجمع وبحجج واهية وكذب متجذر وتدليس واضح للحقائق.
استيقظت الأمم على قصص إبادة جماعية مُروِّعة مع سبق الإصرار والترصد، والمحتل يتغنى أمام الشعوب بأنه حملٌ وديع انتُهِكَت محارمه! فانبرى يفتك وينكل بالفلسطينيين في اليوم مئات المرات.
لقد عرف العالم اليوم ولله الحمد مدى بشاعة جرائم اليهود الغاصبين، ومن شايعهم، وأمدهم بالمال والسلاح، ظنًا منهم أن الأمم لن تقوم ولن تقول كلمة الحق التي علا صوتها وستصل إلى كل الشعوب الحرة الشريفة، فقد كُشِفَ القناع وكشفت خبايا الخبث والضلال.
مظاهرات وتنديدات ومقاطعات جابت كل دول العالم التي استنكرت جرائم متكبر جبار، رغم صمت أخوة الدم والعقيدة والجغرافيا، لكن الحق ظهر كفلقة الصبح لينفضح أمرهم، ولتتكشف للعالم الحقيقة المطلقة، والتي خرج بسببها الملايين في شوارع العالم، منُدِّدين ومتعاطفين مع هذا التطهير العرقي، ومع إبادة شهد العالم فصولها، وصمتت حكومات تدّعي العدالة والإنسانية والديمقراطية عند وقوعها؛ بل تحوَّلت لحكومات تُساند وتدعم قتل الأبرياء وتشجع ذلك بحجج كاذبة عقيمة كشفتها حرب غزة وعرت فصولها وقوانينها التي تعاقب الضعيف وتنصر القوي الظالم الذي أفسد الأرض.
اليوم إرادة الشعوب ستفتت وتفشل كل مخططاتهم المزعومة وسيُخزي الله الكافرين، فلقد خرج الأحرار منددين في منابرهم التي صنعوها كتمثال حريتهم المسروق؛ ليتحكموا في الأمم، وصدحت كلمة الحق في منظماتهم وهيئاتهم الإنسانية الخبيثة، التي أُنشأت لتسويق أهدافهم والدفاع عنهم، وأكبر دليل على ذلك استخدام "الفيتو" الذي يُرفع في وجه كل مظلوم.
اليوم مضى نحو 5 أشهر وغزة توقظ الأمم ونسمع كلمات الحق يصل صداها عالم الأحرار لتنتفض هنا، وهناك أمم عميت بفعل أكاذيبهم المفرطة وقصصهم الكاذبة وإعلامهم وتمثيلياتهم المزعومة وقد كشف القناع كاملاً، لكن ستنتصر غزة بإذن الله فأركان الطغيان تتهاوى وأعمدة الحق تعلو في ثبات.
شكرًا غزة وشكرًا فلسطين فلقد أيقظت ضمائر الشعوب الحرة وعريت كل حق مدلس وكشفت كيد كل خائن كذاب. يقول الله قال تعالى "وَيَمْكُرُونَ وَيَمْكُرُ اللَّهُ وَاللَّهُ خَيْرُ الْمَاكِرِينَ" (الأنفال: 30)؛ فاللهم امكر بكل من مكر بنا بلا وجه حق، وابتليهم بما لا قدرة لهم به، وأرنا فيهم عجائب قدرتك يا رب العالمين.. اللهم انصر الإسلام والمسلمين وأذل الشرك والمشركين، ودمر أعداء الدين، وأنصر إخواننا المظلومين في فلسطين بعظمتك يا ذا الجلال والإكرام.
رابط مختصرالمصدر: جريدة الرؤية العمانية
إقرأ أيضاً:
باكستان تؤكد التزامها الراسخ بمبادئ ميثاق الأمم المتحدة
تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق
أكدت باكستان التزامها الراسخ بمبادئ ميثاق الأمم المتحدة، وعزمها مواصلة لعب دور بناء لتحقيق السلام الدائم والاستقرار في العالم أجمع.
وقال وزير الخارجية الباكستاني، محمد إسحاق دار في رسالته بمناسبة اليوم الدولي للتعددية والدبلوماسية من أجل السلام، حسبما ذكر راديو باكستان اليوم الجمعة إن باكستان تؤمن إيمانا راسخا بأن التعددية والحوار الشامل واحترام ميثاق الأمم المتحدة هو حجر الزاوية من أجل تحقيق السلام والاستقرار في العالم.
وأضاف أن باكستان، بصفتها عضوا منتخبا في مجلس الأمن التابع للأمم المتحدة للفترة 2025-2026، تؤمن بأن التحديات الدولية التي يشهدها العالم في الوقت الراهن، والتي ينبع الكثير منها من انتهاكات ميثاق الأمم المتحدة، يمكن تجاوزها من خلال تجديد الالتزام بميثاق الأمم المتحدة.
وقال وزير الخارجية الباكستاني إنه حتى يتسم العالم بالعدل والسلام يجب تبني نظام متعدد الأطراف يدعم ميثاق الأمم المتحدة ويدافع عن حقوق الإنسان ويضمن التنمية العادلة.