تواصل وزارة الإعلام جهودها في تعزيز الإنتاج الدرامي العماني، حيث أعلنت مؤخراً عن إنتاج 8 أعمال درامية جديدة استعداداً لشهر رمضان المبارك. وتضمنت هذه الأعمال عملين تلفزيونيين من المتوقع عرضهما على تلفزيون سلطنة عمان، بالإضافة إلى 6 أعمال إذاعية ستبث على إذاعة سلطنة عمان.

ويأتي هذا الاهتمام المتزايد بالإنتاج الدرامي المحلي في إطار الجهود الحثيثة التي تبذلها الوزارة لتعزيز المحتوى الإعلامي العماني، وتقديم أعمال فنية ودرامية تلامس هموم المواطن العماني، وتعالج قضاياه بما يتناسب مع قيم المجتمع وتقاليده، كما يهدف هذا الإنتاج إلى استقطاب المواهب العمانية من كتاب وممثلين وفنيين، وبناء قدراتهم وتطوير مهاراتهم بما يسهم في تنمية الحركة الفنية والثقافية في سلطنة عمان.

الدراما التلفزيونية

المسلسلان المحليان، حمل الأول عنوان "غرّاق فلاح" بواقع 15 حلقة منفصلة، وهي من تأليف الكاتب هود الهوتي وإخراج محمد كاظم بمشاركة نخبة من نجوم الدراما في سلطنة عمان أبرزهم صالح زعل، وفخرية خميس، وأمينة عبدالرسول، بمشاركة الممثلين سعود الخنجري، وزهى قادر، وخميس الرواحي، وعبد الله الغافري "أبوحميد"، وعادل الجساسي، ومحمد الزدجالي، وفارس البلوشي، ومريم المعمرية، ومنال العلوية، وغيرهم.

يقدم هذا المسلسل في كل حلقة قضية معينة تدور أحداثها لتقدم في النهاية الحل أو التوجيه نحو الحل تاركا للمتلقي القناعة للعيش مع تلك القضية بآلامها ومآزقها أو اختيار القرار الصائب نحو تجنبها.

أما المسلسل الآخر فيحمل عنوان "يا قلبي ابتسم" للمؤلفة نعيمة الهطالية ومن إخراج محمد كاظم، وبطولة كل من الفنانين صاح زعل وأمينة عبدالرسول ومحمد نور وخميس الرواحي ومنال العلوية وأمينة جميل ومحمد السيابي وخالد الحديدي وتمثيل مجموعة كبيرة من الوجوه العمانية الشابة.

يتناول المسلسل شخصية "همّام" المُسرّح عن العمل الذي يتخذ سيارة الأجرة عملا تعويضيا عن عمله السابق ويتعرض لمواقف يومية مع الركاب إلى أن يقع في مشكلة تقلب حياته رأسًا على عقب.

وحول المسلسل يقول الفنان خميس الرواحي (أحد أبطال المسلسل): بعد توقف فترة عن الأعمال الدرامية التلفزيونية أعود ولله الحمد ببطولة مسلسل "يا قلبي ابتسم" للمؤلفة نعيمة الهطالية والتي تعد لها أول تجربة درامية بعمل متصل وبهذه المدة، ولا شك أن هنالك تحديات قد تظهر في النتاج العام، لكن هنالك جهود بذلت لمعالجة تلك التحديات وتقديم الأفضل من قبل طاقم العمل بأكمله.

وحول المشاركات للوجوه الشابة يقول "الرواحي" النجوم في الأعمال الدرامية هم سند للشباب وللجيل التالي، ورغم عدم قناعة البعض بالبطولة المطلقة للوجوه الشابة إلا أن هذا الأمر يعد ضروريا لتفريخ نجوم جدد سواء من الصف الأول أو الثاني أو غيره ويجب أن يأخذوا دورهم، وفي هذا العمل وجوه شابة تحقق هذا المطلب سيراها المتلقي أثناء عرض المسلسل.

وأضاف الفنان خميس الرواحي نفذنا العمل في فترة وجيزة بمشاهد خارجية كثيرة ومواقع التصوير كانت صعبة جدا، ومع هذا الحمد لله العمل انجز ونتمنى دائماً أن نقدم الأفضل.

وعن مشاركاته الأخرى يقول "الرواحي" شاركت أيضا في بطولة حلقتين من مسلسل "غرّاق فلاّح"، وأيضا عندي مشاركة في المسلسل الدرامي الإذاعي "أبراهام غوبي" لرواية لنفس الاسم ومن إخراج حمد الوردي.

الدراما الإذاعية

وأنتجت إذاعة سلطنة عمان ستة مسلسلات وهي الأول بعنوان "أبراهام غوبي" عن رواية حملت نفس الاسم للكاتب العماني خليل خميس، أعدها دراميا الكاتب نور الدين الهاشمي، وأخرجها حمد بن عامر الوردي، وهي من تمثيل هلال الهلالي، وصالح القاسمي، وأحمد درويش، وبدر الشيباني، وخميس الرواحي، وأحمد الكلباني، وخالد السلامي، ورشا البلوشية، وإدريس النبهاني، وزهى قادر، وجنان آل عيسى وغيرهم، ويهدف العمل إلى إعطاء صورة عميقة عن نضال العمانيين وكفاحهم من أجل الرزق في القرن الماضي، ودور العمانيين ونشاطهم في التجارة والرحلات البحرية بين عمان والدول العربية وأفريقية، وإظهار صورة عميقة عن كفاح الإنسان العماني وإرادته من أجل وطنه وأسرته، وتطور المجتمع العماني في القرن العشرين.

يقول المخرج حمد الوردي: المخرج الدرامي يعد الوسيط بين المادة الدرامية المكتوبة وبين الجمهور لذلك إذا أحسن المخرج في فهم النص المكتوب أمامه جيدا وفهم أبعاده وشخصياته واحتياجاته استطاع أن يخرج بعمل مشرف ينال ذائقة شريحة كبيرة من المستمعين لذلك يجب على المخرج قراءة النصوص الدرامية قراءة جيدة بحيث يستطيع توزيع الشخصيات، وأن يختار الممثلين الذين تتناسب معهم كل شخصية، ولذلك أول خطوة أقوم بها هو قراءة النص الدرامي لعملين اثنين مسلسل "ابراهام غوبي" ومسلسل "وكان شغفا" ومن بعد القراءة الأولى بدأت أقرأ المسلسل قراءة لتحديد شخصيات المسلسل والممثل المناسب لكل شخصية ومن ثم تواصلت مع الممثلين وشرحت لكل ممثل الشخصية التي يجب أن يؤديها وما هي مواصفات هذه الشخصية ماديا واجتماعيا ومعنويا وثقافيا لأن الأداء يختلف من شخص مثقف لشخص غير مثقف أو شخص حالته الاجتماعية في رفاهية وبين الشخص الذي أموره المادية متيسرة لذلك يجب التركيز لإبعاد هذه الشخصية بحيث إن كل ممثل يأتي للتسجيلات يعرف شخصيته جيدا ويستطيع أن يقدم الأداء الحقيقي لهذه الشخصية، وبطبيعة الحال التسجيلات لكل مسلسل تختلف حيث إن مسلسل "وكان شغفا" مثلا سُجِّلَت حلقاته خلال يومين، ومسلسل "ابراهام جوبي" فقد سُجِّل العمل خلال ٤ أيام؛ بسبب كثرة الشخصيات إذ واجهت صعوبة عدم التوفيق بين ما يقارب من 19 ممثلاً لابد من تواجدهم في اليوم نفسه في التسجيل، ومن بعد الانتهاء من التسجيلات تبدأ المهمة الصعبة، والتي يحتاج لها قوة في التركيز بحيث تبتعد عن كل ما يشتت ذهنك بحيث تستطيع أن تخرج من مدة ساعة ونص بحلقة واحدة مدتها من 15 إلى 20 دقيقة وذلك من خلال اختيار الموسيقات والمؤثرات وفهم الحوارات والشعور بين السطور لتخرج بعمل يستمتع به المستمع.

من جانبه عبر الكاتب نور الدين الهاشمي الذي أعد رواية "أبراهام غوبي" دراميا عن سعادته وفخره بتعاونه مع الإذاعة وقال: من المهم جدا هذا السعي بتحويل الروايات العمانية إلى أعمال درامية، حيث تم سابقا تحويل روايات عدة وتقديمها في الإذاعة، مثل رواية "بر الحكمان" ليونس الأخزمي والتي تم تقديمها بعنوان "السفينة" في عام 2018، ورواية "الجوهرة والقبطان" لزوينة الكلبانية في عام 2019، ورواية "جبل الشوع" لزهران القاسمي في عام 2020، ورواية "الشراع الكبير" للمرحوم عبد الله الطائي في عام 2021.

"سوالف ناسنا الطيبين"

العمل الثاني في الإذاعة سُجِّل في استوديوهات الإذاعة بصلالة بعنوان "سوالف ناسنا الطيبين" للمؤلف والمخرج طالب بن محمد البلوشي، وتمثيل عبدالله بن عوض الشنفري، وشامس نصيب، وتونس قصبوب، وهشام اليافعي، وسليم جميع وغيرهم من الممثلين من محافظة ظفار، يتناول المسلسل بعضا من أحداث ومواقف الحياة وتفاصيلها بين عائلتين ليقدم رسائل اجتماعية تعكس الشخصية العمانية السمحة والصورة المجتمعية العامة.

يقول المخرج طالب بن محمد البلوشي: دراما الإذاعة في سلطنة عمان من أجمل الإنتاج الذي اهتمت به إدارة إذاعة سلطنة عمان منذ نشأة الإذاعة في سلطنة عمان، وقد أولى المسؤولون جل اهتمامهم في صناعته وتطويره، بل نجاحه منذ 1972 فقد كانت ولا زالت الإطلالة الأحب للمستمعين وقد تناولت الكثير والمهم في حياة مجتمعنا وتغيراتها وقدمت رسائل إيجابية وحلولا كثيرة بل فازت في المحافل المحلية والخليجية والعربية وأفرزت أقلاما وفنانين ومخرجين متميزين، وإدارة الإذاعة كانت وما زالت مع تعاقب الحياة تولي اهتماما كبيرا للدراما الإذاعية.. وهذا العام نقدم أسماء متنوعة تأليفا وتمثيلا وإخراجا فمسلسل "سوالف ناسنا الطيبين" يقدم من صلالة لهجة أهل ظفار، ومسلسل من "مآثر العرب" بالفصحى ومسلسل "كبار الشيم" في تنوع لهجته من شمال الباطنة وغيرها من الأعمال التي تؤكد حرص الإذاعة على الحضور القوي والمتنوع للدراما.

"كبار الشيم"

أما المسلسل الثالث فحمل عنوان "كبار الشيم" للمؤلفة شيخة الفجرية عن روايتها "تلك المائة عام أوراق الحب والعز والانكسار" وقد أخرج العمل سالم بن محمد العويسي وساعده على الإخراج صلاح بن جمعة الرئيسي، وهو من تمثيل صالح زعل، وفخرية خميس، وأمينة عبدالرسول وغيرهم، وتدور أحداث الرواية بين سلطنة عُمان وزنجبار، مجتمعين عُمانيين في مكانين مختلفين خلال الفترة من 1908 إلى 1920م، حيث مجتمع الصحافة العُمانية في زنجبار ومجتمع "الرزحة" في باطنة عُمان (فن شعبي للرجال) في الإخبار ببعض ما يود الرجال قوله في أشعار الرزحة، وتدور الرواية حول شخصية "عذبة" أخت (سباع) التي اتهامها زوجها الأول "سلطان" بالخيانة مع الصحفي"مهنا"، بعد أن قررت تركه، ولكن مهنا الذي أُعجب بها بمجرد رؤيتها ذات يوم تقدم لخطبتها، فوافقت عائلتها ليتخلصوا من الفضيحة التي لحقت بهم، وانتقلت معه للعيش في زنجبار، تاركة أبناءها من زوجها الأول، وتحاول العودة لرؤية أبنائها، ولكن حبها لمهنا يمنعها من ذلك، الصراع في الرواية مستمر من بداية الرواية حتى نهايتها.

يقول المخرج سالم العويسي: تسجيل المسلسلات الرمضانية بهذا الوقت يعد نوعا من التلاقي والتعارف السنوي الذي تعوّد عليه الفنانون جميعاً بسبب عدد الأعمال التي تُسَجَّل قبل رمضان وفي أغلب الأحيان تتراوح بين ٥ و ٦ أعمال درامية ويجتمع فيها ممثلو الصف الأول والثاني والثالث بالإضافة إلى الممثلين الجدد الذين نحرص أشد الحرص على إشراكهم في الأعمال الإذاعية، ففي فترة التسجيل التي عادة تبدأ من الساعة الثالثة مساء إلى العاشرة مساء فتمضي وكأنها ساعة أو ساعتين بسبب الاستمتاع في تسجيل الأعمال الدرامية، والطرائف والضحك أثناء أداء الممثلين أدوارهم، كما أنها تمر علينا بشيء من الحزن أحيانا، ونحن نتذكر زملاءنا الفنانين والمخرجين الذين تعودنا وجودهم معنا وقد اختارهم الله لجواره، ونتذكر مواقفهم الجميلة.

وحول المسلسل "كبار الشيم" المأخوذ من رواية "تلك المائة عام" لنفس الكاتبة يقول "العويسي" ركزت في العمل على موضوعين مهمين يعدان أرضية الخطوط الدرامية للعمل وهما "فن الرزحة - وأول مطبعة (المطبعة السلطانية) وجريدة تم إنشاؤها في زنجبار" لتبين تاريخ الرجل العماني وعدد المراحل التي كان يسبق بها أقرانه في المنطقة في الفنون والعلم والتجارة الدولية واهتمامه بصناعة السفن ليست التجارية فقط، بل وحتى السفن الحربية التي تعد رمزا مهما وموروثا نفتخر به نحن أبناء اليوم في كل مكان نذهب إليه، مبسطة في عمل درامي خفيف يقوم به مجموعة من الفنانين والفنانات العمانيين.

"وكان شغافا"

المسلسل الرابع حمل عنوان "وكان شغفا" وهو من تأليف رشا بنت شنون البلوشية، وإخراج حمد بن عامر الوردي، وهو من تمثيل رشا البلوشية، وجاسم البطاشي، وعبدالسلام التميمي وغيرهم، والمسلسل يتحدث عن حياة مشهورة تتطور مواقف حياتها لتأخذها إلى قمة الشغف بالأضواء، وتصبح محاطة بالمعجبين، ويكشف لنا الواقع بعدها كيف تنقلب حياتها رأساً على عقب فتتحول أحلامها إلى كوابيس تأخذها لعالم الصدمات والخيانة والثقة المحطمة وانكسار القلب فتهرب من عالمها إلى الانغماس في عالم المخدرات، فتعصف الأحداث بشغفها للشهرة بعد أن تنال من سمعتها وسمعة أبنائها وخيانة أقرب الناس لها من خلال أحداث المسلسل.

ويناقش المسلسل أهمية الترابط الأسري وقيمة الاحترام وتقدير المشاعر والتسامح والتعاون والتمسك بالدين والثقة بالله وكيفية تحقيق التوازن في العلاقات وأهمية الصراحة الصحية للوصول.

تقول الفنانة رشا البلوشية مؤلفة عمل "وكان شغفا": كانت لي نية أن يكون هذا العمل تلفزيونيا، ولأن التلفزيون اعتاد في اختياراته الأعمال ذات الطابع الكوميدي فقررت أن أحوله إذاعيا ولي نية صريحة أن يكون لأجزاء في مواسم قادمة، فالعمل يتحدث عن الجانب المظلم لبعض المشهورات ولنقل الأغلب وليس كل ما يلمع ذهبا، صراع داخلي وخارجي في أبعاد الشخصيات فكل شغف يتحول إلى وهم خصوصا عندما يفقد الإنسان أعز ما يملك ونرى أن الصراع لا يكمن في الشخصية المشهورة فقط وإنما في من حولها لتتخذ القصة زاوية أخرى تتحدث عن فتاة تعيش في مركز رعاية الأيتام التي تكون هي محرك أحداث العمل ككل، والزوج الذي يعيش في صراع بين ما يريده وما يفرضه المجتمع وواجبه كأب. وظهور مفاجئ لشخصية لم يحسب لها المستمع أي حساب..مفاجآت كثيرة ومشوقة.. وكل شخصية لها أبعادها المشوقة التي لا تجعلك تهدأ وأنت تستمع.. وهنا ربما يواجه المستمع حيرة لم يشهدها في أن يحدد من هو الضحية في هذا العمل، فكلما وجهت أصابع الاتهام لفرد يظهر أنه الضحية.. كذلك نجد أن العمل جديد كليا من حيث فكرة الطرح والأكثر إثارة وجود ممثلين أطفال هم بمثابة النقطة العميقة المؤثرة بالعمل.

وحول رحلة اختيار الشخصيات قالت "البلوشية" كان لا بد أن يكون الاختيار مركزا، وكنت حريصة أن يكون الاختيار لشخصيات عانت وأحست بمعنى الفقد والألم والانكسار في حياتها الحقيقية.. وبالنسبة للأطفال كان اختياري لهم بناء على معرفة سيرتهم الذاتية وشخصيتهم..ولا أخفيكم القول قمت بعمل تجارب أداء كثيرة حتى توصلت للشخصيات المطلوبة.. حتى شخصية الدكتورة كان لا بد أن تكون عاملة في المجال الطبي.

فالعمل يحمل جوانب مؤثرة، ويلعب فيه المخرج دورا أساسيا من خلال المؤثرات الصوتية، فكان ولابد أن يكون مخرجا يفهم ما يدور خلف السطور، ويفكر ألف مرة قبل اختياره لمؤثر صوتي واحد لذلك أنا ككاتبة مع المخرج حمد الوردي ما زلنا نتشارك الأفكار والآراء حول تفاصيل العمل خطوة بخطوة.

"من مآثر الأدب العربي"

أما العمل الخامس فهو برنامج درامي حمل عنوان "من مآثر الأدب العربي" أعدها دراميا أحمد بن درويش الحمداني، وهو من إخراج محمود بن عبيد الحسني، ويتناول العمل إرث حكايات العرب والمسلمين وما تحمله من نوادر وطرائف وأحداث والحكم والعبر التي جرت عبر عصور مختلفة، لكنها قياسا على هذا الوقت دليل لمن يبحث عن المعرفة القائمة على حسن التصرف بما يمليه عليهم الواجب.

ويستهدف العمل تعزيز المعرفة بالأدب العربي والقصص المنتقاة بعناية من المراجع النادرة والموسوعات المليئة بخزائن الحكمة والعبرة، مثل كتاب الأغاني لأبي فرج الأصفهاني، والعقد الفريد، ومروج الذهب وكتاب المستطرف في كل فن مستظرف وغيرها من المراجع.

يقول المخرج محمود بن عبيد الحسني: تجربة مثل هذه الأعمال ليست بالجديدة بالنسبة لي، ولكنها دائمًا تستهويني وتشد انتباهي، فهذه الأعمال تُذكِّرني بالزمن الجميل، وبقدرات وإمكانيات الفنانين، ومقدرتهم وتمكنهم في اللغة العربية، والحكايات الموجودة في العمل، وهذا ما يجعلني أتأمل في التاريخ وجماله. يُبرز العمل الفصاحة والبلاغة العربية القديمة، حيث تُظهر الكلمة قوتها وتأثيرها، فكلمة واحدة قادرة على إسقاط عروش الملوك، وكلمة أخرى قادرة على تهدئة الحروب. وهكذا، يحمل التاريخ في كنفه ما هو مثير ورائع. هذه التجربة الإذاعية أعتبرها جزءًا من التجارب التي أستمتع بها كمخرج، وأقدِّر الفرصة للعمل مع زملائي القدامى، بالإضافة إلى اختيار بعض العناصر الشابة والجديدة لإثراء العمل.

"العائدون إلى الله"

أما العمل السادس وهو برنامج درامي أيضا فيحمل عنوان "العائدون إلى الله" أعده للدراما أحمد بن سعيد الأزكي، وأخرجته منى بنت سالم المسلمية، وهو من تمثيل أحمد الأزكي، وعصاد الزدجالي، وهلال الهلالي، وطلال الكلباني، وعابدين البلوشي، ورشا البلوشية، وزهى قادر، والمسلسل عبارة عن دراما تاريخية ومعاصرة تستعرض في حلقات منفصلة لأشهر الشخصيات التي دخلت الإسلام برضى وقناعة تامة مثل مازن بن غضوبة ومالك بن دينار والأمريكي يوسف إستس والفرنس موريس بوكاي وغيرهم، يبين المسلسل أسباب تحول هذه الشخصيات للإسلام، وذلك لما وجدوه من سماحة ويقين بأنه الدين الحق.

تحدثت المخرجة منى المسلمية عن تجربتها في إخراج مسلسل "العائدون إلى الله" والتحديات التي واجهتها خلال ذلك. وصفت المسلسل بأنه من أجمل المسلسلات التي مرت عليها وأنه مسلسل هادف يحتوي على الكثير من المشاعر والإحساس.

وتطرقت إلى قصص الشخصيات التي اعتنقت الإسلام والمعجزات التي رافقت بعضها في ذلك، مما زاد إحساسها بعظمة هذا الدين.

وتحدثت عن التحديات التي واجهتها كون المسلسل مكتوبا باللغة العربية الفصحى، فاحتاج الأمر إلى مراجعة دقيقة للنصوص والاهتمام بالتشكيل والإملاء. كما واجهت تحديات في اختيار الممثلين القادرين على التحدث بالفصحى والتنسيق بينهم نظرًا لارتباط بعضهم بأعمال أخرى. وذكرت بعض الإشكاليات المتعلقة باختلاف الروايات حول بعض الشخصيات أو طريقة نطق أسمائها، مما استدعى البحث والتأكد من المعلومات.

وفي الختام، عبرت "المسلمية" عن سعادتها بهذا العمل الذي زاد إيمانها بعظمة الإسلام، وأملها في أن يوصل رسالته للناس.

المصدر: لجريدة عمان

كلمات دلالية: فی سلطنة عمان أعمال درامیة هذا العمل من تمثیل أن یکون التی ت وهو من حمد بن فی عام

إقرأ أيضاً:

مواهب مجيدة يفرزها دوري سماش الرمضاني للبادل

توج فريق المهاجم النهائي بلقب دوري سماش الرمضاني للبادل في نسخته الثالثة، بعد منافسات حماسية شهدت مستويات فنية عالية، وحلّ فريق الذئب في المركز الثاني، بينما جاء فريق لوس تايجرس في المركز الثالث، وشهد الدوري مشاركة 72 لاعبًا يمثلون 12 فريقًا قُسّمت إلى مجموعتين، حيث تنافست الفرق وفق نظام مصمم لتعزيز الحماس والإثارة بين المشاركين.

وبلغت قيمة الجوائز المالية 4000 ريال عماني، مما أضفى مزيدًا من التنافسية على البطولة، واستضاف ملعب سماش للبادل بنادي عمان الرياضي مباريات الدوري، الذي يُعد من أبرز البطولات الرمضانية في لعبة البادل، نظرًا لما يجمعه من روح التحدي والمنافسة في أجواء رياضية مميزة.

وبعد ختام الدوري، أشاد زكريا السليماني لاعب في فريق الذئب بالمستوى الفني والتنافسي الذي شهده دوري سماش الرمضاني للبادل في نسخته الثالثة، مؤكدًا أن البطولة شكلت فرصة استثنائية للاعبين واللاعبات في سلطنة عمان لتطوير مستواهم في اللعبة، واكتساب خبرات جديدة من خلال خوض مواجهات قوية ضد منافسين يتمتعون بأساليب لعب متنوعة.

وأوضح السليماني أن الدوري لم يكن مجرد منافسة رياضية، بل مثل محطة مهمة لصقل مهارات اللاعبين على المستويين التكتيكي والبدني، مشيرًا إلى أن طبيعة المباريات والتحديات التي فرضتها جعلت اللاعبين أكثر قدرة على قراءة الخصوم والتكيف مع أنماط اللعب المختلفة، وهو ما يعد عنصرًا أساسيًا في تطور أي رياضي في لعبة البادل.

وأضاف: الدوري كان اختبارًا حقيقيًا لمستوى اللاعبين، خاصة أولئك الذين يخوضون أول تجربة لهم في بطولة بهذا الحجم، فالمنافسة بين الفرق كانت شرسة، حيث شارك 72 لاعبًا تم توزيعهم على 12 فريقًا، مما وفر بيئة تنافسية عالية دفعت الجميع لتقديم أفضل ما لديهم على أرض الملعب.

وأشار إلى أن الفروقات الفنية بين الفرق كانت واضحة في بعض مراحل البطولة، لكن نظام الدوري وقوانينه أسهمت في جعل المباريات أكثر حماسة وإثارة، مما أضفى طابعًا تنافسيًا قويًا على البطولة، وجعلها تجربة استثنائية لجميع المشاركين.

واختتم السليماني حديثه بالتأكيد على أن واحدة من أهم مخرجات هذه النسخة من الدوري هي مساهمته في استقطاب المزيد من اللاعبين الجدد وزيادة الاهتمام بلعبة البادل في سلطنة عمان، وهو ما يعكس التطور المستمر لهذه الرياضة في البلاد، ويعزز من انتشارها في الأوساط الرياضية والشبابية.

اختبار القدرات التكتيكية

من جانبه، قال مازن الشقصي، لاعب في فريق لوس تايجرس: أن دوري سماش الرمضاني للبادل يعد أنموذجًا مصغرًا لمحاكاة البطولات الخليجية والدورات العربية حتى كأس العالم للبادل، نظرًا للمستوى العالي من التنظيم والتنافسية التي شهدها، وأوضح أن ما يميز هذه البطولة أنها لا تقتصر فقط على قياس الأداء الفني للاعبين، بل تمتد أيضًا إلى اختبار القدرات التكتيكية، حيث تلعب استراتيجيات المدربين ودورهم في اختيار التشكيلة المناسبة، وتحفيز الفريق ورفع معنوياته، دورًا أساسيًا في تحقيق النتائج الإيجابية.

وأشار الشقصي إلى أن حجم المنافسة كان كبيرًا، نظرًا لتنوع مستويات المشاركين، حيث شمل الدوري لاعبين من خلفيات مختلفة، بين هواة، ولاعبي منتخبات وطنية، ومحترفين، مما جعل البطولة بيئة مثالية لاكتساب الخبرات وتبادلها، وأضاف: إن هذا التنوع أثرى المنافسة وساهم في رفع مستوى الأداء، حيث تطلب من اللاعبين التكيف مع أساليب لعب متنوعة، مما عزز من تطورهم على المستويين الفردي والجماعي.

كما أوضح أن الدوري لم يقتصر على فئة معينة، بل شمل الذكور والإناث من مختلف الفئات العمرية، حيث بلغ عمر أصغر مشارك 15 عامًا، في حين كان أكبر مشارك يبلغ من العمر 46 عامًا، وهو ما يعكس مدى انتشار اللعبة وشموليتها لمختلف الفئات.

وأشاد الشقصي بجهود اللجنة العمانية للبادل في دعم هذه الرياضة، مؤكدًا حرصها على تشجيع الأندية الرياضية على تنظيم بطولات ودوريات في البادل، باعتبارها الوسيلة الأهم لنشر اللعبة في سلطنة عمان، واستقطاب المواهب الجديدة التي قد تمثل المنتخبات الوطنية في المستقبل، مما يعزز مكانة سلطنة عمان على الساحة الإقليمية والدولية في رياضة البادل.

منصة لاكتشاف المواهب

بينما أكد عمر الطائي، لاعب في فريق المهاجم النهائي، أن دوري سماش الرمضاني للبادل لعب دورًا محوريًا في تطوير المستويات الفنية لكل من لاعبي المنتخبات الوطنية والهواة، مشيرًا إلى أن المنافسات القوية التي شهدها الدوري أسهمت بشكل مباشر في رفع أداء اللاعبين وصقل مهاراتهم.

وأوضح الطائي، أن لاعبي المنتخبات الوطنية استفادوا بشكل كبير من الأجواء التنافسية القوية التي وفرها الدوري، حيث أتاح لهم فرصة الاحتكاك بخصوم على مستوى عالٍ من الاحترافية، ما يعزز جاهزيتهم للمشاركة في البطولات الدولية القادمة، كما مكنهم الدوري من خوض مواجهات ضد لاعبين محترفين، مما أكسبهم المزيد من الخبرة والتكتيكات التي ستنعكس إيجابًا على أدائهم في الاستحقاقات القادمة، أما بالنسبة للهواة، فقد شكل الدوري منصة مثالية لتطوير أدائهم، حيث أتاح لهم فرصة خوض مباريات منتظمة في أجواء تنافسية قوية، ما ساعدهم على تحسين مستواهم الفني والبدني، وزاد من شغفهم تجاه اللعبة.

وأضاف الطائي: إن منافسات الدوري حفلت بالإثارة والتحدي، حيث سعى كل فريق لتقديم أفضل ما لديه في سبيل تحقيق الفوز، مما أسهم في رفع مستوى التنافسية وتعزيز روح اللعب الجماعي بين المشاركين.

كما أكد أن اللجنة العمانية للبادل تنظر إلى هذا الدوري باعتباره حدثًا مهمًا في مسيرة تطوير اللعبة داخل سلطنة عمان، حيث تضمن اللجنة إقامة مسابقات دورية للاعبين، بهدف توفير بيئة تنافسية مستمرة تساعدهم على التطور، ويعد وسيلة فعالة لاكتشاف المواهب الجديدة في لعبة البادل، إلى جانب كونه عاملًا رئيسيًا في جذب اهتمام الشركات والرعاة لدعم اللعبة، مما يسهم في توسيع انتشارها وتعزيز مكانتها في سلطنة عمان.

مقالات مشابهة

  • وزارة الإعلام : نؤكّد أنّ هذا الاعتداء يُعد انتهاكاً صارخاً للقوانين والأعراف الدولية التي تكفل حماية الصحفيين خلال أداء مهامهم، وندعو الدولة اللبنانية إلى تحمل مسؤولياتها في محاسبة الجناة
  • مواهب مجيدة يفرزها دوري سماش الرمضاني للبادل
  • سلطنة عمان تحذر من انعكاس التصعيد ضد اليمن على أمن المنطقة
  • أعمال الأجزاء بـ"دراما رمضان".. العتاولة يخسر الرهان
  • أعمال الأجزاء بـ"دراما رمضان".. جودر 2 عمل تاريخي بطابع مختلف
  • مسلسل “النقيب”.. توثيق لبطولات العراق
  • الخطاب الديني في سلطنة عمان.. تعزيز للتسامح والاعتدال والتقارب
  • تعديلات جديدة على تراخيص وتصاريح أعمال مشاريع البنية التحتية بالرياض
  • أعمال الأجزاء بدراما رمضان.. "أشغال شقة جدا" يستثمر النجاح
  • بعد نجاح "أشغال شقة جداً".. مصطفى غريب يخوض تجربة جديدة