سينضم قمر اصطناعي جديد، إلى الجهود الدولية الساعية إلى تقليل مخاطر تلوث المناخ، إذ صمم علماء من صندوق الدفاع عن البيئة، وجامعة هارفارد الأميركية، قمرا اصطناعيا "لتتبع أكبر الملوثين في مجال صناعة النفط والغاز، والكشف عنهم علنا"، بحسب "واشنطن بوست".

ووفق الصحيفة، فإن قمر "ميثان سات" الجديد، يختلف عن الأقمار الاصطناعية الأخرى، الناشطة في تتبع غاز الميثان، في أنه سيغطي مساحة شاسعة، بينما يجمع بيانات مفصلة تكفي لتحديد مصادر الانبعاثات.

"كما أنه سيعمل على مراقبة المناطق التي توفر 80 بالمائة من الغاز الطبيعي في العالم".

ويعوّل مختصون ومراقبون دوليون على هذا الجيل الجديد من الأقمار الاصطناعية، بقيادة "ميثان سات"، لتقديم صورة أكثر اكتمالا عن انبعاثات الميثان العالمية الناجمة عن صناعة النفط والغاز.

وقال خبير المناخ في مركز الدراسات الاستراتيجية والدولية، بن كاهيل: "في القريب العاجل، لن يكون هناك مكان للاختباء، وسيكون هناك الكثير من البيانات العامة عن انبعاثات غاز الميثان، لذلك سيكون لدى الشركات حوافز قوية للغاية لاكتشاف المشكلة وحلها".

ويصنف غاز الميثان، كأحد الغازات الدفيئة القوية التي تبعث من المزارع ومدافن النفايات ومعدات الوقود الأحفوري المتسربة، "إذ يمثل ما يقرب من ثلث ظاهرة الاحتباس الحراري"، بحسب الصحيفة. 

ووفق عدد من المختصين، يعتبر "تقليل وخفض انبعاثات غاز الميثان، أحد أسرع الطرق لتقليل تغير المناخ". 

وتخطط معظم شركات النفط والغاز في العالم لخفض انبعاثات غاز الميثان بأكثر من 80% بحلول عام 2030، وذلك بناء على تعهداتها في مؤتمر المناخ COP28  الذي عقد العام الماضي.

وفي يناير الماضي، اقترحت الهيئات التنظيمية الأميركية، فرض غرامات باهظة على انبعاثات الميثان، وأبرمت اتفاقا مع الهيئات التنظيمية في أوروبا واليابان وكوريا الجنوبية وأستراليا، "لمراقبة انبعاثات غاز الميثان الصادرة عن شركات الوقود الأحفوري".

وفي المقابل، "لا تبدو عمليات مراقبة الشركات ميسورة، نسبة لوجود الآلاف من منشآت النفط والغاز حول العالم، بها عدد لا يحصى من المعدات التي يمكن أن تتسرب أو تتعطل وتطلق غاز الميثان، خاصة أنه عديم الرائحة وغير مرئي بالعين المجردة"، وفق الصحيفة. 

ومع أنه يمكن للشركات والجهات التنظيمية الناشطة في مجال المناخ، رصد وقياس بعض الانبعاثات عن طريق تركيب أجهزة الكشف عن غاز الميثان أو استخدام الطائرات أو الطائرات من دون طيار، ولكن مع ذلك تبدو البيانات غير كاملة ويصعب مقارنتها بين الشركات.

وقال رئيس المرصد الدولي لانبعاثات الميثان التابع للأمم المتحدة، مانفريدي كالتاجيروني "نحن على وشك ثورة بيانات الميثان التي تلعب فيها الأقمار الاصطناعية دورا بارزا للغاية". 

وبدورها، قالت رئيس برنامج قانون البيئة والطاقة بجامعة هارفارد، كاري جينكس، "سيتوجب على القطاع الصناعي أن يشرح ما يحدث في مواقعه، وما الذي يفعله لإصلاح المناخ". 

وأضافت "المناقشات بين المدافعين والمنظمين والشركات يمكن أن تساعد على خفض الانبعاثات".

ويرى مختصون، أن البيانات يمكن أن تقوم بدور فاعل في سوق الغاز الطبيعي، إذ يمكن إجبار العملاء وحثهم على أهمية شراء الغاز من الشركات أو المناطق التي تتمتع بسجلات أفضل في سد تسرب الميثان، بحسب الصحيفة.

وقال نائب الرئيس الأول في شركة الطاقة العالمية، كارلوس باسكوال، إن "العمل على انبعاثات الميثان سيكون بمثابة اختبار حقيقي لمصداقية منتجي النفط والغاز، فإما أن يعملوا لإنجاح هذه المساعي، أو أن يستعدوا للعقوبات، أو الاستبعاد المتزايد من السوق".

وتضع وكالة الطاقة الدولية، قطاع صناعة الطاقة في خانة ثاني أكبر مصدر لانبعاثات غاز الميثان التي يسببها الإنسان بعد الزراعة. "إذ تطلق شركات الغاز والنفط غاز الميثان عند تنفيس الغاز أو حرقه، للحفاظ على الضغط داخل الأنابيب، أو عندما يتسرب الوقود عن طريق الخطأ من المعدات المعيبة. 

وتؤكد تقديرات وكالة الطاقة الدولية، أنه "يمكن تجنب ثلاثة أرباع هذه الانبعاثات، وغالباً بالمجان".

بينما يشير مختصون إلى أن "غاز الميثان لا يبقى في الغلاف الجوي لعدة قرون، ولذلك فإن خفض انبعاثاته يمكن أن يؤدي بسرعة إلى الحد من تغير المناخ".

المصدر: الحرة

كلمات دلالية: انبعاثات غاز المیثان انبعاثات المیثان النفط والغاز یمکن أن

إقرأ أيضاً:

ذكاء اصطناعي يعيد رسم العالم الساحر لأستوديو غيبلي دون إذن

بعد أيام قليلة من إطلاق "أوبن إيه آي" أحدث مولد صور بالذكاء الاصطناعي، انتشرت على مواقع التواصل صور من إنشاء "شات جي بي تي" تحاكي أعمال أستوديو غيبلي الياباني، حيث قام المستخدمون بتحويل صور المشاهير وصورهم الشخصية إلى رسوم بنمط غيبلي وبتفاصيل دقيقة جدا. وفقا لموقع "سي إن إن".

ولإنشاء صورة بهذا الأسلوب كل ما عليك هو رفع صورة في "شات جي بي تي" وكتابة الأمر "أعد تصميم هذه الصورة بأسلوب أستوديو غيبلي مع الحفاظ على جميع التفاصيل" (Restyle image in studio Ghibli style keep all details) وسيقوم النموذج بتحليل صور أستوديو غيبلي وتحويل الصورة التي رفعتها إلى صورة مرسومة بنفس أسلوب الأستوديو المُميز.

ورغم النتائج المبهرة لهذا التحديث، فإنه سلط الضوء على المخاوف الأخلاقية بشأن أدوات الذكاء الاصطناعي المدربة على الأعمال الإبداعية المحمية بحقوق الطبع والنشر وما قد يعنيه هذا بالنسبة لمستقبل الفنانين.

وقد أعرب مُؤسس أستوديو غيبلي هاياو ميازاكي (84 عاما)، المعروف بأسلوبه اليدوي في الرسم وقصصه الخيالية، عن شكوكه حول دور الذكاء الاصطناعي في صناعة الرسوم المتحركة.

الشرارة الأولى

بدأت القصة عندما قام شخص يدعى جانو لينجيسواران بتجربة مولد الصور الجديد في "شات جي بي" وتحويل صورة قطته إلى صورة بنمط غيبلي. كانت النتيجة مذهلة حيث أبدت القطة تشابها كبيرا مع القطط المرسومة في أعمال ميازاكي، ولاقت الصورة رواجا واسعا لدى المستخدمين مما دفعهم لتجربة الأمر.

I love the Ghibli version of my cat!! ???????????? pic.twitter.com/2CNUKg2apw

— Janu Lingeswaran (@JanuBuilds) March 26, 2025

وقد أثار رواج تحويل الصور إلى نمط غيبلي اهتمام الرئيس التنفيذي لشركة "أوبن إيه آي" سام التمان ودفعه للمشاركة في هذا الحدث، وقام بتغيير صورة ملفه الشخصي إلى صورة مصممة بنمط غيبلي.

إعلان

وبسبب الرواج الكبير الذي حققه نموذج توليد الصور كتب ألتمان على حسابه معلقا "من الرائع جدا أن يستمتع الناس بميزة توليد الصور في (شات جي بي تي)، ولكن ذلك تسبب في إنهاك وحدات معالجة الرسومات لدينا، ولهذا سنضع قيودا للحد الأقصى من الصور التي يمكن توليدها ريثما نعمل على تحسينها -أتمنى ألا يطول الأمر- وسنسمح بإنشاء 3 صور يوميا للمستخدمين المجانيين".

وبالمقابل، ذكرت "أوبن إيه آي" في ورقة فنية أن الأداة الجديدة ستتخذ نهجا محافظا في طريقة محاكاتها للجماليات الخاصة بالفنانين، وقالت "أضفنا خاصية جديدة تعمل عندما يحاول المستخدم إنشاء صورة بأسلوب فنان حي"، ولكن الشركة أضافت -في بيان- أنها لا تزال تسمح لأدواتها بتقليد أنماط فنية مُعينة.

it’s super fun seeing people love images in chatgpt.

but our GPUs are melting.

we are going to temporarily introduce some rate limits while we work on making it more efficient. hopefully won’t be long!

chatgpt free tier will get 3 generations per day soon.

— Sam Altman (@sama) March 27, 2025

رأي هاياو ميازاكي بالذكاء الاصطناعي

مع انتشار الصور المصممة بنمط غيبلي على وسائل التواصل الاجتماعي، ظهرت تعليقات وأقاويل ميازاكي السابقة حول الرسوم المتحركة المولدة بالذكاء الاصطناعي، وانتشر فيديو يعود لعام 2016 يُظهر ميازاكي ينتقد الذكاء الاصطناعي واصفا إياه بأنه إهانة للحياة نفسها، وقال إنه لن يرغب أبدا في دمج هكذا تقنية في أعماله على الإطلاق.

وهذا الأمر دفع ميازاكي إلى سرد قصة، حيث قال: "كل صباح -وليس في الأيام الأخيرة- أرى صديقي الذي يعاني من إعاقة شديدة في ذراعه لدرجة أنه لا يستطيع حتى مصافحتي، وعندما أفكر فيه لا يمكنني مشاهدة هذه الأشياء واعتبارها مثيرة للاهتمام، فمن يصنع هذه الأشياء لا يعرف معنى الألم".

Since this utter garbage is trending, we should take a look at what Hayao Miyazaki, the founder of Studio Ghibli, said about machine created art. https://t.co/1TMPcFGIJE pic.twitter.com/IvaM9WZL3T

— Nuberodesign (@nuberodesign) March 26, 2025

الذكاء الاصطناعي يستخدم أعمال ميازاكي دون إذن

قال جوش ويغنسبيرغ، وهو شريك في شركة المحاماة "برايور كاشمان" (Pryor Cashman)، إن هناك تساؤلات عما إذا كان نموذج الذكاء الاصطناعي قد دُرب على أعمال ميازاكي أو أستوديو غيبلي، وهذه التساؤلات تثير سؤالا آخر وهو "هل لديهم حتى ترخيص أو إذن للقيام بهذا التدريب أم لا؟".

إعلان

وأضاف ويغنسبيرغ أنه إذا كان العمل مرخصا للتدريب فقد يكون من المنطقي أن تسمح الشركة بهذا النوع من الاستخدام، ولكن لو كان هذا النوع من الاستخدام يحدث بدون موافقة وتعويض فإن هذه مشكلة.

وأشار إلى أن هناك مبدأ عاما يقول إن الأسلوب لا يمكن حمايته بموجب حقوق الطبع والنشر، ولكن ما يفكر فيه الناس عندما يقولون "أسلوب" قد يكون عناصر أكثر تحديدا يمكن تمييزها وعناصر منفصلة من عمل فني.

وقال لو أخذنا بعض أعمال ميازاكي مثل "هولس موفينغ كاستل" (Howl’s Moving Castle) أو "سيبرتد أوي" (Spirited Away) وأوقفنا الفيلم عند لقطة معينة وأشرنا إلى عناصر محددة، ثم نظرنا إلى الصور التي ينتجها الذكاء الاصطناعي، سنجد عناصر متطابقة أو شديدة التشابه. لذلك لا يكفي مجرد القول إن الأسلوب ليس محميا بموجب قانون حقوق الطبع والنشر، فهذا ليس بالضرورة نهاية البحث أو التحقيق في الأمر.

ومن جانبها، أفادت الفنانة كارلا أورتيز بأن ما جرى مؤخرا هو دليل واضح أن شركات مثل "أوبن إيه آي" لا تهتم بأعمال الفنانين وسبل عيشهم، وقالت: "هذا استغلال لعلامة غيبلي التجارية واسمها وسمعتها للترويج لمنتجات (أوبن إيه آي)، وهذا بمثابة إهانة للفن"، وتُعرف أورتيز أنها نشأت وهي تشاهد أفلام ميازاكي، كما رفعت دعوى قضائية ضد شركات توليد الصور بالذكاء الاصطناعي بتهمة انتهاك حقوق الطبع والنشر.

وزاد غضب أورتيز عندما شاركت إدارة ترامب في الحدث الأخير مستخدمه حساب البيت الأبيض الرسمي على منصة "إكس" ونشرت صورة بنمط غيبلي لامرأة تبكي من جمهورية الدومينيكان اعتقلت مؤخرا من قبل سلطات الهجرة الأميركية.

وكتبت أورتيز على وسائل التواصل "إنه لمن المخزي تشويه عمل رائع مثل أعمال ميازكي واستغلاله لإنتاج شيء فاسد"، وأضافت إنها تأمل أن يقوم أستوديو غيبلي بمقاضاة "أوبن إيه آي" بسبب ذلك.

إعلان

مقالات مشابهة

  • البصمة الكربونية لكرة القدم.. البطولات والمباريات الدولية تزيد الانبعاثات 50%.. السفر الجوي أكبر المساهمين
  • عن المشاكل البيئية التي تواجهها دير الأحمر.. هذا ما أعلنته وزيرة البيئة
  • ذكاء اصطناعي يعيد رسم العالم الساحر لأستوديو غيبلي دون إذن
  • العراق يأمل بالإسراع في استثمار حقلي “عكاس والمنصورية” لسد احتياجاته من الغاز
  • الحرارة تخرج عن السيطرة: كارثة مناخية بانتظار كوكب الأرض بحلول 2200
  • من النفط إلى الكهرباء: خطة لاستثمار الغاز المصاحب
  • من الميدان.. تواصل منظومة تلقي شكاوي المواطنين بمناخ بورسعيد ليلة رؤية الهلال
  • طائرات دون طيار وذكاء اصطناعي لرصد هلال شوال في الإمارات
  • تغير المناخ يتسبب في نفوق عشرات الآلاف من مستعمرات النحل في النمسا
  • أداة ذكاء اصطناعي جديدة تسرّع تشخيص مرض السيلياك المناعي