استهل المستشار محمد السعيد الشربيني رئيس محكمة الجنايات كلمته قبل النطق بالحكم في جلسة قضية أحداث المنصة، بكلمات الذكر الحكيم قائلا بسم الله الرحمن الرحيم «يُثَبِّتُ اللَّهُ الَّذِينَ آمَنُوا بِالْقَوْلِ الثَّابِتِ فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَفِي الْآخِرَةِ وَيُضِلُّ اللَّهُ الظَّالِمِينَ ۚ وَيَفْعَلُ اللَّهُ مَا يَشَاءُ» صدق الله العظيم.

وقال المستشار محمد السعيد الشربيني «شاءت إرادة الله عز وجل أن تتولى جماعة الإخوان مقاليد الحكم في البلاد، وما كان ذلك إلا لحكمة يعلمها الله وحده فهو سبحانه الذي يعلم خائنة الاعين وما تخفى الصدور، فسرعان ما ظهرت نواياهم على وجه الأرض فلم يرقبوا في مصر وشعبها إلا ولا ذمة وأماط سدنتها اللثام عن وجههم الصريح وأغراضهم الحقيقية في ارتقاء سدة الحكم في البلاد بعد أن عميت أبصارهم إلا عن نشب مخالبهم في مفاصل الدولة إعلاء لمبدأ أن تسيد الجماعة مقدم على الولاء للوطن مما تردى بأوضاع البلاد في مدارك الهاوية».

وتابع رئيس الدائرة الأولى إرهاب في كلمته قبل النطق بالحكم في قضية أحداث المنصة «لما كان من شعب مصر إلا أعلن رفضه لنهج الجماعة وممثلها في مؤسسة الرئاسة فهبوا للمطالبة بعزله واستئصال شافة جماعته الإرهابية لائذين بحمى الله ثم جيش مصر وشرطتها فخرجت جموع الشعب المصري إلى الميادين العامة بالقاهرة والمحافظات للتنديد بتلك الجماعة وقياداتها مستجيرة بجيش مصر بدعوات النزول في 30 يونيو 2013لمطالبة القوات المسلحة بمواجهة إرهاب الجماعة».

وأضاف المستشار الشربيني في كلمته قبل النطق بالحكم في قضية أحداث المنصة «على أثر تلك الدعوات اضطلعت قيادات التنظيم الإخواني - أعضاء مكتب الإرشاد العام - بعقد عدة لقاءات تنظيمية فيما بينهم واتفقوا على البدء في تحرك مضاد ومحاولة استباق الجماهير المعارضة للحكم الاخواني في النزول إلى الميادين، والتي انتهت باعتصامهم في ميداني رابعة بمدينة نصر والنهضة في الجيزة واتخذوا من مقر ذلك الاعتصام نقطة إنطلاق لجرائمهم وموئا يأوون إليه عقب تنفيذهم تلك الجرائم والتي كان منها وقائع الجناية الراهنة».

واستكمل رئيس محكمة الجنايات «تمثلت الجناية في القتل والشروع في القتل والتجمهر والتخريب والإتلاف العمدي وتعريض أمن البلاد وسلامتها للخطر، ويكفى في معرة فعلهم أن الجهالة أعمت ابصارهم فاتخذوا من عيون مصر الساهرة على امنها ومن المنشآت العامة للدولة مكانا وميدانا للاعتداء، وإن دل ذلك فإنما يدل على خسة في الغدر وكثرة في الشر وانعدام في الخير وعمى في البصيرة، لقد لطمت المحامد خدها عليكم يوم غدرت رصاصاتكم بكل مجند أو ضابط كان عماد بيت ابيه وفرحة تنتظرها أم مسكينة ليس لها من الدنيا سواه وإخوة وأخوات يتخذونه ظهيرا وسندا وطفل صغير هو فرحة ومهجة قلبه وزوجة ترملت من بعده».

واستطرد المستشار الشربيني قبل النطق بالحكم في أحداث المنصة «ما جرت جنايتكم الا كسوفا لشمسكم الزائفة، وليعلم الكافة أنه لا يمكن بحال لعقول هذه الأمة المباركة أن تنساق خلف فكر يجمح وإلى الشطط يجنح ولن يكون إلا ما يحكم الله به، إن دماء ابناء شعب مصر من الشهداء غالية ومصر على نفوس الطاهرين عزيزة، فيا كل ام نزف قلبها اثما وحزنا على فقد لوالد أو مصاب ويا كل أب لا تزول من حلقه مرارة الأسى ويا كل زوجة تحسرت على زوجها بفقده ويا مصرنا العزيزة الابية وشعبها الطيب، أقول لكم أن الجزع لا يرد القضاء».

المصدر: بوابة الفجر

كلمات دلالية: أحداث المنصة دماء الشهداء المستشار محمد السعيد الشربيني رئيس محكمة الجنايات النطق بالحكم أحداث المنصة

إقرأ أيضاً:

لن نترُكَ الرايات

عدنان عبدالله الجنيد

إن التخاذل العربي اليوم دليل واضح على ترك راية الجهاد، والمسؤولية الجهادية في سبيل الله، ضد المشروع الاستعماري لدول قوى الاستكبار العالمي، وما يفعله الاحتلال الإسرائيلي من جرائم بحق الإنسانية، واستهداف الأطفال.

لماذا هذا التخاذل؟ والعرب أكثر استهدافًا من غيرهم من هذا العدوّ، وله تأثير سلبي في تخاذل كثير من البلدان الإسلامية غير العربية. يُعتبر هذا التخاذل من الركائز الأَسَاسية التي استند إليها العدوّ الإسرائيلي في استهداف القادة المجاهدين رضوان الله عليهم، في فصائل المقاومة في دول المحور؛ بهَدفِ كسر الروح المعنوية للمجاهدين وحاضنتهم الشعبيّة.

لكن رحمة الله واسعة، ومن نعم الله ورحمته على الأُمَّــة أنه بعث فيهم علمَ هدي إلهي تجسدت فيه مؤهلات القيادة الربانية، ومنهجية الشهداء الربانيين القادة المجاهدين، حاملًا المسؤولية الجهادية في سبيل الله، رافعًا راية الجهاد، ليكمل ويواصل ويحقّق أهداف المسيرة الجهادية لهؤلاء القادة الذين بذلوا دماءهم الطاهرة والزكية في نصرة القضية وتحرير القدس، مجسدين طرق أنبياء الله العظام صلوات الله عليهم، في جهاد الكفار والمنافقين ونصرة المستضعفين، ومناهضة الاستكبار العالمي.

وعاهدهم في السير على دربهم وحمل رايتهم وقضيتهم وتحقيق أهدافهم في إفشال مشروع ومخطّطات العدوّ وأهدافه، قائلًا: “سيفاجَأون في البر كما فوجئوا في البحر”، مؤكّـدًا الوعد الإلهي بالنصر لقوله تعالى: “كَتَبَ اللهُ لَأغلبنَّ أَنَا وَرُسُلِي إِنَّ اللهَ قَوِيٌّ عَزِيزٌ” (المجادلة: 21).

كما بيَّنَ تضحية الشهداء القادة رضوان الله عليهم، حَيثُ تمثل تضحية الشهداء القادة قربانًا إلى الله سبحانه وتعالى، وهو جل شأنه من ينتصر لهم. ويشدّد على أهميّة مجاهدين فصائل المقاومة في دول المحور، حَيثُ قال: “الله سبحانه وتعالى يرعى الأُمَّــة المجاهدة، حتى لو قدمت من عظمائها وقادتها وأخيارها الشهداء، لتواصل مشوارها برعايته العظيمة. العائق الأكبر أمام المشروع الصهيوني هو الإسلام بنقائه وحقيقته ومبادئه الصحيحة؛ لذا هم يحاولون أن يبعدوا الأُمَّــة عنه لتحقيق أهدافهم، وأن المشروع الصهيوني في نهاية المطاف هو مشروع فاشل؛ لأَنَّه عدواني إجرامي، ويشكل خطرًا على البشرية”.

ويوعِّيهم بأهميّة المسيرة الإيمانية الجهادية، حَيثُ للتضحية آثارها ونتائجها لتحقيق نفس الأهداف المقدسة؛ مما يجعل بنيان الأُمَّــة المجاهدة متماسكًا، مرصوصًا لا ينهدم مهما كانت الصعوبات والتحديات والأحداث. ويشيد بثباتهم، حَيثُ إن الوعي والإيمان هما اللذان أثمرا الصمود والتماسك في مسيرة الإيمان والجهاد في فلسطين ولبنان، وهما اللذان أذهلا الأعداء وخيّبا آمالهم وأغاظا عملاءهم.

ويعزز الموقف في أدائهم، حَيثُ إن العملية الجهادية النوعية لحزب الله باختراق مسيرة منظومات دفاعات العدوّ، ووصولها إلى غرفة نوم المجرم نتنياهو، أثارت الرعب في قلوب كُـلّ قادة الإجرام الصهاينة. ويؤكّـد على موقفهم في مواجهة العدوّ الإسرائيلي قائلًا: “مهما كانت مكائد الأعداء، فلن نتخلى أبدًا عن نصرة فلسطين ولبنان، وجبهتنا في يمن الإيمان والحكمة مُستمرّة بكل صمود وثبات في معركة الفتح الموعود والجهاد المقدس، وعمليات البحار وقصف العدوّ الصهيوني بالصواريخ والمسيرات إلى فلسطين المحتلّة، والأنشطة الشعبيّة المكثّـفة التي لا مثيل لها في كُـلّ العالم. ونحن في مسار عملي نستعد فيه لأي مستوى من التصعيد يلجأ إليه الأمريكي والصهيوني. وراية الجهاد في سبيل الله التي حملها شعبنا اليمني ورفعها بإيمان وثبات ووفاء وصدق وشجاعة هي عالية وراسخة. وفي ذروة المعركة، ومع ما نشاهده من الإجرام الصهيوني الرهيب، فجبهتنا مُستمرّة وفاعلة، لا وهن ولا ملل ولا انكسار، بل ثبات وصمود، عبر عنه الشعب اليمني وعبرت عنه مواقفه وجهاده، وفي خروجه المليوني الأسبوعي”.

مؤكّـدًا على فشل العدوّ الإسرائيلي عسكريًّا، حَيثُ على مستوى الإنجاز العسكري، فَــإنَّ العدوّ الإسرائيلي فاشل، وفشله واضح في غزة وفي جبهة شمال فلسطين في مواجهة لبنان، وفاشل في كُـلّ الجبهات. وإن الأمريكي شريكٌ مع الإسرائيلي في الإجرام وشريك معه أَيْـضًا في الفشل.

سنملأ الساحات، لن نترك الرايات مع غزة ولبنان حتى النصر، لستم وحدكم، فوّضناك يا قائدنا، فوضناك.

مقالات مشابهة

  • حكم صلاة النوافل جماعة وأنواعها.. الإفتاء توضح
  • قاضي يمني بارز يتهم ”يمن نت” بالنهب السافر وسرقة المشتركين
  • حتى لا ننسى.. جرائم الإخوان في حق مصر قبل أن يقضي عليهم المصريون
  • «الحرية المصري»: جماعة الإخوان تسعى إلى تحقيق مصالحها على حساب إسقاط الدولة
  • حزب المؤتمر: الإخوان جماعة «خبيثة» تهدف إلى زعزعة استقرار البلاد
  • انهيار حكومة الأقلية في ألمانيا والمستشار يتوجه للبرلمان.. ماذا يحصل في أقوى اقتصادات أوروبا؟
  • صور صادمة لكوبارسي بعد إصابته.. دماء و10 غرز
  • تماثيل غالية.. حبس المتهمين بسرقة تحف وكتب من شقة المؤرخ ماجد فرج في العجوزة
  • لن نترُكَ الرايات
  • حكم صلاة الجماعة في مكان غير المسجد