وول ستريت جورنال: وفاة غامضة لشخصيات روسية بارزة في 3 قارات
تاريخ النشر: 4th, March 2024 GMT
أفادت صحيفة وول ستريت جورنال الأميركية أن شخصيات روسية بارزة لقيت حتفها في ظروف "مريبة" في 3 من قارات العالم منذ اندلاع الحرب على أوكرانيا، مشيرة إلى أن من بين هؤلاء رجال أعمال وموظفون حكوميون وسياسيون.
واستعرضت الصحيفة -في تقرير لها- قصصا لشخصيات روسية توفي أغلبهم خارج البلاد، من بينها سقوط مسؤول كبير في الحزب الحاكم من سطح أحد الفنادق الهندية.
كما توفي نائب وزير العلوم الروسي، البالغ من العمر 46 عاما، بسبب مرض غامض أثناء رحلة عودة من كوبا.
ولا تزال الشرطة الإسبانية تحقق في وفاة نائب رئيس مجلس إدارة سابق لإحدى الشركات الروسية المنتجة للغاز يدعى سيرغي بروتوسينيا، وزوجته وابنته، عام 2022، في منزلهما بالقرب من مدينة برشلونة.
طيار منشق
لكن الحادثة الأبرز التي أوردتها وول ستريت جورنال بطلها قائد مروحية اسمه مكسيم كوزمينوف كان قد انشق وفرّ بطائرته إلى أوكرانيا، لكنه قُتل لاحقا.
وفي التفاصيل التي أوردتها الصحيفة فإن كوزمينوف كان يقود سيارته في ظهيرة أحد أيام الثلاثاء الشهر الماضي متوجها إلى شقته الجديدة المطلة على شاطئ في منتجع فياجويوسا الساحلي بإسبانيا، لكنه لم يكن يدري أن قاتلا كان ينتظره في مرآب السيارات، سرعان ما أطلق عليه النار وأرداه قتيلا.
ولم تتمكن السلطات الإسبانية من تحديد هوية المشتبه به في عملية الاغتيال، رغم أن المحققين يعتقدون أن الكرملين هو الذي أمر بقتل الطيار، الذي كان قد سلم مروحيته إلى أوكرانيا وحصل نظير ذلك على مكافأة قدرها 500 ألف دولار وشجع مواطنيه على أن يحذوا حذوه.
ولفتت الصحيفة إلى أن الموسوعة الإلكترونية "ويكيبيديا" تنشر باستمرار قائمة تحت عنوان "وفيات مشبوهة لرجال أعمال روس (2022-2024) ضمت حتى الآن 51 اسما.
وعُثر على رجال أعمال متوفين إما شنقا بالعاصمة البريطانية أو غرقا في بورتوريكو. وفي الشهر المنصرم، كشفت وسائل إعلام روسية مستقلة أن نجل إيغور سيتشين، المقرب من بوتين والرئيس التنفيذي لشركة النفط العملاقة روسنفت، توفي في مجمعه السكني الفاخر بموسكو ولم تكن سنه تتجاوز 35 عاما.
الكرملين؟
ومع إقرارها بأنه لا توجد بصمات واضحة للكرملين تدل على تورطه بهذه الوفيات، إلا أن الصحيفة الأميركية ترى أن الأمر ليس كذلك فيما يتعلق بشخصيات أخرى قُتلت في عمليات "مثيرة" خُطط لها على غرار العروض المسرحية بغية تحقيق أقصى درجات التأثير على الجمهور.
ومن بين قصص الموت الشهيرة -التي وردت في تقرير وول ستريت جورنال- "مقتل" قائد مرتزقة فاغنر، يفغيني بريغوجين، في تحطم طائرته، بالإضافة لحادثة وفاة زعيم المعارضة أليكسي نافالني في زنزانة اعتقاله بالقطب الشمالي الشهر الماضي.
وفي سعيها لتشجيع انشقاق الجنود الروس، أنشأت الاستخبارات العسكرية الأوكرانية خطا ساخنا بعنوان "أريد أن أعيش" وحثتهم على إلقاء السلاح والعبور إلى حدودها.
خط ساخن
وجاء في تقرير وول ستريت جورنال أن أكثر من 260 روسيا تخلوا عن رتبهم العسكرية عن طريق ذلك الخط الساخن، بينما اتصل عليه 2600 آخرون.
من جانبها، أنتجت وكالة الاستخبارات المركزية الأميركية (سي آي إيه) 3 مقاطع فيديو لحث الروس -وخاصة ضباط الأمن- على التعاون مع واشنطن.
واجتذبت المقاطع عشرات الآلاف من المشاهدات، بينما ذكرت الوكالة أنها لن تستمر في إنتاج مثلها إذا لم تنجح في إقناع الروس على الانشقاق.
ومن ناحيته دعا مدير المخابرات البريطانية ريتشارد مور المواطنين الروس إلى مغادرة بلادهم قائلا "بابنا مفتوح دائما" مؤكدا لهم أن "أسراركم ستكون في الحفظ والصون لدينا على الدوام".
وأشارت وول ستريت جورنال إلى أن الكرملين لم يرد على طلباتها للتعليق على ما ورد في التقرير.
المصدر: الجزيرة
كلمات دلالية: حريات وول ستریت جورنال
إقرأ أيضاً:
عباس شومان: شيخ الأزهر يقود جهودًا عالمية بارزة في مجال الحوار الإسلامي
تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق
قال الدكتور عباس شومان، الأمين العام لهيئة كبار العلماء، رئيس مجلس إدارة المنظمة العالمية لخريجي الأزهر، إن فضيلة الإمام الأكبر أ.د أحمد الطيب، شيخ الأزهر الشريف، يقود جهودا عالمية بارزة في مجال الحوار الإسلامي الإسلامي، وحظيت دعوته لهذا الحوار في البحرين قبل عامين بقبول وترحيب كبير من مختلِف المدارس الإسلامية ومن المقرر أن تعقد أولى جلسات هذا الحوار الشهر المقبل.
وخلال ندوة نظمها جَنَاح الأزهر بمعرض القاهرة الدولي للكتاب، بعنوان «نحو حوار إسلامي إسلامي»، دعا فضيلته المسلمين جميعًا أن يستلهموا من نهج النبي ﷺ في تعامله مع المخالفين في الدين، وأنه إن كان نبينا قد قبل التعامل والتعايش مع المخالف في الدين، فنحن أولى بالتواصل بيننا كمسلمين، وأن نقبل التنوع والاختلاف، وفي هذا الجانب تقع مسؤولية كبيرة على عاتق المؤسسات الدينية، التي ينبغي أن تسعى لإرساء قيم التعايش وقبول الآخر، اقتداءً برسول الله ﷺ وتعاليم شريعتنا السمحة.
وأشار شومان في قضية الحوار الإسلامي الإسلامي إلى نموذج يقتدى به في الاختلاف والاحترام، وهو نموذج العلماء المسلمين الأوائل، الذين أسسوا المدارس الفقهية المختلفة بروح من الاحترام المتبادل والمحبة والتقدير، دون أن يكون هناك صراع أو تعصب بينهم. على سبيل المثال، مدارس أهل السنة الأربعة (الحنفية المالكية الشافعية والحنبلية) نشأت على أيدي أئمة عظام كانوا يتبادلون الاحترام فيما بينهم. والإمام الشافعي كان يُجل الإمام أبا حنيفة رغم أنه لم يلتقِ به، إذ وُلد الشافعي في العام نفسه الذي تُوفي فيه أبو حنيفة (150 هـ). وقد تعلم الشافعي على يد تلاميذ الإمام أبي حنيفة، خاصةً الإمام محمد بن الحسن الشيباني.
وأضاف فضيلته أن الإمام الشافعي كان يقول عن الإمام أبي حنيفة: «كل الناس عيال على أبي حنيفة في الفقه». وبلغ من احترام الشافعي لأبي حنيفة أنه حين صلى العشاء في بلد دفن فيها أبو حنيفة، صلى الوتر ثلاث ركعات متصلة، على مذهب أبي حنيفة، وعندما سُئل عن ذلك، أجاب: «استحييت أن أخالف الإمام في حضرته». وتابع: الإمام أحمد بن حنبل، كان من تلاميذ الإمام الشافعي، ورغم ذلك أسس لنفسه مذهبًا فقهيًا مستقلًا. وكان الإمام أحمد يُجل الشافعي احترامًا كبيرًا، حتى إنه قال: «ما نسيت مرة بعد موت الشافعي أن أدعو له في صلاة من صلواتي».
وأكد أن هذه العلاقة المميزة بين أئمة المذاهب تعكس روح التعاون والاحترام التي يجب أن تسود بين المسلمين اليوم. وليس المقصود من هذا الحديث التركيز على المذاهب الفقهية تحديدًا، وإنما ضرب مثال على إمكانية التعايش والتوافق بين المختلفين، سواء في المذاهب الفقهية أو العقائدية، بل وحتى في الدين نفسه. يقول الله تعالى في كتابه: {لَكُمْ دِينُكُمْ وَلِيَ دِينِ}، ويقول: {لَا إِكْرَاهَ فِي الدِّينِ}. وهذه الآيات تبين أن الإنسان له حرية الاختيار؛ فمن شاء أن يؤمن فله ذلك، ومن شاء أن يكفر فهو حر في اختياره، مع أن الكفر لا يساوي الإيمان في القيمة أو المآل، لكن الشريعة الإسلامية منحت الإنسان حرية اختيار طريقه، سواء كان الإسلام أو غيره.
وفي ختام حديثه، أشار إلى أنه رغم وضوح هذه المبادئ في شريعتنا، إلا أننا لم نقبل تعدد الأديان أو نمارس التعايش الحقيقي الذي يفرضه ديننا. على سبيل المثال، عند دخول النبي ﷺ المدينة المنورة، وجدها تضم قبائل يهودية كثيرة، ولم يُطردوا أو يُقصوا، بل عقد معهم معاهدات سلام واتفاقيات تضمن حقوقهم طالما التزموا بعدم العداء؛ وعندما نقضوا العهد، عوقبوا على نقضهم وليس لاختلافهم الديني. فإذا كان هذا التعايش بين المسلمين وغير المسلمين مقبولًا ومطبقًا في شريعتنا، فمن باب أولى أن يكون التعايش بين المسلمين أنفسهم واقعًا ملموسًا. داعيا إلى عدم الانقسام بين المسلمين ونبذ الخلافات التي نراها اليوم بين سُني وشيعي، وسلفي وأشعري، وماتريدي ومعتزلي، بل وحتى داخل المذهب الواحد نجد الفُرقة والتنازع.