رأي اليوم:
2025-03-06@03:25:37 GMT

السفير منجد صالح: عندما تُلعلعُ الزغاريد

تاريخ النشر: 23rd, July 2023 GMT

السفير منجد صالح: عندما تُلعلعُ الزغاريد

السفير منجد صالح أعراسنا الفلسطينية هي مُكوّن اساسي من تراثنا من ثقافتنا من فرحتنا من ايامنا وليالينا، نقتنصها حتى من بين انياب الليث، نبحث عنها بين ازهار جبال فلسطين، بين ازهار الزنبق والاقحوان والريحان والقرنفل البلدي عبق الرائحة. في سنوات الستينيات والسبعينيات من القرن المنصرم، كانت الاعراس الشعبية في القرى والارياف الفلسطينية تستمر اسبوعا أو يزيد، تتخللها الافراح والليالي الملاح ودبكة الرجال على “ركح” البيادر الفسيحة، برائحة بقايا قش القمح والعدس، على ضوء نجمات درب التبّانات التي تُزيّن سماء فلسطين في الليالي الصافية المقمرة الدافئة وقت الحصاد.

أما النساء فكانت تلفّ وتدور برتابة وترتيب في حلقات الرقص الشعبي باثوابهن الثراثية الفلسطينية الجميلة منذ كنعان وحتى شعب الارص المقدّسة المباركة التي باركنا حولها. تنطلق حناجرهن وتصدح بالاغاني والاهازيج الشعبية: ” يا حبيل لولو قش مابلولو. واحنا الكفلاويّات في الكاس ما ننداس”. وتشق عنان السماء زغاريدهن المضطردة عالية الترددات متسقة الايقاع، فتهتز البيادر من قوة وقع نغمة هذه الزغاريد وتبدو النساء وكأنّهن كروانات تغنّي على افنان خضراء.  ويردّ الرجال بحماس بضربات اقداهم في دبكة “الطيّارة” وعلى انغام عزف “الشبّابه” فتخالهم فعلا يطيرون امتارا على البيادر، على ترددات صوت العجاوي النبيه الفصيح يرتجل الشعر والزجل و”حوبس يابو ميّالة حوبس ردّ الخيالة، من عادانا لنعاديه وبالبارود نشنّع بيه، وكركز يا حليليّا عالشمال وماليّا حاميا ابو الشباب خيّال المُهرة الاصيلة”. حفّزني وفتح شهيّتي ودفعني قُدما إلى الامام للخوض في برّ ومياه الود والحب والانسجام ما جرى ويجري في الاسبوعين الاخيرين من افراح اعراس في عائلتنا الممتدة من كفل حارس وإلى سلفيت ورام الله وحتى جنين. يوم الجمعة الماضية كنّا على موعد في ربوع مدينة جنين مع “حفل حنّاء هديل”، ابنة شقيقتي فاطمة، حيث يقطنون في جنين. هديل ربما اخذت كثيرا من اسمها “هدبل الحمامة” فهي كاليمامة الحانية رقة وجمالا وفصاحة وادبا. انهت دراسة طب الاسنان من الجامعة الامريكية في جنين وهي تعمل الآن طبيبة اسنان “شاطرة”. خُطبت قبل عامين مع زميلها طبيب الاسنان الشاب المهذّب محمد الريماوي، من بيت ريما قضاء رام الله ويملك عيادة اسنان في بلدة دير السودان،مسقط رأس الزميل مراد السوداني، الامين العام للاتحاد العام للكتاب والادباء الفلسطينيين. هديل ومحمد الريماوي سيتزوّجان بيمن الله وبركته ومشيئته يوم الجمعة القادمة في صالة افراح في بيت ريما مسقط رأس العريس، وستخرج العروس هديل ان شاء الله برفقة الجاهة الكريمة إلى بيت ريما من بيت خالها السفير منجد صالح الكائن في شارع الشجر في رام الله. أمّا يوم أمس، يوم الجمعة فقد كنّا افراد العائلة جميعها ومع عموم أهالي بلدة كفل حارس، بلدة الانبياء والشهداء والزيتون،ومع الاصدقاء والاحبّاء والانسباء، على موعد جميل مهيب رخيم عميم بهيج، حفلة عرس الشاب المهذّب محمد، ابن شقيقتي نعمة، مديرة المدرسة المُخضرمة، على الآنسة اللطيفة عزّة زهد من مدينة سلفيت. كان حفلا بديعا تخللته الاغاني الشعبية ودبكة ” الدحّية” الشعبية الفلسطينية. كان محمد العريس ككصعة عسل تحيط بها آلاف النحلات المزهوّات المتحرّكات دبكة ونطّا وفرحا. جدير بالذكر أيضا أن حفلة حنّاء العروس عزّة، استاذة الرياضة، كانت جرت قبل اسبوعين في صالات سلفيت الكبرى في مدينة سلفيت مسقط رأسها. جدير بالذكر والتنويه أيضا والقول والاستزادة من الشعر بيتا أو بيتين أو ثلاثة، في هذا المقام والمجال والصدد، أنّ سيّدة وآنسة تألقتا أيّما تألق في هذه الحفلات: ” الاولى شقيقتي أم العريس محمد وحماة أو خالة العروس عزّة، التي بدت بثوبها الطويل الجميل وكأنها تنافس الشابات الصغيرات جمالا وأناقة وشبابا، مع انها جدّة لعدة احفاد. أما الثانية فهي الآنسة الرقيقة طويلة القدّ والبنان، ابنتي الحبيبة كارمن بثوبها الفلسطيني التراثي الجميل في حفلة الحنّاء وتوبها الاحمر الطويل الانيق الذي زيّنها ليلة العرس أمس، بل قل أن قدّها الفارع وجمالها الهادئ هو الذي زيّن ثوبها الاحمر فزاده جمالا على جمال. ابنتي وحبيبتي التي اعطيتها حين مولدها اسما اندلسيّا كارمن، قادما من عبق مجد الاندلس،من مدينة غرناطة، فهي تُسمّى “مدينة الكارمينات”، وكارمن أو الكارمن هي الزهرة، الوردة المُعلّقة في الحديقة الاندلسية. دامت الافراح في دياركم وديارنا العامرة. كاتب ودبلوماسي فلسطيني

المصدر: رأي اليوم

إقرأ أيضاً:

استشهاد الأسير الإداري خالد عبد الله من جنين جراء التعذيب

#سواليف

أعلنت هيئة شؤون #الأسرى والمحررين (التابعة للسلطة) و #نادي_الأسير_الفلسطيني (المستقل ومقره رام الله)، عن استشهاد الأسير الإداري خالد محمود قاسم عبد الله (40 عامًا) من مخيم جنين، بتاريخ 23 شباط/فبراير الماضي، في #سجن_مجدو ، وهو معتقل منذ 9 تشرين الثاني/نوفمبر 2023 إداريًا.

وقالت الهيئة والنادي، في بيان مشترك اليوم الاثنين، إنّ الشهيد عبد الله متزوج وأب لأربعة أطفال، وله شقيقان معتقلان إداريًا، هما شادي وإياد عبد الله. وبحسب عائلته، فإنه لم يكن يعاني من أي مشكلات صحية قبل اعتقاله.

ولفت البيان إلى أنّ الشهيد عبد الله هو ثالث أسير يُعلن عن استشهاده في غضون أسبوع، ليرتفع عدد الشهداء بين صفوف الأسرى والمعتقلين في سجون الاحتلال، منذ بدء حرب الإبادة، إلى 61 شهيدًا، وهم فقط من تم التعرف على هوياتهم، من بينهم 40 على الأقل من قطاع غزة.

مقالات ذات صلة أسير إسرائيلي يطالب نتنياهو يإعادة جميع الرهائن بشكل عاجل 2025/03/03

وأوضح البيان أنَّ “هذا العدد هو الأعلى تاريخيًا، مما يجعل هذه المرحلة الأكثر دموية في تاريخ الحركة الأسيرة منذ عام 1967″، وبذلك يرتفع عدد شهداء الحركة الأسيرة المعلومة هوياتهم منذ عام 1967 إلى 298، علمًا بأن هناك عشرات الشهداء من معتقلي غزة ما زالوا رهن الإخفاء القسري. كما يرتفع عدد الشهداء الأسرى المحتجزة جثامينهم إلى 70، من بينهم 59 منذ بدء الحرب.

وشددت الهيئة والنادي على أن استشهاد المعتقل خالد عبد الله يُعد “جريمة جديدة تُضاف إلى سجل منظومة التوحش الإسرائيلي، التي بلغت ذروتها منذ بدء حرب الإبادة”.

وأضافت هيئات الأسرى، في بيانها المشترك، أن “الاحتلال لا يكتفي بقتل المعتقلين، بل يتعمد أيضًا إخفاء مصيرهم بعد استشهادهم، كما حدث مع العديد من معتقلي غزة، وكما حدث مع المعتقل خالد عبد الله”.

وحمّلت الهيئة والنادي الاحتلال المسؤولية الكاملة عن استشهاد المعتقل خالد عبد الله، وجددتا مطالبتهما للمنظومة الحقوقية الدولية بالمضي قدمًا في اتخاذ قرارات فاعلة لمحاسبة قادة الاحتلال على جرائم الحرب التي يواصلون تنفيذها بحقّ الشعب الفلسطيني، وفرض عقوبات على الاحتلال من شأنها وضعه في حالة عزلة دولية واضحة، وإنهاء حالة الحصانة الاستثنائية التي منحتها دول الاستعمار القديم لدولة الاحتلال، باعتبارها فوق المساءلة والمحاسبة والعقاب.

مقالات مشابهة

  • العدوان الاسرائيلي على مدينة ومخيم جنين يدخل يومه الـ44
  • بن صالح: خضت معركة لوحدي مدة 3 أيام ضد هرج الأطفال داخل وخارج المسجد
  • استشهاد فلسطيني برصاص العدو في مدينة جنين
  • قوات الاحتلال تواصل عدوانها على مدينة جنين ومخيمها
  • الرجل السوداني البطل… والمرأة التي تدفع الثمن!
  • صورة: شهيد برصاص الاحتلال في الحي الشرقي من مدينة جنين
  • الرئيس اللبناني: أتطلع إلى المحادثات التي سأجريها مع الأمير محمد بن سلمان
  • استشهاد الأسير الإداري خالد عبد الله من جنين جراء التعذيب
  • سعاد صالح ترد على الجدل المثار حول مسلسل معاوية (فيديو)
  • سعاد صالح: أنا ضد مسلسل معاوية