محافظ سوهاج يشهد فعاليات التدريب العملي "صقر 128" لمواجهة الأزمات والكوارث
تاريخ النشر: 4th, March 2024 GMT
شهد اللواء طارق الفقي محافظ سوهاج، واللواء وليد حامد الحماقي قائد قوات الدفاع الشعبي والعسكري، اليوم، بقاعة المؤتمرات بديوان عام المحافظة، فعاليات التدريب العملي المشترك لمجابهة الأزمات والكوارث "صقر 128 "، والذي يُعقد بالمحافظة في الفترة من 3 وحتى 5 مارس الجاري، بالتعاون بين قوات الدفاع الشعبي والعسكري بالقوات المسلحة، وأجهزة المحافظة المختلفة.
حضر الفعاليات كل من أحمد سامي القاضي نائب محافظ سوهاج، واللواء علاء عبد الجابر السكرتير العام المساعد للمحافظة، والعميد أح أحمد فتحي المستشار العسكري لمحافظة سوهاج، واللواء عبد العزيز سليم مساعد مدير أمن سوهاج، ولفيف من رؤساء الوحدات المحلية، ووكلاء الوزارات ورؤساء المصالح والهيئات الحكومية.
بدأت فعاليات اليوم الثاني بعقد مؤتمر بديوان عام المحافظة تم خلاله عرض ملخص لفكرة التدريب، ثم استعراض لإمكانيات مديريات الخدمات، والوحدات المحلية للمراكز والمدن والأحياء من المركبات والمعدات الموجودة بكل وحدة محلية، بالإضافة إلى عرض خطة كل جهة للتعامل مع الأزمات، وبيان مدى استعداد تلك الجهات لمواجهة الأزمات والكوارث حال حدوثها، والإمكانات المتاحة لديها وكيفية استغلالها الاستغلال الأمثل في ادارة الأزمة .
ووجه محافظ سوهاج التحية والتقدير للقوات المسلحة وقياداتها على التعاون المستمر والمثمر مع محافظة سوهاج في جميع المجالات، مؤكدا على جميع الوحدات المحلية ومديري المديريات الخدمية والأجهزة المعنية بالتخطيط الجيد المسبق، واتخاذ الإجراءات اللازمة المسبقة في إدارة الأزمات، والتدخل الفوري في حالة حدوث أي طارئ، وسرعة التعامل معه، فضلاً عن وضع الخطط البديلة والتأكد من توافر جميع المستلزمات، والمعدات اللازمة وصلاحيتها للعمل، مشيراً إلى أهمية اتخاذ كافة التدابير اللازمة والاستعداد الدائم لمواجهة الكوارث والأزمات.
ومن جانبه نقل قائد قوات الدفاع الشعبي والعسكري تحيات القائد العام للقوات المسلحة وزير الدفاع والإنتاج الحربي، ورئيس الأركان؛ لقيادات وأهالي محافظة سوهاج، مشيرا إلى أهمية التدريبات العملية في بيان مدى استعداد الأجهزة التنفيذية للتعامل مع الأزمات والكوارث، وتبادل الخبرات، والتأكيد على الجاهزية التامة، متمنيا أن يحقق التدريب العملي المشترك صقر 128 الأهداف المرجوة منه.
وفي ختام المؤتمر تم تكريم عدد من أسر الشهداء، كما تبادل محافظ سوهاج وقائد قوات الدفاع الشعبي والعسكري درعي المحافظة وقوات الدفاع الشعبي .
المصدر: بوابة الوفد
كلمات دلالية: محافظ سوهاج قوات الدفاع الشعبي التدريب العملي صقر 128 الأزمات والكوارث بقاعة المؤتمرات بوابة الوفد الإلكترونية قوات الدفاع الشعبی والعسکری الأزمات والکوارث محافظ سوهاج
إقرأ أيضاً:
لواء البراء بن مالك.. كيف عادت كتائب الدفاع الشعبي إلى واجهة الصراع في السودان؟
وسط الضجيج المستمر للحرب في السودان، يطفو اسم "لواء البراء بن مالك" على سطح الأحداث كواحدة من أبرز المجموعات المسلحة غير النظامية التي تقاتل إلى جانب الجيش السوداني. هذه المجموعة التي بدأت ككتيبة صغيرة قبل أن تعلن عن تضخم عدد مقاتليها إلى 21 ألف فرد، تعيد إلى الأذهان تاريخ كتائب الدفاع الشعبي في السودان، وتثير أسئلة حول دور الجماعات العقائدية في النزاع الدائر.
من كتيبة إلى لواء.. كيف نشأت؟
ظهر اسم "كتيبة البراء بن مالك" لأول مرة خلال حرب الجنوب، حيث كانت جزءًا من قوات الدفاع الشعبي، الذراع القتالي الشعبي للحركة الإسلامية السودانية. وبعد سقوط نظام الرئيس السابق عمر البشير في 2019، تراجعت هذه الجماعات مع حل مؤسساتها الرسمية، لكن أفرادها ظلوا على تواصل، يجتمعون تحت مظلة الأنشطة الاجتماعية، منتظرين اللحظة المناسبة للعودة إلى الواجهة.
بعد انقلاب 25 أكتوبر 2021، وجد أفراد الكتيبة الفرصة مواتية لاستعادة نشاطهم، مستفيدين من الأجواء التي أعادت بعض الوجوه الإسلامية إلى المشهد. ومنذ ذلك الحين، بدأوا إعادة تنظيم صفوفهم، مقسمين أنفسهم إلى ثلاثة قطاعات رئيسية في ولاية الخرطوم، مستغلين شبكة العلاقات التي تجمعهم، لا سيما في أوساط الموظفين بالقطاعات الحيوية مثل البنوك وشركات البترول والأطباء والمهندسين وحتى أفراد الأمن السابقين.
الحرب تفتح الباب للعودة
مع اندلاع القتال بين الجيش السوداني وقوات الدعم السريع في 15 أبريل 2023، كان أمير الكتيبة، المصباح أبو زيد، سريعًا في الإعلان عن تلقيهم "أوامر التسليح"، وهو ما يطرح تساؤلات عن الجهة التي زودتهم بالسلاح في وقت كانت القوات النظامية نفسها تكافح للحفاظ على معاقلها. انتشرت مقاطع مصورة تُظهر مقاتلي الكتيبة يحملون أسلحة ثقيلة، بعضها متطور مثل طائرات الدرون ومدافع القنص، وهو ما يعكس مستوى تسليح متقدم يتجاوز مجرد كونه "قوة احتياطية" كما يدعون.
أيديولوجيا المواجهة.. معركة عقائدية أم سياسية؟
على الرغم من أن الحرب الدائرة في السودان تبدو ظاهريًا صراعًا عسكريًا بين الجيش والدعم السريع، إلا أن تصريحات قادة "لواء البراء بن مالك" توحي بوجود بعد عقائدي للصراع، حيث يعتبرون القتال ضد الدعم السريع حربًا ضد "المدعومين من دول الكفر"، على حد تعبير أميرهم، مما يجعل الأمر يتجاوز كونه دعمًا للجيش إلى كونه معركة ذات أبعاد أيديولوجية.
أنشطة علنية رغم السرية
قبل اندلاع الحرب، لم يكن نشاط الكتيبة يقتصر على التدريب العسكري السري، بل امتد إلى مشاهد أكثر علنية، أبرزها تأمين الإفطارات الرمضانية التي نظمتها قيادات المؤتمر الوطني المحلول، حيث ظهروا بأسلحة بيضاء وأخرى نارية. كما شاركوا في احتجاجات ضد التطبيع مع إسرائيل، مسجلين حضورًا لافتًا في وقفة مناهضة للبرهان على خلفية لقاءاته مع مسؤولين إسرائيليين.
من هم مقاتلو الكتيبة؟
يتكون أغلب عناصر الكتيبة من شباب ترعرعوا على الخطاب الإسلامي الجهادي الذي كان يروج له رموز مثل إسحق أحمد فضل الله، وعبيد ختم، وعلي عبد الفتاح. كثير منهم أبناء لقادة في الحركة الإسلامية أو ممن قتلوا خلال الحرب في جنوب السودان، وهو ما جعل لديهم دافعًا شخصيًا بالإضافة إلى الدافع العقائدي.
الخلاف الداخلي والانشقاقات
ورغم هذا الولاء الظاهر، شهدت الكتيبة حالة من الانقسام في الأيام الأولى للحرب، عندما انضم أحد أفرادها إلى قوات الدعم السريع، مما أثار موجة استنكار شديدة من زملائه الذين اتهموه بـ "خيانة الإسلام"، لكنه عاد لاحقًا إلى صفوفهم، مدافعًا عن موقفه بوثيقة عسكرية تثبت أنه كان يتحرك وفق أوامر قيادته.
دورهم في الصراع الحالي
اليوم، وبعد أن تحولوا من كتيبة صغيرة إلى لواء، بات مقاتلو "البراء بن مالك" جزءًا أساسيًا من القوات المساندة للجيش السوداني في مناطق القتال، خاصة في الخرطوم وأم درمان. ومع سقوط العديد من أفرادهم، تتزايد التساؤلات حول مدى قدرتهم على الاستمرار، خاصة في ظل تصاعد الضغوط الدولية على الجيش السوداني للحد من اعتماده على قوات غير نظامية ذات طابع أيديولوجي.
إلى أين يتجهون؟
مع استمرار الحرب، يظل مستقبل "لواء البراء بن مالك" مرهونًا بمسار الصراع الأكبر في السودان. فهل سيكونون مجرد أداة مؤقتة في يد الجيش أم أنهم يمثلون نواة لحركة جهادية جديدة قد تعيد رسم المشهد المسلح في البلاد؟ الأيام المقبلة وحدها كفيلة بالإجابة عل هذا السؤال .
zuhair.osman@aol.com