"العمانية للعناية بالقرآن" تعقد لقاءً مع فضيلة الشيخ الدكتور مساعد المفتي العام لسلطنة عمان
تاريخ النشر: 4th, March 2024 GMT
مسقط - الرؤية
عقدت الجمعية العمانية للعناية بالقرآن الكريم اليوم الاثنين: (23 من شعبان 1445هـ - 4 من مارس 2024م) لقاءً مع فضيلة الشيخ الدكتور/ كهلان بن نبهان بن عبدالرحمن الخروصي (مساعد المفتي العام لسلطنة عمان)، في مكتب الإفتاء بوزارة الأوقاف والشؤون الدينية بالخوير بولاية بوشر.
مثل الجمعية رئيسها الشيخ/ فهد بن محمد بن هلال الخليلي، ونائب الرئيس الدكتور/ خالد بن سالم بن حمد السيابي، وأمين الصندوق الأستاذ/ ناصر بن محمد بن ناصر السيابي، وعضو مجلس الإدارة الأستاذ/ حمد بن عبدالله بن محمد الحوسني، ومدير الجمعية التنفيذي الدكتور/ خميس بن سعيد بن ناصر المنيري، والمشرف التعليمي بالجمعية الأستاذ/ ماهر ممدوح علي عجيل.
بعد ترحيب فضيلة الشيخ الدكتور بوفد الجمعية، عرف رئيس الجمعية بوفد الجمعية، وشكر فضيلة الشيخ الدكتور على هذه الإضافة، وطلب منه أن يكون هذا اللقاء فاتحة لقاءات قادمة مع الجمعية. ثم تحدث عن الجمعية العمانية للعناية بالقرآن الكريم من حيث: إشهارها، ومجالات عملها، ومراكزها المتوزعة على مجموعة من محافظات سلطنة عمان وولاياتها، وأعداد الملتحقين ببرامجها وأنشطتها، وإدارة الجمعية التنفيذية، ولجان الجمعية، وما يتعلق ببعض الجوانب المالية ومصادر الدخل والمصروفات، إضافة إلى طموحات الجمعية، ورؤاها المستقبلية؛ لا سيما مع إقبال الناس الكبير على تعلم القرآن الكريم، والعناية به في مختلف الجوانب. ثم قدم ملخصًا لخطة الجمعية التشغيلية السنوية للعام الحالي.
ثم شرح الدكتور/ خميس المنيري (الرئيس التنفيذي للجمعية) جوانب الخطة التشغيلية السنوية لهذا العام، وبين مجالاتها، وطرق الارتقاء بها، وما تأمل أن تحققه الجمعية في تلكم المجالات؛ مما يخص تعظيم القرآن الكريم في النفوس، وتطوير القوى البشرية للجمعية، وتنمية الموارد المالية، وعقد الشراكات مع المؤسسات: (الحكومية، والخاصة، والأهلية، والأفراد)، وتفعيل المراكز والزيارات الإشرافية، والتوسع في إنشاء مراكز أخرى، وتحسين بيئة العمل، وتجويد البرامج والأنشطة والفعاليات القرآنية المقدمة، ومراجعتها، وتقويم العمل: (كمًا، وكيفًا) بصفة مستمرة. ثم بين عناية الجمعية بانتقاء من يقدم البرامج، وتأهيل المعلمين والمعلمات من خلال بعض البرامج والدورات؛ التي تشهد إقبالًا واسعًا من مختلف المحافظات والولايات.
ثم تحدث الأستاذ/ حمد بن عبدالله الحوسني (عضو مجلس الإدارة) عن ثلاثة برامج لتأهيل المعلمين والمعلمات: برنامج (تأهيل معلمي القرآن الكريم وعلومه والمعلمات) -الذي هو بالتعاون مع كلية العلوم الشرعية، وتستمر الدراسة فيه لكل دفعة لمدة عامين-، وبرنامج إعداد المعلمين والمعلمات لتدريس منهج الجمعية (المرتل المُجيد لكتاب الله المَجيد)، وبرنامج إعداد المعلمين والمعلمات لتدريس منهج الجمعية (المرتل الصغير لكتاب الله المُنير)، وأهداف كل برنامج، وفكرته، وطريقة إعداده، والقائمين عليه، والفئات المستهدفة في كل برنامج. كما ذكر بعض النماذج الناجحة لمخرجات الجمعية من هذه البرامج. ثم أكد على حرص الجمعية على تجويد العمل؛ من خلال لجانها وما تقوم به من جهد؛ كاللجنة العلمية، ولجنة النشر، وغيرهما، وكذلك عن طريق وضع اللوائح المنظمة. وختم بأن الجمعية تستهدف جميع شرائح المجتمع، وتسعى لتشمل مناشطها الناطقين باللغة العربية والناطقين بغير اللغة العربية، وذوي الاحتياجات الخاصة.
ثم شرح الدكتور/ خالد بن سالم السيابي (نائب الرئيس) الهيكلة الإدارية لمراكز الجمعية، وطريقة عملها، وما ترجو أن تصل إليه من كل مركز. كما ركز على أن الجمعية تخدم جميع الأطياف والأماكن، وتحرص على ما يجمع الناس ويعزز التلاحم والوحدة. وبين أهمية وجود أوقاف ومصادر تمويل ثابتة للجمعية.
ثم عقب فضيلة الشيخ الدكتور/ كهلان بن نبهان الخروصي (مساعد المفتي العام لسلطنة عمان) على ما استمع إليه، وعبر عن سعادته وسروره الكبيرين بما أُطلِع عليه، وأنه عمل مبارك، وجدير بالثناء والإشادة، وجدير بالدعاء للقائمين على الجمعية بالتوفيق والتسديد في خدمة هذا المجتمع فيما يتعلق بالعناية بالقرآن الكريم.
ثم عرض الأستاذ/ ماهر ممدوح عجيل (المشرف التعليمي بالجمعية) على فضيلة الشيخ كتب منهجي الجمعية: (المرتل الصغير لكتاب الله المُنير، والمرتل المجيد لكتاب الله المجيد)، ومكوناتهما، وكيفية تطبيقهما، وما النتائج المتوقعة من تدريسهما.
كما بُيِّن لفضيلة الشيخ بعض أوجه التعاون من قبل الجمعية مع المؤسسات الحكومية والخاصة والأهلية؛ سواء العاملة في مجال القرآن الكريم كوزارة الأوقاف والشؤون الدينية، أم في مجال التعليم كوزارة التربية والتعليم، أم في المجالات الأخرى؛ وهذا -إضافة إلى حرص الجمعية على الالتزام بالأنظمة وغير ذلك- أكسب الجمعية السمعة الحسنة مع حاضنة الجمعيات/ وزارة التنمية الاجتماعية ومع غيرها من الجهات الأخرى.
بعدها قدم فضيلة الشيخ الدكتور مساعد المفتي العام لسلطنة عمان تعقيبًا متعلقًا بالخطة التشغيلية للجمعية، وأسدى مجموعة من النصائح التي تساعد الجمعية على تحقيق أهدافها، مؤكدًا على أهمية الحفاظ على روح عمل الجمعية، ومراعاة القائمين عليها للجانب الدعوي والرسالي، وضرورة تعاونها وتكاملها مع المؤسسات الأخرى والمشايخ والعلماء العاملين في مجال خدمة كتاب الله، وأن يكون التنافس بينهم محمودًا، وأن يكون كل ذلك مضبوطًا ومحوكمًا مهما تقدم الوقت. كما أكد على أهمية الحرص على تنمية الجانب المالي؛ عن طريق الأوقاف والحرص منذ السنوات الأولى على تشكيل أصول تعظم منافعها، ويعود ريعها بعد ذلك على الجمعية، إضافة إلى الشراكات والرعايات. وقد بين فضيلته ما تمتاز به الأوقاف والزكوات والصدقات: ﴿وَيُرۡبِي ٱلصَّدَقَٰتِۗ﴾ [البقرة: ٢٧٦]، وذكر بعض الأمثلة والمظاهر الدالة على ذلك. كما اقترح فضيلته أن تسعى الجمعية لاعتماد برامجها أكاديميًا من قبل الجهات المعنية؛ مما يقوي شهاداتها على المستويين: (الداخلي، والخارجي). كما وجه مجموعة من المقترحات الأخرى التي من شأنها -بمشيئة الله تعالى- أن ترتقي بالجمعية. واختتم كلامه بضرورة العناية بالطلاب والطالبات لا سيما عند مناهزة البلوغ؛ لأهمية هذه المرحلة العمرية، وحساسيتها، ولأنه من الملحوظ في مختلف الدول أن عددًا منهم تشغله التقانة وغيرها عن العناية بالقرآن الكريم، وقد تكون مجموعة منهم قبل ذلك مهتمة بتعلم القرآن الكريم؛ فيُرْجَع إلى أهل الاختصاص في كيفية جذبهم، وما الأساليب والطرق المناسبة لتدريسهم، بالتعاون بين: (البيت، والمدرسة، والجهات ذات الصلة)، وضرورة أن تدرس هذه القضية من مختلف جوانبها وزواياها؛ لتشخيصها، ثم وضع الحلول.
ثم توجه فضيلة الشيخ الدكتور إلى الله مبتهلًا بالدعاء للجمعية.
وفي الختام شكر رئيس الجمعية فضيلة الشيخ الدكتور مساعد المفتي العام لسلطنة عمان، وقدم إليه هدية من الجمعية.
المصدر: جريدة الرؤية العمانية
إقرأ أيضاً:
المفتي: الأخلاق لا ترتبط بعقيدة أو أمة بل هي أساس وحدة الإنسانية
أكَّد الدكتور نظير محمد عياد -مفتي جمهورية مصر العربية، رئيس الأمانة العامة لدُور وهيئات الإفتاء في العالم- خلال كلمته في ندوة بالجامعة المصرية الروسية حول «أهمية الأخلاق في زمن التحديات والتهديدات المعاصرة» أنَّ الحديث عن الأخلاق أصبح ضرورة ملحَّة في عصرنا الحاضر في ظلِّ التحديات الكبرى التي تواجه المجتمعات، من هجمات فكرية، ومحاولات لطمس الهُويَّة، تهدُف إلى القضاء على القيم الأخلاقية التي تعدُّ الركيزةَ الأساسية لحماية المجتمعات من التفكك والانهيار.
المفتي: الإسلام منذ بزوغ نوره أرسى قواعد التسامح فى كافة شئون الحياة مفتي الجمهورية يشارك في لقاء رئيس أذربيجان برفقة شيخ الأزهروأشار إلى أنَّ الأخلاق هي جوهر الرسالات السماوية، وأساس استقامة المجتمعات، مستشهدًا بقول الله تعالى: {وَإِنَّكَ لَعَلَى خُلُقٍ عَظِيمٍ}، وهو وصفٌ لرسول الله صلى الله عليه وسلم الذي بُعث لتتميم مكارم الأخلاق، كما قال صلى الله عليه وسلم: «إنما بُعثتُ لأتمِّم مكارم الأخلاق»، مضيفًا أن جميع الرسالات السماوية اجتمعت على أصول العقائد والشرائع والأخلاق، ووردت في الكتب السماوية الوصايا العشر التي دعت إلى التوحيد، وحذرت من الخيانة وسوء الأخلاق، تطبيقًا لما جاء في قوله تعالى: {إِنَّ اللَّهَ يَأْمُرُكُمْ أَنْ تُؤَدُّوا الْأَمَانَاتِ إِلَى أَهْلِهَا}.
كما أوضح أن الأخلاق في الإسلام ترتبط بتحقيق المقاصد الشرعية الضرورية، التي تهدف إلى حفظ الدين والنفس والعقل والعرض والمال، مستشهدًا بقول النبي صلى الله عليه وسلم: «إن الرجل ليبلغ بحسن خُلُقه درجة الصائم القائم»، وأكد أن الشريعة لا تقتصر على الضروريات، بل تشمل التحسينيات التي تضفي الكمال على حياة الإنسان، مثل العناية بالمظهر والجمال، كما قال رسولنا الكريم صلى الله عليه وسلم: «إن الله جميل يحب الجمال».
وشدَّد المفتي على أن انهيار الأخلاق هو السبب الرئيسي في زوال الأمم؛ حيث قال الله تعالى عن قوم عاد وثمود: {فَأَمَّا عَادٌ فَاسْتَكْبَرُوا فِي الْأَرْضِ بِغَيْرِ الْحَقِّ}... ورتَّب على ذلك العقاب في الدنيا فضلًا عن عقاب الآخرة، فقال سبحانه: {فَأَهْلَكْنَاهُمْ بِرِيحٍ صَرْصَرٍ عَاتِيَةٍ}، وقال تعالى عن قوم لوط: {إِنَّكُمْ لَتَأْتُونَ الْفَاحِشَةَ مَا سَبَقَكُمْ بِهَا مِنْ أَحَدٍ مِّنَ الْعَالَمِينَ}.
مؤكدًا أن دار الإفتاء المصرية تضطلع بدور محوري في تعزيز القِيَم الأخلاقية داخل المجتمع، مستمدة رسالتها من تعاليم الشريعة الإسلامية التي تجعل الأخلاق أساس بناء الفرد والمجتمع، وتسعى الدار من خلال فتاواها ومبادراتها التوعوية إلى نشر ثقافة الالتزام بالقيم السامية، مثل الصدق والأمانة والإحسان والتسامح، وتقديم نماذج عملية تجسد الأخلاق في واقع الحياة. كما تعمل على مواجهة الظواهر السلبية التي تهدد تماسك المجتمع، وتحرص على تصحيح المفاهيم المغلوطة التي تنال من القيم الإنسانية، وبهذا تؤكد دار الإفتاء أن الأخلاق ليست مجرد شعارات، بل هي ركيزة جوهرية لتحقيق السلم الاجتماعي وبناء الحضارات.
وفي رسالة وجهها إلى الطلاب، قال فضيلته: "إذا أحسنتم قراءة الواقع بأدواته وظروفه، ستجدون أن الخير كل الخير يكمن في التمسك بالأخلاق؛ فالدين هو الخُلُق، ومن زاد عليكم في الخُلُق زاد عليكم في الدين". واستشهد بقول النبي الكريم صلى الله عليه وسلم: «أكملُ المؤمنين إيمانًا أحسنهم خُلقًا».
وفي ختام الندوة، كرَّم المفتي الطلابَ المتميزين، معبرًا عن سعادته بحضور هذا اللقاء الذي تناول واحدة من أهم القضايا الإنسانية المرتبطة ببناء المجتمعات.
وفي لفتة تقدير، قدم الأستاذ الدكتور شريف فخري، رئيس الجامعة المصرية الروسية، درع الجامعة لفضيلة المفتي، تكريمًا لدَوره الريادي في نشر القيم الإسلامية وترسيخ الأخلاق في المجتمع. وأعرب رئيس الجامعة عن فخره واعتزازه بحضور فضيلة المفتي لهذه الندوة المهمة، التي سلطت الضوء على أهمية الأخلاق في بناء الإنسان والمجتمع.
حضر اللقاء نخبة من الشخصيات البارزة، من بينهم: الدكتورة هناء عبد الرحمن، مستشار رئيس الجامعة للأنشطة الطلابية، والأستاذة الدكتورة مكارم الغمري، عميد كلية الألسن، والأستاذ الدكتور محمد إيهاب أبو الفتوح، عميد كلية الصيدلة، والأستاذ الدكتور عز الدين أبو العز، عميد كلية الفنون التطبيقية، بالإضافة إلى عدد كبير من عمداء الكليات وأعضاء هيئة التدريس والطلاب، وسط أجواء اتسمت بالترحيب والحفاوة.