شاهد.. أطفال غزة بين ناري المرض والجوع
تاريخ النشر: 4th, March 2024 GMT
غزة – أمام خيمة متهالكة، وهي تتوسط اثنين من أطفالها، تحدثت الأم الغزية شادية عرفات عن تدهور صحتهم. وقالت "ينقصهم كل شيء، أسنانهم باتت تتساقط من سوء التغذية، ويعانون يوميا من اضطرابات معوية".
وقالت أم أخرى في الجوار بغصّة "لا يوجد ماء حلو يشربه ابني، منذ 5 شهور لم يشرب ماء حلوا، والطعام شبه معدوم عندنا، أُصبنا وأصيب أطفالنا بهشاشة عظام من الجوع".
وتنشغل شادية خاصة بحالة ابنها "يامن"، فتقول بحسرة ظاهرة "ابني مريض ويعاني من كسور في قدمه ورأسه بسبب سقوطه من علو، ويحتاج لعلاجات وحفاظات، لكن هذا لا يتوفر له". ولا يوجد لديها ما يكفيه ويكفي أشقاءه من غذاء ودواء.
وكذلك الأم النازحة إسلام أبو حمدة اختارت أن تتحدث عن آثار سوء التغذية التي يعانيها أطفال النازحين. وقالت "مري على كل الخيم الموجودة هنا، لا يوجد طفل سليم، جميع الأطفال مرضى، كلهم أصابهم سوء تغذية".
وأضافت "أبحث بالساعات عن أكلة صحية قد تفيد أطفالي فلا أجد، فأضطر لإطعامهم أي شيء متوفر حتى أسد جوعهم فقط، والأكل المفيد غير موجود في المساعدات القليلة التي تصلنا".
#عاجل | مفوض وكالة الأونروا: آخر مرة تمكنا فيها من إيصال المساعدات الغذائية إلى شمال قطاع غزة كانت في 23 يناير الماضي#حرب_غزة pic.twitter.com/sjEj4uwktS
— قناة الجزيرة (@AJArabic) February 25, 2024
موت بطيءوحذرت منظمة الأمم المتحدة للطفولة (يونيسيف) في بيان لها من "تعرض حياة الآلاف من الأطفال والرضع في قطاع غزة للخطر"، وقالت إنها "تعتمد على إجراءات عاجلة مرتقبة، منها ضمانات أمنية ومرور دون عوائق لتوزيع المساعدات".
وكانت المديرة الإقليمية لمنظمة اليونيسيف في الشرق الأوسط وشمال أفريقيا أديل خضر قد صرّحت بأن "وفيات الأطفال التي كنا نخشى وقوعها أصبحت حقيقة واقعة، بينما يجتاح سوء التغذية قطاع غزة"، جاء ذلك في أعقاب وفاة 10 أطفال جراء الجفاف وسوء التغذية في مستشفى كمال عدوان شمالي قطاع غزة.
وبحسب التقارير، من المرجح أن يكون هناك المزيد من الأطفال الذين يقاتلون من أجل حياتهم في مكان ما في أحد المستشفيات القليلة المتبقية في غزة، إضافة إلى عدم قدرة الأطفال في شمالي قطاع غزة على الحصول على الرعاية بشكل مطلق.
في حين قالت وكالة غوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين (أونروا) في منشور لها عبر منصة "إكس"، إن "الأطفال في قطاع غزة يموتون ببطء تحت أنظار العالم".
المصدر: الجزيرة
كلمات دلالية: حريات سوء التغذیة قطاع غزة
إقرأ أيضاً:
بسبب الحصار الإسرائيلي.. الجوع والمرض يفتكان بمئات الأطفال في غزة
لم يعد السكان في غزة يجدون ما يطعمون به الأطفال أو الرضّع الذين يموتون ببطء بسبب مواصلة إسرائيل محاصرة القطاع، ومنعها إدخال أي مساعدات منذ شهرين.
ففي ما تبقى من مستشفيات القطاع، يرقد أطفال صغار بلا غذاء ولا دواء، يصارعون الموت البطيء، وهو مشهد تعيشه آلاف الأسر في غزة.
ومن بين هؤلاء، الطفل أسامة ذو الأربعة أعوام، الذي فقد 4 كيلوغرامات من وزنه بسبب عدم وجود دواء أو غذاء، كما تقول والدته التي أشارت إلى أن وزنه كان 13 كيلوغراما، لكنه وصل اليوم إلى أقل من 9 كيلوغرامات.
وكمئات الأطفال في غزة، يعاني أسامة بسبب إغلاق المعابر من انعدام الدواء والغذاء ومنعه في الوقت نفسه من الخروج لتلقي العلاج خارج القطاع.
لا طعام ولا دواء
وقالت والدة الطفل إنها لا تجد له طعاما أو دواء، وإنها في الوقت نفسه لا يمكنها شراء الغذاء والأدوية في حال توفرها، وناشدت بتسريع إخراج طفلها لتلقي العلاج في الخارج.
ووفقا لرئيس قسم الأطفال بمستشفى خان يونس جنوبي القطاع الدكتور أحمد الفرا، فإن الوزن الطبيعي لطفل في سن أسامة يجب ألا يقل عن 16 كيلوغراما، مما يعني أنه فقد نصف وزنه بسبب التجويع الذي تمارسه إسرائيل ضد المدنيين.
وتحتاج حالة هذا الطفل إلى البروتين بشكل يومي حتى يمكنه تعويض ما فقده من وزنه، لكنه لم يحصل على أي بروتين منذ استئناف إسرائيل الحرب ومنعها إدخال المساعدات قبل 59 يوما، كما يقول الفرا.
إعلانهذا النقص في البروتين أصاب أسامة بنحول شديد وفقدان للعضلات والنسيج الشحمي، وهو في وضع يقول الفرا إنه ينذر بالوفاة، ويتطلب تحويله وغيره من الأطفال للخارج ما لم يتم إدخال الغذاء والدواء.
لكن الفرا يقول إن إرسال هؤلاء الأطفال لتلقي العلاج في الخارج ليس حلا، وإن فتح المعابر ووقف الحصار هو الحل الصحيح، لأنه من غير المعقول أن يتم نقل كافة أطفال أو سكان القطاع للخارج لأن إسرائيل قررت تجويعهم.
وقال الفرا إن على العالم التحرك لوقف هذا التجويع والقتل الذي يتعرض له المدنيون في غزة، لأنهم بشر وليسوا أرقاما.
المساعدات غير قابلة للتفاوض
في غضون ذلك، حذرت وزارة الصحة من تدهور الوضع الصحي للطفلة سوار عاشور البالغة من العمر 5 أشهر، بسبب سوء التغذية الحاد وعدم توفر الغذاء المناسب.
وأفاد المكتب الإعلامي الحكومي في غزة بأن الطفلة تعد واحدة من بين 65 ألف طفل يعانون من سوء التغذية في القطاع، بسبب منع الاحتلال إدخال الغذاء والدواء، وطالب بفتح معابر قطاع غزة فورا لإدخال المساعدات والمكملات الغذائية والطبية والأدوية.
في الوقت نفسه، قالت حركة المقاومة الإسلامية (حماس) إن جيش الاحتلال الإسرائيلي يواصل لليوم الـ60 حصاره المطبق على قطاع غزة، عبر إغلاق كل المنافذ أمام المواد الضرورية للحياة.
وأكدت الحركة، في بيان، أن "فصول المجاعة في القطاع تشتد مع نفاد مخزونات الغذاء واستهدافها بالقصف ضمن حرب الإبادة الوحشية"، واعتبر البيان أن مواصلة حكومة الاحتلال استخدام التجويع سلاحا ضد المدنيين في قطاع غزة "يعتبر استخفافا بالمجتمع الدولي".
ودعت الحركة دول العالم ومؤسسات الأمم المتحدة إلى الضغط على الاحتلال لإنهاء جريمة التجويع الممنهج، كما جددت النداء للدول العربية والإسلامية وشعوبها للتحرك العاجل لإنقاذ الشعب الفلسطيني في قطاع غزة.
إعلانبدوره، قال الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش إن المساعدات غير قابلة للتفاوض، وإن على إسرائيل حماية المدنيين والموافقة على برامج الإغاثة وتسهيل تنفيذها.
وأضاف أنه يشعر بالقلق من تصريحات مسؤولين في الحكومة الإسرائيلية بشأن استخدام المساعدات الإنسانية كأدوات ضغط عسكري، وقال إن الوقت قد حان لوقف التهجير المتكرر في غزة.
وتواصل إسرائيل إغلاق معابر القطاع كافة، ومنع إدخال المساعدات الطبية والغذائية والوقود، فضلا عن استهدافها المستمر للمستشفيات ومخازن الطعام.