رأي اليوم:
2024-11-23@18:43:13 GMT

سعاد خليل: مفهوم شعر التفعيلة

تاريخ النشر: 23rd, July 2023 GMT

سعاد خليل: مفهوم شعر التفعيلة

 

سعاد خليل شعر التفعيلة كما هو معرف ومدون يعتبر أحد أشكال الشعر العربي الذي تميز بتحوّله من فكرة وحدة البيت إلى وحدة القصيدة، هذا بعد ان ضاق بعض الشعري في القرن الماضي بوحدة الوزن  والقافية ، فرأوه الوزن رتابة لا تتلاءم وايقاعات العصر ، ووجدوا في القافية قيدا يحد من تدفق انفعالاتهم وتنوع تجاربهم ، ونتيجة تأثر بعضهم بالشعر الغربي وبعضهم الاخر بالموشحات والمسمطات ، راحوا يتحررون من ريقة ما سمي ( بالشعر العمودي) في هذه الدراسة سنحاول ان نتتبع العوامل الرئيسة التي مهدت للثورة الشاملة في حركة الشعر العربي الحديث، وكذلك الارهاصات الاولي لظاهرة شعر التفعيلة، ثم سنتناول هذه الظاهرة الفنية التي سادت اليوم ديوان العرب الحديث، ونعرض روادها الأوائل ممن أسس بناءها ، واقام قواعدها .

فلا غاية لنا الا ان نكشف عن عوامل روادها الأوائل ممن أسس بناءها، واقام قواعدها. فلا غاية لنا الا ان نكشف عن عوامل نشأتها الاولي وبواكيرها وروادها الأوائل، لعلنا ندرك ان لهذه الظاهرة الجديدة في  ادبنا الحديث جذورا واصولا ثابته . في دراسة كتبها محمد محي الدين مينو عن اوليات شعر التفعيلة ، مبينا نشأتها وموضحا في شرحه لبعض الابيات الشعرية والترانيم الدينية  كتب : عوامل نشأة شعر التفعيلة : سعي كثير من الباحثين الي تحديث العوامل الرئيسة في نشأة شعر التفعيلة ، فاختصر فريق الطريق الي هذه الظاهرة ، وراها اثرا من اثار المثاقفة التي ما زلنا رهائن لها ، وراح فريق اخر يبحث عن جذورها ، حتي كأنها وجه اصيل ، او كأنها شجرة ثابتة الأصول. 1-         س.موريه : الترانيم الدينية : يرجع موريه في بحثه عن جذور الحداثة في شعرنا العربي واصولها تجربتها الاولي الي الترانيم الدينية، فقد عثر علي كتيب منها في المتحف البرطاني في لندن ، نسب الي احمد فارس الشدياق ، وطبع في مالطا عام 1830 ، واشتمل علي اثنتي عشرة ترنيمة ، لم يكن بعض نظم التقفية فيها معروفا في العروض العربي ، ويري ان الترنيمة الثانية عشرة (لاجل الهداية الإلهية ) هي اول قصيدة من الشعر ، تتغير فيها صورة القافية وطول الابيات .: ان ير الأردن طرفي                                     فاعلاتن فاعلاتن بعد هذا المرتحل                             فاعلاتن فاعلن امح عني كل وجف                          فاعلاتن فاعلاتن واغفرن مني الزلل                           فاعلاتن فاعلن انت تدمير لظي وممات للأجل              فاعلاتن فعلا فعلاتن فاعلن اجلسني عند قانا ، وبلغني الامل            فاعلاتن فتعلن  فاعلاتن فاعلن يا مريحي                                                 فاعلاتن فلك الحمد الاجل                             فعلاتن فاعلن ولو نظرنا الي هذه الترنيمة نظرة عروضية متأنية لراينا انها تأخذ من بحر الرمل تفعيلته الوحيدة فاعلاتن ) ثم  يلجأ صاحبها الي تكرارها تكرارا غير منتظم ، واذا كان الاندلسيون قد اخرجوا من الرمل ضروب الموشحات فلاشك في ان الشدياق قد تاثر تاثر بالغا بهوء ، وكتب جملة من الموشحات في كتابه ( الساق علي لساق فيما هو الفارياق 1855)  لكنه هنا حاول ان يطوع هذه الترانيم لألحان الترانيم الإنجليزية ، فقد أشار في كتيبه لي اللحن الإنجليزي لكل منها . وبعد هذا راح موريه يتتبع صور الوزن والقافية في كتب الترانيم الأخرى، ليؤكد ما خلص اليه في ضالته الاولي ، وهو ان الترنيم سواء كانت مترجمة ام مؤلفة قد تأثرت بإيقاعات الشعر الإنجليزي واعاريض الموشحات معا ، وتركت تأثيرها في جيل الشباب من الشعراء في سورية ، ومثلت اول خروج عن اعاريض الخليل وايقاعاته  الراتبة . 2-         سلمي الخضرا الجيوسي : الحاجة ام التغيير : تري الدكتورة الجيوسي ، ان الحداثة في الشعر العربي نتجت عن قوتين رئيستين هما : أ تأثير حركة الحداثة الغربية ن وهي حركة تبلورت بين 1910 و 1930 وورثت عدد من الأفكار والمواقف إزاء الكون والانسان وجملة من التحولات والتطورات كالثورة الصناعية وازدهار التقنية وانتشار التعليم، فكانت ردة فعل حقيقية علي نمط من الحياة وخيم ، هو اقرب ما يكون الي أنماط العصور الوسطي ولا شك في ان رياح هذه الحركة قد هبت من مختلف الجهات ، ولاسيما جهة الترجمة والصحافة والبعثات – علي عالمنا العربي الذي كان يعيش المخاض نفسه ووجدت في جنباته تربة صالحة، فكان لا بد من مواكبة حركة الحداثة الغربية . ب – الحاجة الداخلية الي التغيير وهي حاجة فرضتها علي الشعراء طبيعة الحياة الجديدة  وما وصل اليه الشعر العربي من حال سيئة، جعلته نظما ممجوجا وحقلا للزخارف اللفظية والمحسنات البديعية ، ومن هنا كانت مهمة الشعراء الايحائيين والشعراء الطليعيين علي السواء هي ان ينقذوا الشعر  من الجمود والموات ، ويشحنوه بقوة جديدة علي صعيد المضمون والشكل معا ، ونخص بالذكر هنا جبران خليل جبران (1883-1931 )  الذي خرج بقصيدته الي افاق من الرؤية والشكل جديدة ، وامين الريحان 187666 1940 الذي حرر قصيدته من الوزن والقافية ، فكان رائد ما سمي لاحقا  بالشعر المنثور او قصيدة النثر. 3 –  يعقوب صروف : الترجمة : في احدي افتتاحيات مجلة المقتطف نصح رئيس تحريرها يعقوب صروف المترجمين العرب باتباع طريقة الغرب ، عند ترجمة اشعاره ،فقال : سألنا بعض الشعراء البارزين في زماننا عن الطريق الي تحرير الشعر العربي من ربقة الاغلال التي تقيده ولبد نصحناهم بترجمة هوميروس وميلتون وغيرهما من فحول الشعراء ، فاستمعوا الي نصيحتنا . ولئن استطاعوا ان ينظموا هذا القصائد دون ان يقفدوا بلاغتهم فان شعراءنا سيغيرون فكرتهم عن الشعر والشعراء، وسيهجرون الطريقة التي اتبعوها حتي الان ، واتبعا كريقة الغربي ، وكان لهذه الدعوة تأثير في كثير من المترجمين ، وعلي راسهم سليمان البستاني الذي ترجم (الالياذة 1904) لهوميروس ، وهي في الأصل من الشعر المرسل ، ومنح نفسه الحرية في اشكال الترجمة ، فقال : سمحت لنفسي بابتكار نماذج غير معروفة ، وان كنت لم اتجاوز في أي منها قواعد الشعر واللغة ، لقد استخدمت النظم الشائع كالقصائد والتخاميس والارجاز ، واتبعت طرقا جديدة ، واطلقت علي كل منها مصطلح مناسبا ،فمن الاشكال التي استخدمها : المثني والمربع والمخمس والمثمن والمسمطات والموشحات .. وي اشكال من الشعر معروفة ومتداولة. 4 –  نازك الملائكة : اجتهاد شخصي في حديثها عن ظروف نشأة ما تسميه نازك الملائكة بحركة الشعر الحر تسعي ان تؤكد ان هذه الحركة وليدة تجربتها الشخصية وتحرص حرص شديد علي أبعادها من تأثيرات عاملين مهمين من عوامل نشأتها وهما : أ  الموشحات الأندلسية تقول ان المشهور المحفوظ منها يقوم علي أساس المقطوعة ، ويحافظ علي طول ثابت للأشطر ، وحتي اذا تساهل الناس بعض التساهل في  الطول ، فان ذلك يجري في حدود معينة تجعل الموضح ابعد ما يكون عن الشعر الحر وانما الشعر الحر شعر تفعيلة والموشح  شعر شطري ، ولكن الواقع ان الاندلسيين قد ذهبوا في الموشح مذاهب شتي بعيدا عن القصيد ، ونظموا اكثره علي الرمل ، وهومن اكثر الابحر دورانا في شعر التفعيلة ،لأنه بحر (بسيط ) ولان جوازات فاعلاتن ) المتعددة تتيح للشاعر من الايقاعات  ما لا تتيحه أي تفعيلة اخري من تفعيلات العروض العربي . ب –  البند تقول : اما البند فالمعروف ان اسلوب مجهول لدي الجمهور العربي لم يكتبه الا شعرا العراق ، وانا شخصيا لم اسمع به قبل عام 1953 علي قوة اهتمامي بالشعر العربي ، ولكن هذا الجهل بالبند ليس وراءه ما يثبته ولا ما يبرره فالبند فن من فنون الشعر التي ظهرت في العراق في عصور متأخرة ، وهو اقرب الي  شعر التفعيلة من غيره ، لأنه يعتمد علي وحدة التفعيلة لا البحر ، ولا قوافيه متنوعة اشطره متفاوتة الطول ، والحق ان نازك الملائكة سواء اعرفت البند ام لم تعرفه ن لم تكن رائدة في كتابة شعر التفعيلة فحسب ، كما سنري وانما كانت رائدة ايضا في تقعيده وتأصيل نقده ، وذلك في مقدمة ديوانها (شظايا  ورمد 1949 ثم كتابها (قضايا الشعر المعاصر 1962)  الذي ظل حتي وقت قريب مرجعا مهما في دراسة أصول الشعر العربي الحديث وظواهره . ثالثا : الارهاصات الاولي : اذا كنا في دراستنا (عوامل نشاة شعر التفعيلة ) قد راينا ان بناء البند وبعض ضروب الموشحات والترانيم الدينية يتطابق تطبق النعل بالمثال – كما يقول المثل مع ظاهرة شعر التفعيلة ، فإننا هنا سنحاول ان نتتبع الارهاصات الاولي لهذه الظاهرة ،وهي تتمثل في مجموعة من الاشكال والأساليب الفنية التي اخذت تظهر في مطلع القرن العشرين علي يد بعض الشعراء الإيحائيين والشعراء الطليعيين : أ – الشعر المقطعي: هو الشعر الذي يأتي علي شكل مقاطع كمقاطع الموشحات، ويجري كل منها علي قافية، وربما تختلف اشطر كل مقطع عن الاخر في الطول والبحر ، فما يربط بينها الا الموضوع ، وممن سار علي نهجه : اديب إسحاق ، واحمد زكي أبو شادي ، وميخائيل نعيمة، وجبران خليل جبران ، وخليل طران ، وايليا أبو ماضي ، ونسيب عريضة ، والزهاوي والعقاد ، والمازني . وقد رأينا ان الشكل المقطعي للترانيم الدينية قد لفت موريه في بحثه عن جذور الحداثة في شعرنا العربي واصولها ، فراي فيه أبا روحيا لشعر التفعيلة ،ولكنه لم يقف عند هذا الاكتشاف ، بل تتبعه لدي نمن سار علي هديه من الشعراء ، ولاسيما ميخائيل نعيمة ونسيب عريضة ، ليخلص بجرأة ووضوح الي  انهما قد سبقا السياب والملائكة في كتابة شعر التفعيلة ، ففي ذلك يقول : يبدو ان نعيمة وعريضة تبنيا هذه الأفكار المتحررة في الشكل العشري وتجاسرا علي دفع الشكل الجديد خطوة الي الامام في الوقت الذي كان يحافظن فيه علي الاوزان العربية وبهذا طورا الشعر المقطعي في اللغة العربية في اتجاه الشعر غير المنتظم الذي سماه بدر شاكر السياب سنة 1947 الشعر الحر بعد نقله له الي الشعر العربي . ونقلت نازك الملائكة هذا النوع من المقاطع الشعرية سنة 1947، وأطلقت عليه أيضا اسم الشعر الحر. ومما يرويه موريه لميخائيل نعيمة هذا المقطع الأول من قصيدته (من سفر الزمان 2929 ) روحي ، فكم شبت ، وشابت سنين ،         من قبل ان بانت حواشيك واليوم كف ا لدهر تطويل                    عنا ، ومن كدري متي تنشرين ؟ روحي ، وخلينا                                  بالأرض لاهينا ذرعي امانينا                                                 في مرح أوهام ما بين أيام واعوام                               تأتي ، وتمضي ، وهي سر دفين. ومما يرويه لنسيب عريضة هذا المقطع الأول من قص يدته (قبل التكوين 1915 ) الا استيقطي ، يا اشعة نفسي                  ولو لدقيقة ، وشقي حجب دياجير رمسي ،              لالقي الحقيقة . ففي جمود علي يثور ،                                     وشك بغير ا نتظام يدور ، وليل يعم وليل يغور ،                                     وليل يضج كبدء الحقيقة . ويري موريه في قصيدته ( النهاية 1971 ) خطوة متقدمة في تطوير الشع المقطعي في العربية (الرمل ) كفنوه ،،                           ادفنوه                              اسكنوه ، هوة للحد العميق                                          واذهبوا لا تندبوه فهو شعب ميت ، ليس يفيق . ويعدها عمل فذا جسورا ، يمكن ان نعده المحاولة الاولي في الشعر العربي الحديث لتكييف الشكل مع الجتجربة العشرية واتخاذ التفعيلة لا الشطر أساس لوزن الشعر . ب  –   الشعر المرسل هو شعر عمودي لا يتقيد صاحبه بقافية واحدة ، وانما يرسل كلمة (الضرب ) ارسالا ، يتوافق مع المعني لا مع التقفية ، وربما كانت اول محاولة لكتابة الشعر المرسل في العصور الحديثة تلك التي قام بها الشاعر رزق الله حسون (1835-1880) في القرن التاسع  عشر في ترجته المنظومة للإصحاح الثامن عشر من سفر أيوب ، وذلك في ديوانه (اشعر الشعر ) لصادر في لندن عام 1869 . ومن بعده كتب جميل صدقي الزهاوي قصيدته الشهيرة (الشعر المرسل 1905 ) من ديوانه الكلام المنظوم 1909 وعدتها ستة وعشرون بيتا ، يقول مطلعها : لموت الفتي خير له من معيشة                          يكون بها عبدا ثقيلا علي الناس يعيش رخي العيش عشر من الوري                    وتسعة اعشار الانام مناكيد. اما في بني الأرض العريضة قادر يخفف             ويلات الحياة قليل افي الحق ان البعض يشبع بطنه                        وان بطون الاكثرين تجوع . سنكتفي بهذا في هذا المقال وسنواصل في العدد القادم بقية الدراسة. بالإضافة إلى عدم الانتظام باستعمال القافية، كما دأب الشعر الحر إلى إيجاد تناسق وتوحيد بين الشكل والمضمون وتعددية التفعيلات في الأبيات الشعرية ضمن القصيدة الواحدة، هذا وساهم في استخدام التدوير وشمول القصيدة الواحدة على عددٍ من البحور الشعرية مع الانخراط في فكرة تجريب أشكال مُستحدثة من الموسيقى الشعرية.

المصدر: رأي اليوم

إقرأ أيضاً:

كيف تغيّر طائرات تيكاد وسماش دراغون مفهوم القتال في غزة؟

قال شهود عيان في غزة إن الجيش الإسرائيلي استخدم طائرات مسيرة مثبت عليها سلاح لتنفيذ هجمات تستهدف المدنيين، وفقا لتقرير نشرته الإذاعة الوطنية العامة الأميركية "إن بي آر".

والأسبوع الماضي عاد الجراح البريطاني نظام محمود من عمله في مستشفى وسط قطاع غزة وأدلى بشهادته أمام لجنة في البرلمان البريطاني، وقد جاء فيها "أعتقد أن ما أزعجني بشكل خاص هو أن قنبلة تسقط على خيم مكتظة ثم تظهر طائرة مسيرة تحمل سلاحا وتبدأ بإطلاق النار على المدنيين والأطفال، والأمر المزعج أن هذا لا يحدث كل فترة بل كان يحدث كل يوم".

ومن جانبه قال الدكتور أحمد المغربي وهو جراح رئيسي في مجمع ناصر الطبي في وسط غزة إنه عالج العديد من المصابين الذين وقعوا ضحية الطائرات المسيرة القناصة.

وفي أوائل فبراير/شباط الماضي كان مجمع ناصر الطبي محط أنظار الجيش الإسرائيلي، لأنه ادعى بأن مقاتلي حماس كانوا يختبئون هناك.

وأفاد المغربي بأنه خرج في أحد الأيام مع زميلته الممرضة إلى إحدى الشرف بعد الانتهاء من عملية جراحية طويلة، ولكنهم تفاجؤوا بطائرة مسيرة تطلق النار عليهم، ولسوء الحظ أصابت إحدى الرصاصات الممرضة.

وأضاف "لقد سارعنا بنقل الممرضة إلى غرفة العمليات بينما كانت تنزف بشدة نتيجة جرح في صدرها، وبفضل الله والطاقم الطبي نجت الممرضة من الموت".

وبالمقابل قال الجيش الإسرائيلي لـ "إن بي آر" إنه لم يكن على علم بهذه الحادثة.

وقالت مراسلة الإذاعة الوطنية العامة "إن بي آر" جوانا سامرز "إنه على مدى الأشهر السابقة، كانت الإذاعة تجمع روايات شهود عيان من غزة تدعم شهادة الدكتور نظام محمود، التي تقول إن الجيش الإسرائيلي يستخدم تكنولوجيا الطائرات المسيرة القناصة وإنهم يطلقون النار على المدنيين"، وفقا لتقرير كات لونسدورف من "إن بي آر".

وذكر تقرير كات لونسدورف أن فاطمة داما البالغة من العمر 37 عاما وهي صحفية مستقلة من جباليا في شمال غزة أرسلت رسائل صوتية إلى "إن بي آر" من منزلها في التاسع من أكتوبر/تشرين الأول الماضي.

وتقول داما في إحدى رسائلها الصوتية "هذه الطائرات رباعية المراوح يسميها الكثيرون في غزة بالطائرات المسيرة الصغيرة التي تحمل سلاحا مثبتا تحتها" وتضيف "عندما أقترب من الباب للحصول على تغطية أفضل، تبدأ الطائرة المسيرة بإطلاق النار عليّ فاضطر للعودة للداخل، إنه أمر خطير للغاية".

وتذكر أيضا أن المدينة محاصرة بطائرات مسيرة رباعية المراوح ولا أحد يستطيع التحرك.

الطائرات القناصة "تكنولوجيا حرب تستهدف المدنيين"

وعلى مدى أشهر، جمعت "إن بي آر" روايات أكثر من 12 شخصا في غزة يقولون إنهم شاهدوا هذه الطائرات المسيرة القناصة تطلق النار على المدنيين وتقتلهم في بعض الأحيان.

وقالت لونسدورف "ما يزيد الأمر تعقيدا هو أن إسرائيل كانت حتى وقت قريب تعمل على تطبيق قانون يمنع وسائل الإعلام من الإبلاغ عن أي استخدام للطائرات المسيرة المسلحة، وهذا أمر لا يستطيع معظم الصحفيين أن يشهدوه بأعينهم".

وأضافت "إسرائيل منعت الصحفيين الخارجيين من الوصول المستقل إلى غزة منذ بدء الحرب، ورغم ذلك نحن نعلم أن تكنولوجيا الطائرات المسيرة القناصة موجودة وأن الجيش الإسرائيلي يمتلكها منذ عام 2018 من إنتاج شركة دوك روبوتيكس (Duke Robotics)".

ونشرت وزارة الدفاع الإسرائيلية مقطع فيديو يُظهر تكنولوجيا جديدة، بما في ذلك جنود يتحكمون عن بُعد في إحدى الطائرات المسيرة القناصة التابعة لشركة "دوك روبوتيكس" ويطلقون النار على أهداف في ميدان رماية.

وفي عام 2021، انضمت شركة "دوك روبوتيكس" إلى الشركة الإسرائيلية "إيلبت سيستم" (Elbit Systems) خصيصا لتطوير طائرة مسيرة قناصة أصبحت تُعرف باسم "تيكاد" (TIKAD).

وفي عام 2022 أعلنت شركة "سمارت شوتر" (SMARTSHOOTER) التي يقع مقرها في شمال إسرائيل عن طائرة مسيرة قناصة تدعى "سماش دراغون" (SMASH Dragon)، وعرضت مقطع فيديو على يوتيوب يُظهر قدرات هذه الطائرة.

 

ولكن شركة "سمارت شوتر" نفت استخدام طائراتها من قبل الجيش الإسرائيلي، ولكن القوات الإسرائيلية أشادت باستخدام هذه التكنولوجيا في الماضي، كما أن منتجات أخرى من الشركة تُموّلها جزئيا وزارة الدفاع الإسرائيلية.

ورغم قلة التقارير التي تناولت هذه الطائرات المسيرة القناصة، فإن الناس في غزة يتحدثون عنها كثيرا، ومن الواضح أن هذه الطائرات أصبحت شائعة جدا في الحرب.

ويقول سيث جونز رئيس قسم الدفاع والأمن في مركز الدراسات الإستراتيجية والدولية في واشنطن "بمجرد وجود التكنولوجيا، فإنها نادرا ما تنطمس"، مشيرا إلى أن الطائرات المسيرة القناصة لن تختفي بل ستتطور.

مقالات مشابهة

  • عادل حمودة: السندباد رمز لتحرر الإنسان العربي وليس شخصية خيالية
  • شاهد الشخص الذي قام باحراق “هايبر شملان” ومصيره بعد اكتشافه وخسائر الهايبر التي تجاوزت المليار
  • مفهوم القرض الحسن وضابطه وكيفية سداده
  • تأثير الإنفلونسرز على مفهوم الحياة المثالية لدى المراهقين
  • "أمير الشعراء" يستعرض عبر حلقاته التسجيلية إسهامات أعلام الشعر العربي
  • “أمير الشعراء” يستعرض في حلقاته التسجيلية إسهامات أعلام الشعر العربي
  • فردوس عبد الحميد تروي تفاصيل موقف إنساني جمعها بـ سعاد حسني
  • بدر بن عبد المحسن.. تجربة متفردة توجته بلقب أمير الشعر العربي
  • كيف تغيّر طائرات تيكاد وسماش دراغون مفهوم القتال في غزة؟
  • مفهوم (حل الدولتين) فوق الطاولة وتحتها