الجامعة العربية: الاحتلال يستخدم سلاح الحرمان من المياه لابتزاز الفلسطينين
تاريخ النشر: 4th, March 2024 GMT
في اليوم العربي للمياه، تثير إسرائيل قلقًا دوليًا بشأن استخدامها لسلاح المياة للضغط على الفلسطينيين والتأثير على الأراضي المجاورة والتحكم بالموارد المائية في المنطقة. يعتبر استخدام المياه كسلاح أمرًا خطيرًا ومثيرًا للجدل، حيث يترتب عليه تبعات بيئية واجتماعية وسياسية قد تؤثر على استقرار المنطقة بأكملها.
ومن جانبها، قالت جامعة الدول العربية أن العدوان الإسرائيلي الأخير على قطاع غزة يسعى إلى تعطيش سكان غزة ونشر الأوبئة بينهم، وإلى التلويث المتعمد لمصادر المياه لجعل الأرض غير صالحة للحياة، إدراكاً منه بالارتباط الوثيق بين الحفاظ على المياه والحفاظ على الحياة، مؤكده أن الاحتلال يسعى بكل الطرق إلى استخدام الحرمان من المياه كسلاح في غزة وفي باقي الأراضي المحتلة، وهو ينفذ خطة طويلة الأمد لنهب المصادر المائية السطحية والجوفية واستعمالها كوسيلة ابتزاز ضد الفلسطينيين.
تشير التقارير الاخبارية إلى أن إسرائيل تستخدم سياسات المياه لممارسة الضغط السياسي والاقتصادي على جيرانها، حيث تستخدم إسرائيل مياه نهر الأردن وبحيرة طبريا، التي بين الأردن وفلسطين وسوريا وهي من بين الدول المتأثرة بشدة بنقص المياه، وتحظر السياسات الإسرائيلية على هذه الدول الوصول الكامل إلى مصادر المياه المشتركة، مما يؤثر بشكل كبير على الزراعة والحياة اليومية للسكان بهذه المنطقة بشكل كبير.
وتستخدم إسرائيل مجال التقنيات المتقدمة للمياه، للسيطرة على الموارد المائية وتقليل تدفق المياه إلى الدول المجاورة، وتنفي إسرائيل هذه الاتهامات بأنها تعمل على تعزيز التعاون المائي مع الدول المجاورة من خلال مشاريع مشتركة لتحلية المياه وإعادة توزيعها.
واعربت المنظمات الدولية والمجتمع الدولي عن قلقها من استخدام المياه كسلاح ، حيث ان ذلك مناقضًا للقانون الدولي وقد يؤدي إلى زيادة التوترات الإقليمية، ودعت المنظمات إلى التفاوض والحوار المستدام لحل النزاعات المائية وتوفير الحقوق المائية للجميع، وتوفير حقوق المياه للجميع، وضمان استدامة الموارد المائية وتلبية احتياجات السكان في المنطقة.
على المستوى الدولي، ينبغي أيضًا أن تتدخل المنظمات الدولية لتعزيز التعاون والتفاهم بين الدول المتنازعة والعمل على تعزيز قوانين الحقوق المائية وتنفيذها بشكل فعال.
ومن ناحية اخري تثير القوانين الإسرائيلية جدلاً واسعًا حول حق الفلسطينيين في استخدام مياه الأمطار، حيث تعد مياه الأمطار مصدرًا طبيعيًا للمياه
ولكن القوانين الإسرائيلية تجرم استخدامها وتمنع الفلسطينيين في جمع وتخزين هذه المياه.
ووفقًا للقوانين الإسرائيلية، يعتبر جمع واستخدام مياه الأمطار في الضفة الغربية وقطاع غزة أمرًا يتطلب تراخيص خاصة تتضمن وتشمل إجراءات بيروقراطية معقدة وتكاليف مالية عالية، مما يعوق الفلسطينيين في الحصول على تصاريح لاستخدام مياه الأمطار بشكل قانوني، ويضطرون إلى شراء المياه بأسعار مرتفعة من مصادر تجارية.
تعد قضية استخدام مياه الأمطار من بين العديد من القضايا الخلافية بين الفلسطينيين والإسرائيليين في إطار الصراع الدائر بينهما، وتستمر هذه القوانين الإسرائيلية في أثارة الجدل وتعمق الانقسامات بين الجانبين، وتؤثر سلبًا على حياة الفلسطينيين، وناشدت العديد من المنظمات مراجعة هذه القوانين وإعادة التفكير في السياسات المائية لضمان تكافؤ الفرص والعدالة في الوصول إلى المياه لجميع السكان في المنطقة تحقيق التوازن بين حماية الموارد المائية وتلبية احتياجات الفلسطينيين وتعزيز الاستدامة البيئية.
فيما أوضحت الجامعة أن نسبة المياة الصالحة للشرب المتوفرة لا تتجاوز 15% مما كانت عليه قبل العدوان، وهو ما يعد حكماً بالإعدام على مئات الآلاف، جاء ذلك البيان في اليوم العربي للمياه لعام تحت شعار "حافظ على المياه.. تحافظ على الحياة"، وبهذه المناسبة، تجدد التذكير بالتحديات المتعاظمة التي تواجهها المنطقة في مجال المياه.
وأكدت جامعة الدول العربية أن هذه الأعمال تعد جرائم حرب وجرائم ضد الإنسانية وفقاً للقانون الدولي والأعراف الإنسانية، لافتا أن التدمير المتعمد للبنية التحتية في القطاع قد مسّ أغلب المنشآت والهياكل الأساسية، لافته أن الدول العربية تعاني من نقص شديد في المياه وضغطاً متزايداً على الموارد المائية غير المتجددة، مما جعل حصة الفرد العربي من المياه العذبة تتراجع بشكل مقلق على مدار العقود الماضية.
تحذر الجامعة العربية من التداعيات الخطيرة للحرب الهمجية التي تقودها إسرائيل، القوة القائمة بالاحتلال، وتجدد نداءها للوقف الفوري لهذا الاعتداء لإتاحة الفرصة للعاملين في مجالات الإغاثة الإنسانية لتوفير مياه الشرب وتنفيذ التدخلات العاجلة في مجالات الصرف الصحي، والتي من شأنها تخفيف الأوضاع الإنسانية الخطيرة التي يعاني منها اللاجئون والنازحون في مختلف مناطق القطاع.
وتشيد في هذا الشأن بالجهود التي تقوم بها الفرق التابعة لسلطة المياه الفلسطينية العاملة في القطاع، والتي لم تتوقف عن تقديم خدماتها للمواطنين بالرغم من استمرار القصف والأعمال العدوانية.
وتدعو الأمانة العامة للجامعة كافة الفاعلين الدوليين والمؤسسات الدولية إلى الضغط على الاحتلال الإٍسرائيلي لوقف هذه الجرائم فوراً، وتطالب بضرورة التحرك العاجل لحشد الدعم اللازم لتأمين المتطلبات الإنسانية والخدمات الأساسية المتعلقة بالمياه للمواطنين في القطاع.
ولفتت الجامعة ان عدد من هذا الحق الأساسي كل يوم في بعض أنحاء العالم، ومنهم عدد معتبر في الدول العربية. ومن أجل مجابهة هذا الوضع الضاغط، تسعى جامعة الدول العربية من خلال المجلس الوزاري العربي للمياه لتعزيز الأمن المائي العربي وضمان إمكانية الوصول إلى المياه للجميع، ومن خلال دعم السياسات المائية العادلة واتفاقات تقاسم المياه الهادفة إلى الوصول المنصف لجميع المستخدمين، كما تولي أهمية قصوى لتعزيز التعاون العربي وتبادل الخبرات في مجال الإدارة المتكاملة للموارد المائية، والتدريب ورفع كفاءة العاملين ومعالجة وإعادة استخدام المياه وتعزيز مشاركة القطاع الخاص في مجالات تحلية مياه البحر، وإدارة المياه الجوفية، والتدريب ونشر الأبحاث والدراسات المائية.
المصدر: بوابة الوفد
كلمات دلالية: اليوم العربى للمياه الفلسطينيين المياه كسلاح الموارد المائیة الدول العربیة
إقرأ أيضاً:
“الجامعة العربية” ترحب بتصويت الأمم المتحدة بإحالة حظر الأونروا إلى محكمة العدل الدولية
رحب الأمين العام لجامعة الدول العربية أحمد أبو الغيط بتصويت 137 دولة في الجمعية العامة للأمم المتحدة لصالح مشروع قرار يدعو محكمة العدل الدولية لإصدار فتوى قانونية في اتهامات إسرائيل لوكالة غوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين “أونروا” بالإرهاب، وقرارات سلطات الاحتلال بحظر عملها في الأراضي المحتلة.
وعبر أبو الغيط في بيان اليوم عن تقديره وشكره للنرويج التي تقدمت بالقرار بما يعكس مواقف أوسلو الثابتة في الدفاع عن الحقوق الفلسطينية.
وقال: إن التصويت الكبير لصالح القرار يعكس رأيًا عامًا دوليًا رافضًا لقرارات سلطات الاحتلال بحظر الأونروا وإنهاء دورها في الأراضي الفلسطينية، ويعكس على نحو خاص القلق الشديد من انهيار عمليات الاستجابة الإنسانية في غزة بصورة كلية في حال إنهاء دور الأونروا في القطاع كما ترغب إسرائيل.