شاركت الدكتورة هالة السعيد، وزيرةُ التخطيط والتنمية الاقتصادية، اليوم، في فعاليات إطلاق الاستراتيجية الوطنية لتنمية الطفولة المبكرة(2024-2029) برعاية الدكتور مصطفى مدبولي، رئيس مجلس الوزراء، وبحضور عدد من الوزراء، و السفراء، وممثلي الجهات الحكومية، والمجتمع المدني، والمنظمات الإقليمية والدولية.

وخلال كلمتها، أكدت هالة السعيد أن وزراة الخطيط والتنمية الاقتصادية - تعتز دائمًا بالشراكة المتواصلة مع المجلس القومي للطفولة والأمومة فيما يقوم به من أنشطة وبرامج ودور متميز منذ ما يقارب 4 عقود في توفير الرعاية والبيئة والسياسات الداعمة لحقوق الطفل والام وهما الأساس لأسرة متماسكة تحظى بحياة كريمة، ومجتمع سوي قادر على الإنتاج والتقدم، موجهة الشكر لكل الشركاء المحليين والدوليين في إعداد هذه الاستراتيجية وفي مقدمتهم منظمة الأمم المتحدة للطفولة (اليونيسيف)، هذه المنظمة الرائدة داخل منظومة الأمم المتحدة، والتي تتمتع بمسيرة حافلة من العمل التنموي وتجمعها مع مصر شراكة مثمرة ومُمتدة.

وأضافت السعيد أن مصر تحرص دائما على التعاون والتواصل مع المنظمات الفاعلة في المجال التنموي وفي مقدمتها اليونيسيف، في إطار الايمان بأن قِيَّم الشراكة سواء على الصعيد المحلي والوطني أو على الصعيد الدولي، والتي أكدت عليها الأهداف الأممية، هي السبيل الأفضل لتحقيق التنمية الشاملة والمستدامة.

وأشادت السعيد بالاستراتيجية الوطنية لتنمية الطفولة المبكرة(2024-2029) وما تضمنته من محاور ومستهدفات وآليات تنفيذية وما تتميز به من شمول، حيث لم تكتف الاستراتيجية فقط برصد الوضع الحالي، وتحديد الآمال والتطلعات المتمثلة في تمكين جميع الأطفال في مرحلة الطفولة المبكرة من البقاء والنمو وتعظيم الاستفادة من امكاناتهم القصوى ولكن وضعت أيضا الآليات التنفيذية لتحقيق ذلك، معربة عن تقديرها لكل القائمين على إعداد هذه الاستراتيجية وحرصهم على شمول مكوناتها خصوصا ما يتعلق بتحديد البيئة والسياسات الداعمة لرعاية الطفل والنشء، وحوكمة منظومة العمل لتنمية الطفولة بتحديد أدوار جميع الفاعلين في هذا المجال، لضمان التنسيق والفاعلية والجودة والمساءلة، والأهم من كل ذلك الأثر التنموي المرجو.

وأشارت السعيد إلى شمول الاستراتيجية للجوانب المتعلقة بالثقافة ومنظومة القيم والوعي والسلوك الرشيد، حيث نعلم جميعا أهمية الممارسات الاجتماعية الإيجابية في تشكيل حاضر ومستقبل الأطفال والنشء والاسر بل والمجتمع عموما، كما تتطرق الاستراتيجية أيضا لجوانب مهمة في البيئة الداعمة للطفولة وهي إتاحة الخدمات في مختلف القطاعات، فهذه الخدمات هي التي تعكس جودة الحياة لهذه الفئة، وترتبط الاتاحة بأمر في غاية الأهمية هو توفير التمويل، فضمان استدامة التمويل وتوافر الموارد البشرية المؤهلة هو احد الركائز لتنمية الطفولة، ومن المحاور والمكونات المهمة التي راعتها الاستراتيجية هو توفير البيانات والمتابعة والتقييم، فكما نؤكد دائما أن التخطيط القائم على الأدلة وقواعد البيانات هو الضامن لتحقيق الأثر التنموي لكل البرامج والمشروعات والمبادرات، فتوفير البيانات والإحصاءات يضمن التشخيص الدقيق للواقع لوضع المعالجات والحلول المناسبة.

وأكدت السعيد أن تنمية الطفولة تمثل ركيز أساسية لجهود الدولة في بناء الانسان وتحقيق التنمية المستدامة حيث تتضمن استراتيجية تنمية الطفولة المبكرة محاور شاملة تعكس وتؤكد الأهمية التي توليها الدولة المصرية لقضايا والأطفال والنشء، فمصر تضع هذه الفئة المهمة من المجتمع في القلب من توجّها ورؤيتها لتحقيق التنمية الشاملة والمستدامة، خصوصًا وأن المجتمع المصري مجتمع شاب يُمثّل فيه الأطفال والشباب معاً الشريحة الأكبر بنسبة تبلغ نحو 65% من اجمالي السكان. ومن ثَمَ، تمثّل تلك الفئة الثروة الحقيقية لمصر، والتي تَسعى الدولة بكافة أجهزتها لتعظيم الاستفادة منها وتحويلها إلى طاقة منتجة.

وأضافت السعيد أن التشريعات المعمول بها في مصر وفي مقدمتها دستور 2014 ومواد قانون الطفل رقم 12 لسنة 1996 وتعديلاته تراعي حقوق الطفل المصري في كافة الخدمات سواء الصحة او التعليم او الرعاية أو التغذية المناسبة، وكذلك الحماية، التزاما بالمواثيق الدولية في هذا المجال، كما تمثّل تنمية الطفولة والنشء ركيزة أساسية لخطط وبرامج التنمية للدولة المصرية، وفي مقدمتها رؤية مصر 2030 المحدثة، والتي تؤكد الأهمية التي توليها الدولة لتعزيز التنمية البشرية، وضمان الحصول على الخدمات الاجتماعية الأساسية، وتحسين جودة الحياة لجميع المواطنين، مع إيلاء اهتمام خاص لحماية الأطفال والنشء، حيث تتضمن رؤية مصر 2030 هدفا استراتيجيا هو "العدالة الاجتماعية والمساواة"، ويتَّسق تحقيق هذا الهدف مع الركائز الأساسية التي تحكم رؤية مصر 2030 في أنه يضع "الإنسان محور التنمية"، ويعزز تطبيق مبدأ "تحقيق العدالة والإتاحة" لتهيئة فرص متساوية للجميع في الحقوق والخدمات العامة خصوصا إتاحة الوصول لخدمات التعليم والرعاية الصحية للأطفال والنشء.

وأضافت السعيد أنه تحقيقا للإتاحة عملت الدولة على تكثيف الاستثمارات العامة في قطاعات الخدمات الاجتماعية التي تُعزِّز جودة حياة المواطن خصوصاً قطاعات الصحة والتعليم، كذلك توسعت الدولة في تنفيذ المبادرات والمشروعات التنموية التي تستهدف تحسين جودة الحياة للمواطن مثل المشروع القومي لتنمية الريف المصري ( حياة كريمة)، فهذه المبادرة تسهم في تحسين جودة حياة جميع افراد الاسرة، وفي مقدمتهم الاطفال في القرى المصرية من خلال توفير الحماية والرعاية الاجتماعيّة، والنهوض بجودة خدمات التنمية البشريّة (صحة/ تعليم/ خدمات رياضية وثقافيّة.. .)، والارتقاء بمُستوى خدمات البنية الأساسيّة والعُمرانية (خدمات مياه الشُرب والصرف الصحي والطُرُق الـمرصوفة والسكن الـمُلائم)، وكذلك اطلقت الدولة العديد من المبادرات الصحية التي يستفيد منها الأطفال( منها مبادرة الكشف عن أمراض سوء التغذية بين الطلاب، ومبادرة الكشف المبكر عن الامراض الوراثية لدى الأطفال حديثي الولادة، والمبادرة الشاملة 100 مليون صحة، وكذلك التوسع في تطبيق منظومة التأمين الصحي الشامل)

و أوضحت السعيد أنه اتساقا مع توجه الدولة في التخطيط القائم على الأدلة وقياس الأثر وتوفير الإحصاءات والبيانات الداعمة لجهود تنمية الطفولة، اطلقت وزارة التخطيط والتنمية الاقتصادية "دليل التخطيط المٌستجيب للنوع الاجتماعي"، و تكمن أهمية هذا الدليل في توجيه الجهات الحكومية نحو تنفيذ البرامج والمشروعات التنموية في مجال الرعاية الاجتماعية للطفل والمرأة وذوي الاحتياجات الخاصة، و منح أولوية في التمويل لهذه البرامج والمشروعات في خطط الدولة، كذلك تعمل الدولة من خلال ميكنة البنية المعلوماتية الصحية وتطوير قواعد البيانات القومية للمواليد والوفيات على رصد المؤشرات السكانية والتنموية، بما يعزز التغطية الصحية الشاملة ويسهم في تحسين النتائج الصحية ويدعم عملية التخطيط الاقتصادي والتنموي القائم على الأدلة.

وأضافت السعيد أنه من ناحية أخرى وضعت الدولة في إطار جهودها لتحسين جودة الحياة للاسرة المصرية بجميع افرادها وخصوصا الام والطفل خطة شاملة لمواجهة التحدي الديموجرافي تضمن تحقيق التوازن بين الموارد والسكان، وفي هذا الاطار عملت الدولة على تدارُس تجارب الماضي والاستفادة من كافة الخبرات المتاحة لإدارة القضية السكانية، وحرصت أن يكون الهدف الرئيسي من استراتيجية التعامل مع القضية السكانية هو إدارتها من منظور تنموي شامل، وهي المرّة الأولي التي يتم فيها تناول هذه القضية المحورية وفقاً لهذا المنظور الشامل الذي يعتمد في الأساس على الارتقاء بالخصائص السكانية كالتعليم، والصحة، وفرص العمل، والتمكين الاقتصادي، والثقافة إلى جانب ضبط معدلات النمو السكاني.

وأشارت السعيد إلى المشروع القومي تنمية الأسرة المصرية حيث يتم تنفيذ هذا المشروع وفقا للنهج التشاركي الذي تحرص عليه الدولة ويضمن التعاون بين كافة جهات الدولة من الوزارات والمؤسسات والمجتمع المدني، ويتضمن المشروع خمسة محاور رئيسية تتمثل في محور التمكين الاقتصادي، محور التدخّل الخدمي، محور التدخل الثقافي والإعلامي والتعليمي، محور التحول الرقمي ومحور التدخل التشريعي.

المصدر: الأسبوع

كلمات دلالية: الاستراتيجية الوطنية لتنمية الطفولة المبكرة التخطيط وزيرة التخطيط تنمیة الطفولة المبکرة لتنمیة الطفولة جودة الحیاة الدولة فی

إقرأ أيضاً:

«الصحة»: تحديث الاستراتيجية الوطنية لمكافحة فيروس نقص المناعة البشري

نظمت وزارة الصحة والسكان، ورشة عمل بالتعاون مع برنامج الأمم المتحدة المشترك لمكافحة الإيدز (UNAIDS)، على مدار يومي 23 و24 ديسمبر الجاري؛ بهدف تكثيف حملات التوعية المجتمعية بفيروس نقص المناعة البشري.

خطط حملات التوعية المجتمعية

وأشار الدكتور حسام عبدالغفار، المتحدث الرسمي لوزارة الصحة والسكان، في بيان، اليوم الأربعاء، إلى أن الورشة تستهدف تعزيز وعي المشاركين من وسائل الإعلام بالاستراتيجيات وخطط العمل المحدثة لبرامج مكافحة الإيدز، كما تهدف إلى إنشاء بيئة تفاعلية تجمع بين مسؤولي البرامج الوطنية ومعدّي خطط حملات التوعية المجتمعية.

أكد «عبدالغفار» أهمية الحملات الإعلامية في التوعية بمرض الإيدز، مشيرًا إلى دورها الفعّال في الحد من انتشار الفيروس وتقليل آثاره الصحية والاجتماعية، مشيرًا إلى أن الحملات تسعى لتصحيح المفاهيم الخاطئة، تشجيع الفحص المبكر والعلاج، ودعم المصابين نفسيًا وتقليل الوصمة الاجتماعية المرتبطة بالمرض.

تحديث الاستراتيجية الوطنية لمكافحة فيروس نقص المناعة البشري

من جانبها، استعرضت الدكتورة هبة السيد مدير البرنامج الوطني لمكافحة الإيدز، ملامح تحديث الاستراتيجية الوطنية لمكافحة فيروس نقص المناعة البشري (الإيدز)، والتي ستغطي الفترة من عام 2024 حتى 2030، لتحقيق أهداف التنمية المستدامة ورؤية مصر 2030، موضحة أن الاستراتيجية تستند على 4 محاور رئيسية وهي: تحقيق أقصى قدر من الإنصاف والمساواة في الوصول إلى الخدمات، وكسر الحواجز لتحقيق نتائج مكافحة فيروس نقص المناعة البشري، وتوفير الموارد الكاملة للاستجابات الفعالة لمكافحة الفيروس واستدامتها ودمجها في نظم الصحة والحماية الاجتماعية والأوضاع الإنسانية والاستجابات للأوبئة، وتحديث البيانات لتوجيه التدخلات المركزة، وتهدف إلى تحقيق 3 أصفار،(صفر إصابات جديدة، وصفر وصمة عار للحالات المصابة، وصفر وفيات».

أسباب الإصابة بفيروس نقص المناعة البشري

وقدمت الدكتورة هبة السيد شرحًا وافيًا للإجابات المتعلقة بالأسئلة الشائعة حول فيروس نقص المناعة البشري (الإيدز)، متطرقة إلى أسباب الإصابة، طرق انتقال الفيروس، وسائل الوقاية، وطرق التشخيص المبكر، كما ناقشت سبل تحسين جودة حياة المصابين، بالإضافة إلى العوامل التي تزيد من خطر العدوى.

من جانبه صرّح الدكتور وليد كمال، مدير مكتب الأمم المتحدة لمكافحة الإيدز بمصر، بأن ورشة العمل تُبرز الدور الجوهري للإعلام في نشر المعلومات الصحيحة ومواجهة الوصمة الاجتماعية والتمييز،مشيرًا إلى أن الورشة توفر للمشاركين الأدوات والمعلومات اللازمة لرفع مستوى الوعي المجتمعي، مع التأكيد على أهمية الوصول إلى الخدمات الصحية بدون أي تمييز،كما شدد على التزام برنامج الأمم المتحدة المشترك للإيدز ببناء شراكات مستدامة لدعم الاستجابة الوطنية لمكافحة الفيروس.

مقالات مشابهة

  • الاستراتيجية الوطنية لحقوق الإنسان فى ندوة بجامعة أسيوط
  • حصاد 2024.. جهود الدولة لتنمية سيناء
  • التنمية المحلية: إقامة مجتمعات عمرانية وإنشاء تجمعات بدوية لتنمية سيناء
  • حصاد الاستراتيجية الوطنية للتعليم العالي والبحث العلمي 2024
  • وزيرة التخطيط تعقد جلسة مباحثات مع نائب رئيس وزراء أوزبكستان الحكومة
  • وزيرة التخطيط والتنمية الاقتصادية والتعاون الدولي تشهد انعقاد منتدى الأعمال المصري الأوزبكي بمشاركة 150 شركة من البلدين
  • حصاد الاستراتيجية الوطنية للتعليم العالي والبحث العلمي في 2024
  • وزيرة التخطيط تترأس أعمال اللجنة المصرية الأوزبكية للتعاون الاقتصادي والعلمي في طشقند
  • «الصحة»: تحديث الاستراتيجية الوطنية لمكافحة فيروس نقص المناعة البشري
  • تدشين ملتقى التبادل المعرفي لتنمية الإيرادات وتعزيز التنمية المحلية بمأرب