يستمر الصراع في السودان بين الجيش السوداني وقوات الدعم السريع، الذي بدأ في أبريل الماضي وأسفر عن سقوط الآلاف من القتلى والجرحى من الشعب السوداني.

أعلنت الولايات المتحدة تعيين مبعوث جديد لها في السودان لوقف هذا الصراع، ويرون الخبراء والمختصون أن تعيين هذا المبعوث خطوة مهمة نحو إنهاء النزاع.

الحرب في السودان


واندلعت الحرب بين الجيش السوداني وقوات الدعم السريع  في الخامس عشر من أبريل 2023.


تركّزت الاشتباكات في يومها الأول في العاصمة الخرطوم (ولاية الخرطوم) وخصوصًا في محيطِ القصر الرئاسي وفي مطار الخرطوم الدولي لكنها امتدَّت في الأيام اللاحقة لمدن وبلدات أخرى تقعُ في ولايات ثانية وتحديدًا الولاية الشمالية و‌ولايات دارفور (الشمال، والجنوب، والشرق، والغرب).

 

تسبَّبت هذه الاشتباكات في تفاقم الوضع الإنساني في السودان وفي موجات نزوح كبيرة كما نجمَ عنها حتى الـ 22 من أبريل مقتل نحو 250 مدنيًا وإصابة أكثر من ألف آخرين بحسبِ إحصائيات نقابة أطباء السودان، فيما أشارت منظمة الصحة العالمية لأرقام أكبر وتكادُ تصل الضعف بحيثُ شملت عدد القتلى في صفوف المدنيين وفي صفوفِ الطرَفين المتحاربين مع توقّعات بأنّ الأرقام أكبر بكثير في ظلّ استمرار المعارك وصعوبة الحصول على أرقام دقيقة من على الأرض.

تعيين مبعوث جديد


كشفت وكالة رويترز، أن الولايات المتحدة الأمريكية قامت بتعيين مبعوث خاص جديدا إلى السودان، اليوم الاثنين، وذلك في الوقت الذي تسعي فيه واشنطن لحل الصراع بين القوات المسلحة السودانية ومليشيات الدعم السريع.
وحيث صرح وزير الخارجية الأمريكي أنتوني بلينكن في بيان له، أن الدبلوماسي السابق وعضو الكونجرس الأمريكي توم بيرييلو سيتولى دور المبعوث الخاص إلى السودان، حيث تسعى الولايات المتحدة إلى زيادة التركيز على الصراع بعد فشل المحادثات حتى الآن.

صعوبة الأمر 


ومن جِهته، قال السفير علي الحفني نائب وزير الخارجية السابق للشؤون الأفريقية، إن تعيين مبعوث إلى الولايات المتحدة الأمريكية بالسودان لا يعني إنهاء الصراع بين المتصارعين في السودان كما يعتقد البعض، لأن الأمر لا يقف على مبعوث أو دولة.

وأضاف "الحفني" في تصريحات خاصة لـ "الفجر"، أن إنهاء الصراع في السودان يقف على وجود إرادة سياسية لدى القوى المتصارعة من أجل وقف معاناة الشعب السوداني الذي تضرر بشكل كبير من هذا الصراع وتجنب معاناة هذا الشعب الذي نزح إلى دول الجوار خوفًا من هذا الصراع، مؤكدًا أن أزمة السودان تؤثر بشكل كبير على دول الجوار وأيضًا على منطقة القرن الإفريقي والضغط على اقتصاديات تلك الدول.

السفير علي الحنفي 

وعن الحل، علق نائب وزير الخارجية السابق للشؤون الأفريقية، قائلًا: "إن الحل لإنهاء الصراع في السودان يكون من خلال أمرين: "الأول هو تجمع الشعب السوداني حوله أجندة إصلاح واحدة أما الأمر الثاني هو عدم تدخل الأطراف الأجنبية في الشأن السوداني خصوصًا أن تلك الدول تملك أجندات من الممكن أن تتعارض مع بعضها البعض".

 

خطوة مهمة 

أوضح  الدكتور رامي زهدي خبير الشئون الإفريقية، أن تعيين الولايات المتحدة الأمريكية مبعوث جديد إلى السودان تعتبر خطوة مهمة وجادة من واشنطن من أجل إنهاء الصراع في السودان بشكل سريع خصوصًا مع تطور العمليات العسكرية بين الأطراف السودانية التي أدت إلى زيادة معاناة الشعب السوداني.

وعن فرصة نجاح المبعوث في وقف الصراع علق "زهدي" في تصريحات خاصة لـ "الفجر"، قائلًا:" أن مبعوث الولايات المتحدة الأمريكية من الممكن أن ينجح في وقف الصراع في السودان خصوصًا أنه سيقوم باستكمال مع وصل إليه الشركاء السابقين من دول الجوار ومصر وأيضا المملكة العربية السعودية بالإضافة إلى أن توم بيرييلو مبعوث واشنطن نجح في الحل العديد من الأزمات في الدول الإفريقية.

الدكتور رامي زهدي 


واختتم خبير الشئون الإفريقية، أن هناك بعض المشاكل التي ستواجه هذا المبعوث من الممكن أن تؤدي إلى عدم نجاحه في مهمته بشكل كبير وذلك يرجع إلى أن الأطراف المتصارعة بالسودان تحصل على دعم من بعض القوي الإقليمية والدولية وتلك القوي من الممكن أن ترفض وجود الولايات المتحدة الأمريكية في وقف هذا الصراع ولكن المبعوث سينجح إلى تخفيف حادة الصراع في تلك الفترة مشيرًا إلى أن الولايات المتحدة الأمريكية تسعى إلى تقليل حادة الصراع المنطقة خصوصًا مع زيادة التوترات في منطقة الشرق الأوسط والبحر الأحمر.

المصدر: بوابة الفجر

كلمات دلالية: السودان الجيش السوداني قوات الدعم السريع أخبار السودان السودان الان

إقرأ أيضاً:

قائد «درع السودان» يتبرأ من جرائم «الدعم السريع» ويؤكد أنه جزء من الجيش

قائد «درع السودان» أكد أنهم لم يساوموا الدولة ولم يشترطوا مكاسب سياسية عندما انخرطوا في القتال مع الجيش، وأنهم جاهزون لترتيبات الدمج والتسريح.

الخرطوم: التغيير

تبرأ قائد قوات درع السودان المساندة للجيش السوداني أبو عاقلة محمد أحمد كيكل، من الجرائم التي وقعت في ولاية الجزيرة- وسط البلاد إبان سيطرة قوات الدعم السريع عليها، فيما أكد أنهم جزء من الجيش وتحت إمرته.

وأعلن كيكل في اكتوبر الماضي استسلامه للجيش السوداني مع عدد كبير من قواته، وذلك بعد حوالي عام من تعيينه بواسطة قائد قوات الدعم السريع محمد حمدان “حميدتي” قائداً للفرقة الأولى مشاة مدني بولاية الجزيرة عقب اجتياحها بواسطة الدعم السريع في ديسمبر 2023م.

ويطالب كثيرون بمحاسبة كيكل على مساعدته في اجتياح الجزيرة وارتكاب جرائم مروعة خلال تعاونه مع الدعم السريع في الولاية.

اتهامات ومغالطات

وقال كيكل في تصريح صحفي يوم الاثنين، إنه في الآونة الأخيرة “انتشرت العديد من المغالطات والاتهامات التي تستهدف قوات درع السودان، فتارةً يشككون في قيادتها ومسؤوليتها عن الجرائم التي وقعت في ولاية الجزيرة ومناطق أخرى، في محاولةٍ لإلصاق جرائم مليشيا الدعم السريع بها، تلك المليشيا التي شهد العالم على جرائمها منذ نشأتها في دارفور وحتى الحرب الدائرة الآن”.

وأضاف: “لسنا هنا بصدد الدفاع عن أنفسنا، فالحقائق ستُكشف عاجلاً أم آجلاً، لكن الوقت الآن هو وقت العمل الجاد، وبنادق الأعداء لا زالت موجهة إلى صدورنا، تستهدف أرواحنا ووجودنا وأرضنا”.

وتابع: “عليه فإنه من الضروري التذكير بأن أولوياتنا في قوات درع السودان هي أولويات الدولة وسيادتها وكرامة شعبها، ولهذا السبب التف الشعب السوداني حولنا وساند قضيتنا، التي هي قضيته وقضية قواته المسلحة”.

لا مساومات

وأكد كيكل أن قواته عندما انخرطت في القتال لم تساوم الدولة ولم تشترط أي مكاسب سياسية، وقال: “سنبقى على عهدنا مع الشعب السوداني والقوات المسلحة بحماية البلاد وحراسة السيادة الوطنية والأمن القومي”.

وشدد على رفض أي سلوك أو خطاب يهدد وحدة مؤسسات الدولة العسكرية والأمنية، وأكد التزامهم بدورهم في الدفاع عن الأرض والعرض.

وقال: “كما أننا نعمل بتوجيهات قيادة القوات المسلحة، فالوقت الآن للمعركة والتحرير، لا للمزايدات السياسية والمناكفات، وإنجازات قوات درع السودان الميدانية تتحدث عن نفسها، وقواتنا قدمت مئات الشهداء والجرحى والمفقودين، وستظل قواتنا على درب الشهداء حتى دحر العدوان الجنجويدي الغاشم عن كل شبر من أرضنا”- حد قوله.

وجدد كيكل التزامهم الواضح بأنهم جزء لا يتجزأ من القوات المسلحة السودانية، وأضاف: “نحن على أهبة الاستعداد لترتيبات الدمج والتسريح وفقًا لقوانين المؤسسة العسكرية السودانية العريقة، متى وأينما طلبت قيادتها ذلك”.

الوسومأبو عاقلة كيكل الجيش الخرطوم الدعم السريع السودان القوات المسلحة قوات درع السودان محمد حمدان حميدتي ولاية الجزيرة

مقالات مشابهة

  • الجيش السوداني يتمدد جنوب الخرطوم ويضيق الخناق على الدعم السريع في القصر
  • الجيش السوداني يحبط محاولة الدعم السريع لفك الحصار عن قواته في القصر
  • حماس ترد على اتهام إسرائيل برفض مقترح مبعوث ترامب لوقف إطلاق النار
  • الجيش السوداني يستعيد مواقع حيوية في الخرطوم و”الدعم السريع” ترد بقصف أم درمان
  • قائد في الجيش السوداني يكشف عن خيارين أمام الدعم السريع وسط الخرطوم
  • قائد «درع السودان» يتبرأ من جرائم «الدعم السريع» ويؤكد أنه جزء من الجيش
  • الجيش السوداني يحاصر الدعم السريع بالخرطوم والسلطات تكتشف مقبرة جماعية
  • مقتل العشرات في أعاصير مدمرة تجتاح أنحاء الولايات المتحدة
  • الجيش السوداني يضيق الحصار على الدعم السريع ويقترب من القصر الرئاسي
  • مبعوث واشنطن للشرق الأوسط: مطالب حماس بوقف إطلاق النار "غير مقبولة"