عربي21:
2024-12-27@12:15:28 GMT

الإغاظة الجوية والماء فوق ظهورها محمول

تاريخ النشر: 4th, March 2024 GMT

تفتقت عقول دول العالم المحاصرة لغزة، بحيلة الإغاثة الجوية، للتكفير عن ذنوبها وتحسين صورتها التي تضررت كثيرا في الحرب الطويلة عليها، فأمريكا محاصرة أيضا، وقد كشف الطفل الغزي عورة الملك العريان، أي: إعمال تمثيلية كالتي كان بياعو العلكة السوريون يؤدونها في الكراجات، لكن في منصة السماء يستعطفون بها المسافرين لشراء بضاعتهم.

. فعمدوا إلى إغاثة جوية ليس لأنهم نسوا كلمة سر فتح باب مغارة غزة، وليس لأن جدران القلعة شديدة التحصين، إنما لأنَّ المراد من الإغاثة هو الإغاظة، والإغاظة هي لأهل غزة وللعرب والمسلمين عموما، الذين يشاهدون المجازر على الشاشات، عاجزين، ويتمزقون من الغيظ وهم يرون الأطفال يأكلون الأعشاب والحشائش، ويتحولون إلى هياكل عظمية.. وللإغاظة أسماء أخرى مثل الشماتة، والنكاية، والطرافة أيضا، وسنذكر وجه الطرافة المرّة في آخر المقال.

وقد باهى بطل صعود الأدراج ولعق الآيس كريم، الرئيس الأمريكي الرحيم، بغيرته على أرض غزة وأعلن عدم رضاه على احتلال شريط من غزة تنوي إسرائيل الاحتفاظ به كشريط عازل بين غزة وإسرائيل، وهو يناصح إسرائيل كثيرا، لكنها لا تنتصح، لا بمنعرج اللوى، ولا في ضحى الغد، ويدعو حكومة نتنياهو اليمينية بالحكمة والأسلحة غير الحسنة، التي غابت في أثناء احتلاله أفغانستان أو احتلال العراق، أو ضرب اليابان بقنبلتين نوويتين: رفق فائض هنا، وشدة مدمرة هناك.

وأعلن رؤساء دول الجوار العرب معارضتهم تهجير أهل غزة إلى بلادهم خوفا على شرف أمن مصر والأردن القومي، فحماس فصيل من الإخوان المسلمين، وهو فصيل لا يشبه شقيقاته الإخوانية الإصلاحية، الحزب الذي تعاديه الأنظمة العربية أشد العداء، لكنهم لا يمانعون تهجريهم إلى الدار الآخرة التي ليس لها أمن قومي!

معدل القتل ما زال على حاله، وقد بادر رؤساء الدول الأشد عداء لحماس والمقاومة وهم رؤساء أمريكا وإسرائيل ومصر والإمارات والأردن إلى مكرمة إغاثة جوية لشعب يموّت جوعا في القرن الحادي والعشرين، تطييبا لخواطر المحتجين في بلادهم. وكنا نظن أن حروب القرون الوسطى قد انقضت وصارت ذكرى من عالم النسيان
معدل القتل ما زال على حاله، وقد بادر رؤساء الدول الأشد عداء لحماس والمقاومة وهم رؤساء أمريكا وإسرائيل ومصر والإمارات والأردن إلى مكرمة إغاثة جوية لشعب يموّت جوعا في القرن الحادي والعشرين، تطييبا لخواطر المحتجين في بلادهم. وكنا نظن أن حروب القرون الوسطى قد انقضت وصارت ذكرى من عالم النسيان، بل إن ملكا عربيا من هؤلاء أشرف بنفسه على إسقاط صناديق الطعام في البحر، بعد الاستئذان من المحتل!

وتظهر صور قديمة للملك حبّه الاستعراض، فقد مثل دورا مدته 7 ثوان في مسلسل ستار تريك (رحلة النجوم)، مثله مثل حسني مبارك في ثلاثة أفلام هي "وداع في الفجر" و"ليلة الحنة" و"العمر لحظة".

أخطأ الإنزال في بعض إحداثيات التنزيل، وسيقال إن المؤن جنحت بسبب ضيق المكان وأعنّة الريح، مرة إلى قروش البرّ في إسرائيل، ومرّة إلى القروش في البحر.

المعونة الغذائية قليلة كما تجمع وسائل الإعلام، وتعادل حمولة شاحنتين ونصف، بل إن أمريكا على لسان رئيسها وجدت في الإنزال حلا للتجويع والتشريف معا، فأنزلت على أهل غزة 38 ألف وجبة جاهزة، فالأمريكان يحبون الديلفري، ويعشقون السرعة في كل أمر.

ويخشى أهل الخبرة والفطنة أن تكون الأطعمة غير شرعية وغير حلال، لكن الشرع يبيح أكل الميتة والدم والخنزير في المخمصة (وهي شدة الجوع). ويتساءل أقل الناس عقلا وأضعفهم رأيا عن أسباب تفضيل المحاصِرين مدّ المحاصَرين بالغذاء من الجو بدلا من البرّ، مع أنها عملية مكلفة كثيرا، بسبب صعوبة الترتيب الجوي وتكاليف الوقود، وفي الأرض أكثر من ألفي شاحنة تفسد وتتعفن في الانتظار؟ تلك قسمة ضيزى.

أول الأسباب أنها مثيرة وتتضمن كثيرا من الدراما والتشويق والحركة، وتذكّر بأفلام الأكشن، وثاني فضائل الإمداد من الجو؛ الاستعلاء، وإشعار المغاثين بأن المغيثين ملائكة، فالسماء هي العلوّ، والعلوّ من صفات الله تعالى، بل إن إسرائيل قادت الحملة الفاضلة التي ليس لها اسم، وهي عادة تطلق أسماء على عملياتها، لولا أنها طارئة، ويناسبها اسم حملة إغاثة أسماك البحر لتحسين ذاكرتها الضعيفة، أو حملة "الهباء المنثور"، أو حملة "أشبع ثم اقتل".

ومن أهداف حملة الإنزال الجوي التأكيد على أن غزة سجن حصين يُمنع الاقتراب منه، وتكريس الاحتلال وعزل حماس وشرطتها، وتجميد دورهم في الحفظ والتوزيع، وتعين على إثارة الشغب في غزة، ودفع المغاثين للتنازع حول الطعام. ومن أغراضها أيضا، الإخضاع والتطويع، والمباهاة أمام المحكمة الدولية بقيام المحتل بواجباته، وقد نسمع من جهات دولية ترشيح الدول المغيثة إلى جائزة سلام وطعام، شيء يذكر بمشاهد الخروج من أفغانستان الملحمية.

مثلا تبحث إيران عن طريق القدس في دمشق واليمن والأردن، أو تلجأ أمريكا العظيمة للجو ويمكنها أن تفتي في الأمر بهاتف، أو يجند الرؤساء العرب وزراءهم في رحلات بين عواصم العالم لبيان مكان الأذن في الرأس، والماء فوق ظهورهم محمول
كما أنها تصلح دفاعا مشهودا لتهمة التجويع العالمية، وإمتاع الناس "بالشو" والاستعراض، وتوفير ذرائع جديدة لمحللي الفضائيات، وإشعار المشاهدين أن أهل غزة يعيشون في مستطيل برمودا البري، الذي يلتهم الأخضر واليابس، والشماتة بالشعب الفلسطيني والتشفّي منه، وإيجاد بديل جوي للأونروا.

أما وجه الطرافة في الإنزال الجوي، فهو في شبه الإنزال الجوي بنكتة البحث عن الاذن الضائعة، وهي نكتة شهيرة وقديمة. وكان طلاب صفي النازحين قد كُلفوا برواية نكتة محلية بالألمانية، ورواية نكتة بلغة أجنبية أمر شاق، فاخترت نكتة سهلة يقلُّ فيها الكلام وتكثر فيها لغة الصم والبكم، فقلت للمعلمة أن تسألني عن مكان أذني، فمددتُ يدي اليمنى إلى أذني اليسرى، فضحكت، وضحك الزملاء، وهذا ما تفعله كثير من دول العالم..

مثلا تبحث إيران عن طريق القدس في دمشق واليمن والأردن، أو تلجأ أمريكا العظيمة للجو ويمكنها أن تفتي في الأمر بهاتف، أو يجند الرؤساء العرب وزراءهم في رحلات بين عواصم العالم لبيان مكان الأذن في الرأس، والماء فوق ظهورهم محمول!

twitter.com/OmarImaromar

المصدر: عربي21

كلمات دلالية: سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي مقالات كاريكاتير بورتريه غزة الإنزال الجوي التجويع غزة مساعدات حصار تجويع إنزال جوي مقالات مقالات مقالات مقالات مقالات مقالات مقالات مقالات سياسة صحافة سياسة صحافة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة صحافة سياسة اقتصاد رياضة صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة أهل غزة

إقرأ أيضاً:

وزيرا الزراعة في مصر والأردن يترأسان أعمال اجتماع اللجنة الفنية الزراعية المشتركة

ترأس علاء فاروق وزير الزراعة واستصلاح الأراضي، والمهندس خالد الحنيفات وزير الزراعة الأردني، اليوم الأربعاء، اجتماعات الدورة السابعة للجنة الفنية الزراعية المصرية الأردنية المشتركة، بحضور المهندس مصطفى الصياد نائب وزير الزراعة، وبعض قيادات الوزارتين بالبلدين وكذلك أعضاء اللجنة الفنية.

وفي بداية الاجتماع رحب فاروق، بنظيره الأردني والوفد المرافق له، وقال: إن علاقات مصر بالمملكة الأردنية الهاشمية هي علاقات تاريخية وهناك توافق في الرؤى والقضايا السياسية بين القيادتين في البلدين، الأمر الذي يدفعنا دوما لتعزيز علاقات التعاون ليس فقط في قطاع الزراعة بل في كل القطاعات الأخرى.

و وجه فاروق، الشكر إلى الحنيفات، على حسن الاستقبال وكرم الضيافة والترحيب الذي تلقاه أثناء مشاركة الوزير المصري في المنتدى الإقليمي للأمن الغذائي، الذي عقد بالعاصمة الأردنية عمان في شهر نوفمبر الماضي.

وأكد وزير الزراعة على أهمية أن تنتهي أعمال اللجنة الفنية المشتركة عن توافق في الرؤى والوصول بنتائج تؤدي إلى زيادة التعاون الزراعي والتبادل الزراعي للمنتجات بين البلدين الشقيقين.

كما وجه قيادات الوزارة بتسهيل كل إجراءات التعامل والتعاون مع الأردن الشقيق في كافة الأنشطة المرتبطة بالزراعة.

من ناحيته أعرب الحنيفات، عن امتنانه بحفاوة الاستقبال وكرم الضيافة منذ قدومه لمصر بلده الثاني موجها الشكر لنظيره المصري لما لمسه من التعامل بجدية مع كافة الملفات المشتركة مما يعزز التعاون بين البلدين.

وأشار إلى أن الأردن يعول كثيرًا على مصر الحبيبة سواء في العمق الاستراتيجي أو الأمن الغذائي، قائلًا: إننا نتطلع إلى زيادة انسياب حركة الصادرات الزراعية بين البلدين ووفقا للمعايير الدولية.

وأضاف: سوف نتخذ الإجراءات والآليات التنفيذية لتطبيق ما سوف يتم الاتفاق عليه خلال اجتماعات اللجنة، مؤكدا أننا نعتبر مصر والأردن بلد واحدة ومصلحة مشتركة ونريد الانفتاح الكامل بين البلدين.

وأشار أيضا إلى العمل على تشجيع الاستثمار الزراعي والقطاع الخاص في مصر والأردن، وفي نهاية الاجتماع اتفق الوزيران على إزالة كافة معوقات التعاون وتلبية احتياجات البلدين من السلع والمنتجات الغذائية التي فيها فائض للتصدير.

اقرأ أيضاًمحافظ البحيرة تستقبل وزيري الزراعة المصري والأردني

حصاد وزارة الزراعة في 2024.. تعزيز الأمن الغذائي في مواجهة التحديات المتلاحقة

وزراء الزراعة والتخطيط والري ومحافظ المنيا يسلمون منح «سيل» للمستفيدين بالمنيا

مقالات مشابهة

  • الصين تطلق أول سفينة إنزال في العالم تقلع منها مقاتلات
  • «لما يكون اللي جنبك لزقة».. هنا الزاهد تعلق على ظهورها مع تارا عماد | صورة
  • من لبنان وتركيا والأردن.. ضوابط لعودة اللاجئين السوريين إلى بلادهم
  • أول تعليق من إيمان إيوب بعد ظهورها بملامح مختلفة.. ماذا قالت عن انتقادات الجمهور؟
  • أحدث نكتة قالها محمد التاجي قبل خضوعه لعملية جراحية.. تطورات حالته الصحية
  • وزيرا الزراعة في مصر والأردن يترأسان أعمال اجتماع اللجنة الفنية الزراعية المشتركة
  • ما هي السوق السوداء؟.. أسباب ظهورها وتأثيرها على الاقتصاد
  • الجيش الهولندي يدعم جنوده بعتاد محمول مضاد للطائرات المسيرة
  • أفضل 10 دول تتمتع بأسرع إنترنت محمول في العالم.. 3 دول عربية في المقدمة
  • الفنان محمد التاجي يعلن خضوعه لعملية جراحية بـ«نكتة فضائية»