حاولت الفرار من نافذة شقة للأعمال المنافية فسقطت جثّةً
تاريخ النشر: 4th, March 2024 GMT
دبي: محمد ياسين
أيدت محكمة الاستئناف بدبي حكماً أصدرته محكمة أول درجة، قضى بمعاقبة آسيويَّيْن بالمؤبد وإبعادهما عن الدولة بعد قضاء محكوميتهما، لإدانتهما باحتجاز امرأة داخل شقة تستخدم في الأعمال المنافية للآداب، قبل أن تحاول الفرار من نافذتها، ووفاتها بعد سقوطها من الطابق الثاني.
دارت أحداث القضية يناير الماضي، في منطقة فريج المرر بدبي حين تقدم آسيوي ببلاغ يفيد بسقوط امرأة من نافذة شقة في الطابق الثاني، وأفاد بأنه أبصر خلال سيره في محيط مسكنه عدداً من المارة يهرعون إلى موقع أسفل بناية في المكان نفسه، فشاهد المجني عليها على الأرض تعاني إصابات إثر سقوطها.
وتابع بأنه أبصر ملابس وستائر كأن المجني عليها كانت تحاول استخدمها للنزول من الشقة، فأبلغ الشرطة التي استدعت الإسعاف، لكن المجني عليها توفيت في المكان متأثرة بإصابتها.
وأفاد شرطي بأن فريقاً من التحريات جمع الاستدلالات من مكان الواقعة، حيث تبين أن المجني عليها وامرأة أخرى محتجزتان داخل مطبخ شقة يدريها المتهمان في الأعمال المنافية للآداب، حيث حاولت الفرار من المكان لعدم رغبتها في امتهان تلك الأعمال.
وقالت المجني عليها الثانية، في التحقيقات إنها وصلت إلى الدولة بتأشيرة عمل خادمة لدى أسرة في إمارة أخرى، وهربت من كفيلها بعد 8 أشهر، بعد أن أخبرتها امرأة عن فرصة عمل براتب أعلى من راتبها، فوافقت واصطحبتها إلى مكان الواقعة، حيث وصلت المجني عليها في اليوم نفسه.
وتابعت أن الشقة كانت تضم 5 نسوة يعملن في التدليك والأعمال المنافية للآداب، فرفضتا العمل في تلك الأعمال، فاحتجزهما المتهمان داخل مطبخ الشقة، حيث حاولت الفرار من المكان بربط ملابس وستائر للنزول إلى الشارع والفرار، فسقطت.
وأقر المتهمان بجريمتهما وإدارتهما شقة للأعمال المنافية للآداب، واحتجاز المجني عليها، للضغط عليها للعمل لديهما، فدانتهما المحكمة وقضت بحكمها المتقدم ذكره. وأيّدت محكمة الاستئناف الحكم.
المصدر: صحيفة الخليج
كلمات دلالية: تسجيل الدخول تسجيل الدخول تسجيل الدخول تسجيل الدخول فيديوهات إمارة دبي المنافیة للآداب المجنی علیها الفرار من
إقرأ أيضاً:
أهمية أن تفتح نافذة للضوء
تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق
«أدب ونقد» خطوة أولى على طريق الإبداع.. في عدد واحد قدمت المجلة عام ١٩٩٣ ملفًا ضم ثلاثة وثلاثين شاعرًا جديدًا أصبح معظمهم الآن من شعراء الصف الأول
يظل الإبداع الجيد رهين الفرصة حتى يظهر للنور، ولعبت الصحافة الثقافية دورًا مهمًا عبر تاريخها الطويل في إبراز المواهب الإبداعية من مختلف الأشكال والتيارات الفنية، من خلال المجلات الثقافية المتعددة، ومنها مجلة «الرسالة» لأحمد حسن الزيات في أربعينيات القرن الماضي، ومجلة «الآداب» البيروتية في الخمسينيات والتي ظهرت من خلالها أسماء رواد حركة التجديد الإبداعي والنقدي في العالم العربي أمثال صلاح عبدالصبور وأحمد عبدالمعطي حجازي وبدر شاكر السياب ونازك الملائكة ومحمود درويش ويوسف إدريس ورجاء النقاش ومحمد الفيتوري وعبدالعزيز المقالح وساعدي يوسف وإلياس خوري وغيرهم.
ومع ظهور مجلة «المجلة» برئاسة يحيي حقي في الستينيات بدأت تظهر أسماء من أمثال جمال الغيطاني وإبراهيم أصلان وسعيد الكفراوي وصنع الله إبراهيم، بالتوازي مع الدور المهم للصفحة الأدبية لجريدة «المساء» والتي كان يشرف عليها وقتها الرائع عبدالفتاح الجمل الذي أفرد الصفحة للمواهب الجديدة وكان له دور مهم في تقديم مجموعة من الأسماء التي أصبحت فيما بعد هي نجوم الحركة الثقافية المصرية، وحمل الراية من بعده محمد جبريل.
ومع تأسيس حزب التجمع في منتصف السبعينيات، بدأ التفكير في المشاركة الفعالة من الحزب برئاسة الزعيم خالد محيي الدين في الفعل الثقافي، فكان تأسيس اللجنة الثقافية في الحزب برئاسة الكاتبة والناقدة فريدة النقاش وبمشاركة رموز الحركة الثقافية والفنية وقتها أمثال يوسف شاهين وصلاح أبوسيف وماجدة موريس وغيرهم.
وتأكد هذا الدور بعد ذلك بتأسيس اللجنة القومية للدفاع عن الثقافة الوطنية برئاسة د. لطيفة الزيات كلجنة جبهوية تتسع لكل الوطنيين بصرف النظر عن عدم عضويتهم بالحزب، وكان أمينها العام الراحل حلمي شعراوي، يعاونه محمود حامد، وكانت تضم في عضويتها كثيرًا من المثقفين المصريين من أجيال مختلفة، ودافعت عن الهوية المصرية وكان لها مواقف ثابتة من رفض كافة أشكال التطبيع مع العدو الصهيوني.
وفي عام ١٩٨٤ وتحديدًا في شهر يناير صدر العدد الأول من مجلة «أدب ونقد»، والتي واصلت مسيرتها حتى الآن في ثبات وثقة، وتجاوزت أعدادها ٤٤٠ عددًا لتصبح أكثر المجلات الأدبية المصرية المتخصصة إصدارًا من حيث العدد ومن حيث التأثير أيضًا، وقد تولى رئاسة تحريرها عبر سنواتها الأربعين كلٌ من د. الطاهر مكي والناقدة فريدة النقاش والشاعر الراحل حلمي سالم، وكاتب هذه السطور (عيد عبدالحليم)، وعبر هذه المراحل ومع تغير إدارة التحرير ظل هناك هدف واحد وأصيل للمجلة وهو تقديم المواهب الجديدة في الإبداع الشعري والقصصي والروائي والمسرحي والنقدي أيضًا.
وقدمت «أدب ونقد» عبر تاريخها مئات الأسماء والتي أصبحت الآن هي متن الثقافة العربية، نذكر منهم شيرين أبوالنجا وإيمان مرسال وحسين حمودة وإبراهيم داود وموسى حوامدة وعبدالناصر صالح وسيف الرحبي وقاسم حداد وعزمي عبدالوهاب ومي التلمساني وعمر نجم وإبراهيم عبدالفتاح وعباس بيضون ووديع سعادة ويوسف المحيميد وغادة نبيل وعلي منصور ومايسة زكي ود. شاكر عبدالحميد وطاهر البرمبالي ود. سامح مهران ومحمد الشربيني وغيرهم، كما نشرت «أدب ونقد» أول رواية طليعية في جيل التسعينيات وهي «ورود سامة لصقر» لأحمد زغلول الشبكي نشرتها كاملة بمقدم لفريدة النقاش، وكانت هذه الرواية هي بداية ثورة جديدة في الكتابة الروائية المصرية، في تسعينيات القرن الماضي.
كما حفلت المجلة بتقديم ملفات عن الشعر الجديد، ففي عدد واحد عام ١٩٩٣ قدمت ملفًا ضم ثلاثة وثلاثين شاعرًا جديدًا أصبح معظمهم الآن من شعراء الصف الأول.
وعبر باب «الديوان الصغير» قدمت المجلة نماذج من الإبداع العالمي مما ساهم في تطوير ذائقة المبدعين الجدد.
كما ساهمت المجلة من خلال ندوتها الأسبوعية، والتي كان لى شرف الإشراف عليها على مدار ٢٥ عامًا، في مناقشة مئات الأعمال الإبداعية لشباب المبدعين من المحافظات كافة.
كما حرصنا على إقامة ندوات لأدباء المحافظات مجمعة فمثلًا مرة عن أدباء بورسعيد ومرة عن السويس ومرة عن البحيرة ومرة عن الأقصر.. وهكذا.
ولم يتوقف الأمر عند هذا الحد بل كنا نعتقد ندوات داخل المحافظات باعتبارها فرصة لاكتشاف مواهب جديدة، وفي السنوات الأخيرة عقدت المجلة برتوكول تعاون مع مختبر السرديات بمكتبة الإسكندرية وقت إدارة د. مصطفى الفقي لها ونشرنا خمسة ملفات في خمسة أعداد عن نتاج ورش القصة في مختبر السرديات، وفي الورشة الأخيرة ذهبت إلى المكتبة في ندوة حضرها أدباء الإسكندرية وأثمرت هذه المشاركة بالتأكيد في التعرف على ملامح الكتابة لدى كتاب القصص الجدد.
طوال تاريخ «أدب ونقد» كان يحكمنا دائمًا معيار الجودة، أولًا وأخيرًا بعيدًا عن اسم المبدع، وكلنا في بداياتها كان هدفنا الأسمى أن ننشر في هذه المجلة العريقة، وكان النشر فيها حلمًا كبيرًا، ومع التعامل مع فريدة النقاش وحلمي سالم بدأ الحلم حقيقة.
وهكذا كل من طرق باب «أدب ونقد» دائمًا ما يحمل الذكرى الطيبة لهذا المكان، وإذا سألت أى أديب من أدباء مصر والعالم العربي: كيف كانت بدايتك؟.. بالتأكيد ستكون إجابة الغالبية: في «أدب ونقد».
وأعتقد أن «أدب ونقد» لم تكن وليدة الصدفة بل هي جزء من منظومة كبرى من العقل العقلي والفكري والسياسي لحزب التجمع برموزه بداية من المؤسس الكبير الراحل خالد محيي الدين مرورًا بالمفكر الراحل رفعت السعيد وصولًا للنائب سيد عبدالعال رئيس الحزب الحالي، الذين دعموا المجلة في مراحلها المختلفة ومنحوا من يقومون على تحريرها الثقة كاملةً إيمانًا منهم بأهمية الدور الثقافي الذي تلعبه باعتبار أن حزب التجمع هو الحزب السياسي الوحيد الذي يصدر مجلة ثقافية، بل هي الآن الأكثر استمرارية في تاريخ المجلات الثقافية المتخصصة.
وقد لعبت «أدب ونقد» بجوار جريدة «الأهالي» دورًا مهمًا في الحياة الفكرية والسياسية والأدبية في مصر، من خلال فتح نوافذ للفكر والإبداع المستنير. فقد أفردت «الأهالي» مساحة أسبوعية للمبدعين الجدد بعنوان «نافذة على الإبداع» أشرف عليها الأديب الراحل قاسم مسعد عليوه وكان يحرص على تقديم ملاحظاته النقدية لتطوير أداء الشباب، كما كانت «الأهالي» تصدر ملحقًا شهريًا فى أربع صفحات بعنوان «الكشكول» بإشراف حلمى سالم لنشر أعمال المبدعين وخاصةً الشباب منهم.
وعن تجربة شخصية، تعلمتُ من كل أساتذتي في «الأهالي» و«أدب ونقد».. تعلمت أن القيمة هي التي تبقى، وأن تبني المواهب هو في حد ذاته موهبة لا يقدر عليها إلا من تربى في وسط معرفي مميز، وهذا الوسط كان بالنسبة لي هو بيتي في حزب التجمع، وأهلي هم من تعلمت على أيديهم أمثال عبدالعال الباقوري وصلاح عيسى ونبيل زكي وفريدة النقاش وحلمي سالم وأمينة النقاش ومحمود حامد ومدحت الزاهد وسليمان شفيق ومصباح قطب وأحمد عز العرب وأحمد إسماعيل وحسن عثمان ومحمد سيد أحمد وغيرهم.
وأتحدث، هنا، عمن تعاملت معهم، فهناك أساتذة تمنيت العمل معهم مثل محمد عودة وفيليب جلاب ومحمود المراغي، لكن لم يسعفني الحظ بالعمل معهم.
هذه مدرسة كان عنوانها المهنية الشديدة والإخلاص والاستنارة، والبحث عن الحقيقة مع دعم كل موهبة وإبرازها للنور.
*رئيس تحرير مجلة «أدب ونقد»