ميديا بارت: نتنياهو وإستراتيجية المفاوضات العقيمة
تاريخ النشر: 4th, March 2024 GMT
رغم أنه كان من المقرر أن تبدأ مرحلة جديدة من المفاوضات بشأن وقف إطلاق النار في غزة يوم الأحد في القاهرة، فإن إسرائيل أرجأت مغادرة وفدها إلى مصر، بحجة خرق حركة المقاومة الإسلامية (حماس) الترتيبات المتفق عليها.
بهذه المقدمة، افتتح موقع ميديا بارت الفرنسي -مقالا للكاتب رينيه باكمان- حاول فيه تحديد أسباب بقاء المفاوضات بين إسرائيل وحماس، عبر قطر ومصر والولايات المتحدة، حتى الآن دون نتائج ملموسة، مشيرا إلى أن المناخ الدبلوماسي متدهور إلى حد أن فرص النجاح السريع للمناقشات قبل بداية شهر رمضان، تظل متواضعة.
فقد قالت حماس إن "المفاوضات ليست عملية مفتوحة على حساب دماء شعبنا، وإذا فشلت في وقف إطلاق النار وإطلاق سراح المحتجزين، فإن إسرائيل ستتحمل المسؤولية وحدها"، كما قال رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو ومعاونوه إن الشروط التي طرحتها حماس "غير مقبولة".
ولكن هناك أيضا تفسيرات أخرى أكثر حسما لتدهور المناخ الدبلوماسي -كما يرى باكمان- ترتبط بالمواقف السياسية أو بالمشاريع والمشاكل والحسابات الشخصية لرئيس الوزراء الإسرائيلي، وإلى الطابع المركب والمتطرف، وتقلب ائتلافه البرلماني أيضا، وإلى عدم قدرته على تصور مرحلة مقبولة وذات مصداقية لما بعد الحرب والاستعداد لها.
على المدى القصير
هذه الأمور ليس من السهل أن يتذرع بها نتنياهو والمتحدثون باسمه، وهو يعرف أفضل من غيره، أن ما هو على المحك الآن، أبعد من مصير المحتجزين ومن نتيجة الحرب، ومن الانتقال إلى ما بعد الحرب والبحث عن توازن إقليمي جديد، إنه مستقبله السياسي والشخصي.
والمشكلة هي أنه "لا يمكن أن يتوقع أحد من مثل هذا السياسي المغرور والحاقد والمتلاعب أن يتصرف بشكل لائق كرجل دولة عند مغادرة مسرح السلطة"، لأن مصير شعبه، ناهيك عن مصير أعدائه، تحجبه عنه أثناء اختياراته النهائية، ميوله الأيديولوجية ورغبته العنيدة في حماية مصالحه الشخصية، كما يرى نائب سابق يعرفه جيدا.
وبدا خلال اللقاءات التي جرت في باريس، أن حماس طلبت وقف القتال لمدة 135 يوما على 3 مراحل من 45 يوما، وإطلاق سراح 100 من المحتجزين الأحياء ونحو 30 جثة، مقابل إطلاق سراح إسرائيل جزءا من 8 آلاف أسير في سجونها وانسحاب الجيش الإسرائيلي من المناطق المأهولة في المرحلة الأولى من الهدنة، ثم الانسحاب الكامل من القطاع بأكمله في المرحلة الثالثة.
نائب سابق بالكنيست: لا يمكن أن يتوقع أحد من مثل هذا السياسي المغرور والحاقد والمتلاعب أن يتصرف بشكل لائق كرجل دولة عند مغادرة مسرح السلطة، لأن مصير شعبه، ناهيك عن مصير أعدائه، تحجبه عنه أثناء اختياراته النهائية، ميوله الأيديولوجية ورغبته العنيدة في حماية مصالحه الشخصية
وبدا التوصل إلى اتفاق ممكنا بشأن هذه المقترحات -كما يقول الكاتب- ولكن نتنياهو رفضها بشكل عام، وقال إنه عازم على مواصلة العمليات العسكرية حتى ما يسميه "النصر النهائي"، الذي لا يعرف جنرالاته ما الذي يعنيه، هل هو القضاء على حماس؟ أم تدمير البنية التحتية السياسية والإدارية؟ أم طرد السكان الفلسطينيين، وعودة الاحتلال، كما يحلم بعض الشركاء في الائتلاف الحكومي؟
وأوضح نتنياهو أن "أي اتفاق لوقف إطلاق النار لن يجبر القوات الإسرائيلية على الانسحاب من غزة قبل النصر"، رغم احتجاجات عائلات المحتجزين، وقال إن الضغط العسكري من شأنه أن يمنحه شروط تبادل أفضل، ولكنه لم يتمكن من إخفاء أنه ليس في عجلة من أمره لإبرام اتفاق.
الهجوم على رفح
ومن دون حل ذي مصداقية لفترة ما بعد الحرب مباشرة، وعدم الاستعداد في حالة انتهاء القتال لمحاسبة الرأي العام له على الظروف المضطربة التي تمكنت حماس في ظلها من تنظيم هجوم السابع من أكتوبر/تشرين الأول، فإن نتنياهو لم يعط درجة عالية من الأولوية لإبرام اتفاق عندما خاطب الوفد الذي أرسله إلى باريس.
وبدت المفاوضات التالية في القاهرة، منتصف فبراير/شباط الماضي، واعدة وأكثر توترا، خاصة بحضور وفود أردنية وسعودية وإماراتية بالإضافة إلى تمثيل فلسطيني، مما أعطى تفاؤلا بأن المناقشات ستتجاوز المساومة الإنسانية العسكرية حول تثبيت وقف القتال وإطلاق سراح المحتجزين، إلى بعد طرح خطة سلام إقليمية طويلة المدى يريدون الإعلان عنها بشكل رمزي قبل بداية شهر رمضان.
ومع ذلك، بدت "هذه النية السلمية غير واقعية إلى حد ما، بل وحتى خيالية بشكل واضح"، لأن نتنياهو، رغم طلبات عدة عواصم صديقة، يواصل تأكيد ما يكرره باستمرار من أنه "لا مفاوضات ولا ضغوط خارجية ستمنعه من شن الهجوم البري، على رفح"، حسب الكاتب.
وكما كان متوقعا، ركزت المفاوضات على وقف القتال وإطلاق سراح المحتجزين وعلى تطوير خطة سلام إسرائيلية فلسطينية طويلة الأمد، بما في ذلك إقامة دولة فلسطينية.
ومن المعروف أن نتنياهو كان يعارض دائما إنشاء دولة فلسطينية، ويعادي جذريا عملية السلام ويؤيد بحزم تطوير الاستيطان وضم الأراضي الفلسطينية ببساطة، وهو يتصرف اليوم كما لو أن "اتفاقيات أبراهام" التي أبرمت في سبتمبر/أيلول 2020 تعني التطبيع بين إسرائيل والعالم العربي دون الاضطرار إلى تقديم أدنى تنازل للفلسطينيين.
فلماذا في ظل هذه الظروف، يتعين على نتنياهو إذن -كما يتساءل الكاتب- أن يخوض صفقة تبادل محتجزين بسجناء، ويمنح الدول العربية وسيلة لابتزاز تنازلات يرفضها، وسيجعله حلفاؤه الدينيون يدفع مقابلها نهاية التحالف الذي يسمح له بالاحتفاظ بالسلطة.
وبالفعل تؤكد خطة ما بعد الحرب، التي كشف عنها نتنياهو قبل أسبوعين بعد حصوله على موافقة مجلس وزراء الحرب، أنه لا يزال متمسكا بثوابته، وأنه لا يأخذ في الاعتبار اقتراحات واشنطن والشركاء العرب وتوصيات المجتمع الدولي، وقد قال الدبلوماسي السابق ألون بينكاس الذي أصبح محللا سياسيا، إن "هذه الخطة غير قابلة للتطبيق، علاوة على أنها ليست خطة".
وفي تناقض تام مع المرجعيات المقبولة منذ اتفاقيات أوسلو، فإن موقف رئيس الوزراء الإسرائيلي يمنع بحكم الأمر الواقع التوصل إلى نتيجة تفاوضية على أساس إنشاء دولة فلسطين، ولكن سلوكه غير المنتظم في الحرب يجعل وضعه السياسي أسوأ، وقد وصلت شعبيته إلى مستوى غير مسبوق من التدني، ويهدد وزير دفاعه بتفجير الائتلاف احتجاجا على إعطائه الأولوية لمصالحه السياسية الشخصية بدل مصالح البلاد.
المصدر: الجزيرة
كلمات دلالية: حريات ما بعد الحرب وإطلاق سراح إطلاق سراح
إقرأ أيضاً:
ما دلالات المفاوضات المباشرة بين أميركا وحماس؟
بعد أن كشف البيت الأبيض عن أن الولايات المتحدة أجرت اتصالات مباشرة لأول مرة مع حركة المقاومة الإسلامية (حماس) في الدوحة بشأن اتفاق وقف إطلاق النار في غزة، تلوح في الأفق جملة تساؤلات عن مسار هذه المفاوضات ومدى جدواها، بعد أن تعثرت مرارا وهي بيد الوسطاء، وذلك مع انتهاء المرحلة الأولى من الاتفاق.
وباتت غزة في وضع حرج مع انتهاء المرحلة الأولى، حيث أغلقت إسرائيل مجددا جميع المعابر المؤدية إلى القطاع لمنع دخول المساعدات الإنسانية، في خطوة تهدف إلى استخدام التجويع أداة ضغط على حماس لإجبارها على قبول بإملاءاتها.
ويريد رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو -مدعوما بضوء أخضر أميركي- تمديد المرحلة الأولى من الاتفاق، الذي دخل حيز التنفيذ في 19 يناير/كانون الثاني 2025، للإفراج عن أكبر عدد ممكن من الأسرى الإسرائيليين في غزة، من دون تقديم أي مقابل لذلك أو استكمال الاستحقاقات العسكرية والإنسانية المفروضة في الاتفاق خلال الفترة الماضية.
في المقابل، تؤكد حماس وجوب بدء مفاوضات المرحلة الثانية التي تشمل وضع حد للحرب والانسحاب الشامل لجيش الاحتلال من غزة، تمهيدا للمرحلة الثالثة وأساسها إعادة إعمار القطاع المدمّر.
إعلانوفي مقابلة مع الجزيرة نت، أجاب الكاتب والمحلل السياسي الفلسطيني ومدير مؤسسة فيميد للإعلام الفلسطينية إبراهيم المدهون عن بعض التساؤلات بشأن مسار هذه المفاوضات.
أميركا تفاوض حماس.. ما وراء ذلك؟لم يكن مفاجئا أن تستجيب حركة حماس لأي حوار مع الولايات المتحدة، فهي لا تمانع الحديث مع أي دولة في العالم باستثناء الاحتلال الإسرائيلي، بل ترى في فتح قنوات مع واشنطن خطوة مهمة لفهم مواقفها والتأثير على قراراتها.
لكن الجديد هذه المرة أن الحوار لم يأتِ عبر قنوات خلفية أو شخصيات غير رسمية، بل جرى بشكل مباشر بين مسؤول في الإدارة الأميركية وحماس، في سابقة تحمل دلالات إستراتيجية عميقة.
الحوار الذي كُشف عنه يجري بين آدم بولر مبعوث الرئيس الأميركي دونالد ترامب وقيادات في حركة حماس، ويتمحور بشكل أساسي حول الأسير الأميركي الإسرائيلي عيدان ألكساندر المحتجز لدى المقاومة الفلسطينية.
لكن هذا الحوار يتجاوز كونه مفاوضات إنسانية بحتة، فهو يأتي بعد فشل إسرائيل والولايات المتحدة في تحقيق أهدافهما في الحرب على غزة، ويعكس تحولا تكتيكيا في طريقة تعامل واشنطن مع الصراع.
وفي رأي المحلل والكاتب السياسي الفلسطيني أحمد الحيلة في منشور على منصة إكس، فإن الاتصالات واللقاءات بين آدم بولر مبعوث الرئيس ترامب لشؤون الأسرى وحركة حماس في الدوحة بالتوازي مع مفاوضات وقف إطلاق النار والنقاش تعني ما يلي:
اعتراف واشنطن واقعيا بالحركة كجزء مهم من المشهد الفلسطيني، ولا يمكن تجاوزها بعد فشل القضاء عليها عسكريا. تراجع ثقة ترامب بنتنياهو الذي يقدم حساباته الشخصية على حساب مصالح الولايات المتحدة الأميركية وإسرائيل، حسب قناعة رأي عام إسرائيلي واسع، فنتنياهو يسعى لتعطيل اتفاق وقف إطلاق النار، مما يعني تعليق إطلاق سراح الأسرى، واستمرار التوتر تحت عنوان الحرب. هناك مصلحة لواشنطن بوقف الحرب لاستثمار علاقاتها سياسيا (التطبيع) واقتصاديا مع الدول العربية، وهذا يحتاج إلى هدوء في المنطقة. تهديد ترامب ونتنياهو لغزة بالجحيم والحرب الفتاكة ما زال أداة ضغط تفاوضية، والباب ما زال مشرعا لمزيد من المفاوضات. إعلان لماذا تفاوض واشنطن حماس الآن؟ظلت الإدارات الأميركية المتعاقبة على مدار سنوات تضع شروطا تعجيزية أمام أي حوار مع حماس، أبرزها الاعتراف بإسرائيل، ونزع السلاح، والالتزام بالاتفاقات السابقة مع الاحتلال. لكن اليوم، ومع استمرار المعارك في غزة وفشل الاحتلال في تحقيق أي انتصار سياسي أو عسكري، باتت واشنطن أمام واقع جديد: حماس لم تُهزم، ولم تُستأصل، ولا يمكن تجاهلها بعد الآن.
الحوار المباشر هو اعتراف أميركي غير معلن بأن حركة حماس باتت رقما ثابتا في المعادلة السياسية، ولا يمكن تجاوزها في أي عملية سياسية.
كما أن إسرائيل نفسها اضطرت في السابق للجلوس إلى طاولة المفاوضات مع حماس، سواء خلال مفاوضات إطلاق سراح جلعاد شاليط، أو مفاوضات وقف إطلاق النار المتكررة عبر وسطاء إقليميين، أو صفقة تبادل الأسرى التي وقعت في الدوحة برعاية قطرية مصرية، والتي أدت إلى إطلاق سراح عدد من الأسرى الفلسطينيين مقابل أسرى إسرائيليين.
ما انعكاسات الحوار على معادلة الصراع؟لا شك أن مجرد انعقاد هذه المفاوضات يمثل ضربة قاسية لنتنياهو وحكومته، إذ يُظهر مدى ضعف إسرائيل وعجزها عن فرض إرادتها بالقوة، رغم استخدامها كافة الأساليب الوحشية في حربها على غزة.
وكشفت مصادر إسرائيلية عن غضب نتنياهو من هذه المحادثات، ومحاولاته المتكررة للضغط على إدارة ترامب لوقفها، لكنه لم ينجح. بل إن هذا التطور أظهر إسرائيل بحجمها الحقيقي، مجرد تابع للسياسة الأميركية، وليس كما تحاول تصوير نفسها كقوة مستقلة.
ما الذي يجب أن تطالب به حماس؟حماس أمام فرصة حقيقية لا ينبغي تفويتها، إذ يمكنها البناء على هذا الحوار وتحويله من مجرد مفاوضات حول أسير أميركي إلى نقاش سياسي أوسع.
ومن أبرز المطالب التي يمكن أن تطرحها الحركة:
رفع اسم حماس من قائمة "الإرهاب" الأميركية. الاعتراف بحماس كجزء من الحل السياسي في المنطقة. ضمان دور حماس في أي معادلة سياسية فلسطينية مستقبلية، بما في ذلك منظمة التحرير الفلسطينية. التفاوض على تهدئة طويلة الأمد بشروط تحقق للشعب الفلسطيني حقوقه، دون المساس بالمقاومة. إعلان هل هذه بداية تحول أميركي؟إدراك الولايات المتحدة بأن حماس جزء من الحل وليس المشكلة قد يكون مقدمة لتحولات أوسع في السياسة الأميركية تجاه القضية الفلسطينية. وإذا استطاعت حماس إدارة هذا الحوار بحكمة، فقد تجد نفسها أمام نافذة سياسية جديدة تتيح لها تعزيز شرعيتها الدولية، وتخفيف الضغوط على حلفائها، وربما حتى فرض واقع جديد يغير قواعد اللعبة في الصراع الفلسطيني الإسرائيلي.
وتدرك إسرائيل جيدا خطورة هذا المسار، ولذلك من المتوقع أن تسعى بكل الطرق لإفشاله. كما أن بعض القوى الإقليمية قد لا ترحب بانفتاح أميركي على حماس، ومن المرجح أن نشهد خلال الأيام المقبلة حملات إعلامية إسرائيلية وتسريبات مضللة، وربما حتى تحركات سياسية تهدف إلى عرقلة الحوار.
ما تأثير تهديدات ترامب؟وقال المحلل السياسي الفلسطيني وسام عفيفة إن التهديدات الأميركية تحمل تناقضا كبيرا بين تهديدات ترامب ومسار التفاوض الذي بدأته الإدارة الأميركية مع حركة حماس، ويعد هذا التفاوض غير مسبوق على هذا المستوى، فالإدارة الأميركية نفسها هي التي أعلنت عنه، وبناء عليه يمكن قراءة هذه التهديدات بوصفها ممارسة أقصى درجات الضغط على حماس من أجل الحصول على بعض التنازلات خلال هذه المفاوضات.
كما تأتي أيضا في سياق أن الإدارة الأميركية لم تعد ترى أن مسار المفاوضات الذي تتبعه حكومة نتنياهو مجديا وأن الوقت ينفد، وأن النتائج المترتبة عنها لم تكن بالوتيرة نفسها التي تنتج عن المفاوضات مع الإدارة الأميركية التي تعتمد على لغة الصفقات والنتائج السريعة.
وإن حماس بهذا المسار الجديد من المفاوضات يمكنها أن تقدم رؤيتها في إطار أنها أصبحت لاعبا مركزيا، ويمثل اعترافا بأنها بعد كل هذه الحرب فشل الاحتلال في القضاء عليها.
وهذه التهديدات لا بد من التعامل معها بجدية، فقد وردت على لسان الرئيس الأميركي بكل فجاجة وعنجهية، والخطير فيها أنها لا ترتبط فقط بحركة حماس أو قياداتها، ولكنها تشمل كل المشروع الوطني المرتبط بالمقاومة، وليس في قطاع غزة وحدها بل في كل الجغرافيا الفلسطينية.
إعلانإن حماس ستتعامل مع هذه الضغوط ليس بتنازلات ولكن بالواقعية التي تراعي المتغيرات في المشهد عامة، وبما يتناسب مع تصريحات ترامب ومخرجات القمة العربية والمعطيات الميدانية وما يتعلق بوضع المقاومة.
وإذا نجحت حماس في أن تحيّد الإدارة الأميركية في ألا تكون طرفا مركزيا في المعركة تكون نجحت كثيرا، فأميركا اليوم لم تعد تقدم نفسها كوسيط، ولكنها طرف آخر، مما يزيد في تعقيد المشهد لأن أميركا لم تعد وسيطا ضامنا في المفاوضات، ولكنها تمارس كل أدوات الضغط والتهديد بفتح أبواب الجحيم.
وكان ترامب حذر حركة حماس، في ما سماه "التحذير الأخير لهم"، بإنهاء أمر الحركة إذا لم تطلق فورا سراح جميع الأسرى الإسرائيليين لديها، وتعيد الموتى منهم.