لماذا سمي شهر رمضان بهذا الاسم ؟، لاشك أنه أحد الأسرار الخفية عن هذا الشهر الكريم الذي يفيض علينا بالنفحات والرحمات والعطايا الربانية والبركات ، ومن ثم فإننا نهتم بكل ما يخصه ومن بينها لماذا سمي شهر رمضان بهذا الاسم ؟.

رمضان 2024 يبدأ الأحد.. فاغتنمه بهذه الصلاة في أول ساعة وصمه باليوم التالي متى رمضان 2024؟.

. اعرف موعده وعدد ساعات الصيام ومواقيت الإمساك والإفطار لماذا سمي شهر رمضان بهذا الاسم

تباينت الآراء في اسم شهر رمضان وسبب تسميته بذلك، وبيانها فيما يأتي: 

أنّه كان موافقاً للحرّ الشديد عندما نُقِلت أسماء الشهور من اللغة القديمة..أنّ فيه حرقاً للذنوب والمعاصي؛ أي مغفرتها.أنّ جوف الصائم فيه يكون شديد الحرّ.أنّ القلوب فيه تتّعظ، وتتأثّر بحرارة الخير كما تؤثّر حرارة الشمس في الحجارة والرمال.أنّ العرب كانوا يُجهّزون فيه ما يملكونه من السلاح للحرب القادمة في شهر شوّال.أنّه موضوع لغير معنى كبقيّة الشهور.وقد رأى فريقٌ عدم وجود علاقة بين رمضان والحرّ الشديد؛ ذلك أنّ رمضان هو أحد الأشهر القمريّة لا الشمسيّة؛ فهو ينتقل بين فصول السنة من ربيع، أو خريف، أو صيف، أو شتاء، ولا ينحصر مجيئه في فصل الصيف فقط؛ أي مع اشتداد الحرّ؛ فالرمضاء التي هي أصل كلمة رمضان يُقصَد بها اشتداد حَرّ الظمأ، لا اشتداد حَرّ الشمس، ويكون العطش في فصول السنة جميعها مع وجود الصيام، ولا يقتصر على الصيف فقط.ماذا كان يُسمّى شهر رمضان قديماً

كانت أسماء الأشهر الهجرية قديماً تختلف عمّا هي في الوقت الحاضر، ومنها رمضان؛ فمنذ عهد عاد وثمود إلى ما قبل مجيء الإسلام بمئتَي عام كان اسمه تاتل؛ وهو اسم يُطلق على الشخص الذي يتزوّد بالمياه من عينها أو بئرها، ويدلّ الاسم على أنّ وقت رمضان كان في فصل الشتاء.

وكان يُطلَق عليه اسم زاهر؛ وذلك لأنّ مجيء الشهر عند العرب يأتي مع الوقت الذي ينمو فيه زهر النبات، والنبات لا يُزهر إلّا بوجود المطر، وقبل الإسلام بما يقرب المئتَي عام، غيّرَ العرب أسماء الأشهر الهجريّة، وقِيل إنّ اقتراح تغييرها كان من كلاب بن مرة من قريش، وإنّه هو من سمّى الأسماء الحالية، وقد اعتمد العرب في الأسماء الجديدة على الظروف المناخية والاجتماعية التي تُوافق كلّ شهر منها؛ فجاء اسم رمضان مُوافقاً لما يكون فيه من ابتداء شدّة الحر؛ وهي ما تُسمّى بالرمضاء، فأُطلق عليه اسم رمضان.

أصل كلمة رمضان

يُعدّ شهر رمضان الشهر التاسع بين الأشهر الهجرية؛ إذ يكون بعد شهر شعبان وقبل شهر شوّال، ورمضان هو الشهر الذي أُنزل فيه القرآن الكريم، وفرض الله -تعالى- فيه الصوم، ويتراوح عدد أيامه بين تسعة وعشرين، وثلاثين يوماً، ورمضان مفرد جمعه رمضانات، وأرمضة، ورماضين، وفيه يفتح الله أبواب الجنة، ويغلق أبواب النيران، وتُصفّد الشياطين.

أمّا أصل كلمة رمضان فيعود إلى الرَّمَض؛ وهي شدّة حرارة الشمس على الرمال وغيرها، ورَمَض اليوم؛ أي زاد حرّه واشتدّ، وفي قول رسول الله -صلّى الله عليه وسلّم- حين دخل على أهل قباء وهم يُصلّون الضحى، فقال: (صَلَاةُ الأوَّابِينَ إذَا رَمِضَتِ الفِصَالُ)؛  ومعناه أنَّ صلاة الضحى تكون حين يشتدّ الحرّ، ورمضت الفصال؛ أي احترقت أخفاف صغار الإبل التي يُطلق عليها اسم (الفصال) من حرّ الرمال، وأرمضته؛ أي أحرقته، ومنها أصل كلمة رمضان  .

شهر رمضان في الإسلام

فرض الله -تعالى- على المسلمين صيام شهر رمضان، ويُعدّ صيامه رُكناً من أركان الإسلام الخمسة، قال رسول الله -صلّى الله عليه وسلم-: (بُنِيَ الإسْلَامُ علَى خَمْسٍ: شَهَادَةِ أنْ لا إلَهَ إلَّا اللَّهُ وأنَّ مُحَمَّدًا رَسولُ اللَّهِ، وإقَامِ الصَّلَاةِ، وإيتَاءِ الزَّكَاةِ، والحَجِّ، وصَوْمِ رَمَضَانَ)، وذلك في السنة الثانية من الهجرة.

 ويُشار إلى أنّ شهر رمضان كان موضوع إجلال الناس في الجاهلية، إضافة إلى ما يتحلّى به من ميزة عن غيره من الشهور؛ إذ إنّ اسمه مذكور في القرآن الكريم دون غيره منها، وقد أُطلقت عليه عدّة أسماء، منها: شهر الصيام، وشهر الصبر، وشهر القرآن؛ إذ أُنزِل فيه القرآن الكريم.

و قال -تعالى-: (شَهْرُ رَمَضَانَ الَّذِي أُنزِلَ فِيهِ الْقُرْآنُ هُدًى لِّلنَّاسِ وَبَيِّنَاتٍ مِّنَ الْهُدَىٰ وَالْفُرْقَانِ)،  وهو شهر عظيم فيه الكثير من الرحمة، والمغفرة، والرضوان؛ إذ يمتدّ فيه الخير منذ أوّل يوم فيه وحتى آخره،  كما أنّ شهر رمضان شهد العديد من الغزوات في الإسلام؛ ففيه وقعت غزوة بدر، ومعركة عين جالوت، وتجدر الإشارة إلى أنّ رسول الله -صلّى الله عليه وسلّم- صام تسع رمضانات قبل وفاته.

المصدر: صدى البلد

كلمات دلالية: شهر رمضان سمي شهر رمضان

إقرأ أيضاً:

نفحات رمضان بمنزلة الهدايا القيِّمة

في العيد نتحلّى باللّباقة الأخلاقيّة الَّتي نستمدُّها من اللياقة الروحَّية

العباداتُ التي يمارسها المسلم من الصِّيام والحجِّ والزَّكاة، عبارة عن تمارين روحيَّة وأخلاقيَّة، ولتألف النفس أن تحيا بأخلاق صحيحة، بدافع المثوبة والترغيب للطاعات، ملتمساً من التعود عافيةَ الروح وتدعيم التقوى وترويض النفس وسلامة الخلق، كما أنّها روافد للتطهُّر وتزكية النفس لتعلي معاني الصِّلة مع الله وبالخلق.

نحن في أيَّام العيد، وقد امتلأت نفوسنا وقلوبنا - بعد نفحات رمضان- بمحبّة الطاعات والإقبال على العبادات، لكن كيف بالإمكان المحافظة على لياقتنا الروحيَّة والأخلاقيّة؟ وهل بعد شهر من تزكية نفوسنا وتطهيرها سيبقى مفعول هذا الأثر سارياً باقياً نستمد منه الوقود لأيَّامنا الباقيَّة؟ ليتَنا جميعاً نحرصُ على أن تكون عباداتُنا مقبولةً كحرصِنا على أدائها في أوقات الصُّوم. 

نفحات رمضان بمنزلة الهدايا القيِّمة الَّتي تجعل من هذه الهبات والعطاءات الجزيلة، من: رحمة ومغفرة وعتق من النيران، شحذاً للهمم وللعبادة، ولزاماً علينا أن نحوِّل الفيوضات الربَّانيَّة التي استقيناها في تلك الليَّالي الأخيِّرة إلى مواقف صالحة وشعور إيمانيٍّ ممتد، وعمل مستمر ودؤوب إلى الخير، والتَّوجّه نحو سبل التوبة والإنابة والإخبات، واستشعار حلاوتها، تلك هي اللياقة الرُّوحَّية، ترويض النَّفس البشريَّة والوصول بها إلى درجة الكمال والخير بعد رمضان، لتتحرّر أعمالنا من ربقة العادة إلى العبادة الخالصة، لا سيَّما الإخلاص من البواعث الَّتي تسوق المسلم إلى إجادة العمل في كلِّ حياته.  

كي نحظى بالليَّاقة الروحيَّة لا بدَّ من الاستمراريَّة بالطَّاعات، وخلق الدافعيَّة لممارسة المناسبات الخيريَّة والمداومة عليها واستغلالها، إذن إنَّها عمليَّةٌ دؤوبة، لأنَّ مجاهدة النَّفس لا تنتهي إلّا بانتهاء الإنسان، وارتباط نماء الأعمال بالمداومة عليها، واستحضار الأجر، لتكوين الخلق الرَّوحيّ والمسلك المستقيم، في الحديث:((أَحَبُّ الْأَعْمَالِ إِلَى اللَّهِ أَدْوَمُهَا وَإِنْ قَلَّ )).

في العيد نتحلّى باللّباقة الأخلاقيّة الَّتي نستمدُّها من اللياقة الروحَّية، لأنَّ الصَّيام ليس منع الشَّراب والطَّعام، ولكنَّه خطوة إلى حرمان النَّفس من شهواتها ونزواتها، لتصحيح اتجاهات القلب وضبط السُّلوك، عندما يدعو الله عباده إلى خير، أو ينهاهم عن شرٍّ، يجعل الباعث هو الإيمان في القلوب، لهذا فإنَّ تردِّي الأخلاق في المجتمعات مردُّه ضعف الإيمان في النُّفوس، لهذا أخبرنا نبيُّنا أنَّه ما من شيء أثقل في ميزان العبد من حسن الخلق. جعل الله الأخلاق الغاية الأولى من بعثة نبينا عليه الصلاة والسلام، حيث اعتبرت ركناً في الإيمان به، والطريق المبين في دعوته بقوله حين قال: “إنما بُعِثتُ لأتمم مكارم الأخلاق"، حيث أفضل الأعمال إلى الله وأحبها "حسن الخلق"، وأثقلها في الميزان، وأقرب مجلساً إلى الرسول صلى الله وعليه وسلم، وإن صاحب حسن الخلق ليبلغ به درجة صاحب الصوم، وغيرها من الفضائل. لهذا رفع الإسلام من قيمة الأخلاق بحيث جعلها من كمال الإيمان، وأن سوء الأخلاق مرده إلى ضعف الإيمان أو فقدانه، وسئل: الرسول عليه الصلاة والسلام “أي المؤمنين أكملُ إيماناً؟ قال: أحسنهم خلقاً".

إنَّ الإلمام بأصول التَّعامل مع الله، والتَّعامل الأخلاقيَّ مع الخلق، يحقِّق معانيَّ الكرامة للنَّفس البشريَّة، وذلك بالتَّسامي بالرُّوح والأخلاق للرَّفع من شأن الإنسان وكرامته، إذا أردنا أن نكون خير أمَّةٍ أخرجت للنَّاس.

مقالات مشابهة

  • علامات قبول الطاعة بعد رمضان.. 5 أمارات ترقبها في نفسك
  • لماذا يلقي حزب الله على الدولة هذا الحمل الثقيل؟
  • علامات قبول العبادات وكيفية الاستمرار على الطاعة بعد رمضان
  • هل عليه قضاؤها؟.. حكم صلاة المأموم منفردا خلف الصف
  • حكم من أكل أو شرب ناسيا في صيام الست من شوال
  • نفحات رمضان بمنزلة الهدايا القيِّمة
  • “متحدث التجارة”: الخامس من شوال دخول نظامي السجل التجاري والأسماء التجارية الجديدين حيز التنفيذ
  • الفسيخ أكلة فرعونية يفضلها المصريون في الأعياد.. سعر الكيلو يصل لـ400 جنيه في بعض الأنواع الفاخرة.. نبروه  ودسوق الأشهر والأفضل
  • لماذا أمر النبي المرأة الحائض بالحضور في صلاة العيد؟ لتحصد هذه المكافأة الربانية
  • أحمد هارون يوضح أسباب ضعف المناعة النفسية ويتضرع بهذا الدعاء لتعزيزها