سودانايل:
2024-11-19@07:33:55 GMT

الحرب التي رفضها حمدوك…!!

تاريخ النشر: 4th, March 2024 GMT

إسماعيل عبد الله
في إفادته أشار خالد سلك لرفض حمدوك مقترح البرهان المتعلق بالقضاء على قوات الدعم السريع في ستة ساعات، إذا ما وافقت قوى الحرية والتغيير على منح الجنرال خليفة الدكتاتور المغرور الغطاء السياسي، وعلل حمدوك رفضه بأنهم أتوا لتحقيق السلام والاستقرار- بحسب إفادة سلك، وعليه لا يمكن أن يوافقوا على إشعال حرب من المؤكد أنها ستدوم لسنوات قادمة، في قارة موبوءة بالصراعات المسلحة ومشهورة بالحروب الطويلة الأمد، وتصديقاً لما ذهب إليه حمدوك فإنّ حرب الجنوب التي خاضها النميري والصادق المهدي والبشير، دامت فترة قاربت ربع القرن من الزمن، الشاهد في قول وزير شئون الرئاسة السابق خالد، أن كيان الحرية والتغيير كان على علم، بما سوف تؤول إليه الأوضاع بعد إشعال الحرب المخطط لها سلفاً، لذلك وقع قائد الدعم السريع في فخ الانقلاب المعد مسبقاً، والمرتب له من قبل بقايا فلول النظام البائد الذين يرأسهم البرهان قائد الجيش، وبحديث خالد أصبح من اليقين بمكان الدور السلبي الذي لعبته القوى المدنية – الحرية والتغيير – وتقصيرها في تمليك الشعب المعلومة الخطيرة في الوقت المناسب، لقد صمتت القوى المؤتمنة على ثورة ديسمبر المجيدة دهراً، ونطقت كفراً على لسان ناطقها الرسمي سلك، كيف تهيأ للحاضن السياسي لحكومة الانتقال – قحت – ان ينزلق هذا المنزلق الخطير، ويهبط لهذا الدرك السحيق؟، لماذا خشي هذا الحاضن ابتزاز وتهديد وترهيب قوى الظلام الإخوانية؟، هل جاء ذلك نتاج للوشائج الأسرية الرابطة بين بعض قادة الحاضن وشخصيات نافذة في حكومة الجبهة الإسلامية – الاخوان المسلمين؟، أم أن الأمر له علاقة بدولة ست وخمسين التي استمرأت إعادة انتاج الأزمة الوطنية جيل بعد آخر؟.


الحروب لا يعرف مآسيها إلّا الرجال الذين خاضوها، ولا يدرك كنه خطورتها إلّا الشخصيات الأممية التي واكبت أزمات وحروب القارة الإفريقية – حمدوك مثالاً، وحرب الخامس عشر من أبريل التي أشعل عود ثقابها الدباب الموتور علي كرتي وجوقته الإخوانية المتطرفة، رفضها الدكتور حمدوك الذي لا يملك ناطحة سحاب واحدة في الخرطوم، يخشى تدميرها بقذائف مدفعية الطرفين، فهو الأكثر حرصاً على عدم استنساخ تجارب الشعوب الأفريقية البائسة، التي دفعت ثمناً باهظاً حتى تعيد الحياة إلى مجاريها، ونسبة لجهالة الجاهلين من أبناء الوطن الذين ضلوا طريقهم باعتناقهم للفكر المتخلف الذي انتجه الحسنان (البنا والترابي)، دشنوا حملات مغرضة استهدفت الرجل – حمدوك – ووجهوا آلتهم الإعلامية لاغتيال شخصيته، حدث هذا دون أن يطالب أحد بسيرة ومسيرة رئيس الوزراء المجمع عليه من جمهور الثورة المجيدة، لقد صاح الرجل في وادي الصمت ولم يجد من يصغي إليه أو يقدر جهده المبذول، حتى وقعت الفأس على الرأس وبكى الشعب السوداني على اللبن المسكوب، بعد أن وجد نفسه مشرداً في بلدان العالم والإقليم، يتكفف الناس أعطوه أو منعوه، فبين ليلة وضحاها تصدرت شاشات التلفزة المحلية والعالمية، أخبار الأعداد الكبيرة من هذا الشعب المبتلى بحفنة سيئة من أبناءه، الذين غُسلت أدمغتهم بتعاليم الكتب الصفراء القادمة من الجوار، فامتلأت منصات الإعلام المرئي والمقروء بأكوام الجثث المتعفنة، المكتظة بها أزقة وحواري وأحياء المدن السودانية، التي كانت لوقت قصير قبيل تفجر فتيل الحرب، تهتف بشعار الحرية والسلام والعدالة وتحلم بالوطن الذي يسع الجميع.
الكتلة المدنية التي يقودها حمدوك بحاجة لمراجعة الأوراق وللمكاشفة فيما بين رموزها، قبل أن تخوض في شئون مستقبل العملية السياسية، فهي تحوي رموز الحكم الانتقالي – الشق المدني المسنود إليه تحقيق تطلعات ثوار ديسمبر في السلام والحرية والعدالة، على حمدوك وبحكم موقعه كقائد للكتلة أن يقيم محاكم تفتيش داخلية وحصرية بين مكونات الكتلة، للمحاسبة في التقصير الذي تم من رموز الحكومة الانتقالية المنقلب عليها كل حسب موقعه، وزراء وأعضاء مجلس سيادي وولاة وحكام أقاليم، وذلك لتصحيح المسار ومعالجة أخطاء الممارسة التي من بينها انعدام الشفافية بينهم وبين الشعب الذي استأمنهم على منجزات ثورته، ولتلافي حالة الغموض التي اكتنفت مرحلة الانتقال السالفة، فالثورة ثورة شعب وواجب من قبلوا بتحمل المسؤولية، أن يكونوا على قدر عالٍ من المصداقية والوضوح والصراحة، تلافياً لتكرار الأخطاء القاتلة التي ارتكبها غالب من تنسموا الوظيفة الدستورية بحكومة حمدوك المستقيلة، فللمضي قدماً في (تقدم) تفرض الضرورة القصوى استلهام العبرة والدرس، مما سبق من تجربة الإخفاق الانتقالي الذي أودى بحياة الناس، وأهلك الممتلكات العامة والخاصة وأفقد الوطن الأمن والاستقرار، فوقف الحرب يتطلب اجتثاث جذر المجموعة الساعية للعيش تحت ركام الجماجم، واستبعاد قاطعي الرؤوس الممثلين بالجثث أعداء الحياة، فقد كان حمدوك حكيماً حين أبان موقفه الرافض لسوق الصراع السياسي إلى العراك المسلح، من معركة مدنية وسلمية بدأت منذ فجر ثورة ديسمبر، وبما أن سيف الديمقراطية المسلول ما يزال يمثل الرغبة العارمة لغالب أفراد الشعب لا نشك أبداً في الوصول إلى وقف دائم للحرب.

إسماعيل عبد الله
ismeel1@hotmail.com  

المصدر: سودانايل

إقرأ أيضاً:

اليمن قوةٌ متصاعدةٌ تعلنُ الحربَ على الظلم

فاطمة السراجي

في زمن تتعاظم فيه التحديات وتشتد الأزمات، يبرز اليمن كقوة راسخة وشامخة، ترفض الخضوع أَو الاستسلام أمام أكبر القوى العالمية.

في انتصاراتها العسكرية الأخيرة قامت القوات المسلحة اليمنية بتنفيذ عمليات ناجحة؛ لاستهداف حاملة الطائرات الأمريكية “أبراهام” ومدمّـرتين أمريكيتين؛ مما يعكس تصميم الشعب اليمني على الدفاع عن استقلاله وحقوقه المشروعة.

لقد باتت الضربات المتصاعدة التي تنفذها القوات المسلحة اليمنية رسائل قوية تخاطب العالم بأسره، موقعةً على أن هذه العمليات ليست مُجَـرّد ردود فعل على العدوان، بل هي أَيْـضًا تصعيدٌ واضح ضد الحصار والحروب الموجهة ضد الشعوب المظلومة، خُصُوصًا الشعب الفلسطيني في غزة والشعب اللبناني.

إن استمرار هذه الضربات يأتي كرفضٍ قاطعٍ للحرب على غزة، مؤكّـدًا أن اليمن لن يتراجع أَو يستكين حتى تتوقف آلة الحرب عن قصف المدنيين ورفع الحصار وإيقاف المعاناة اليومية لسكان غزة وبقية الشعب الفلسطيني.

اليمن اليوم لا يقدم نفسه فقط كمدافع عن حدود وطنه، بل كحليف لحقوق الشعوب المظلومة في كُـلّ مكان، فمع كُـلّ عملية عسكرية تزداد قوة.

الرسالة التي يحملها: أن العدوان لن يحقّق أهدافه وأن المقاومة ستكون دائمًا خيار اليمن الأَسَاسي، وإن التهديدات التي يواجهها اليوم لن تحيدَه عن موقفه الثابت بل ستعزز عزيمته وإصراره على استمرار المعركة حتى تحقيق العدالة.

ما يحدث في غزة يحتل مكانة خَاصَّة في قلب كُـلّ يمني؛ حَيثُ يجسد الصمود والمقاومة والمشاركة في آلام وآمال الشعب الفلسطيني، لذا فَــإنَّ اليمن يعتبر نفسه جزءًا لا يتجزأ من معركة التحرير والتحرّر التي تخوضها كُـلّ شعوب المنطقة ضد الظلم والاحتلال.

العمليات العسكرية الأخيرة ليست انتقامًا فحسب، بل هي تأكيد على دعم حق الشعوب في تقرير مصيرها.

إن الرسالة واضحة: لن يتوقف اليمن عن مقاومة أي عدوان حتى تنتهي الحروب على غزة ولبنان.

كُـلّ يوم يمر تزداد وطأة الضغوط، ولكن أَيْـضًا تزداد شجاعة اليمن وثباته.

إن الشعوب المظلومة يجب أن تدرك أن هناك من يقف إلى جانبها، وأن النضال؛ مِن أجلِ الحرية ليس محصورًا في جغرافيا معينة، بل هو معركة شاملة تمس الإنسانية جمعاء.

إن اليمن يقف اليوم بكل شموخ ليؤكّـد للعالم أن الظلم لن يدوم، وأن إرادَة الشعوب الحرة قادرة على اختراق كُـلّ الحواجز، وعليه فَــإنَّ اليمن سيظل مستعدًا لمواجهة كُـلّ التحديات، مع علمه أن نصرة غزة ولبنان هي جزء من رسالته الأكبر لتحقيق العدالة والسلام.

لن يتوقف التصعيد بل سيتزايد مادامت الحرب مُستمرّة على غزة ولبنان.

ستبقى اليمن درعًا للمقاومة ومرجعًا لقضايا الحق والعدل، فالشعب اليمني يعلن بفخر واعتزاز أنه مهما اشتدت الأزمات فَــإنَّ العزيمة والإيمان سيبقيانه شامخًا في وجه الظلم والله ولي التوفيق والنصر سيكون حليف الأحرار.

مقالات مشابهة

  • اليمن قوةٌ متصاعدةٌ تعلنُ الحربَ على الظلم
  • أطباء بلا حدود: 16% من الذين تم علاجهم في مستشفى بشائر من الأطفال
  • أنفاس ثقيلة في سماء بغداد… حكاية التلوث الذي لا ينام
  • شبان سودانيون: نقاتل إلى جانب الجيش الذي عارضناه بالأمس
  • قوات الاحتياط.. جدار الأمن الإسرائيلي الذي يريد أن ينقض
  • شبان سودانيون: نقاتل إلى جانب جيش البلاد الذي عارضناه بالأمس
  • لو كان هناك تدقيق وتمحيص لما تم السماح بظهور حمدوك في مسرح السياسة السودانية
  • ما الدور الذي يمكن أن يلعبه ترامب في حرب روسيا بأوكرانيا؟ زيلينسكي يعلق
  • “الخضاب”… ملاذ اليمنيات الباحثات عن مهنة في زمن الحرب
  • شلقم: أخطر الحروب هي التي يشنها الشعب على نفسه