كلام الناس
نورالدين مدني
لم يكن الدكتور حيدر ابراهيم في حاجة للتوضيح الاعتذاري الذي نشره في الغلاف الأخير من كتابه الاسلام السوداني إذا اختار عنوان التدين الشعبي في السودان خاصة وأن الكتاب كما جاء في ذات العنوان دراسة في أنثرولوجيا الدين الشعبي.
هذا لايقلل من أهمية الكتاب الذي تضمن معلومات مهمة عن تاريخ دول الاسلام في السودان عبر المهاجرين العرب قبل قيا السلطنات الاسلامية في السودان.
أوضح الدكتور حيدر كيف أن الدراسة أثبتت إستمرار بعض الطقوس والعادات المسيحية في بعض الممارسات السودانية عند الميلاد والختان والزواج والموت، كما استمرت بعض ممارسات الماضي الفرعوني والمسيحي في طقوس وممارسات السودانيين في سلطنة سنار الاسلامية.
أشار المؤلف لانتشار الطرق الصوفية الأقرب لوجدان الإنسان السوداني قبل أن يكون المفتش العام السير ونجت هيئة العلماءعام 1902م التي قصد بها الحاكم العام تقوية الاسلام السني في مواجهة الطرق الصوفية!!!.
مع ذلك استمر وضع مكانة مشائخ الطرق الصوفية أفضل من مكانة الفقهاء وعلماء الدين في نفوس المواطنين، وأبان الدكتور حيدر وجود بعض الممارسات السودانية المخالفة لأصول الدين، وقد تزوج بعضهم الكثير من النساء وامتلكوا السراري ولبسوا الحرير وناموا على الريش.
تناول الكتاب حالات الملاماتية مثل قصص سليمان الطوالي الأغرات وزواج التسري أي زواج الجواري وبين الكتاب بعض الظواهر المجتمعية المتعلقة بالسحر والزار وشرب الخمور البلدية مثل المريسة.
استعرض الكتاب بعض الأسس الفكرية والثقافية للمتصوفة السودانيين والصراع بين رؤى المتصوفة ورؤى الفلاسفة وعلماء الكلام.
استعرض بعض الأشعار مثل مدح الزبير باشا:
سموك الزبير فارساً تشد الحيل
سموك الزبير فارساً تصد الخيل
وتمجيد القتال والانتصار مثل:
فرتيك أم لبوس لواعة الفرسان
.................................
سيفك في غضاريف الرجال صياد
لاأدري كيف فات على الدكتور مقبول التجاني ماأورده الدكتور حيدر في ملحق2 في ختام الكتاب بعنوان السودانيون : عبادة الله ام عبادة اللا ؟ وأن الزول السوداني عندما يحلف يقول واللاه وعندما يستحلف أخيه يقول له قول ولاهي وعندما يسامحه يقول له خليتك لي اللا، رغم وضوح الأمر فالفرق فرق نطق وليس فرق جوهر فكل هذه النماذج من النطق تعني لفظ الحلالة الله ولا إله غيره.
المصدر: سودانايل
كلمات دلالية: الدکتور حیدر فی السودان
إقرأ أيضاً:
هاني تمام: التدين الصحيح يخلو من الحقد واحتقار البشر
أكد الدكتور هاني تمام، أستاذ الفقه بجامعة الأزهر الشريف، أن التدين في هذا العصر ينقسم إلى ثلاثة أقسام رئيسية، موضحًا أن هناك أنماطًا من التدين تفتقر إلى جوهر الدين الحقيقي.
وأوضح أستاذ الفقه بجامعة الأزهر، خلال تصريح اليوم الأحد، أن القسم الأول هو "التدين السياسي النفعي"، حيث يستغل البعض التدين كوسيلة لتحقيق مصالح شخصية وسياسية، مشيرا إلى أن هؤلاء الأشخاص يظهرون بمظهر المتدينين، ولكنهم يوظفون الدين لخدمة مصالحهم، وعند مواجهتهم بالحقيقة، يلجؤون إلى الهجوم والاتهامات الباطلة.
أما القسم الثاني، فهو "التدين الظاهري الشكلي"، حيث يقتصر التدين على المظاهر فقط، مثل ارتداء زي معين أو أداء العبادات الشعائرية دون الالتفات إلى جوهر الدين وأثره في تهذيب النفس والروح.
وفي المقابل، تحدث عن القسم الثالث وهو "التدين الصحيح المنضبط"، مشددًا على أنه يقوم على الالتزام بأوامر الله ونواهيه ظاهرًا وباطنًا. وأكد أن الدين الحقيقي يرفض التكبر واحتقار الناس ويحث على التواضع والرحمة حتى مع أهل المعاصي.
وروي قصة الإمام معروف الكرخي، الذي دعا للشباب العاصين بالهداية والفرح في الآخرة بدلًا من الدعاء عليهم، ليؤكد على أهمية الشفقة والرحمة في الدعوة إلى الله.
وشدد على أن التدين الصحيح يعني نقاء القلب من الحقد والكراهية، والتحلي بالمحبة والإخلاص والشفقة على الناس جميعًا، مشددًا على أن التكبر والاحتقار لا يعكسان الدين الصحيح ولا يرضيان الله ورسوله.