الجزيرة:
2025-04-26@21:23:02 GMT

موقع أميركي: الدول الكبرى لن تخوض حروبا كبيرة

تاريخ النشر: 4th, March 2024 GMT

موقع أميركي: الدول الكبرى لن تخوض حروبا كبيرة

حذر باحث في الشؤون العسكرية من أن الولايات المتحدة تنزلق في صراعات في الشرق الأوسط وأوكرانيا، مما جعل المحللون يستحضرون شبح حرب عالمية ثالثة.

وأوضح تيموثي هيث، وهو أحد كبار الباحثين في مجال الدفاع الدولي في مؤسسة راند الأميركية، أن المواجهة بين الولايات المتحدة وخصومها الصين وروسيا وإيران اشتد أوارها حتى لم يعد من الممكن استبعاد اندلاع حرب واسعة النطاق بينها.

ومع ذلك، فإنه لا يتوقع أن ينشب صراع حقيقي بين القوى العظمى شبيه بالحروب العالمية التي اتسم بها القرن العشرون.

ولعل ضعف الدول المنخرطة في الصراعات يعد السمة البارزة في المنافسة المحتدمة بينها، بحسب هيث في مقاله المنشور بمجلة "ناشونال إنترست" الأميركية، إذ يعتقد أن عدم القدرة على حشد الجماهير والموارد الاقتصادية قد لا يترك للخصوم الرئيسيين خيارا سوى الاعتماد على الحروب بالوكالة، والحروب المعلوماتية والسياسية والاقتصادية مع تفادي القتال التقليدي واسع النطاق.

تفاقم نقاط ضعف أميركا

ومع أن الميزة الاقتصادية التي تتفوق بها الولايات المتحدة على جميع الدول الأخرى لا خلاف عليها -برأي الباحث–فإن نقاط ضعفها تفاقمت.

ويضيف هيث أن العصبية الحزبية الحادة في الولايات المتحدة نالت من قدرة الرئيس على التصرف، بل إن كل الأزمات التي حدثت في العقدين الأخيرين لم تنجح في حشد الرأي العام حوله.

ولا يقتصر التراجع على أميركا وحدها. فالصين وروسيا وإيران أظهرت هي الأخرى أعراضا حادة على ضعفها في الداخل. فالحكومة الصينية -كما ورد في المقال- تنتهج أساليب قاسية لقمع معارضيها وإخضاعهم لتلقين عقائدي.

وبدورها، تواجه روسيا "مستقبلا قاتما"، فقد آثر مليون من مواطنيها "الفرار" من البلاد" منذ بدء الحرب في أوكرانيا، في حين  لا تُحظى الحكومة الإيرانية بشعبية كبيرة، ولجأت إلى العنف "الوحشي" لإخماد موجات الاحتجاجات الشعبية، وفق المقال.

هشاشة الدعم الشعبي

ويرى الكاتب أن هشاشة الدعم الشعبي تجعل من شبه المستحيل تبني إستراتيجيات التعبئة الجماهيرية، التي اتبعها القادة في ذروة العصر الصناعي. ومع إدراكها لتلك الهشاشة، أبقت الدول التي تخوض حروبا في الوقت الراهن، مستوى الضرائب منخفضا، وعملت على تأمين انسياب السلع الاستهلاكية، ووضعت عبء القتال على أقلية ضئيلة من مواطنيها "الأمر الذي من شأنه أن يجعل اندلاع حرب كبرى يبدو أقل احتمالا".

ويستدرك هيث قائلا إن من المرجح أن يتخذ الصراع الجيوسياسي نمطا مختلفا عن الحروب العالمية، الأخيرة، ولخص تلك الاختلافات في 3 نقاط، أولها أن أقلية صغيرة من السكان هي التي قد تنخرط في المعارك، في حين لن تشارك فيها الغالبية العظمى أو تكتفي بالدعم السلبي في الغالب.

"إن ضآلة الدعم الشعبي تفرض قيودا صارمة على قدرة الحكومات على الاستمرار في حرب عالية الكثافة".

الانقسام قد يصبح سمة راسخة

والاختلاف الثاني يكمن في أن تراجع الدعم الشعبي وانقسام الجماهير قد يصبحان سمة راسخة في الصراعات. ففي الولايات المتحدة، تصاعدت المعارضة السياسية ضد دعم إسرائيل، وانقسم الديمقراطيون داخل الكونغرس بين مؤيد لفلسطين، وداعم بإصرار لمواصلة الوفاء بالالتزامات طويلة الأمد تجاه إسرائيل وأوكرانيا.

وهاجمت "الجماعات المتطرفة" في روسيا جيشها، بل دعت بعضها للإطاحة بالرئيس فلاديمير بوتين.

وفي إيران تزايدت المعارضة لسياساتها الخارجية في مناطق الأقليات العرقية التي تتعاطف مع أهداف حروبها بالوكالة.

أما الصين، فقد شهدت مستويات أقل من المعارضة لسياستها الخارجية، ويعزو كاتب المقال ذلك أساسا إلى أن بكين غير منخرطة في حروب خارجية.

وثالث تلك الاختلافات تتمثل في أن الحكومات قد تجد صعوبة بالغة في مواصلة حرب عالية الكثافة، نظرا لعجزها عن تعبئة موارد البلاد وسكانها، ومن ثم فإن خوض حرب لا تكلفها كثيرا ستشكل حافزا قويا لها.

المصدر: الجزيرة

كلمات دلالية: حريات الولایات المتحدة الدعم الشعبی

إقرأ أيضاً:

موقع عسكري: ما أنواع أهداف الضربات الأمريكية في اليمن التي تستخدم فيها صواريخ مضادة للإشعاع الثمينة؟

أُطلقت طائرة هجومية إلكترونية من طراز Growler مزودة بأربعة صواريخ AGM-88 مضادة للإشعاعات في مهمة، في الوقت الذي لا تزال فيه الدفاعات الجوية الحوثية تُشكل مشكلة.

 

ظهرت صورٌ نادرةٌ لطائرة هجوم إلكتروني من طراز EA-18G Growler، تتضمن أربعة نماذج من صاروخ AGM-88E الموجه المتطور المضاد للإشعاع (AARGM)، أو ربما صاروخ AGM-88 عالي السرعة المضاد للإشعاع (HARM) الأقدم، وذلك خلال عملياتٍ جارية ضد أهدافٍ حوثية في اليمن، وفق لموقع الحرب الأمريكي ووفق موقع "War zone".

 

 وبينما لا تزال تفاصيلُ الدفاعات الجوية الحوثية والرادارات وأجهزة الاستشعار المرتبطة بها غامضةً، تُؤكد الصورُ استمرارَ التهديد الذي تُمثله. سنُقدم قريبًا تحليلًا مُعمّقًا للدفاعات الجوية الحوثية. مع ذلك، تجدر الإشارة أيضًا إلى إمكانية استخدام صاروخ AARGM ضد أهدافٍ أخرى مُحددة، بما في ذلك أهدافٌ أرضيةٌ غير مُرتبطةٍ بالدفاعات الجوية.

 

نُشرت الصور الاثنين الماضي على شكل فيديو نشرته القيادة المركزية الأمريكية (CENTCOM) على موقع X. يُظهر هذا الفيديو طائرة EA-18G Growler التابعة لسرب الهجوم الإلكتروني 144 (VAQ-144)، "البطارية الرئيسية"، وهي تُطلق من على سطح حاملة الطائرات يو إس إس هاري إس ترومان (CVN 75). بالإضافة إلى الصواريخ الأربعة المضادة للإشعاع، تحمل الطائرة أيضًا صاروخين من طراز AIM-120 المتقدم متوسط ​​المدى جو-جو (AMRAAMs) وثلاثة خزانات وقود خارجية سعة 480 جالونًا.


 

 

صورة مقربة لصاروخين مضادين للإشعاع أسفل الجناح الأيمن لطائرة VAQ-144 EA-18G. لقطة من شاشة القيادة المركزية الأمريكية.

 

تُرى طائرات EA-18G بانتظام وهي تحمل صاروخين مضادين للإشعاع تحت أجنحتها، بما في ذلك في العمليات ضد الحوثيين، على الرغم من أن مجموعة من أربعة صواريخ أقل شيوعًا بكثير. عادةً ما تُخصص المحطات الأخرى لوحدات التشويش المختلفة التي تحملها طائرة غرولر، والتي يُمكنك الاطلاع عليها بمزيد من التفصيل هنا. ومع ذلك، لا يزال هذا حمولة ثابتة، وإن كانت نادرة، لطائرتي EA-18G وF/A-18E/F سوبر هورنت. حتى طائرة F/A-18C/D القديمة يُمكنها حمل صواريخ مضادة للإشعاع على محطاتها الخارجية تحت الأجنحة أيضًا.

 

تُطلق نفس الطائرة VAQ-144 EA-18G من حاملة الطائرات يو إس إس هاري إس. ترومان (CVN 75). لقطة شاشة من القيادة المركزية الأمريكية.

 

ظهرت طائرات EA-18G في عمليات ضد الحوثيين بحمولات أخرى مثيرة للاهتمام، حيث حصلت طائرات غرولر على قدرات صواريخ جو-جو موسعة من خلال خيارات إضافية لحمل صواريخ AIM-120 AMRAAM. هذه الأسلحة مُصممة أساسًا لمواجهة طائرات الحوثي المُسيّرة فوق البحر الأحمر وحوله.

 

في غضون ذلك، شوهدت طائرات F/A-18E/F المتمركزة على حاملات الطائرات وهي تحمل مجموعة واسعة من الذخائر جو-أرض خلال هذه العمليات. وتشمل هذه الذخائر سلاح المواجهة المشترك AGM-154 (JSOW) وصاروخ الهجوم الأرضي المواجهة AGM-84H - الاستجابة الموسعة، والمعروف باسم SLAM-ER. أما ذخائر الهجوم المباشر المشترك (JDAMs) الأكثر شيوعًا، والتي شوهدت أيضًا وهي تُجهّز طائرات سوبر هورنت التي تضرب أهدافًا في اليمن، والمجهزة تحديدًا بأجسام قنابل "خارقة للتحصينات".

 

السؤال المهم الذي تثيره هذه الصور الأخيرة هو أنواع الأهداف التي تُلاحق باستخدام هذه الصواريخ المضادة للإشعاع الثمينة.


 

 

يدير الحوثيون دفاعات جوية أرضية، وعلى الرغم من أن أنواع الرادارات وأجهزة الاستشعار التي يستخدمونها لكشف الأهداف وتوجيهها غير معروفة على نطاق واسع، إلا أنها تُشكّل تهديدًا كبيرًا بلا شك. وعلى وجه الخصوص، فقد ألحقوا خسائر فادحة بطائرات MQ-9 بدون طيار - ففي الشهر الماضي، ذكرت صحيفة ستارز آند سترايبس أن المسلحين اليمنيين أسقطوا 12 طائرة من طراز Reaper منذ أكتوبر/تشرين الأول 2023، نقلاً عن مسؤول دفاعي أمريكي لم يكشف عن هويته.

 

دأب الجيش الأمريكي على استهداف الرادارات التي تمتلكها المجموعة، بما في ذلك رادارات مراقبة السواحل البحرية المستخدمة لاستهداف السفن. في الوقت نفسه، يبرز مستوى التهديد الذي لا تزال تُشكله هذه الدفاعات الجوية مع وصول قاذفات الشبح B-2 في العمليات الجارية، بالإضافة إلى الاستخدام المستمر للذخائر البعيدة باهظة الثمن.

 

على الأرجح، هذه الصواريخ هي صواريخ موجهة مضادة للطائرات (AARGM)، وهي تطوير مباشر لصاروخ HARM الأقدم، المصمم أساسًا لقمع وتدمير الدفاعات الجوية للعدو. يمكن استخدام هذا بشكل دفاعي لحماية الأصول الجوية الأخرى أو تحديدًا لمهاجمة الدفاعات الجوية بشكل استباقي. يمكن لصاروخ AARGM الوصول إلى أهداف على بُعد أكثر من 80 ميلًا والوصول إلى سرعات تزيد عن ضعف سرعة الصوت.

 

التكوين الأساسي لصاروخ AARGM AGM-88E. Orbital ATK

 

يختلف صاروخ AARGM عن صاروخ HARM من نواحٍ عديدة، حيث يتميز بقدرته على إصابة رادار التهديد بدقة عالية حتى مع توقفه عن إصدار الإشعاع. قد يُغلق مُشغِّل الدفاع الجوي للعدو راداره أثناء الهجوم، لكن الصاروخ AARGM سيظل قادرًا على ضربه بدقة متناهية. حتى لو كان المُرسِل مُتحركًا وبدأ بالتحرك بعد إغلاقه، يظل الصاروخ AARGM قادرًا على ضربه، مُوجَّهًا بباحث راداري نشط يعمل بموجات المليمتر.

 

بفضل قدرته على توجيه ضربات دقيقة من مسافة بعيدة، يلعب صاروخ AARGM دورًا ثانويًا كسلاح هجومي سريع الاستجابة ضد أهداف غير مرتبطة بالدفاع الجوي. في هذا السيناريو، يُبرمج الصاروخ لضرب إحداثيات محددة بدلًا من التركيز على الانبعاثات. تجعله سرعته العالية ومداه أداةً فعالةً جدًا لاستهداف الأهداف بدقة وحساسية زمنية في هذا النوع من المواجهات.

 

في العام الماضي، أثناء نشر حاملة الطائرات يو إس إس دوايت دي. أيزنهاور (CVN-69) في منطقة الأسطول الخامس الأمريكي، أكدت البحرية لـ TWZ أن أول استخدام قتالي لصاروخ AARGM كان من صاروخ E/A-18G نُشر على متن تلك السفينة الحربية.

 

وفي الوقت نفسه، أكدت لنا البحرية أن صاروخ EA-18G مُخصص لطائرات VAQ-130 "Zappers"، من حاملة الطائرات دوايت دي. أيزنهاور، قد استخدم صاروخ AARGM لتدمير طائرة هليكوبتر هجومية من طراز Mi-24/35 Hind في اليمن.

 

بالنسبة لهدف غير باعث للإشعاعات مثل "هيند"، من المرجح أن يكون أحد عناصر "سلسلة التدمير" البحرية أو المعلومات الاستخباراتية السابقة للمهمة قد رصد الهدف، واستُخدم صاروخ AARGM لتدميره أثناء وجوده على الأرض، مستخدمًا نظام تحديد المواقع العالمي (GPS/INS) للوصول إلى الهدف، ثم توجيهه نحوه باستخدام رادار الموجات المليمترية.

 

وبناءً على طلب بموجب قانون حرية المعلومات (FOIA)، تلقت TWZ تأكيدًا لبعض أنواع الأهداف الموضحة في "علامات التدمير" على طائرات EA-18G محددة شوهدت على متن حاملة الطائرات دوايت دي أيزنهاور العام الماضي. ومن بين هذه الأهداف، أشار أحدها إلى تدمير مروحية (هيند المذكورة آنفًا)، واثنتان إلى طائرات مسيرة حوثية أُسقطت فوق البحر الأحمر، أما الستة المتبقية فكانت رادارات حوثية غير محددة.

 

يُعدّ التكوين الصاروخي المضاد للإشعاعات الثقيل وغير المعتاد لطائرة EA-18G المذكورة أحدث مؤشر على أن الدفاعات الجوية للحوثيين أكثر تطورًا مما يعتقده الكثيرون، وأنهم بعد كل هذه الأشهر ما زالوا يشكلون تهديدًا تُركّز البحرية الأمريكية بوضوح على القضاء عليه.

 

ترجمة خاصة بالموقع بوست


مقالات مشابهة

  • موقع الحرب الأمريكي: ما هي الدفاعات الجوية التي يمتلكها الحوثيون في اليمن فعليًا؟ (ترجمة خاصة)
  • كاتب أميركي: ترامب يدمر 100 عام من الميزة التنافسية الأميركية في 100 يوم
  • موقع أمريكي: تكلفة العمليات الهجومية على اليمن تثقل كاهل الولايات المتحدة الأمريكية
  • تصاعد التوتر بين الولايات المتحدة وروسيا يخيم على خطط بوتن لإقامة قاعدة بحرية في أفريقيا
  • أبرز محطات الكهرباء التي تعرضت للاستهداف في السودان
  • بن شرادة: تصريحات تيتيه غير دقيقة.. ودعم حكومة موحدة هو المطلب الشعبي
  • الولايات المتحدة تكشف تفاصيل جديدة بشأن الانفجار الذي وقع قرب موقع تراث عالمي في صنعاء
  • حسام زكي: الولايات المتحدة فقدت التأثير في توجيه السياسة الإسرائيلية وتحجيمها
  • زعماء العالم يعقدون اجتماعا للمناخ بغياب الولايات المتحدة
  • موقع عسكري: ما أنواع أهداف الضربات الأمريكية في اليمن التي تستخدم فيها صواريخ مضادة للإشعاع الثمينة؟