وفاة الفنان المصري جميل برسوم أياما بعد تكريمه
تاريخ النشر: 4th, March 2024 GMT
توفي الفنان المصري جميل برسوم، فجر اليوم الاثنين، بعد مرور أيام قليلة على تكريمه في مهرجان سينمائي.
وأعلن رئيس المركز الكاثوليكي في مصر، الأب بطرس دانيال، خبر وفاة الفنان عبر حسابه الرسمي على “الفايسبوك” قائلا: “الراحة الأبدية أعطه يارب بنورك الدائم فلتضيء له وليستريح فى سلام آمين، نقدم تعازينا القلبية فى رحيل الفنان الرائع والخلوق والمتواضع جميل برسوم الذى أمتعنا جميعا بأعماله الفنية الراقية طالبين له الرحمة والمغرفة من الله والعزاء لذويه ومحبيه”.
وكشف الأب بطرس دانيال، عن مكان جنازة الفنان جميل برسوم والذي توفي بعد تكريمه بمهرجان المركز الكاثوليكي، حيث يصلى على الجثمان ظهر اليوم بكنيسة مارجرجس في دمنهور، ولم يتم تحديد موعد العزاء والمكان بالقاهرة.
وكان الفنان الراحل جميل برسوم، قد تم تكريمه منذ أيام قليلة في ختام مهرجان السينما الاثوليكي في دورته الـ72.
كلمات دلالية تكريم جميل برسوم مشاهير مصر موت وفاةالمصدر: اليوم 24
كلمات دلالية: تكريم جميل برسوم مشاهير مصر موت وفاة جمیل برسوم
إقرأ أيضاً:
هناء ثروت تكتب: ما بين الخيانة والقيامة عندما تكون النهاية بداية جديدة
تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق
في حياة كل إنسان لحظة فارقة، لحظة يجد نفسه فيها واقفًا أمام مرآة الحقيقة، يرى ذاته كما لم يرها من قبل. يرى ضعفه، خوفه، وربما خيانته. لكن الأهم من ذلك، يرى احتمالية "القيامة"، أي النهوض مجددًا بعد السقوط. قصة بطرس ويهوذا في الأيام الأخيرة من حياة السيد المسيح، ليست مجرد أحداث تاريخية نرويها كل عام في ذكرى القيامة، بل هي مرآة عاكسة لما نعيشه نحن، كل يوم.
كلاهما، بطرس ويهوذا، كانا قريبين من يسوع، شاهدا معجزاته، سمعا كلماته، ولمسا حنانه وقبوله. رأوه يشفي الأبرص، ويفتح أعين العميان، ويقيم الموتى. شاركاه الطريق، والخدمة، والمائدة. لم يروا منه إلا محبة خالصة وتضحية نقية. ورغم هذا كله، في لحظة الحسم، خانه أحدهما، وأنكره الآخر. في سؤال مباشر: لماذا فعلتما ذلك؟ هل أساء إليكما؟ هل كذب أو خدع؟ كلا، بل أحب وأعطى حتى النهاية.
لكن الفارق بين الرجلين لم يكن في حجم الخطأ، بل في طريقة مواجهته. يهوذا، حين شعر بثقل ذنبه، ذهب وشنق نفسه، لم يصبر ليشهد القيامة، لم يؤمن بأن هناك فرصة للنهوض بعد السقوط. أما بطرس، فرغم ألمه وبكائه المرّ، عاد. قام من سقطته، ادرك ان ما يحدث أمامه هو فرصة للتوبة فغفر له المسيح، وأصبح أحد أعمدة الكنيسة الأولى. لأن القيامة، كما نؤمن بها، ليست مجرد حدث وقع وانتهى، بل هي حالة مستمرة من التجدد الداخلي.
القيامة ليست قصة نرويها، بل حياة نعيشها. كل موقف نتعرض فيه للضعف، للخيانة، للإنكار، هو دعوة لقيامة جديدة. ربما نخطئ، نضعف، نخذل من نحب، وربما نخون مبادئنا. لكن كل ذلك لا يعني النهاية، ما دامت هناك فرصة للرجوع، للتوبة، وللبداية من جديد.
عندما نمر بأزمة، ضيق، أو خطأ نرتكبه عن وعي أو عن جهل، فطريقة خروجنا من هذه اللحظة هي القيامة بمفهومها لدينا. هي ولادة جديدة من الألم. لقد قام المسيح، وهذه القيامة تُعاش اليوم في قلوبنا، عندما نرفض الموت الروحي، ونختار الحياة.
الفارق الكبير هو أن بطرس قبل الغفران وأكمل المسيرة، بينما يهوذا استسلم لليأس. وهنا السؤال الحقيقي الذي يجب أن نطرحه على أنفسنا: أي الطريقين نسلك عندما نسقط؟ هل نستسلم ونشنق أنفسنا باليأس؟ أم ننهض ونبدأ من جديد بقوة القيامة؟
لذلك، لا تجعل من عيد القيامة مجرد طقس موسمي. اجعل منه أسلوب حياة. عش القيامة يوميًا، وكن شاهداً على قوة الله القادرة أن تخرج الحياة من القبر. فكما تحوّل الصليب إلى رمز خلاص، يمكن لسقوطك أن يتحول إلى بداية جديدة، شرط ألا تهرب من المواجهة، وألا تفقد الإيمان في فرصة الغفران.
في النهاية، دعنا نتعلم من بطرس، لا من يهوذا. فالأول سقط، لكنه قام. والثاني سقط، لكنه قرر أن يبقى في القاع. والخيار دائمًا بأيدينا.