صحافة العرب:
2025-04-02@07:33:50 GMT

التحول الرقمي لشركات النفط والغاز

تاريخ النشر: 23rd, July 2023 GMT

التحول الرقمي لشركات النفط والغاز


وفقًا للأبحاث والدراسات، تسببت جائحة كوفيد-19 في تفاقم عدم التوازن الموجود بين العرض والطلب في صناعة النفط والغاز، ما أدى إلى تراجع الطلب على منتجات النفط والغاز في الأسواق العالمية وتراجع أسعارها. وتعاني الصناعة من عدم الاستقرار المالي الذي اضطر بدوره الشركات إلى اتخاذ إجراءات تقشفية مثل تخفيض العمالة والرواتب.

وتشكل صناعة الطاقة المتجددة تهديدًا آخر لصناعة النفط والغاز، حيث من المتوقع أن تصل قيمتها إلى 1.1 تريليون دولار بحلول عام 2027. وعليه، يحتاج قطاع النفط والغاز إلى استغلال التقنيات الرقمية لتجاوز هذه الاضطرابات والبقاء تنافسيًا.

في هذا المقال، ستكتشف أهم خمس تقنيات رقمية وكيف أنها تحول صناعة النفط والغاز وتجعلها أكثر كفاءة وتنافسية.

الذكاء الاصطناعي وعلوم البيانات في صناعة النفط والغاز

بعض النتائج والآثار المترتبة على استخدام التقنيات الرقمية مثل الذكاء الاصطناعي وعلوم البيانات في صناعة النفط والغاز:

تحليلات متقدمة: باستخدام البيانات الضخمة والذكاء الاصطناعي، يمكن إنشاء منصات تحليلية قوية قادرة على توفير رؤى قيّمة تساعد على تحسين الكفاءة التشغيلية والإدارية، وتقليل الاضطرابات في سلسلة إمدادات النفط والغاز. بالإضافة إلى ذلك، يمكن تحقيق توفيرات كبيرة في تكاليف البنية التحتية عند استخدام التحليلات المتقدمة مع برامج الحوسبة السحابية.

البيانات الزلزالية: يمكن للتحليل المتقدم للبيانات تحليل البيانات الزلزالية أثناء البحث عن مواقع الحفر النفطي لتوفير رؤى دقيقة حول المخاطر، ما يزيد من نسبة النجاح ويوفر الوقت والمال. وبالإضافة إلى ذلك، يمكن دمج تحليل البيانات الزلزالية مع البيانات التاريخية لتحديد مستويات النفط في الخزانات بدقة عالية.

الصيانة التنبؤية: يمكن استخدام البيانات الضخمة التي تم جمعها من الآلات الثمينة المستخدمة في منصات الحفر البحرية لتحقيق صيانة تنبؤية للأصول وتقليل حدوث الأعطال.

تقنية إنترنت الأشياء (IoT) الصناعي في صناعة النفط والغاز

تتمثل آثار إنترنت الأشياء في قطاع النفط والغاز في:مراقبة خطوط الأنابيب: من أهم التحديات التي تواجه صناعة النفط والغاز، حيث يمكن أن يتسبب التسرب والأضرار في هذه الخطوط في خسائر مالية وبيئية فادحة. ومن أجل تفادي هذه المشكلة، يُمكن استخدام تقنية إنترنت الأشياء (IoT) لمراقبة الأنابيب والمضخات والمرشحات في النظام باستخدام بيانات حية ودقيقة. وبهذا يتم تقليل الفحوصات اليدوية غير الضرورية للنظام، ويتم نشر العمال فقط عند اكتشاف الاستثناءات. ومن المتوقع أن يؤدي ذلك إلى تحقيق توفيرات كبيرة في التكاليف وتقليل الأضرار البيئية بشكل كبير.

مراقبة الأصول: يمكن لتقنية إنترنت الأشياء (IoT) أن توفر وصولًا عن بُعد إلى بيانات الاستخدام والصيانة للآلات الثقيلة المثبتة في منصات الحفر البحرية والتي تقع في مناطق نائية تتسم بظروف قاسية.

تقنية إنترنت الأشياء (IoT) في مصافي النفط: يمكن لأجهزة الاستشعار المتاحة بتقنية IoT المدمجة توفير بيانات فورية لمراقبة المعايير الأدائية، وذلك للسيطرة على هذه المؤشرات بشكل دقيق. وبفضل ذلك، يتوفر الوصول إلى البيانات على الفور على مدار الساعة لإجراء القياسات بدقة وفعالية عالية.

اللوجستيات في صناعة النفط والغاز: نظرًا لكبر حجم السفن التي تنقل النفط والغاز، فإن بعض المناطق غير قابلة للوصول إليها. توفّر شبكات LPWANs (Low-power wide-area networks) القدرة على المراقبة للعمال على السفينة ببيانات فورية للصيانة والتشغيل بطريقة فعالة وموثوقة.

التَّشْغِيل الآلِي (الأتمتة) في صناعة النفط والغاز

يُتوقع أن تتضاعف القيمة السوقية العالمية لتكنولوجيا التشغيل الآلي في صناعة النفط والغاز وتصل إلى حوالي 42 مليار دولار بحلول عام 2030. وتتضمن آثار التشغيل الآلي في صناعة النفط والغاز ما يلي:

الذكاء الاصطناعي والتشغيل الآلي بالروبوتات: يمكن تحقيق تحسين كبير في وقت عملية الإغلاق، وتقليل مخاطر الأخطاء البشرية، وتحسين قابلية التدقيق في صناعة النفط والغاز من خلال تطبيق عملية الإغلاق بواسطة RPA (روبوتات العمليات التشغيلية) والتشغيل الآلي.

التحكم الآلي في سلاسل الإمداد لصناعة النفط والغاز: يمكن تحسين أداء سلاسل إمدادات صناعة النفط والغاز وتحقيق كفاءة عالية من خلال أتمتة المعاملات الشرائية باستخدام RPA، مما يؤدي إلى تحسين أوقات الدورة وتقليل الأخطاء البشرية وزيادة الكفاءة العامة للعمليات.

الطائرات بدون طيار في الحفر البحري: يتم استخدام الطائرات بدون طيار والروبوتات الغاطسة لأتمتة فحص المناطق التي يصعب الوصول إليها في عمليات الحفر البحري. كما يمكن للروبوتات أن تقلل من الأخطاء وتزيد من سلامة العاملين أثناء تثبيت قطع جديدة وإصلاح القطع الموجودة في المواقع الخطرة.

تقنيات الواقع المعزز والافتراضي في صناعة النفط والغاز

يُتوقع أن يتضاعف حجم سوق التقنيات المتعلقة بالواقع المعزز (AR) والواقع الافتراضي (VR)، بنسبة 10 أضعاف ليصل إلى حوالي 300 مليار دولار بحلول عام 2024. وتتضمن آثار استخدام تقنيات الواقع المعزز والواقع الافتراضي في صناعة النفط والغاز ما يلي:

التدريب المحسّن: تتيح النظارات الافتراضية للعاملين فرصة التدريب العملي بدون الحاجة إلى زيارة المواقع البحرية البعيدة، ما يتيح طريقة فعالة وآمنة لتطبيق المعرفة النظرية في الحالات العملية في صناعة النفط والغاز.

الصيانة المحسّنة: يمكن لنظارات الواقع المعزز توفير خطوات تعليمية بدون استخدام اليدين والأدوات والأجزاء ذات الصلة، مما يمكّن من زيادة كفاءة الصيانة بشكل كبير، وتوفير معلومات بصرية والتخلص من الحاجة إلى قراءة الكتيبات الطويلة.

بالإضافة إلى ذلك، يمكن لنظارات الواقع المعزز (AR) توفير الوصول إلى الفيديو المباشر للفنيين الذين لا يتواجدون في موقع الصيانة، وكذلك تسجيل العملية للاستخدام المستقبلي.

تقنية البلوك تشين في قطاع النفط والغاز

تتمثل آثار تقنية البلوك تشين في قطاع النفط والغاز في:تأمين المعاملات في قطاع النفط والغاز: يمكن من خلال تقنية البلوك تشين إجراء المعاملات الرقمية بشكل أكثر شفافية وأمانًا، ومن أمثلة ذلك مبادرة Natixis و IBM و Trafigura لتطوير منصة عقد ذكي قائمة على تقنية البلوك تشين لإدارة صفقات النفط الخام بشكل آمن في الولايات المتحدة الأمريكية.

أطلقت IBM أيضًا نظام سجل حسابات مشترك يعتمد على SAP والذي يساعد على تحسين الرؤية والكفاءة في المعاملات اليومية خصوصًا في قطاع النفط والغاز.

زيادة الثقة: يمكن لتقنية البلوك تشين أيضًا تمكين تخزين ومصادقة شهادات التدريب والتوظيف. كما يمكنها تمكين زيادة الشفافية بين شركاء الأعمال فيما يتعلق بالاستدامة والممارسات الأخلاقية.

خلاصة القول

"تحول الصناعة الرقمية في صناعة النفط والغاز لا يمكن تحقيقه بدون استخدام فعال للتقنيات المتقدمة، حيث يتضمن ذلك استخدام تقنيات الإنترنت الجيوسكوبي (إنترنت الأشياء) وتحليل البيانات ومراقبة وتحسين العمليات، بالإضافة إلى استخدام تقنيات الواقع المعزز والواقع الافتراضي وإجراء تدريبات للموظفين، مما يساعد الشركات على تحقيق المزيد من الإنجاز والتفوق على منافسيها.

 

 

المصدر: صحافة العرب

كلمات دلالية: موعد عاجل الدولار الامريكي اليوم اسعار الذهب اسعار النفط مباريات اليوم جدول ترتيب حالة الطقس

إقرأ أيضاً:

السعودية تخلع معطفها القديم

في عالم السياسة، لا شيء يحدث مصادفة، وحين يتغير خطاب بحجم الإعلام السعودي الرسمي، فذلك لا يعد مجرد تعديل في النشرة، بل انقلاب في البوصلة، منذ شهور وأنا أتابع هذا التحول الغريب، جميل في بعضه، مربك في توقيته، ومذهل في إيقاعه المتصاعد، القناة السعودية الأولى، التي اعتادت لعقود أن تتجنب الاقتراب من حدود السياسة الإقليمية المشتعلة، باتت تتكلم كما لو أن داخلها قناة عربية ثائرة أطلق سراحها

في قلب شاشة الإخبارية الرسمية، تقرير عن هتلر العصر نتنياهو بلغة حادة، ويدك الكيان الصهيوني بلغة كانت محظورة في الإعلام الخليجي لعقود، باستثناء الإعلام القطري، واللافت أن هذا الخطاب لا يظهر عرضا، بل هو مستمر منذ أسابيع في هذه القناة تحديدا، التي تعبر بشكل مباشر عن التوجه الرسمي

وفي الوقت ذاته، كانت القناة تبث مقابلات مع معتمرين سودانيين من قلب الحرم المكي، يدعون للبرهان بالنصر، ويشاركهم الدعاء الصحفي السعودي ذاته، المشهد لا يحتمل التأويل، الرسالة واضحة، السعودية اختارت طرفا في الصراع، دون مواربة، ولا لغة رمادية، كما أن وزير الخارجية السوداني قال أن المملكة أبلغتهم أنها ستتكفل بكل احتياجات السودان لمدة ستة أشهر ،،

حتى المعرفات السعودية ذات الأعلى متابعة، بما فيها حسابات صحفيين بارزين، لم تعد تغرد خارج السياق الجديد، تحول خطابها بشكل لافت ليواكب التوجه الرسمي، تبنت نبرة دعم واضحة للجيش السوداني، وقبلها انفتاحا كبيرا تجاه السلطة السورية، هذا التحول في المزاج الرقمي يعكس أن التغيير لم يعد مقتصرا على القنوات الرسمية، بل أصبح يشمل الوعي العام الموجه أيضا

منذ متى تفعل السعودية ذلك، منذ متى يتحدث إعلامها بلهجة الجزيرة، دون أن تكون الجزيرة، هناك شيء يتغير، لا في الشاشة فقط، بل في القصر

منذ عام 2011، وأنا أتابع الإعلام السعودي حين أنشأت أول صفحة لي على تويتر،، كما عملت مراسلا لصحيفة الاقتصادية لعام ونصف من صنعاء ، كان الإعلام السعودي أقرب إلى متحف رسميات، لا يعادي ولا يناصر، كان حياديا إلى درجة البرود..

اليوم، لم يعد كذلك

الخطاب تغير

اللهجة تغيرت

كما أن تجربتي المهنية في مجال رصد وتحليل المحتوى، والتي امتدت لست سنوات، تجعلني أقرأ هذا التحول في الخطاب السعودي بدقة، ما يحدث في المنصات الرقمية، خصوصا عبر المعرفات الأعلى متابعة، بما فيها حسابات صحفيين وإعلاميين مؤثرين، ليس مجرد تفاعل لحظي، بل هو تحول موجه ومتدرج في المزاج العام، يعكس انسجاما مع التوجه الرسمي الجديد

هذا التغير لم يأت ارتجالا، بل يظهر بوضوح أن هناك إعادة تموضع شاملة في الخطاب، تتجاوز الإعلام الرسمي لتصل إلى وعي الجمهور عبر أدواته اليومية..

قبل أيام، ظهر عيدروس الزبيدي في خطاب تهديدي فج تجاه قبائل حضرموت، خطاب لم يأت من فراغ، بل من أزمة ثقة تتعمق بين مشروعه والمكون القبلي في الشرق، بعدها بأيام فقط، يظهر وزير الدفاع السعودي في لقاء مباشر مع رئيس حلف قبائل حضرموت

الرسالة لا تحتاج إلى محلل استراتيجي

في الملف السوري، الخطاب السعودي أقرب إلى نبض الشعب، منه إلى الخط الرسمي للدولة، أحيانا لا يمكنك أن تفرق بينه وبين خطاب قناة الجزيرة حين تتحدث عن القضايا الكبرى..

من كان يتوقع أن تتحدث القنوات السعودية بهذا الوضوح عن الغارات والاحتلالات والحق الفلسطيني، بهذا القدر من الحزم والصفاء، ما نراه ليس تغييرا في اللهجة فقط، بل تفكيك كامل للخطاب القديم

قد يقول البعض إن التغير نتيجة ظروف إقليمية بعد السابع من أكتوبر، وآخرون يرونه استجابة لحاجة واستدارة داخلية وخارجية واسعة، لكن مع ذلك، السعودية تغيرت.

من يراقب المشهد بعين أوسع سيدرك أن ما يحدث في الإعلام ليس سوى انعكاس لتحول جذري أعمق في السياسة السعودية مع صعود محمد بن سلمان، فقد نسجت المملكة خلال السنوات الأخيرة علاقة استراتيجية متنامية مع الصين، متجاوزة بذلك النمطية التقليدية التي حصرت توجهاتها لعقود في النفوذ الأمريكي، وكأن واشنطن كانت الخيار الإجباري الوحيد، هذا الانفتاح نحو الشرق أجبر واشنطن على إعادة النظر في تعاملها مع الرياض، بعدما تخلت الأخيرة عن موقع التابع واختارت أن تتصرف كقوة مستقلة وفاعلة في توازنات الإقليم والعالم، وكان اختيار السعودية كمقر للحوار الروسي الأمريكي دليلا واضحا على هذا التحول

مقالات مشابهة

  • للحد من الفساد في مؤسسات الدولة... التحوّل الرقمي هو الحل!
  • الدوري المصري ضحية «حرب البيانات»!
  • فيلم وولف مان.. الذئاب تبكي أحيانا
  • مفاجأة صادمة بشأن استخدام تقنية صور استوديو غيبلي.. ما القصة؟
  • العراق يأمل بالإسراع في استثمار حقلي “عكاس والمنصورية” لسد احتياجاته من الغاز
  • لتغطية طبية مميزة.. جامعة القاهرة تسدد 250 ألف جنيه لشركات التأمينات
  • السعودية تخلع معطفها القديم
  • معدلات إنتاج «النفط والغاز والمكثفات» خلال الساعات الماضية
  • استخدمت تقنية التعرف على الوجوه.. تركيا تطوع التكنولوجيا لقمع الاحتجاجات
  • أحمد مهران: الحوار يسهم في تسريع التحول الرقمي وصناعة القرار التكنولوجي