باحثون يحللون التنوع الحيوي للشعاب المرجانية بالأقمار الصناعية
تاريخ النشر: 4th, March 2024 GMT
قام فريق بحثي في كلية روزنستيل للعلوم البحرية والغلاف الجوي وعلوم الأرض بجامعة ميامي، بإجراء دراسة تبحث في استخدام الأقمار الصناعية التي تدور حول الأرض لتقييم وتحليل التنوع البيولوجي للشعاب المرجانية على نطاق عالمي، لإظهار المناطق ذات التنوع الحيوي الكبير.
وبحسب البيان الصحفي الصادر من جامعة ميامي، فإن الدراسة يمكن أن تساعد في تحديد مناطق المحميات البحرية للشعاب المرجانية ذات التنوع البيولوجي العالي، من أجل توجيه الجهود المستقبلية لحمايتها.
وبحسب تقرير موقع لايف تكنولوجي، فقد أحدثت الأقمار الصناعية المجهزة بتقنية الاستشعار عن بعد؛ ثورة في الطريقة التي يدرس بها الباحثون النظم البيئية للشعاب المرجانية، إذ تلتقط هذه الأقمار صورا عالية الدقة لسطح الأرض، مما يسمح بتحليل مختلف جوانب التنوع الحيوي للكائنات والنباتات في الشعاب المرجانية، بما في ذلك الغطاء المرجاني، وتوزيع الأنواع الحية، وسلامة الشعاب المرجانية بشكل عام.
كما يمكن للباحثين من خلال تحليل صور الأقمار الصناعية، تحديد ورسم خرائط لأنواع مختلفة من الشعاب المرجانية والجزر المرجانية، والحصول على المعلومات التي تساعد في فهم توزيع النظم البيئية المختلفة للشعاب المرجانية والتنوع الحيوي المرتبط بها.
صور الأقمار الصناعية توفر لقطات للأنظمة البيئية للشعاب المرجانية في وقت محدد ويفيد في تتبع تغيرات التنوع البيولوجي مع مرور الوقت (شترستوك)ومن ناحية أخرى، فإن استخدام الأقمار الصناعية في تحليل التنوع الحيوي للشعاب المرجانية يمكن أن يوفر العديد من المزايا، ومنها الحصول على تغطية واسعة النطاق للصور، إذ يمكنها التقاط صور لمناطق شاسعة، مما يسمح للباحثين بدراسة التنوع البيولوجي للشعاب المرجانية على نطاق عالمي، ويوفر فهماً شاملا لحالة الشعاب المرجانية في جميع أنحاء العالم.
وإضافة إلى ذلك توفر صور الأقمار الصناعية لقطات للأنظمة البيئية للشعاب المرجانية في وقت محدد، بحيث يمكن للباحثين مقارنة الصور الملتقطة على فترات مختلفة لتتبع التغيرات في التنوع البيولوجي مع مرور الوقت.
رسم خرائط التنوع البيولوجيوبحسب موقع لجنة الأمم المتحدة الاقتصادية، يشير مصطلح "الموائل" إلى جزء من نظام بيئي يهيئ ظروفا مواتية لوجود أو عيش كائن ما بصورة طبيعية، وبمعنى آخر نوع المكان أو الموقع الذي يوجد فيه الكائن الحي أو السكان بشكل طبيعي.
ولعل أهم الموائل على الأرض موائل البيئة البحرية التي توفر موطنا لأنواع كثيرة من الكائنات البحرية، كما تدعم الحياة البحرية، وبالتالي فإن فهم ومراقبة التنوع البيولوجي للشعاب المرجانية أمر ضروري لجهود حفظ التنوع الحيوي فيها، ولهذا فقد شهدت السنوات الأخير تحول الباحثين إلى تكنولوجيا الأقمار الصناعية لتحليل وتقييم حالة التنوع البيولوجي للشعاب المرجانية في العالم.
مع ازدياد تقدم تكنولوجيا الاستشعار عن بعد، يستخدم الباحثون صور الأقمار الصناعية لرسم خرائط للموائل البيئية (غيتي)وفي تصريحه الذي تضمنه البيان الصادر من جامعة ميامي، قال المعد الرئيسي للدراسة أستاذ ورئيس قسم علوم الأرض البحرية في كلية روزنستيل للعلوم البحرية والغلاف الجوي وعلوم الأرض سام بوركيس: "مع ازدياد تقدم تكنولوجيا الاستشعار عن بعد، ومواصلتنا استخدام صور الأقمار الصناعية لرسم خرائط للموائل البيئية، فإن ذلك يساعدنا على فهم التكوين البيولوجي والبيئي لتلك الانظمة".
وأضاف بوركيس: "لقد أظهرنا أن هذه الخرائط يمكن استخدامها لتوجيه حماية النظام البيئي، كما أن النهج التقليدي لإجراء مسوحات الغواصين لقياس التنوع البيولوجي للشعاب المرجانية يستغرق وقتا طويلاً ومكلفا، ولذلك شرع فريق البحث في إيجاد طريقة جديدة تستخدم الاستشعار عن بعد لإنتاج خرائط للموائل على نطاق عالمي".
من ناحية أخرى قال بيان جامعة ميامي، لإجراء هذه الدراسة قام الفريق البحثي باستخراج وتحليل بيانات التنوع الذي قِيس من قبل الغواصين لأسماك الشعاب المرجانية والأنواع المرجانية في مجموعة البيانات العالمية لاستطلاعات الغواصين في البعثة العالمية للشعاب المرجانية التابعة لمؤسسة خالد بن سلطان للمحيطات الحية عبر المحيط الهادي والمحيط الأطلسي والهندي، والتي تغطي خرائط ما يقرب من ربع الشعاب المرجانية الاستوائية في محيطات الأرض.
فهم ومراقبة التنوع البيولوجي للشعاب المرجانية أمر ضروري لجهود حفظ التنوع الحيوي في الشعاب المرجانية (شترستوك) تقييم التنوع البيولوجي للشعاب المرجانيةووفقا للبيان الصادر من جامعة ميامي، استخدم العلماء خرائط الأقمار الصناعية للتدقيق في مدى تعقيد أنماط موائل قاع البحر في المحيطات، وكشفت تلك الخرائط أنها مرتبطة بتنوع أنواع الكائنات الحية التي تسكنها، وهذه التعقيدات في أنماط الموائل قائمة في المحيط الأطلسي والمحيط الهادي والمحيط الهندي.
وقالت طالبة الدكتوراه في قسم علوم الأرض البحرية بكلية روزنستيل للعلوم البحرية والغلاف الجوي وعلوم الأرض والعدة المشاركة في الدراسة آنا باكر: "يوفر هذا الاكتشاف فرصة لتقييم التنوع البيولوجي للشعاب المرجانية على نطاق عالمي، كما أظهرت الدراسة كيف يمكن الكشف عن التنوع البيولوجي لهذه النظم البيئية من خرائط الأقمار الصناعية لقاع البحر".
وفي هذا السياق قال تقرير موقع لايف تكنولوجي: بينما أثبتت تكنولوجيا الأقمار الصناعية أنها أداة قيمة لتحليل التنوع البيولوجي للشعاب المرجانية، لا تزال هناك تحديات يجب التغلب عليها، إذ يمكن أن يؤثر غطاء السحب وتعكر المياه على جودة صور الأقمار الصناعية، مما يجعل من الصعب الحصول على بيانات دقيقة في مناطق معينة.
المصدر: الجزيرة
كلمات دلالية: حريات صور الأقمار الصناعیة الشعاب المرجانیة الاستشعار عن بعد التنوع الحیوی المرجانیة فی
إقرأ أيضاً:
هل أذعن أصحاب الشركات الكبرى لترامب؟
ذكر مقال نشرته فاينانشال تايمز أنه منذ إعلان فوز الرئيس الجمهوري دونالد ترامب بالانتخابات في نوفمبر/تشرين الثاني الماضي تبنت كبرى الشركات تحولا كبيرا في نهجها المعتاد، بهدف التوافق مع المواقف المحافظة التي ينتهجها ترامب.
تجلى ذلك بالتخلي عن مبادرات التنوع والشمول، وسحب الدعم من الجمعيات الخيرية المعنية بالمساواة العرقية، التي يبدي ترامب مناهضة شديدة لها منذ ولايته السابقة، ومن الأمثلة على ذلك:
شركة ميتا ألغت سياسات رقابة المحتوى التي كانت تهدف للحد من المعلومات الخاطئة، وعينت في مجلس إداراتها دانا وايت المقرب من ترامب. كما التقى زوكربيرغ المدير التنفيذي لميتا، وتيم كوك المديرالتنفيذي لشركة "آبل" مع ترامب في مقره بفلوريدا، وأعلنا عن تبرعات لصندوق تنصيب الرئيس. شركة أمازون أبرمت صفقة لإنتاج فيلم عن حياة ميلانيا ترامب، وتبرعت بمليون دولار لصندوق تنصيب الرئيس المنتخب. وتواصل جيف بيزوس مؤسس أمازون شخصيا مع ترامب بعد فوزه، معلنا دعمه لسياسات خفض اللوائح التنظيمية . أعلنت شركات مثل "أوبن إيه آي" و"سوفت بنك" عن مشروع ضخم للبنية التحتية للذكاء الاصطناعي في الولايات المتحدة، يحمل اسم استارغيت "Stargate"، بتكلفة تصل إلى 100 مليار دولار، مع إمكانية زيادتها إلى 500 مليار دولار. هذا المشروع يهدف إلى بناء مراكز بيانات واسعة لدعم الجيل القادم من تقنيات الذكاء الاصطناعي، وقد حظي بإشادة ترامب كدليل على الثقة في الاقتصاد الأمريكي. الشركات الاستهلاكية الكبرى تبنت أيضا تغييرات جذرية، مثل ماكدونالدز التي أوقفت تدريب الموظفين على المساواة العرقية والجندرية، وألغت أهداف التنوع الخاصة وبرامج إشراك الموردين من الأقليات. إعلان حسب الموجة السياسيةوعلقت الصحيفة على ذلك بأنه "لا يزال من غير الواضح ما إذا كانت هذه التحولات ستسمر على المدى الطويل أو أنها مجرد استجابة مؤقتة، وقد تكون هذه التغيرات قد تتغير إذا تغيرت البيئة السياسية أو تصاعد الضغوط الاجتماعية".
التغييرات الجماعية في نهج الشركات جعلتها عرضة لانتقادات شديدة، فوصف محللون ذلك بالتنازل عن المبادئ الأساسية لصلاح السياسيين، ما يهدد القيم الديمقراطية والاجتماعية والبيئية. ويؤدي إلى تباطؤ الجهود العالمية لمكافحة تغير المناخ.
وعلق على ذلك المستشار الاستثماري براد لاندر -حسب فايناشيال تايمز- بالقول إن انصياع الشركات لترامب أمر مثير للقلق العميق. لقد رأينا أمثلة كثيرة على ذلك عبر التاريخ. وهذه هي الكيفية التي تضعف بها الديمقراطية الأساسية مع مرور الوقت.
وفي نفس المقال ذكرت الصحيفة أنه خلال حفل تنصيب ترامب، تم تسليط الضوء على حضور عدد من الرؤساء التنفيذيين لشركات التكنولوجيا البارزة، معتبرة أن هذا الحضور يشير إلى تحول في ثقافة العمل، مع احتمال تراجع الجهود المتعلقة بالتنوع والشمول والعمل عن بُعد. حيث يعتقد بعض الخبراء أن هذا التوجه قد يؤدي إلى التركيز على حرية التعبير والنمو الاقتصادي، مما قد يقلل من برامج التنوع والشمول.
هذه التطورات تعكس سعي الشركات الأمريكية الكبرى للتكيف مع المناخ السياسي الجديد، من خلال تعديل سياساتها واستراتيجياتها بما يتماشى مع توجهات إدارة الرئيس الجديد.