«مينا» فقد وزنه بسبب «الجري ورا الكلاب»: اشتريت صحتي
تاريخ النشر: 4th, March 2024 GMT
«مشورة صديق» من هنا كانت البداية التى انطلق من ورائها مينا ثروت، حين أشار عليه صديقه بمشاركته فى الجرى وراء الكلب الخاص به، لم يتعدّ الأمر عن كونه رحلة قطعها الشاب العشرينى برفقة صديقه، لكنه لم يعلم أنها «بوابة الخير»، التى فتحت أمامه الطريق لإنقاص وزنه المفرط والوصول إلى الجسم المثالى الذى أكسبه الثقة فى النفس ومكنه من العمل بجدارة فى مهنته كمهندس مدنى يُسارع مع زملائه دون كسل أو تأخر فى الحركة.
رحلة شاقة مليئة بالتحديات خاضها الشاب العشرينى، بعدما صار لعدة سنوات متبعاً عادات غذائية خاطئة زادت من وزنه بصورة مفرطة أصابته بضغوط نفسية أفقدته الرغبة فى قياس وزنه: «وصلت لـ105 كيلو.. ماكنتش حابب أقيس وزنى تانى»، حاول اتباع بعض الأنظمة الغذائية، لكن الفشل كان مصيرها فى كل مرة: «فقدت الأمل إنى أكمل».
رحلة مليئة بالتحديات خاضها «مينا» لفقدان وزنهومع زيادة وزنه تعرّض «مينا» لبعض المواقف التى زادت من حزنه، كان أحدها فى عجزه عن شراء ما يحلو له من الملابس: «ماكانش عندى رفاهية إنى أختار حاجة.. بادور على مقاسى حتى لو شكلها مش عاجبنى»، ليمتد شعور الشاب العشرينى، حين كان طالباً فى كلية الهندسة، متذكراً تعرّضه للسقوط فى أحد مواقع التدريب العملى: «محدش خد باله.. لكن بينى وبين نفسى كنت متضايق».
ووسط كل المحاولات التى سعى إليها «مينا» أشار عليه صديقه بالجرى معه وراء الكلب الخاص به كنوع من الرياضة التى يمكنه ممارستها، ليوافقه الشاب العشرينى الذى التمس أولى نتائجها حين عاد إلى المنزل رافضاً أن يمحو ما بذله من مجهود بدنى بتناوله المزيد من الطعام: «صعب عليّا أبوظ المجهود وقُلت مش هاكل»، ربما كانت المرة التى اتخذها الشاب العشرينى بجدية وإرادة ويقرّر ممارسة رياضة الجرى بشكل يومى لمدة ساعة كاملة، ومن ثم وضع نظاماً غذائياً صحياً لطعامه: «طبعاً كنت باعانى فى الأول.. بس مبسوط إنى شايف نفسى باخس».
وعقب 3 أشهر متواصلة من الرياضة المستمرة والنظام الصحى فقد «مينا» قرابة الـ40 كيلوجراماً، ووصل الشاب العشرينى إلى وزنه المثالى ليصبح 65 كيلوجراماً، مواصلاً إنجازه بالذهاب إلى الصالات الرياضية لشد جسده من الترهلات: «بقيت أروح الجيم وبالعب رياضة علشان أظبط شكل جسمى».
إنجازات «مينا» فى وصوله إلى الوزن المثالى امتد تأثيرها فى اكتساب الثقة بالنفس وحبه لمظهره «شكلى لما باجرى وأنا رفيع أفضل كتير طبعاً»، بالإضافة إلى التحاقه بالعمل كمهندس بصورة أفضل عما وقتما كان بوزن زائد: «طبعاً فرق معايا فى الشغل.. ماكنتش هاعرف أشتغل، لأن شغلى محتاج حركة سريعة وكمان أطلع على السقالة وسط الصنايعية».
بشعور الفرحة والفخر بما حققه «مينا» من إنجاز وجّه نصيحته إلى أصحاب الوزن الزائد، قائلاً: «ماتأجلش القرار.. لازم تبدأ وتاخد الخطوة، وهتلاقى النتيجة، لكن أهم حاجة يكون عندك إرادة قوية إنك تكمل».
المصدر: الوطن
كلمات دلالية: زيادة الوزن السمنة مكافحة السمنة محاربة السمنة
إقرأ أيضاً:
رحلة إلى محضة.. عبق الذكريات وعِبر الزمن
محمد بن أنور البلوشي
"لنخطط للذهاب إلى محضة هذا الخميس"، قالت زوجتي بحماس في صوتها.
"إنها بالفعل فكرة جيدة أن نذهب إلى محضة"، أجبتها، وأنا أشعر بموجة من الحنين تجتاحني. محضة ليست مجرد مكان؛ إنها حيث تكمن كنوز ذكرياتي. كل زاوية في تلك البلدة تحمل ارتباطًا خاصًا بالنسبة لي، لمسة شخصية تجعلها عزيزة على قلبي.
بدأت الرحلة في الصباح الباكر، بعد صلاة الفجر مباشرة، من المعبيلة. امتدت الطرق أمامنا، تدعونا إلى المغامرة. قررنا أن نأخذ وقتنا، ونستمتع بمشاهدة مختلف الأماكن في منطقة الباطنة على طول الطريق.
مررنا ببركاء، والسويق، وصحم، وصحار، وفلج القبائل، حيث مرت هذه الأماكن أمامنا وكأنها صفحات من كتاب، لكل منها قصته الخاصة.
"القيادة لمسافات طويلة دون موسيقى ستكون مملة"، قلت وأنا أشغل نظام الموسيقى.
هزّت زوجتي رأسها موافقة، واخترنا الاستماع إلى الأغاني البلوشية للفنان نورال. أول أغنية تم تشغيلها كانت "جمبر، جمبر ساج شراب"، وهي قصيدة جميلة للشاعر الراحل جل محمد وفا. كان الشاعر يناجي الغيوم، طالبًا منها أن تمطر خمرًا بدل الماء. كانت الكلمات شاعرية، مليئة بالشوق والمشاعر العميقة، مما جعل الرحلة أكثر متعة.
وأثناء مواصلة القيادة، نظرت إلى نظام الملاحة وقلت: "بعد خمس دقائق سننعطف يمينًا باتجاه محضة."
"إذًا نحن قريبون الآن؟" سألت زوجتي، وهي تنظر من النافذة محاولة التقاط أول لمحة للبلدة.
"نعم، سيستغرق الأمر حوالي عشرين دقيقة أخرى للوصول إلى وجهتنا"، قلت، وأنا أشعر بزيادة في الترقب.
وبالفعل، وصلنا بعد قليل. كان أول مشهد استقبلنا هو الحصن الذي يقف شامخًا على يميننا. كان هيكلًا رائعًا، يذكرني بتاريخ المكان وتراثه.
"هل يمكنك التقاط صورة؟" طلبت من زوجتي.
ابتسمت وأخرجت هاتفها بسرعة. "تم! يبدو رائعًا."
أثناء القيادة، أشرت إلى تلة في المسافة. "تلك هي التلة التي كنت أذهب إليها وأجلس عليها عندما كنت في المدرسة. كانت ملاذي، مكاني الهادئ."
"هل تود الذهاب إليها مجددًا؟" سألتني.
فكرت في الأمر للحظة ثم هززت رأسي. "لا، أعتقد أنني أفضل الاحتفاظ بالذكرى كما هي. لكن دعينا نلتقط صورة لمنزلنا القديم."
وافقت، وأخذنا بعض الصور. كان المنزل لا يزال قائمًا، يحمل في جدرانه دفء الأيام التي قضيناها فيه. وبينما تجولنا في المنطقة، لاحظت بعض التغييرات. تم بناء المزيد من المساجد، وهناك دلائل على التطوير الجديد. ومع ذلك، فإن جوهر محضة ظل كما هو.
مررنا بالمركز الصحي الذي كان يقع مقابل مدرستي القديمة، يزيد بن المهلب، حيث درست في الصفوف الخامس والسادس والسابع والثامن. أعاد لي المشهد سيلًا من الذكريات.
"لن أنسى أبدًا ذلك الملعب"، قلت مشيرًا إليه. "لا يزال هناك، بجوار منزلنا. كان ذلك المكان الذي لعبت فيه مع أصدقائي، حيث كنا نهتف ونحتفل بانتصاراتنا الصغيرة."
ابتسمت زوجتي وهي تستمع. "لا بد أنه من الجميل أن ترى أن بعض الأشياء لا تتغير."
أومأت برأسي، وأنا أشعر بالامتنان للذكريات التي لا تزال حية في تربة هذه البلدة.
كانت محطتنا التالية البريمي، والتي كانت تبعد فقط عشرين دقيقة عن محضة. عند دخولنا المدينة، كانت الشوارع تعج بالحركة. كان السوق ينبض بالحياة، حيث ينادي البائعون على الزبائن ويتحرك الناس في روتينهم اليومي.
"هذا المكان كان دائمًا مزدحمًا"، علقت بينما كنت أتنقل بين الشوارع.
"هل نبقى الليلة أم نعود إلى المنزل؟" سألت زوجتي، متأملة خياراتنا.
ناقشنا الأمر لفترة، ووزنا خياراتنا. كان من المغري قضاء الليلة في البريمي، لكن نداء المنزل كان أقوى.
"لنتناول الغداء أولًا، ثم نقرر"، اقترحت.
وجدنا مطعمًا دافئًا واستمتعنا بوجبة شهية. وبينما كنا نجلس هناك، يملأ الهواء عبير الطعام الطازج المطهو، اتخذنا قرارنا النهائي.
"لنعد إلى المنزل"، قالت زوجتي، ووافقتها الرأي. "كانت هذه الرحلة أكثر عن إعادة زيارة الذكريات من تمديد إقامتنا."
وأثناء العودة، بدأ غروب الشمس يرسم سماء المساء بوهج ذهبي. كانت الرحلة ذات معنى، فقد أعادت لي ذكريات غالية وعززت من علاقتنا. لقد رحبت بي محضة مرة أخرى كصديق قديم، وعرفت أنني سأعود إليها مرة بعد مرة، لأستعيد الماضي وأحتضن الحاضر.