رمضان 2024 في تونس: موعد غرة الشهر الفضيل 1445
تاريخ النشر: 4th, March 2024 GMT
رمضان 2024 في تونس: موعد غرة الشهر الفضيل 1445.. يتساءل الأفراد عن موعد شهر رمضان في 2024 في تونس وذلك وفقًا للحسابات الفلكية التي توضح المواعيد الخاصة ببداية الشهر ونهايته ومواقيت الصلاة والسحور والإفطار، حيث يعد من أهم الشهور التي تمر على المسلمين ويتم انتظاره بفارغ الصبر حتى.
شهر رمضان في تونسرمضان 2024 في تونس: موعد غرة الشهر الفضيل 1445يتم الاستمتاع بالأجواء الروحانية والتفاصيل المميزة التي يضمها هذا الشهر الفضيل، مع الاهتمام بالعبادات والصلاة في أوقاتها ولا سيما صلاة التراويح وقراءة القرآن والصيام، وظهور المسحراتي في تونس والذي يسمى بأبو طبيلة الذي يوقظ الأفراد للسحور والاهتمام بوجبة السحور التي تضم الأطعمة التقليدية مثل بريك البيض والعصيدة والمسفوف والبسيسة وغيرها من الأطباق الشهية التي تتواجد على مائدة الإفطار طوال أيام الشهر الكريم في البلاد.
يبدأ شهر رمضان في تونس خلال يوم 11 مارس ومن المقرر أن ينتهي خلال يوم 9 أبريل، وسوف يتم استطلاع الهلال قبل رمضان بيوم أو يومين كما تعودت البلاد في كل عام، وتتهيأ البلاد لتلك المناسبة المميزة بالكثير من المظاهر الرائعة والتي تتعلق بتحضير المنازل وتزيينها مع نشر روح البهجة وتبادل التهاني بين أفراد العائلة والأصدقاء.
كما يهتم الشعب التونسي بعادات أخرى مثل الموسم الذي يأتي خلال ليلة 27 من شهر رمضان ويتم من خلاله تقديم الخاطب لهدية للخطيبة وتكون في صورة قطعة ذهبية أو هدية قيمة أخرى لتقوية العلاقة بين العائلات.
المصدر: بوابة الفجر
كلمات دلالية: رمضان رمضان 2024 موعد رمضان في تونس امساكية رمضان الشهر الفضیل شهر رمضان فی فی تونس
إقرأ أيضاً:
رمضان.. بين فرحة الطاعة وهيبة الفراق
د. سالم بن عبدالله العامري
رمضان.. ذلك الضيف العزيز الذي حلَّ علينا بروحه الإيمانية، مضت أيامه سريعًا، وكأنها لم تكن سوى لحظات، وها هو الآن يرحل، تاركًا في القلوب أثرًا لا يُمحى، وذكريات لا تُنسى؛ فكيف هو شعور من أتم هذا الشهر المبارك بالطاعات، وأعرض عن المحرمات، وعاش أيامه ولياليه متزودًا من كنوز القرب من الله؟
ها نحن نودعه بقلوب يملؤها مزيجٌ عجيبٌ من الفرح والحزن، بين نشوة الطاعة وهيبة الفراق.
ومع آخر ليلة من رمضان، يقف المؤمن مُتأملًا رحلته خلال هذا الشهر العظيم، قلبه يفيض بمشاعر متناقضة، لكنه يدرك أن الغلبة للفرح، الفرح بأنه صام وقام، وازدان نهاره بالذكر وتلاوة القرآن، وسجدت جبهته في الليالي المضيئة بدموع الرجاء والخشوع.إنها فرحةٌ لا تشبه أي فرحة، فرحةٌ تشبه وقوف المسافر المتعب بعد رحلة شاقة، يضع أحماله ويستريح وهو يعلم أنه قد بلغ وجهته بسلام. هو الفرح بوعد الله لعباده الصائمين، الذين بشرهم بقوله تعالى: "كل عمل ابن آدم له إلا الصوم، فإنه لي وأنا أجزي به" (حديث قدسي)؛ فأيُّ مكافأة أسمى وأجل من أن يتولى الله بنفسه جزاء من أطاعه وصبر؟
إنها فرحة الإنجاز، فرحة من سار في رحلة إيمانية، كبح فيها جماح نفسه، وروض شهواته، وصنع من أيامه ولياليه أجنحةً تحلق به في سماء القرب من الله. كيف لا تشرق الروح سعادةً وقد نادى المنادي: "يا باغي الخير أقبل، ويا باغي الشر أقصر" فأقبلت النفس على ربها، وفتحت أبواب الجنة، وسُلسلت الشياطين، وخفَّت وطأة الدنيا عن القلب.
لكن مع هذه الفرحة الغامرة، يتسلل إلى القلب شعور مهيب، شعور الفراق الذي يأبى أن يكون هينًا، فكيف يفارق المؤمن هذا الشهر الذي كان فيه قريبًا من الله أكثر من أي وقت مضى؟ كيف تنطفئ تلك المشاعر الروحانية التي تعلقت بها الروح؟ كيف تهدأ تلك الجوارح التي اعتادت الخشوع والبكاء عند تلاوة القرآن؟ كيف تودع العين دموع التهجد، ويودع القلب سكينته، ويعود العبد إلى عاداته بعد أن عاش أيامًا كأنه في جنة من نور؟ إنه وداع ثقيل على النفس، يشبه وداع الأحبة، لكنه أشد، لأن المودَّع هنا ليس مجرد أيام، بل هو موسم نفيس من الرحمات والبركات، موسم تتمنى النفس لو أنها تستطيع إيقاف عقارب الزمن عنده، فتظل تتنفس نوره إلى الأبد. إنه شعور المهاجر الذي وجد واحة ظليلة في وسط صحراء محرقة، ثم أٌمر بالرحيل عنها، فتأخذه الرهبة والحسرة: كيف سيواصل رحلته دونها؟ لكنه يعلم أن الله أكرمه بهذه الاستراحة ليكمل طريقه بقوة، فلا يكون رمضان لحظة عابرة؛ بل محطة تُمده بالزاد طوال العام.
هنيئًا لمن غادره رمضان وقلبه عامر بالإيمان، وروحه متمسكة بطريق الطاعة، وجوارحه ممتلئة بعهدٍ مع الله، عهد لا ينقضي بانقضاء الشهر؛ بل يستمر حتى اللقاء به سبحانه. فمن وُفِّق للطاعة في شهر رمضان، فعليه ألا يتوقف؛ بل يجعل من كل يومٍ بعده رمضانًا جديدًا، فالطريق إلى الله لا يُغلق بانتهاء موسم؛ بل هو ممتد ما دامت الأنفاس تتردد في الصدور.هنيئًا لمن صام وقام وأحسن العمل.. وهنيئًا لمن جعل من رمضان نقطة انطلاق لا محطة توقف.
وداعًا رمضان.. لكن أثرك في قلوبنا باقٍ إلى الأبد.