«مرصد سوداني»: حسابات بمواقع التواصل تحرض الجيش ضد المدنيين
تاريخ النشر: 4th, March 2024 GMT
جهات داخلية وخارجية فاعلة في الفضاء الرقمي السوداني تقوم بنشر معلومات خاطئة ومضللة
التغيير: بورتسودان
كشف «مرصد بيم ريبورتس» للتحقق الإعلامي، عن وجود حسابات على مواقع التواصل الاجتماعي تتعمد نشر معلومات عن أفراد مدنيين متهمة إياهم بالعمل لصالح قوات الدعم السريع.
وقال المرصد إن هذه الحسابات تنشر صور الأفراد ومعلومات السكن والإقامة وبعض تفاصيل العائلة وحتى أرقام هواتفهم الشخصية، وتوصي أجهزة الجيش والمخابرات باعتقالهم، كما تنشر الدعاية الحربية للجيش سواء كانت تلك المتعلقة بالمعارك أو التحركات السياسية التي يقوم بها.
وأضاف المرصد في تقرير نشره على موقعه الإلكتروني، أن جهات داخلية وخارجية فاعلة في الفضاء الرقمي السوداني تقوم بنشر معلومات خاطئة ومضللة، وأن جهات داخلية وخارجية فاعلة في الفضاء الرقمي السوداني تقوم بنشر معلومات خاطئة ومضللة، كما كشفت التقارير أن عددًا من الصفحات والحسابات على منصات التواصل الاجتماعي تناصر طرفي الصراع الجيش والدعم السريع، متبنية الدعاية الحربية لهما، وبالتالي تنشر معلومات مضللة عن واقع ما يحدث في السودان.
وقال التقرير: مع استمرار القتال، اتخذت الحرب بعدًا أكثر تعقيدًا خاصة في جانبها الاجتماعي، وهو ما انعكس لاحقًا في خطاب الكراهية على وسائل التواصل الاجتماعي حيث يتم التحريض ضد أشخاص مدنيين واتهامهم بالعمل لصالح أحد الأطراف دون تقديم أي أدلة على ذلك، ودون تقديم هؤلاء الأفراد لمحكمة تثبت أو تنفي عنهم هذه التهم. وبالتالي، ربما قد يتم اعتقالهم بناء على هذه المعلومات المنشورة أو حتى تعريض حياتهم للخطر.
حسابات نشطة
وأورد التقرير عدة نماذج لحسابات تنشط في نشر الأخبار المضللة والتحريض على المدنيين، بالتنسيق والتزامن في النشر، مثل حساب “أفضح خائن ودمدني”، الذي يعمل على نشر المعلومات المشار إليها، محرضًا ضد الأفراد المدنيين، متهما إياهم بالتخابر والعمل لصالح قوات الدعم السريع، ومثل صفحة “لواء الرادع الإلكتروني” المتابعة من أكثر من 162 ألف متابع، مشيرا إلى أن الصفحة تنشط أيضا في التحريض ضد المدنيين واتهامهم بالتخابر مع قوات الدعم السريع، كما تنشر محتوى حربيا يناصر الجيش السوداني وجهاز المخابرات العامة.
وأبان التقرير الطريقة التي تعمل بها هذه الحسابات من حيث التنسيق، إذ “أن جميع المنصات المشار إليها، ترتبط مع صفحة أفضح خائن ود مدني وصفحة كولمبيا فرع ودمدني وذلك عن طريق مشاركة ذات المحتوى وتولي الدعاية نفسها. حيث نشرت صفحة “الرادع الإلكتروني” صورة لشيخ الطريقة القادرية المكاشفية الأمين عمر الأمين مع تعليق يفيد بأن الأخير هرب من مسيده ببيت المال شمال بمدينة أم درمان بعد سيطرة الجيش على تلك المناطق، وهو ذات المنشور الذي شاركته صفحة “أفضح خائن ود مدني” وعدد من الحسابات الأخرى”.
سمات مشتركة
وأشار تقرير «مرصد بيم ريبورتس» إلى ملاحظة فريق التقصي أن ذات المحتوى يتم مشاركته في مجموعات عامة بها عدد كبير من المتابعين، مثل مجموعة دعم الجيش السوداني التي تضم أكثر من 169 ألف عضو.
وقدم التقرير تحليلا للسمات المشتركة لهذه الحسابات، إذ بعضها تضع صورا لجنود يتبعون للجيش السوداني، وأخرى تضع صورة شعار الجيش السوداني، في تضغ بعض الحسابات صورة شعار جهاز المخابرات العامة السوداني، كما تتفاعل جميع الحسابات مع بعضها البعض عن طريق المشاركة والنشر الحسابات عبر وسم موحد، وتتولى جميعها الحربية للجيش السوداني.
وكشف التقرير أن فريقه تمكن عن طريق البحث في الموقع الجغرافي الذي يتم منه إدارة هذه الصفحات والحسابات من التوصل إلى أن عددا من المنصات يتم إدارتها بالكامل من داخل السوان، بينما يتم إدارة بعض الصفحات بالكامل من خارج السودان.
خلاصة
وخلص تقرير «مرصد بيم ريبورتس» إلى أن الحسابات المرصودة تنشر المحتوى المعني عبر استخدام وسوم محددة وفي مواقيت متقاربة يبدو وكأنها تستخدم أسلوب السلوك الزائف المنسق لنشر هذا المحتوى. وبالبحث في المحتوى الذي تنشره مجموعة الصفحات والحسابات توصل فريق التقصي إلى أنها تناصر الجيش السوداني وتتولى الدعاية الحربية له، ويتم إدارة بعضها من خارج السودان، بينما يتم إدارة البعض من السودان.
الوسومالجيش السوداني الدعم السريع الردع الإلكتروني السوشيال ميديا المدنيين خطاب الكراهية
المصدر: صحيفة التغيير السودانية
كلمات دلالية: الجيش السوداني الدعم السريع السوشيال ميديا المدنيين خطاب الكراهية
إقرأ أيضاً:
قوات الدعم السريع تقتل 23 سودانيًا أثناء محاولتهم الفرار شرق ولاية الجزيرة
لقي 23 سودانيًا مصرعهم إثر هجمات شنتها قوات "الدعم السريع" شرق ولاية الجزيرة، وسط فرض حصار على الأهالي في قرى محلية الكاملين، ومنعهم من الخروج، مما أدى إلى مقتل من حاول الفرار.
واستهدفت الهجمات وحدة الصناعات الإدارية ومنطقتي "الجديد"، كما تم فرض حصار على قرية حبيبة في محلية الكاملين، ومنع المواطنين من مغادرتها.
وفي منطقة الجديد – الثورة، لقي 6 أشخاص مصرعهم، بينهم امرأة وطفلة توفيتا جراء سوء التغذية، بينما سقط 8 قتلى في منطقة الجديد – القهوة، بينهم سيدة أُطلقت النار عليها أثناء محاولتها النزوح.
وراح ضحية الهجمات أيضا على قرية الفراجين شخصان، بينما قُتل 7 أشخاص في قرية حبيبة.
وحذرت منصة "نداء الوسط"، التي تعمل على رصد الانتهاكات ضد المدنيين، من تدهور الأوضاع الإنسانية في المنطقة بسبب ممارسات قوات "الدعم السريع"، مشيرة إلى أن القوات المتبقية شرق الجزيرة تحاصر عددًا من القرى وتنفذ عمليات نهب وترويع ضد الأهالي.
وأكدت المنصة أن القوات تقوم بنهب المواد الغذائية ومصادرة قوت الأسر من منازلهم، داعية إلى تقديم إغاثة عاجلة للأهالي المحاصرين.
الألغام تحصد الأرواح
من جهته، أفاد "مرصد أم القرى" بانفجار قذيفة من مخلفات الحرب داخل أحد المتاجر في سوق المنطقة، مطالبًا السلطات بالتحرك السريع لتنظيف المناطق التي استعادها الجيش في ولاية الجزيرة من "الأجسام المشبوهة" والألغام والقذائف غير المتفجرة التي تنتشر على نطاق واسع.
وتأتي هذه الحادثة في ظل تزايد التحذيرات من مخلفات الحرب المنتشرة في الأحياء والأسواق، والتي تشكل خطرًا يوميًا على حياة الأهالي، خاصة الأطفال.
وأكد المرصد أن الجهات المختصة لم تتخذ إجراءات كافية لمعالجة مشكلة مخلفات الحرب، رغم النداءات المتكررة من المواطنين، مما أدى إلى استمرار وقوع حوادث مماثلة.
وأفاد مواطنون من المنطقة برصد أجسام مشبوهة لم تنفجر بعد في بعض الأحياء السكنية، وقاموا بإرسال صور ومقاطع فيديو توثق وجودها، مطالبين بالتدخل العاجل لتأمين المنطقة وحماية الأرواح.
وفي الأسبوع الماضي، أدى انفجار لغم أرضي في أحد المنازل بحي العيشاب في محلية أم القرى شرق ولاية الجزيرة، إلى مقتل شخص وإصابة آخرين بجروح تم نقلهم إلى مستشفى الفاو لتلقي العلاج.
وأشارت المنصة إلى أن قوات "الدعم السريع" قامت خلال سيطرتها على محلية أم القرى بزرع ألغام أرضية في بعض المناطق لمنع تقدم الجيش، دون أن يعلن الجيش عن إجراءات كافية للتعامل مع مخلفات الحرب.
وفي 11 كانون الثاني/ يناير الماضي، استعاد الجيش السيطرة على مدينة ود مدني، عاصمة ولاية الجزيرة، بينما لا تزال قواته تخوض معارك ضد قوات "الدعم السريع" التي يتزعمها محمد حمدان دقلو "حميدتي"، والتي تحاصر بعض القرى شرق الجزيرة.
ووفقًا لمرصد "الجزيرة لحقوق الإنسان"، نفذت قوات "الدعم السريع" سلسلة من الانتهاكات الجسيمة في ولاية الجزيرة منذ منتصف كانون الأول/ ديسمبر 2023، حيث فرضت سيطرتها على المدن والقرى وارتكبت جرائم تنتهك القانون الدولي الإنساني وقانون حقوق الإنسان.
وشملت تلك الانتهاكات أعمالاً عسكرية عنيفة باستخدام أسلحة ثقيلة وتقنيات متطورة ضد المدنيين العزل، مما أسفر عن سقوط أعداد كبيرة من القتلى.
كما شهدت الولاية تصاعدًا خطيرًا في أنماط الانتهاكات، بما في ذلك الاعتقالات التعسفية والاختفاء القسري والتعذيب وسوء المعاملة، حيث استُهدف المدنيون بشكل خاص.