ينتظر قطاع غزة قبل أيام من شهر رمضان الكريم هدنة إنسانية ووقفًا لإطلاق النار بعد 5 أشهر من العدوان الإسرائيلي، في وقت، تكثر فيه المفاوضات بشأن الوضع بالقطاع المحاصر، ففي القاهرة تستمر المباحثات بمشاركة دول الوسطاء بشأن صفقة تبادل المحتجزين الجديدة، وفي موسكو اجتمعت الفصائل الفلسطينية، على رأسها «فتح» و«حماس»؛ للاتفاق على الوحدة الوطنية، وتشكيل حكومة جديدة بعد استقالة «أشتية».

وبدأت مفاوضات دول الوسطاء أمس الأحد في القاهرة، وتستكمل اليوم الاثنين، للتوصل إلى اتفاق جديد بين دولة الاحتلال الإسرائيلي والفصائل الفلسطينية، بشأن تبادل المحتجزين وخطة المرحلة المقبلة خلال أيام شهر رمضان.

الجهود المصرية مستمرة

مصدر رفيع المستوى، قال إنّ الجهود المصرية مستمرة من أجل التوصل إلى هدنة إنسانية قبل شهر رمضان، مشيرًا إلى أن هناك تقدمًا ملحوظا في مفاوضات الهدنة الإنسانية، بحسب ما أعلنته قناة «القاهرة الإخبارية».

مفاوضات موسكو على الطريق الصحيح

واتفقت الفصائل الفلسطينية على بيان ختامي بمفاوضات موسكو على استمرار المباحثات ومواصلة اللقاءات لمعالجة كل القضايا الفلسطينية، وقال سيرجي لافروف، وزير الخارجية الروسي، إن الفصائل الفلسطينية اتفقت على احترام منظمة التحرير الفلسطينية.

وأكد «لافروف»، استمرار اجتماعات الفصائل الفلسطينية في جولات حوارية قادمة، للوصول إلى وحدة وطنية شاملة وتذليل العقبات في سبيل تحقيقها.

تشكيل حكومة جديدة بعد استقالة «أشتية»

وينتظر الشعب الفلسطيني، تشكيل حكومة جديدة بعد استقالة حكومة الدكتور محمد أشتية، وعلى الطاولة العديد من الأسماء أبرزها الدكتور محمد مصطفى، رئيس صندوق الاستثمار الفلسطيني، وأيضًا، احتمالية تشكيل حكومة تكنوقراط، تضم أشخاص لا ينتمون لأي أحزاب سياسية، لديهم المهارة التقنية والخبرة الفنية في إدارة الشؤون الحكومية واتخاذ القرارات.

وتستمر حكومة «أشتية» في تسيير الأعمال، وفقًا لما أعلنه الرئيس الفلسطيني محمود عباس «أبو مازن»، لحين تشكيل حكومة جديدة، ينتظرها الشعب الفلسطيني بفارغ الصبر.

المصدر: الوطن

كلمات دلالية: قطاع غزة الهدنة الإنسانية مفاوضات موسكو الحكومة الفلسطينية أخبار غزة الأوضاع في غزة الفصائل الفلسطینیة تشکیل حکومة جدیدة شهر رمضان

إقرأ أيضاً:

شادية أبو غزالة تعيد تشكيل شخصية المرأة الفلسطينية المناضلة

أول شهيدة فلسطينية، بعد نكسة 1967، وأول شهداء الجبهة الشعبية لتحرير فلسطين، استشهدت في بيتها بنابلس خلال التحضير لعملية مسلحة.

كانت متفوقة في دراستها، جدية، صامتة، وكانت تحب أن تردد بيت الشعر "أنا أن سقطت فخذ مكاني..
يا رفيقي في الكفاح" والذي كتب على ضريحها فيما بعد.

ولدت شادية أبو غزالة في البلدة القديمة في مدينة نابلس عام 1949، لعائلة فلسطينية لجأت من يافا، وتوفيت والدتها بعد ثلاث سنوات من ولادتها.



تلقت شادية تعليمها الابتدائي والثانوي في مدارس نابلس، ثم التحقت عام 1966 بجامعة عين شمس في القاهرة، قسم علم الاجتماع وعلم النفس.

 درست سنة واحدة في الجامعة ومن ثم عادت إلى فلسطين في الطائرة الأخيرة الّتي هبطت في مطار القدس/قلنديا، وقالت يومها: "لا فائدة للشهادة الجامعية إن لم يكن هناك جدارا تعلقها عليه". وأكملت دراستها في جامعة النجاح الوطنية في نابلس في تخصص علم الآثار. أحبت قراءة الأدب والشعر، وقرأت في علم النفس وفي الفلسفة، وتأثرت بسارتر وفكره الوجودي الاشتراكي.

انتسبت في سن السادسة عشرة إلى حركة القوميين العرب التي سيتحول فرعها الفلسطيني لاحقا إلى الجبهة الشعبية لتحرير فلسطين التي  كان رمزها الأول جورج حبش، حكيم الثورة، إلى جانب وديع حداد وأبو علي مصطفى وأحمد اليماني أبو ماهر.

تلقت أبو غزالة تدريباتها العسكرية فيها، وتعتبر من المساهمين في تأسيس الجبهة الشعبية وإحدى قادتها.

وحازت شادية احترام زملائها ورفاقها المناضلين لتمتعها بصفات قيادية ظهرت من خلال عملها الصامت، وصوتها الهادئ الرصين. والأهم من كل هذا شخصيتها الديمقراطية، فقد كانت تحترم الآراء المخالفة لها وتناقش أصدقاءها بتفهم وحب واحترام.

وبالرغم من أنها انتمت إلى تنظيم تقدمي طليعي إلا أنها لم تكن فئوية أو فصائلية، وهو الأمر الذي جعلها تتعاون مع غيرها من أبناء التنظيمات المختلفة، ومع المستقلين خدمة للهدف الفلسطيني الـمشترك وهو تحرير فلسطين وإقامة الدولة الفلسطينية المستقلة وعاصمتها القدس.

بعد حرب حزيران/يونيو عام 1967 رفضت شادية العودة إلى الدراسة في مصر وظلت في الأرض المحتلة حيث شاركت في العمل السري في تنظيم الأفراد وتأمين الاتصالات وجمع التبرعات وإخفاء السلاح والمقاومين، وطباعة المنشورات، وشاركت في هجمات مسلحة، يذكر منها عملية تفجير حافلة لشركة "إيجد" الإسرائيلية في تل أبيب.


                          صورة شادية أبو غزالة في أرشيف المتحف الفلسطيني الرقمي.

شكلت شادية نقطة تحول في نضال المرأة الفلسطينية، والانتقال من العمل الاجتماعي والمقاومة الشعبية المتمثلة في المظاهرات والاعتصامات وكتابة المنشورات التوعوية والتحريضية ضد الاحتلال إلى العمل العسكري المباشر، خاصة أنها كانت تدربت سرا على السلاح والمتفجرات.

وعلى نحو مفاجئ وفي الأول من شهر رمضان استشهدت شادية أبو غزالة في 28 تشرين الثاني/نوفمبر عام 1968، في منزل عائلتها بانفجار قنبلة كانت قد أعدتها، كان المفترض أن تقوم بتفجيرها في بناية في تل أبيب، وتروي أختها إلهام أبو غزالة الحادثة كالتالي:

"كنا جميعا حول مائدة الطعام، كانت غرفة الطعام في أقصى الزاوية الجنوبية الشرقية من بيتنا القديم الكبير، ذي الأقواس العالية والقبب المرتفعة، قرع الجرس قفزت شادية لتفتح الباب، وفي لحظة، انفجر المنزل، واقتحم اللهيب كل مكان من البيت، رأينا ألسنة النيران من كل حدب وصوب، تراكضنا مذعورين لمعرفة ما الذي جرى وسط الظلام الدامس، أخذت الأصوات تتعالى، ابحثوا عن شادية. ابحثوا عن شادية".

آنذاك لم يمهل الاحتلال وجيشها المحتل لنابلس أهل شادية وأقاربها وقتا كافيا لإخراج أثاثهم والبحث عن ابنتهم بين الأنقاض، فداهم الجنود المدججون بالسلاح المنزل في حارة الغرب في البلدة القديمة، وهدموا ما تبقى منه على رأس العائلة وفوق أشلائها المترامية هنا وهناك التي بدأت العائلة في جمع أشلاء شادية تمهيدا لدفنها في مقبرة نابلس الغربية إلى جوار والدتها، ونقشت على القبر أبيات شعرها المفضلة، "أنا إن سقطت فخذ مكاني.. يا رفيقي للكفاح" للشاعر الفلسطيني معين بسيسو.

المصادر

ـ رحاب الخترشي، "شادية أبو غزالة: أول شهيدة فلسطينية بعد النكبة"، مجلة ميم الإلكترونية، 14/12/2017.
ـ "شادية أبو غزالة"، وكالة الأنباء الفلسطينية (وفا)، 2019.
ـ نبيل السهلي، "شادية أبو غزالة..سيرة أول شهيدة فلسطينية بعد النكسة"، عربي21، 16/10/2021.
ـ- عاطف دغلس، "شادية ورفيقاتها..شهيدات فلسطين وجذوة نضاله"، 25/5/2021، الجزيرة نت.

مقالات مشابهة

  • القضاء يحسم الجدل بشأن جلسة تشكيل حكومة كركوك بفندق الرشيد (وثيقة)
  • قيادي بحماس: نسعى لتشكيل حكومة تكنوقراط لإدارة غزة
  • الفصائل الفلسطينية تعرض مشاهد قصف القدس المحتلة بصاروخين قبل وقف إطلاق النار
  • مباحثات لافتتاح مستشفيات في مصر لعلاج المرضى الليبيين
  • حركة الفصائل الفلسطينية: الدفعة الثانية لتبادل الأسرى مع إسرائيل ستتم في موعدها المحدد يوم السبت 25 يناير
  • عقيلة وخوري: تأكيدات على تشكيل حكومة موحدة
  • مباركاً للشعب الفلسطيني ومجاهديه الانتصار الكبير.. السيد القائد: كان للتعاون بين الفصائل الفلسطينية أهمية كبيرة فيما منَّ الله به وتحقق من نتائج عظيمة
  • خبراء: اليوم الأول لوقف إطلاق النار بغزة رسخ قواعد جديدة
  • شادية أبو غزالة تعيد تشكيل شخصية المرأة الفلسطينية المناضلة
  • باحث سياسي: سيطرة حماس على غزة تفرض ضرورة الوحدة الفلسطينية وتشكيل حكومة إنقاذ وطني