أعربت السفارة الصينية في رومانيا عن أسفها العميق وقلقها البالغ يوم السبت بشأن قرار الحكومة الرومانية برفض طلب شركة هواوي للحصول على ترخيص لمعدات اتصالات الجيل الخامس، ووصفت مثل هذه الخطوة بأنها تقوض المنافسة العادلة وسيادة القانون وستضر بمصالح الشعب الروماني. والتعاون الاقتصادي والتجاري الصيني الروماني.

جاءت هذه التصريحات بعد أن أصدرت الحكومة الرومانية في 29 فبراير إعلانًا رسميًا في الجريدة الرسمية، ترفض فيه طلب هواوي للحصول على ترخيص لمعدات الجيل الخامس الخاصة بها. وزعمت الحكومة الرومانية أن هذا القرار اتخذ "بناء على القانون 163/2021 المتعلق باعتماد التدابير المتعلقة بالبنى التحتية للمعلومات والاتصالات ذات المصلحة الوطنية وشروط تنفيذ شبكات 5G"، والذي دخل حيز التنفيذ في يونيو 2021، بحسب تقارير إعلامية.

ومنذ صدور القانون، نقلت السفارة الصينية في رومانيا موقفها مرارا وتكرارا إلى الأطراف المعنية مثل الحكومة الرومانية والأحزاب السياسية والبرلمان، معربة عن قلقها الشديد. وقالت السفارة الصينية في بيان يوم السبت "نعارض بشدة استبعاد أي دولة أو مؤسسة بناء على معايير غير فنية أو بنود تمييزية ونعارض بشدة الإجراءات التي تقوض مبادئ المنافسة العادلة وسيادة القانون".

تستثمر شركة Huawei وتعمل في رومانيا منذ 20 عامًا، وتلتزم بصرامة بالقوانين واللوائح الرومانية، وتحافظ على سجل جيد في مجال أمن الشبكات.

علاوة على ذلك، شاركت الشركة بنشاط في بناء شبكات الاتصالات في رومانيا، والتزمت بتعزيز التعاون في مجال تكنولوجيا المعلومات والاتصالات بين الصين ورومانيا، وخلق الآلاف من فرص العمل، وتقديم مساهمات إيجابية في الإيرادات المالية لرومانيا، والتنمية الاقتصادية الرقمية، والبنية التحتية للمعلومات. وقالت السفارة الصينية.

وقالت السفارة إنه من المعتقد أنه إذا وفرت رومانيا بيئة سوقية مواتية، فيمكن لشركة هواوي تقديم مساهمة أكبر في تطوير تكنولوجيا المعلومات والاتصالات في رومانيا، كما ستتوسع الاستثمارات الصينية في رومانيا بشكل أكبر، مما يفيد الشعب الروماني.

وقالت السفارة إنه على العكس من ذلك، فإن الفشل في توفير مثل هذه البيئة سيؤدي إلى ضرر كبير لمصالح الشعب الروماني والتعاون الاقتصادي والتجاري بين البلدين.

وفي حديثها بمناسبة الذكرى الـ75 لإقامة العلاقات الدبلوماسية بين الصين ورومانيا هذا العام، قالت السفارة إن الصداقة التقليدية بين البلدين والإنجازات في التعاون الاقتصادي والتجاري تم تحقيقها بصعوبة.

إن التعاون بين الجانبين، على أساس الاحترام المتبادل والمنفعة المتبادلة، يتماشى مع المصالح المشتركة للبلدين. "نأمل أن تأخذ رومانيا في الاعتبار المصالح طويلة الأجل، وتلتزم بمبادئ الإنصاف والعدالة وعدم التمييز، وتخلق بيئة مواتية للشركات الصينية للاستثمار والعمل في رومانيا. ومن الضروري دعم التعاون العملي بين البلدين". وقالت السفارة "الجانبان يتخذان إجراءات ملموسة".

وأشارت السفارة إلى أن الحكومة الصينية ستواصل الدفاع بقوة عن الحقوق والمصالح المشروعة للشركات الصينية.

المصدر: بوابة الوفد

كلمات دلالية: السفارة الصینیة وقالت السفارة الصینیة فی فی رومانیا

إقرأ أيضاً:

مبادرة الحضارة العالمية: شراكة جديدة بين الحضارتين الصينية والعربية

د. غادة كمال
أستاذ العلوم السياسية والعلاقات الدولية

في هذا التوقيت الصعب، والعالم يتجه نحو الحروب وانتشار الفوضى من غزة ولبنان إلى اليمن، وأوكرانيا، والسودان، وتهب رياح الحرب الباردة من جديد، وتتعزز التحالفات والتكتلات في آسيا وأوروبا، ويشتد الصراع في أفريقيا، وتهتز أسس الاقتصاد العالمي، وتتسع الفجوة بين الطبقات، ويبدو وكأن العالم على حافة حرب عالمية جديدة، إن حدثت، لن يتعافى منها قبل مئات الأعوام.
وتأتي أهمية "مبادرة الحضارة العالمية" التي تهدف إلى استرداد مفاهيم التعايش السلمي، ومنع الحروب، وتخفيف التوتر الدولي الحالي. وهي نداء لتعزيز الحوار بين الشعوب، والتبادل الثقافي والفكري بين الحضارات، والتمسك بالقيم، وتفهُّم تقاليد وأنماط الحضارات المختلفة واحترامها، وتبادل المصالح، واحترام حقوق الشعوب في تقرير مصيرها، وعدم تدخل دولة في شؤون دولة أخرى أو فرض هيمنتها عليها، وبناء التوافق السياسي، وتعزيز التعاون والمواءمات الاستراتيجية التي تحقق آمال الشعوب، وإرساء أسس سليمة لبناء تقدم الحضارات، وتعزيز الاستفادة المتبادلة بين مختلف الثقافات.
ولا شك أن مبادرة الحضارة العالمية والحوار بين الحضارتين الصينية والعربية خطوة هامة نحو تعظيم التقارب والتفاهم بين الثقافات المختلفة.

1. الصين والدول العربية

تمثل العلاقات الصينية العربية نموذجًا مهمًا في إطار العلاقات الخارجية لكل من بكين والدول العربية، حيث تتشابه الصين مع العالم العربي في انتماء كل منهما إلى أمة ذات حضارة تاريخية عريقة. وقد دعا الجانبان إلى تعزيز الحوار بين مختلف الحضارات والشعوب، ويجري التعاون بينهما في أنشطة متنوعة في مجالات التبادل الإنساني والثقافي من خلال منصات وآليات مثل منتدى التعاون الصيني-العربي ومنظمة التعاون الإسلامي، مما عزز التفاهم والصداقة بين الشعوب في العالم العربي والإسلامي والصين.
وقد شهدت العلاقات تطورًا كبيرًا خلال العقدين الأخيرين، إذ تواصل الصين والدول العربية تعزيز التعاون الاستراتيجي في كافة المجالات، حيث تدعم الدول العربية الجهود التي تبذلها الصين للحفاظ على مصالحها الجوهرية، وتلتزم دائمًا بمبدأ الصين الواحدة. في المقابل، تدعم الصين جهود الدول العربية لتعزيز الاستقلال الاستراتيجي والحفاظ على السيادة وتسوية النزاعات بالحوار.
لذا، أصبح تعزيز التعلم المتبادل بين الحضارتين الصينية والعربية أمرًا بالغ الأهمية لدفع الاستقرار والتنمية في الجنوب العالمي، وتحقيق ازدهار الحضارات. كما أن الحوار الحضاري والثقافي بين الجانبين ضرورة عصرية، ووسيلة لتحقيق المنفعة المشتركة بعيدًا عن منطق الهيمنة والمصلحة الضيقة.

2. آليات التعاون بين الحضارتين الصينية والعربية

شهدت مجالات التعاون تطورًا ملحوظًا في السنوات الأخيرة، خاصة في المجالات الثقافية والتعليمية والتكنولوجية. ومنها:

• منتدى التعلم والاستفادة المتبادلة

عُقد "منتدى أعمال الحوار الحضاري لخطة التعاون 10+10 بين الجامعات الصينية والعربية" في أكتوبر 2024 بجامعة شانغهاي، كأحد مخرجات الاجتماع الوزاري العاشر لمنتدى التعاون الصيني العربي، وأكّد عليه الرئيس الصيني شي جين بينغ.
ويُعد المنتدى قرارًا استراتيجيًا يهدف إلى تعميق التعاون الأكاديمي والثقافي والابتكار والتنمية المستدامة، لمواجهة التحديات العالمية، وتعزيز بناء مجتمع المصير المشترك.

• منتدى التعاون العربي-الصيني

يُعد المنتدى إطارًا فعالًا للحوار والتعاون في مختلف المجالات (السياسية، الاقتصادية، الثقافية). ويضم 19 آلية، منها المؤتمرات الوزارية والحوارات الاستراتيجية، وأصدر 85 وثيقة لتعزيز التعاون المشترك، خاصة في مجالات الطاقة والتكنولوجيا والبنية التحتية، مع توقيع اتفاقيات تبادل العملات مع دول عربية.
كما يشهد الجانبان نشاطًا كبيرًا في تعليم اللغتين الصينية والعربية، مما يعزز التفاهم الثقافي المتبادل.

• مبادرة الحزام والطريق

تمتد جذور التواصل الحضاري بين العرب والصينيين منذ طريق الحرير القديم، وتواصلت عبر "مبادرة الحزام والطريق"، التي نفذ الجانبان في إطارها أكثر من 200 مشروع تعاون.
ورغم الطابع الاقتصادي للمبادرة، إلا أنها تشمل أبعادًا ثقافية واستراتيجية عميقة، تعزز الاحترام المتبادل والترابط الحضاري بين الشعوب.

3. العلاقات المصرية-الصينية "نموذجًا"

العلاقات بين مصر والصين تاريخية، تعود إلى طريق الحرير القديم، واليوم تشهد هذه العلاقات نقلة نوعية في ظل شراكة استراتيجية شاملة.
وُقعت اتفاقيات متعددة تشمل التعاون الإعلامي والثقافي والتعليمي والاقتصادي، وتم تضمين اللغة الصينية في المناهج الدراسية المصرية، بجانب تبادل الزيارات، والبرامج الثقافية، وتوقيع برامج تنفيذية مشتركة.
تجسد هذه العلاقة نموذجًا للتعاون الثقافي بين الصين والدول العربية، وشراكة تسهم في بناء مجتمع المصير المشترك.

التحديات

صعوبة التواصل اللغوي.

ضعف الدراسات الأكاديمية عن الصين.

ضعف حركة الترجمة.

قلة الباحثين المتخصصين.

ضعف التعاون الإعلامي والثقافي.

اعتماد الإعلام على مصادر غربية.

التوصيات

تشجيع الترجمة بين اللغتين.

إنشاء آلية تواصل فعالة.

تنفيذ مشروعات بحثية مشتركة.

إنشاء قاعدة بيانات للخبراء.

تفعيل المراكز الثقافية وزيادة المنح الدراسية.

تنويع وسائل الإعلام وتبادل الوثائق والرؤى.

ختامًا

تمثل "مبادرة الحضارة العالمية" والحوار بين الحضارتين الصينية والعربية خطوة ضرورية لبناء عالم أكثر فهمًا وتسامحًا، وتُعد دعوة لمواجهة خطابات الكراهية، وإرساء أسس السلام. وهو ما يستدعي إيجاد صيغة ملائمة للتعاون بين جميع الشعوب لصناعة مستقبل أكثر استقرارًا وإنسانية.

مقالات مشابهة

  • بعد 9 سنوات من التوقف.. الخارجية اليمنية تعلن استئناف عمل سفارتها في دمشق
  • أوريدو.. دورة تكوينية حول “تكنولوجيا الجيل الخامس” لفائدة الصحفيين الجزائريين
  • أوريدو.. دورة تكوينة حول “تكنولوجيا الجيل الخامس” لفائدة الصحفيين الجزائريين 
  • أوريدو.. دورة تكوينة حول “تكنولوجيا الجيل الخامس”لفائدة الصحفيين الجزائريين 
  • السفارة الصينية في واشنطن تنفي تصريحات ترامب بالاتفاق حول الرسوم الجمركية
  • مرصد الأزهر يشارك في جولة المشاورات المصرية الصينية لمكافحة الإرهاب ببكين
  • شراكة استراتيجية بين «AE Media Production» و«البروج مصر» تمتد لعامها الخامس على التوالي
  • ليانغ سوو لي: منفعة متبادلة بين الشركات الصينية والعربية في إطار النمط التنموي الجديد
  • محافظ القاهرة يستقبل وفدًا من مدينة شنتشن الصينية لبحث سبل التعاون المشترك
  • مبادرة الحضارة العالمية: شراكة جديدة بين الحضارتين الصينية والعربية