كيف نستعد لقدوم شهر رمضان؟ .. علماء بالأزهر يوضحون
تاريخ النشر: 4th, March 2024 GMT
عقد الجامع الأزهر ، الندوة الثانية من الموسم الثاني عشر من البرامج الموجهة للمرأة والأسرة بعنوان: " الاستعداد لشهر رمضان المبارك"، وحاضر فيها كل من: د. رحاب الزناتي، أستاذ التربية بجامعة الأزهر، ود. شهيدة مسعد مرعي، مدرس البلاغة بجامعة الأزهر، ونائب رئيس مركز تطوير تعليم الطلاب الوافدين والأجانب، وأدارت الندوة د.
وقالت د. رحاب زناتي، إنه يجب علينا اغتنام أوقات الخير والمسارعة إليها عملا بقوله تعالى،{ وَسَارِعُوا إِلَى مَغْفِرَةٍ مِنْ رَبِّكُمْ وَجَنَّةٍ عَرْضُهَا السَّمَاوَاتُ وَالْأَرْضُ أُعِدَّتْ لِلْمُتَّقِينَ}، وقوله ﷺ لرجلٍ وهو يَعِظُه" اغتنِمْ خمسًا قبل خمسٍ : شبابَك قبل هَرَمِك، وصِحَّتَك قبل سَقَمِك، وغناك قبل فقرِك، وفراغَك قبل شُغلِك، وحياتَك قبل موتِك"، ومع الاستعداد لمواسم الخيرات، ينبغي استحضار النية والدعاء وحسن الظن بالله ، فعن النبي ﷺ : يقول الله تعالى في الحديث القدسي: " أنا عند ظن عبدي بي ، وأنا معه إذا ذكرني" ، إلى آخر الحديث.
وتابعت الأستاذ بجامعة الأزهر: إن الله تعالى حث عباده على الدعاء والاستغفار، بقوله تعالى: "وَإِذَا سَأَلَكَ عِبَادِي عَنِّي فَإِنِّي قَرِيبٌ أُجِيبُ دَعْوَةَ الدَّاعِ إِذَا دَعَانِ فَلْيَسْتَجِيبُوا لِي وَلْيُؤْمِنُوا بِي لَعَلَّهُمْ يَرْشُدُونَ}، وفي الاستغفار يقول الله عز وجل {فَقُلْتُ اسْتَغْفِرُوا رَبَّكُمْ إِنَّهُ كَانَ غَفَّارًا * يُرْسِلِ السَّمَاءَ عَلَيْكُمْ مِدْرَارًا * وَيُمْدِدْكُمْ بِأَمْوَالٍ وَبَنِينَ وَيَجْعَلْ لَكُمْ جَنَّاتٍ وَيَجْعَلْ لَكُمْ أَنْهَارًا}.
رئيس جامعة الأزهر يشهد افتتاح المؤتمر الطلابي الأول لكلية التربية بنات القاهرةمن جهتها بيّنت د. شهيدة مسعد مرعي، أن الاستعداد لشهر رمضان الفضيل يكون باستحضار هدي النبي ﷺوإحياء سنته والاقتداء به، ومن الأعمال التي يجب أن نحرص عليها قبل رمضان وخلاله؛ التسامح والمغفرة وإزالة الشحناء والخصومات، وتحديد الهدف الذي نرجى تحقيقه في رمضان.
وأوضحت أنه على المسلمين أن يكثروا من الدعاء بأن يبلغنا الله رمضان ويتقبله منا، وقد ورد عن بعض السلف أنهم كانوا يدعون الله ستة أشهر أن يبلغهم رمضان، ثم يدعونه خمسة أشهر بعدها حتى يتقبل منهم، فينبغي على المسلم أن يدعو ربَّه تعالى أن يبلِّغه شهر رمضان على خير وأن يعافيه في دينه في بدنه، ويدعوه أن يعينه على طاعته فيه، ويدعوه أن يتقبل منه عمله، كما ينبغي عليه التزود بالعلم، ليقف على أحكام الصيام، ومعرفة فضل رمضان، بالإضافة إلى المسارعة في إنهاء الأعمال التي قد تشغل المسلم في رمضان عن العبادات، والجلوس مع أهل البيت والأولاد لإخبارهم بأحكام الصيام وتشجيع الصغار على الصيام، وإعداد بعض الكتب التي يمكن قراءتها في البيت، وتعويد النفس على الصيام من شهر شعبان استعداداً لصوم شهر رمضان.
من جهتها، قالت د. حياة العيسوي، إننا نستقبل شهراً من شهور الله، فضّله الله بركن من أركان دينه، ولا بد أن نستقبله استقبال المؤمنين بمنهج الله المنساقين له قيادة وإذا أردنا أن نعرف فضل هذا الشهر ، فلنتدبر قول الله عز وجل: {شَهْرُ رَمَضَانَ الَّذِي أُنْزِلَ فِيهِ الْقُرْآنُ هُدًى لِلنَّاسِ وَبَيِّنَاتٍ مِنَ الْهُدَى وَالْفُرْقَانِ}
فالله عز وجل قد كرم هذا الشهر بنزول القرآن فيه ، والقرآن هو كلام الله المعجز المنزل على سيدنا محمد ﷺ لهداية الناس أجمعين فقد قال الله تعالى {الرَّحْمَنُ * عَلَّمَ الْقُرْآنَ * خَلَقَ الْإِنْسَانَ * عَلَّمَهُ الْبَيَانَ }فقد خلق الله الناس وأوجد لهم المنهج الذي يسيرون عليه، قال تعالى{ لَوْ أَنْزَلْنَا هَذَا الْقُرْآنَ عَلَى جَبَلٍ لَرَأَيْتَهُ خَاشِعًا مُتَصَدِّعًا مِنْ خَشْيَةِ اللَّهِ وَتِلْكَ الْأَمْثَالُ نَضْرِبُهَا لِلنَّاسِ لَعَلَّهُمْ يَتَفَكَّرُونَ}،فالجبل من شدة خشيته وخوفه من الله عز وجل إذا أنزل عليه القرآن تراه متذللاً متشققاً .
وتابعت: تكريماً لهذا الحدث نستقبله بالصوم ، والصوم يقوّم ملكات النفس، فكما أن النفس فيها ملكات تُحب الطعام والشراب، كذلك يوجد فيها ملكات تحب الخير وفعل الطاعات، وينهانا الله عن الإسراف في الطعام وألا نضيع الوقت فيما لا يفيد فشهر رمضان إنما يكون بالصيام ومدارسة القرآن والقيام والإكثار من الطاعات .
المصدر: صدى البلد
كلمات دلالية: الأزهر الجامع الازهر الاستعداد لشهر رمضان جامعة الأزهر الله عز وجل شهر رمضان ه تعالى
إقرأ أيضاً:
أستاذ شريعة بالأزهر يوضح كيفية المحافظة على الدين
قال الدكتور أحمد الرخ، أستاذ الشريعة والقانون بجامعة الأزهر، إن الحفاظ على الدين واجب على كل مسلم، ويشمل العديد من الجوانب التي تبدأ من التبليغ الصحيح للدين وتستمر في التمسك بالثوابت الشرعية.
وأوضح أستاذ الشريعة والقانون بجامعة الأزهر، خلال تصريح اليوم الثلاثاء، أن الله تعالى أمرنا بالتبليغ عن دينه كما هو، بالأسلوب الأمثل، حيث قال في كتابه الكريم: "ادع إلى سبيل ربك بالحكمة والموعظة الحسنة"، مؤكدا أن النبي صلى الله عليه وسلم أضاف في حديثه الشريف: "بلغوا عني ولو آية"، مما يدل على أهمية نشر العلم والدعوة إلى الدين بين الناس.
وأضاف أن من أوجب الأمور في الحفاظ على الدين هو التمسك بالثوابت الإسلامية التي تضمن استمرارية النهج الصحيح، وذلك كما أوصى النبي صلى الله عليه وسلم الصحابة في حديثه المعروف عندما قال: "عليكم بسنتي وسنة الخلفاء الراشدين المهديين من بعدي"، مشيرا إلى أن هذا الحديث يعد مخرجًا من الفتن التي قد تظهر في المجتمعات.
وأكد أن الحفاظ على الدين ليس فقط بالوجود، أي من خلال نشر تعاليمه، بل أيضًا من خلال الامتناع عن كل ما يؤدي إلى ضياع الدين أو تشويهه، مشددا على أهمية تعليم الدين ليس فقط للكبار بل للأطفال أيضًا، وهو ما يظهر في العديد من المواقف التي نقلها الأئمة في سيرة النبي صلى الله عليه وسلم، والنبي صلى الله عليه وسلم كان يولي اهتمامًا كبيرًا بتعليم الصغار، حيث كان يعلمهم أبسط الأمور مثل كيفية تناول الطعام، كما في حديث عمر بن أبي سلمة الذي كان مع النبي صلى الله عليه وسلم عندما كان صغيرًا، فوجهه النبي إلى أن يقول بسم الله ويأكل بيمينه.
وفي سياق آخر، أضاف أن المحافظة على الدين تشمل أيضًا فهم واتباع السنن النبوية، مثلما كان يفعل النبي مع أفراد عائلته، وهو ما يظهر في موقفه مع الحسن والحسين رضي الله عنهما عندما علمهما أن آل بيت النبي لا يأخذون الصدقة، وهذه أمور هامة في تعليم الأجيال الناشئة.